تقفلت السبل في وجه أخينا . .. باع الركشة والجوال وجهاز التسجيل وقرر
الهجرة .. وعندما وصل لبلاد الغربة ظن انها فرجت وبدأ رحلة البحث عن عمل .. وجده ..
تطلب عمله التنازل من الكفيل ليستقر لكنه تسلط عليه كفيل كما جهنم لايشبع كلما
أعطاه قال هل من مزيد ؟.. اصحاب العمل طالبوه بالمغادره طالما انه لم يستطع تحسين وضعه
.اضطر للمغادرة . عاد من جديد الى طاحونة الفراغ والعطالة ...
أثنين من أصدقائه لاحظوا احباطه ويأسه قرروا ان ينتشلوه من دوامة
الإحباط بأن يشركوه في مغاماتهم .. في
البحث عن الذهب في الصحراء .. ذهب معهم لانه ليس لديه خيار وليس في الامكان أسوأ
مما كان ... هم لهم تجارب ومغامرات سابقة وخبرة في استخدام جهاز الكشف والحفر ... هو لم يستطع
ان يقدم لهم شيئا سوى أن يساعدهم في الطبخ واعداد (الحلة ).. وصلوا الى هدفهم بعد
مغيب الشمس .. بعد ان اعدوا مخيمهم وجمعوا الحطب لاشعال النار .. طلبوا منه ان
يجمع (اللدايات) ... سألهم عما تكون هذه اللدايات قالوا له هي الاثافي .. وقال ما
هي الاثافي ..( ياخ انت لاتعرف عربي ولا تعرف سوداني ؟) يعني تجمع ثلاثة جحارة
بحجم واحد تقريبا حتى تضع عليها القدر وتشعل تحتها النار .. تركوه بعد ان فهم
وذهبوا ومعهم جهاز الكشف يجسون الارض ويتحسسون مكمن المعدن الساحر ..
اما هو بالفعل احضر ثلاثة حجارة وضعها متقاربه جمع في وسطها الحطب
واشعل النار ... ثم وضع الحلة وظل مجتهدا يحرك الهواء بمروحة يدوية وتارة ينفخه
بفمه حتى التهب الحطب .. وضع عليه القدر بمكوناته ..
لكن في الظلام لاحظ ان أحد الحجارة تحول الى اللون الاصفر وبدأ يتوهج
.. في الاول لم يكترث لكن عندما زاد بريقه نادى زملائه ...
حضروا مسرعين ولاحظوا فعلا
للمعان الحجر وصفرته الفاقعة .. نسوا امر الطبخ والاكل والجوع طفوا النار ..
وبردوا الحجر اللامع حتى لا يؤثر على جهازهم .. ثم قربوا منه الجهاز ليسمعوا اجمل صفير بل قل أحلى زغرودة يسمعها عريس
من والدته في ليلة زفافه على آسرة قلبه ..