يدق الباب في الثلث الاخير من الليل عند ابو عمر الذي قام مفزوعا من النوم
يفتح الباب وفي راسه الف هاجس ربما يكونوا شرطة او جهه امنية يفتح الباب وهو يدعك عينيه حتى يستطيع فتحهما ليجده صديقه ابو علي ..
ابو عمر : خير يا ابو علي نعلوا ما في مشكلة
ابو علي : قلت ليك يا ابو عمر لو فكيت ليك البت كان جريتني ؟؟
ابو عمر : البت ؟؟ بت منو كمان ؟؟
ابو علي : ياخي بت الاسود
ابو عمر : يخرب بيتك يعني هسع انت جايي تتناقش في الحريق في الكتشينة .
ابو علي : اسكت ساي يا ابو عمر ما تشوف الخمسين دي حرقتني كيف ياخي انا كنت فاتح قلت لكن ما افتح الا بخمسين ومطمئن وما قايلك قافل ..
ابو عمر : شوف هنا يا ابو علي انا من هنا ومن يوم الليلة تاني لا عاوز كشتينة ولا تجيب لي سيرتها ..
ابو علي : لا يا ابو الشباب معقولة تعتزل قبل ما ناخذ ثارنا ..
ابو عمر : يعني ايه تاخذ ثارك ..؟؟
ابو علي : يعني نلعب قيم حاسم هسع لو غلبتني اكون اقتنعت لو غلبتك اكون اخذت تاري ..
ابو عمر : نلعب وين ؟؟ وهسع ؟؟
ابو علي : ايوا عندك هنا في الصالون ماعندك فردة ؟؟
ابو عمر : لا انا ماعندي كوتشينة في البيت ..
ابو علي : ولا يهمك انا عندي في العربية انزل اجيبها واجي بس انت فرش الملعب .
ابو عمر : اوفففففففف بالله دي مصيبة شنو الوقعنا فيها دي ؟؟
يرجع ابو علي وفي يده فردة الكتشينة ويدخلا في صالون ابو عمر .. ويبدا اللعب فعلا وبعد قليل تسمع صرخة ابو علي : الف .... وحي حي حي .. الليلة وووب يلا اعتزل احي انا ..
تجي ام عمر مفزوعة هي واطفالها .. سجمي يا احمد في شنو ؟؟
يرد ابو علي :: في شنو غلبناه ليك قال عايز يعتزل قال يلا احي نشيل كشتينتنا ونتخارج بعد كدا لو عاوز تعتزل اعتزل ..
ام عمر : للدرجة دي يا احمد تخلينا ننوم وتجيب اصحابك تلعبوا في الصالون تقلبوه نادي الساعة ثلاثة صباحا هسع الجيران يقولوا علينا شنو .. انا ما قاعدة معاك بكره دي تسفرني لاهلي ..
ابو عمر : يا وليه افهمي .. والله انا كنت فاتح لكن مافي طريقه اتخلص بيها من ابو علي غير اخليه يغلبني عشان كدا انتظرتو .. وصدقيني انا في الجمعية غلبتو جا دق الباب يسال فيني عن سبب غلبه ولامن قلت ليه انا اعتزلت قال الا بعد مباراه ثاريه وانا زي ما قلت ليك خليتو يغلبني مخصوص عشان اعتزل ..
ام عمر : وتخلي يغلبك كيف؟؟ .. شوف هنا يا ترجع تاخذ تارك يا تسفرني لاهلي ..
ابو عمر : يا وليه انت بصحك .
ام عمر : ايوا بصحي يعني عاوز مرتو محاسن كمان تشمت فينا وتكرهنا المناسبات .
ابو عمر : خلاص بكره في الجمعية ..
ام عمر : لا لا لا عندي هنا دا تعزمن عشا هو ومرتو .. ولامن تجرو خمسين عايزاك تصرخ وتقول خمسين يا ام عمر عشان انا ازغرد من جوة واغلى ليك قلب محاسن غلي ..
ابو عمر : ..متبسما وسعيدا بهذا الانقلاب ...ابشري يا ام عمر .
وفي اليوم التالي في بيت ابو علي
محاسن : انت متاكد انه ما عندهم اي مناسبة للدعوة دي يعني لا ميلاد شافع ولا نجاح اخت .
ابو علي : يا وليه ناس بيريدونا لله عازمننا عشا نقعد نتحقق ونشك فيهم ..؟
محاسن : كان بيريدونا ما بعرف ..
ابو علي : هو في ايه شنو الخلاك تشكي ..؟
محاسن : سعاد دي صاحبتي من زمن نحن بنات وطالبات بعرفها زي جوع بطني ما بتعمل ليها حاجة بدون هدف تحت تحت وزولة بتاعة مقالب وخوازيق.
ابو علي : اللهم طولك يا روح ياخي هي دي اول مرة نعزمهم ولا يعزمونا نحن البينا عامرة من زمان ..
محاسن لازالت شاك في الامر ( يتخيل لي عندها حق)
محاسن : كدي انت آخر مرة قابلت ابو عمر متين وكنتو تعملوا في شنو .؟
ابو علي : اتقابلنا امس الخميس في الجمعية اقصد الصباح الجمعة لا لا لا الخميس يعني صبحان على الجمعة .
محاسن : يا راجل مالك تقطع خميس وجمعة وصباح .. انت صحي يوم الجمعة الصباح بدري قلت اتصلوا بيك ناس الشغل وقالوا في حالة طارئة وطلعت زي ثلاثة صباحا وجيت بعد ساعة انا بعاين ليك كنت مبسوط تغني .. في شنو في الشغل خلاك تكون مبسوط وتغني .
ابو علي شعر بجرجرة محاسن ستورطه في التحقيق لو قال ليها كان عند ابو عمر وراح جراه خمسين في عقر داره وسط اهله يمكن الخبر يفرحها لكن حكاية التسلل ثلاثة صباحا دي غبر مامونة العواقب لذلك قرر ان يحسم النقاش مستخدما صلاحياته الذكورية ..
ابو علي : شوفي هنا يا وليه عايزة تروحي العشا اهلا وسهلا ارجع من الشغل الاقيكم لابسين ما عايزة قولي ما عايزة ما تملينا كلام كتير .
محاسن تؤثر فيها اللهجة الحادة وتبتلع لسانها وتذهب وهي تهز في راسها وتؤشر بيديها دليل على انها لازالت تشك في الامر ..
وفي بيت ابو عمر
ابو عمر : اها الناس ديل وافقوا وجايين الليلة حانعشيهم شنو ؟
سعاد : حانعشيهم شنو يعني حا نضبح ليهم . ما عشا عادي ..
ابو عمر : كيف يعني عشا عادي زي شنو .؟
سعاد : فول وجبنة وبيض وطعمية وتونة وطحنية وكدا يعني .
ابو عمر : دا كلام شنو يا ولية في زول يعزم الناس عشا ويعشيهم فول .
سعاد : يعني عاوز تجيب ليهم شنو يعني المحمر والمشمر .
ابو عمر : ما لازم طالما عزمتي الناس تكوني قدر العزومة دي .
سعاد : ما انا خايفاه يجرك خمسين كمان تبقى علينا ميتة وخراب ديار .
ابو عمر : يا ولية ما تبطلي العصبية بتاعتك دي كمان.ما يجرني يعني شنو.
سعاد : كيف يعني ما يجرك . ومال نحن عاملين العشا لشنو ..
ابو عمر : ياختي دا براه ودا براه .
سعاد : شوف هنا انت اكان الغلب ما بيهمك انا بيحرقني جوة في قلبي دا ماشفت انا متغاظة كيف لامن اتذكر صرخته الامس ديك هو يقول الف ويتوحوح .انا قلت البيت وقع فينا.
ابو عمر : طيب ما اختلفنا خلينا نعشيهم عشا كويس طالما عزمناهم ..
سعاد : انت واثق من نفسك ..
ابو عمر : تقصدي شنو باني واثق في نفسي ..
سعاد : انا خايفه نصرف عليهم في العشا بعدين يغلبونا .. انت متمرن كويس .. انا غايتو محاسن دي لو غلبتنا وعرفت الحكاية الا اخلي ليها البلد وارجع نهائي..
ابو عمر : يا ام عمر الكشتينة دي زي الكورة غالب ومغلوب بعدين هي حظوظ .
ام عمر : طيب هي وقت زي الكورة ما تتمرن كويس ولا شوف ليك مدرب .
ابو عمر : ياخ انتي ماخدة الموضوع بجدية اكتر من اللازم .. الكشتينة حظوظ افرض هو في التوزيعة جوه اربعة جواكر انا التمرين بينفعني بشنو تاني .
ام : عمر ايوا فكرة طيب انت ما تدس جواكر تحت الفرشة ..
ابو عمر مغتاظا ومنفعلا : يا ولية اختشي ولا هسع بضرب للناس ديل تلفون اعتذر والغي الدعوة ..
ام عمر : لا لا لا خلاص خلاص بس انشاء الله ما تتغلب ..
بيت ابو العلي الوقت بعد المغرب بقليل في ذات يوم الدعوة
ابو علي : يا محاسن انتي لسع ما لبستي العيال ديل ..
محاسن أجي يا راجل البسهم من المغرب ليه هو نحن معزومين عشا ولا فطور رمضان .
ابو علي : يا ولية عشان نمشي بدري ونجي بدري انت عارفة بكرة في دوام ومدارس ..
محاسن : انا ذاتي دعوة بداية الاسبوع دي ما داخلة لي في راسي ...
ابو علي : يا مرة هوي بطلي الوسواس دا ناس عازمننا عشا دي فيها حاجة ؟
محاسن : عشا بلا مناسبة وفي بداية الاسبوع دي ما حاجة تشكك ..؟
ابو علي : يمكن عاملين لينا مفاجأة ..
محاسن : مفاجأة زي شنو يعني ؟؟
ابو علي : محاولا التمويه وابعاد نفسه بعيدا عن الشبهات : يمكن مثلا اشتروا بيت ..
محاسن : طيب نحن البفاجئنا شنو لو اشتروا بيت ما يشتروا نحن مالنا ومالهم ..
ابو علي شعر باللكمة المضادة السريعة فاستخدم سلاح الذكورة من جديد : يا مرة ما تبطلي النقة الكتيرة دي لبسي الاولاد خلينا نمشي ما نساهر بالناس .
محاسن تستجيب للنهرة بغيظ وتبدأ تنهر في الاطفال ... ( يا بت يا سحر شطفي اخوانك ديل ولبسيهم .. انت يا خالد يا زفت خلي البلي استشن دا امشي البس ..
- ماما نحن ماشين وين ؟؟
- حانمشي وين يعني ماشين نتحشي عشا لا ليه راس ولا قعر وراجعين ..
بعد قليل تحركت سيارة ابو علي متجهة ناحية بيت ابو عمر لتلبية الدعوة .
ضجة الاطفال في المقاعد الخلفية لم تمنع محاسن من التفكير والسرحان في امر هذه الدعوة المشبوهة وخاصة لان الطرف الداعي هو صديقتها اللدودة منذ مرحلة الدراسة سعاد .. هي تعرف انها ليست انسانة شريرة بمعناها الحرفي والمنحرف .. لكنها حماسية وغيورة وممكن تحول أي شئ الى منافسة وانتصار و هزيمة حتى لو كان المجال لا يتيح ذلك .. فهي لها القدرة في ثني رقبته حتى يصب في بحر المنافسة المتلاطم .. فهي تريد ان تنتصر في أي شئ .. لدرجة انه محاسن ربما شعرت بعض المرات بالندم في انها اختارتها عروسا لصديق زوجها وزميله .. اذ انها سبقتها بسنوات في الزواج .. وعندما طلب منها ابو عمر ان تختار له زوجة رشحت له صديقتها سعاد .. لكنها لم تكن تتصور ان تظل سعاد بطبعها الحماسي والعدواني الى مرحلة الزواج والاسرة .. صحيح هي لا تحسدهم ولا تغار بالمعنى المفهوم لكنها تريد ان تنصر وتفرح فقط بذاك الفرح الصبياني الذي لا مبرر له والذي كثيرا ما يزرع فيها احساس الهزيمة المر ..
ابوعلي مقاطعا سرحت زوجته : شنو يا ام علي سارحة مالك ؟
ام علي : والله دعوة ناس ابو عمر ديل قدر ما قلبتها شمال يمين ما عرفت ليها سبب ؟
ابو علي : يا ولية انت مكبرة الموضوع ساي .. ناس عازمننا عشا نفرح ونشكرهم ولا ننشغل بسبب دعوتهم ..
ام علي : ما هي الدعوة لو كانت من أي ناس تانين انا ما كنت انشغلت بيها لكن سعاد انت ما بتعرفها زيي ..
ابو علي : ياخ سعاد دي ما صاحبتك وانتي اخترتيها لاخونا ابو عمر ..
ام علي : وانا ما قلت حاجة هي عروسة جميلة وست بيت ممتازة بس ما عايزة تخلي حركاتها الصبيانية ديك ابدا ..
ابو علي : حركاتها الصبيانية زي شنو ؟
ام علي : هي تكره الهزيمة عمة حتى في المصارعة دي لو شجعت مصارع وانهزم ممكن تبكي وتتأثر اكثر من المصارع المهزوم .
ابو علي سرح ويادوب بدأ يجمع ...وقال مستدركا : يعني ممكن تكون هي الاقترحت الدعوة علي ابو عمر ..
أم علي : وهي تقترح الدعوة ليه .ز ما هو في معلومة ما واصلاني انا كان فهمت وفهمتك ..
ابو علي تقريبا وصل للسبب لكن خاف ان يفاتح زوجته فيضطر ان يعترف بقصة الخمسين في الساعة الثالثة صباحا فيصبح موضع شك في كل شئ ثاني من قبل زوجته وتتحول حياته لجحيم .. اذا لايوجد حل سوى قفل النقاش الآن ولاحقا يحلها الف حلال ..
أم علي : سكت مالك وسرحت وين ..
ابو علي : ياخ خلينا نركز في الطريق ما نعمل حادث ونضيع كلنا اطردي الشيطان من قلبك نتعشى ونرجع سريع .
أم علي شعرت هذه المرة بتهرب ابو علي من شئ ما لكنها آثرت الصمت ..ز وعلى رأي المصرين الخبر الغالي اليوم بكرة يبقى ببلاش ..
أما في بيت ابو عمر اتفق الزوجان ان تكون وجبة العشاء على ما ذكرته ام عمر اولا وهو الفول وفرقته وتوابعه على ان يضاف اليها سمك مقلي جاهز لان ابو علي يحب السمك وصينية بيتزا لتفرح الاطفال .. وهو كله يصب في خانة أخف الاضرار أي تجنب كارثة الميتة وخراب ديار بعد ( الخمسين )..
وصل الضيوف وضج البيت بالسلامات المعهودة .. و سلام بالحضن بين الصديقتين اللدودتين وتبادلا القبلات الروتينية .. وحاولت سعاد ان تداري سبب الدعوة بكلام من نوع ( والله اشتقنا ليكم ساي كدا واشتقنا لونستكم) .. رغما عن انها توقن تماما بأن مثل هذا الكلام لا يدخل ذمة محاسن بتعريفة كما يقال .. وخاصة ان الدعوة في بداية الاسبوع .
وجلس الجميع .. ابو علي توجه مع صديقه ناحية الصالون ليجد مائدة الكتشينة معدة ليست مائدة عشاء بل مفروش بها فرشة من القماش تفرش عادة في لعب الورق حتى لا يتخرش بالجر في الخشب .. استرجع كلام زوجته وبدأ الفأر يلعب في صدره او في عبه كما يقال ..
ابو علي : شنو يا ابو عمر انت عازمنا عشا ولا كتشينة؟؟؟ .. وبعدين انت مش قلت اعتزلت اللعب أمس .؟؟.
ابو عمر متلعثما : لا لالا لا ياخ اعتزل شنو انت بصحك ياخ هي الكتشينة بتتخلى ..
ابو علي : طيب شنو انت محضر الملعب للكتشينة افضل من تنظيمها لعشاك العزمتنا ليه دا ومشتري كتشينة جديدة كمان هو في اييه بالظبط .؟
ابو عمر : ياخ فيها شنو ما أي بيت واحد في شلتنا فيه كتشينة بس بقيت انا الوحيد وكل ما يجوني ضيوف ما يلاقوا عندي ورق للعب ؟ .. ( ثم يلاحظ انه التبرير لم يدخل دماغ ابو علي وبدأ يعلب على وتر الادمان عنده ) .. لكن لو ما عايز خلاص بلاش منها خلينا نتونس ساي . ويتظاهر بأنه بدأ يجمع في الفرشة ,,
لكن ابو علي يعود بسرعة الى صوابه اقصد الى جنونه وادمانه للعب الورق : لا لا لا ياخ تلمها شنو يا خانا بهظر معاك معقولة تجي منك انت وانا افوتها يلا نلعب اها قصيت ليك وزع الورق ؟؟
سعد ابو عمر بنجاح خطته وذكائه وبدأ يوزع ورق الحريق بينهما ..
بدأ الصديقان اللعب وتبادل العبارات المعهودة من نوع ( يلا جر .. ما تفك البايظ ياخ .. ما عندك بايظ نعفيك من المهمة دي ؟؟.. انت تتكبكب كدا مالك ؟؟ .. ترجف كدا تقول عاوز تشوت بلنتي في بيتر شيك )
اما في مجلس النساء جلس الصديقتان .. ولاحظت محاسن ان سعاد تتونس معها لكن بالها وتركيزها مشغول بشئ آخر .. فتخرج الردود منها مبهمة ومختصرة وكاشفة عدم التركيز في كلام ضيفتها .. لكن محاسن في الاول لم تعرف السبب الذي يجعل ذهن سعاد شاردا بهذه الطريقة ويصب في مكان آخر .. لكن بعد ملاحظة لاحظت نظراتها منصبة ناحية صالون الرجال كأنها تتوقع خبرا من هناك .. لم تستطع الصبر فسألت .
محاسن : انت في شنو يا سعاد بالك وين .؟
سعاد : اجي كيف بالي وين ما معاك .
محاسن : معايش شنو هسع لو قلت ليك نحن قعد نتكلم في شنو ما تكوني فاكرة .
سعاد محاولة التمويه والدفاع عن نفسها : كلام شنو دا يا محاسن انا طبعا مركز على كل كلمة انت قلتيها .
محاسن : طيب مالك بتعايني ناحية الصالون هو ابو علي وابو عمر قعد يعملوا في شنو ..؟
سعاد محاولة تتويهها اكثر : يعلموا شنو اكيد بيتفرجوا في الكورة او المصارعة الحرة ..
محاسن : طيب مالهم كل مرة يصرخوا ويضحك واحد فيهم بصوت عالي هي الكورة والمصارعة فيهم حاجة بتضحك ؟
سعاد : نحن مالنا ومالهم يا اختي خلينا في ونستنا ..
محاسن : ما هو لو كان انت مهتمة بونستنا انا ما كنت انشغلت بيهم لكن ملاحظة ليك مشغولة بيهم ..
سعاد : ياخ سيبك من شكك وتحقيقاتك البايخة دي ارحكي المطبخ نخت العشا سوا.
تتحركان ناحية المطبخ لكن دون ان يرتاح بال محاسن هي اصلا تشعر ان هذا اليوم لن يعدي على خير اكيد فيه لقم اعدته سعاد الملعونة لكنها لاتستطيع ان تصبر حتى تكتشفه قبل ان ينفجر ..
في المطبخ ظلت سعاد مشغولة ومتوترة في انتظار العبارة المتفق عليها مع زوجها ابو عمر .. لكن الامر طول وصديقتها محاسن لازالت تضغط عليها وتكاد تكتشف الملعوب قبل ان تحصد خطتها .. مع وضع الاعتبار ان ابو علي هو من ينتصر ويجر زوجها الخمسين وتتحقق الميتة وخراب الديار .كما زعمت. بالرغم من العشاء ذو الكلفة المنخفضة لكن الهزيمة هي الهزيمة حتى لو لم تكن مدفوعة الكلفة .
وضع الصديقتان صينية العشاء للرجال وحملتها سعاد ناحية الصالون ولكن قبل ما تنادي زوجها ليحملها منها تسمع العبارة التي انتظرتها طويلا حتى كادت تيأس .. اذ ان ابو عمر قالها بأعلى صوته ::
( خمسيييييييييييييييين يا أم عمر )
أم عمر تضع الصينية في الارض وتصم اصابعها وتقربها من فمها وتطلق زغرودة لم يسمعها عريس من والدته في يوم زفافه ...
هنا حدثت الربكة بين ابو علي في الصالون وزوجته في المطبخ متفاجئين ...
في المطبخ
محاسن : بسم بالله في شنو يا سعاد مالك بتزغردي وابو عمر مالو صرخ وقال خمسين يا ام عمر ..؟
سعاد : ابو عمر جاب خمسين .
محاسن : من ماية ؟
سعاد : من مية شنو هي خمسين من مية بيزغردوا ليها كمان ... جاب خمسين من خمسين.
محاسن : وجابها في شنو هو ابو عمر ممتحن ؟
سعاد : لاممتحن ولا حاجة الخمسين جابها في راجلك ابو علي ؟
محاسن : كيف انا ما فاهمة أي حاجة ؟
سعاد : في الكتشينة يعني في شنو .
محاسن مستدركة .أهااااااااااااااا .. والله انتي عمرك ما بتعقلي .. وانا اصلا حكاية العشا بتاعكم دي ما داخلة دماغي .. وعشاكم دا يسمنا ..
سعاد : لا لا لا انت التعقلي يا محاسن دا ما لعب ساي .. معقولة ناس بيتسلوا نحن راح ننشغل بيهم ..
محاسن : هو انت عندك حاجة اسمها لعب ساي اتاريك عازمانا في يوم السبت بداية الاسبوع عشان الرجال يلعبوا كتشينة ومن قبيل مركزة على صوت الرجال في الصالون ومتفقة مع راجلك لا من يفوذ عشان تزغردي ليه انا من زمان عارفاك جاهلة وما تكبري لكن ما كنت قايلة للدرجة دي .
سعاد : شنو هو انتي زودتيها جاهلة وما بتقدري يعني راجلك لامن جا دق لينا الباب الساعة تلاتة صباحا كان عامل فيها خليفة المسلمين يتفقد الرعية ما جا عشان يلعب كتشينة ويغلب راجي وما انستر صرخ بأعلي صوته لامن صحى الجيران .. ونحن حقنا ما بنخليه يروح ساكت .. نشطبه اول بأول ..
محاسن نادت بنتها : يا بت يا سحر امشي نادي ابوك دا قولي ليه نحن ماشين ..
سعاد : لا لا لا محاسن اعقلي ياخ اتعشوا وامشوا ما معقول نحن حضرنا العشا وخسرنا فيه ..
محاسن : خسرتو فيه ؟؟هاه .. كان خسرتوا فيه ما بعرفه .. امشي يا بت نادي ابوك .
ابو عمر يسمع جلبة الحريم ومن خلفة ابو علي يتداري خلفه لانه ادرك بغريزته ان سعاد ( فتنته ) أي كشفته وان زوجته اليوم لن تبيته مرتاحا هذا لو لم تطلب الطلاق وتسفيرها لاهلها ..
بعد مباصرات وترضيات وبنفوس مشحونة بالغضب قبل الضيفان تناول العشاء على مضض .. وانصرفوا ..
لتعود سعاد الى زوجها مسرورة بعد ان ارضى غرورها ومبتغاها ,,
ابو عمر مداعبا زوجته : اها كيف معاك ما جيهته وريحتك .؟؟؟
أم عمر : كدي يا يابا ...اماني ما ريحتني ..
ابو عمر : اها وعشانا كيف الليلة ,
أم عمر : الليلة عشاك دبل ..
وكانت نهاية الخمسين .
يفتح الباب وفي راسه الف هاجس ربما يكونوا شرطة او جهه امنية يفتح الباب وهو يدعك عينيه حتى يستطيع فتحهما ليجده صديقه ابو علي ..
ابو عمر : خير يا ابو علي نعلوا ما في مشكلة
ابو علي : قلت ليك يا ابو عمر لو فكيت ليك البت كان جريتني ؟؟
ابو عمر : البت ؟؟ بت منو كمان ؟؟
ابو علي : ياخي بت الاسود
ابو عمر : يخرب بيتك يعني هسع انت جايي تتناقش في الحريق في الكتشينة .
ابو علي : اسكت ساي يا ابو عمر ما تشوف الخمسين دي حرقتني كيف ياخي انا كنت فاتح قلت لكن ما افتح الا بخمسين ومطمئن وما قايلك قافل ..
ابو عمر : شوف هنا يا ابو علي انا من هنا ومن يوم الليلة تاني لا عاوز كشتينة ولا تجيب لي سيرتها ..
ابو علي : لا يا ابو الشباب معقولة تعتزل قبل ما ناخذ ثارنا ..
ابو عمر : يعني ايه تاخذ ثارك ..؟؟
ابو علي : يعني نلعب قيم حاسم هسع لو غلبتني اكون اقتنعت لو غلبتك اكون اخذت تاري ..
ابو عمر : نلعب وين ؟؟ وهسع ؟؟
ابو علي : ايوا عندك هنا في الصالون ماعندك فردة ؟؟
ابو عمر : لا انا ماعندي كوتشينة في البيت ..
ابو علي : ولا يهمك انا عندي في العربية انزل اجيبها واجي بس انت فرش الملعب .
ابو عمر : اوفففففففف بالله دي مصيبة شنو الوقعنا فيها دي ؟؟
يرجع ابو علي وفي يده فردة الكتشينة ويدخلا في صالون ابو عمر .. ويبدا اللعب فعلا وبعد قليل تسمع صرخة ابو علي : الف .... وحي حي حي .. الليلة وووب يلا اعتزل احي انا ..
تجي ام عمر مفزوعة هي واطفالها .. سجمي يا احمد في شنو ؟؟
يرد ابو علي :: في شنو غلبناه ليك قال عايز يعتزل قال يلا احي نشيل كشتينتنا ونتخارج بعد كدا لو عاوز تعتزل اعتزل ..
ام عمر : للدرجة دي يا احمد تخلينا ننوم وتجيب اصحابك تلعبوا في الصالون تقلبوه نادي الساعة ثلاثة صباحا هسع الجيران يقولوا علينا شنو .. انا ما قاعدة معاك بكره دي تسفرني لاهلي ..
ابو عمر : يا وليه افهمي .. والله انا كنت فاتح لكن مافي طريقه اتخلص بيها من ابو علي غير اخليه يغلبني عشان كدا انتظرتو .. وصدقيني انا في الجمعية غلبتو جا دق الباب يسال فيني عن سبب غلبه ولامن قلت ليه انا اعتزلت قال الا بعد مباراه ثاريه وانا زي ما قلت ليك خليتو يغلبني مخصوص عشان اعتزل ..
ام عمر : وتخلي يغلبك كيف؟؟ .. شوف هنا يا ترجع تاخذ تارك يا تسفرني لاهلي ..
ابو عمر : يا وليه انت بصحك .
ام عمر : ايوا بصحي يعني عاوز مرتو محاسن كمان تشمت فينا وتكرهنا المناسبات .
ابو عمر : خلاص بكره في الجمعية ..
ام عمر : لا لا لا عندي هنا دا تعزمن عشا هو ومرتو .. ولامن تجرو خمسين عايزاك تصرخ وتقول خمسين يا ام عمر عشان انا ازغرد من جوة واغلى ليك قلب محاسن غلي ..
ابو عمر : ..متبسما وسعيدا بهذا الانقلاب ...ابشري يا ام عمر .
وفي اليوم التالي في بيت ابو علي
محاسن : انت متاكد انه ما عندهم اي مناسبة للدعوة دي يعني لا ميلاد شافع ولا نجاح اخت .
ابو علي : يا وليه ناس بيريدونا لله عازمننا عشا نقعد نتحقق ونشك فيهم ..؟
محاسن : كان بيريدونا ما بعرف ..
ابو علي : هو في ايه شنو الخلاك تشكي ..؟
محاسن : سعاد دي صاحبتي من زمن نحن بنات وطالبات بعرفها زي جوع بطني ما بتعمل ليها حاجة بدون هدف تحت تحت وزولة بتاعة مقالب وخوازيق.
ابو علي : اللهم طولك يا روح ياخي هي دي اول مرة نعزمهم ولا يعزمونا نحن البينا عامرة من زمان ..
محاسن لازالت شاك في الامر ( يتخيل لي عندها حق)
محاسن : كدي انت آخر مرة قابلت ابو عمر متين وكنتو تعملوا في شنو .؟
ابو علي : اتقابلنا امس الخميس في الجمعية اقصد الصباح الجمعة لا لا لا الخميس يعني صبحان على الجمعة .
محاسن : يا راجل مالك تقطع خميس وجمعة وصباح .. انت صحي يوم الجمعة الصباح بدري قلت اتصلوا بيك ناس الشغل وقالوا في حالة طارئة وطلعت زي ثلاثة صباحا وجيت بعد ساعة انا بعاين ليك كنت مبسوط تغني .. في شنو في الشغل خلاك تكون مبسوط وتغني .
ابو علي شعر بجرجرة محاسن ستورطه في التحقيق لو قال ليها كان عند ابو عمر وراح جراه خمسين في عقر داره وسط اهله يمكن الخبر يفرحها لكن حكاية التسلل ثلاثة صباحا دي غبر مامونة العواقب لذلك قرر ان يحسم النقاش مستخدما صلاحياته الذكورية ..
ابو علي : شوفي هنا يا وليه عايزة تروحي العشا اهلا وسهلا ارجع من الشغل الاقيكم لابسين ما عايزة قولي ما عايزة ما تملينا كلام كتير .
محاسن تؤثر فيها اللهجة الحادة وتبتلع لسانها وتذهب وهي تهز في راسها وتؤشر بيديها دليل على انها لازالت تشك في الامر ..
وفي بيت ابو عمر
ابو عمر : اها الناس ديل وافقوا وجايين الليلة حانعشيهم شنو ؟
سعاد : حانعشيهم شنو يعني حا نضبح ليهم . ما عشا عادي ..
ابو عمر : كيف يعني عشا عادي زي شنو .؟
سعاد : فول وجبنة وبيض وطعمية وتونة وطحنية وكدا يعني .
ابو عمر : دا كلام شنو يا ولية في زول يعزم الناس عشا ويعشيهم فول .
سعاد : يعني عاوز تجيب ليهم شنو يعني المحمر والمشمر .
ابو عمر : ما لازم طالما عزمتي الناس تكوني قدر العزومة دي .
سعاد : ما انا خايفاه يجرك خمسين كمان تبقى علينا ميتة وخراب ديار .
ابو عمر : يا ولية ما تبطلي العصبية بتاعتك دي كمان.ما يجرني يعني شنو.
سعاد : كيف يعني ما يجرك . ومال نحن عاملين العشا لشنو ..
ابو عمر : ياختي دا براه ودا براه .
سعاد : شوف هنا انت اكان الغلب ما بيهمك انا بيحرقني جوة في قلبي دا ماشفت انا متغاظة كيف لامن اتذكر صرخته الامس ديك هو يقول الف ويتوحوح .انا قلت البيت وقع فينا.
ابو عمر : طيب ما اختلفنا خلينا نعشيهم عشا كويس طالما عزمناهم ..
سعاد : انت واثق من نفسك ..
ابو عمر : تقصدي شنو باني واثق في نفسي ..
سعاد : انا خايفه نصرف عليهم في العشا بعدين يغلبونا .. انت متمرن كويس .. انا غايتو محاسن دي لو غلبتنا وعرفت الحكاية الا اخلي ليها البلد وارجع نهائي..
ابو عمر : يا ام عمر الكشتينة دي زي الكورة غالب ومغلوب بعدين هي حظوظ .
ام عمر : طيب هي وقت زي الكورة ما تتمرن كويس ولا شوف ليك مدرب .
ابو عمر : ياخ انتي ماخدة الموضوع بجدية اكتر من اللازم .. الكشتينة حظوظ افرض هو في التوزيعة جوه اربعة جواكر انا التمرين بينفعني بشنو تاني .
ام : عمر ايوا فكرة طيب انت ما تدس جواكر تحت الفرشة ..
ابو عمر مغتاظا ومنفعلا : يا ولية اختشي ولا هسع بضرب للناس ديل تلفون اعتذر والغي الدعوة ..
ام عمر : لا لا لا خلاص خلاص بس انشاء الله ما تتغلب ..
بيت ابو العلي الوقت بعد المغرب بقليل في ذات يوم الدعوة
ابو علي : يا محاسن انتي لسع ما لبستي العيال ديل ..
محاسن أجي يا راجل البسهم من المغرب ليه هو نحن معزومين عشا ولا فطور رمضان .
ابو علي : يا ولية عشان نمشي بدري ونجي بدري انت عارفة بكرة في دوام ومدارس ..
محاسن : انا ذاتي دعوة بداية الاسبوع دي ما داخلة لي في راسي ...
ابو علي : يا مرة هوي بطلي الوسواس دا ناس عازمننا عشا دي فيها حاجة ؟
محاسن : عشا بلا مناسبة وفي بداية الاسبوع دي ما حاجة تشكك ..؟
ابو علي : يمكن عاملين لينا مفاجأة ..
محاسن : مفاجأة زي شنو يعني ؟؟
ابو علي : محاولا التمويه وابعاد نفسه بعيدا عن الشبهات : يمكن مثلا اشتروا بيت ..
محاسن : طيب نحن البفاجئنا شنو لو اشتروا بيت ما يشتروا نحن مالنا ومالهم ..
ابو علي شعر باللكمة المضادة السريعة فاستخدم سلاح الذكورة من جديد : يا مرة ما تبطلي النقة الكتيرة دي لبسي الاولاد خلينا نمشي ما نساهر بالناس .
محاسن تستجيب للنهرة بغيظ وتبدأ تنهر في الاطفال ... ( يا بت يا سحر شطفي اخوانك ديل ولبسيهم .. انت يا خالد يا زفت خلي البلي استشن دا امشي البس ..
- ماما نحن ماشين وين ؟؟
- حانمشي وين يعني ماشين نتحشي عشا لا ليه راس ولا قعر وراجعين ..
بعد قليل تحركت سيارة ابو علي متجهة ناحية بيت ابو عمر لتلبية الدعوة .
ضجة الاطفال في المقاعد الخلفية لم تمنع محاسن من التفكير والسرحان في امر هذه الدعوة المشبوهة وخاصة لان الطرف الداعي هو صديقتها اللدودة منذ مرحلة الدراسة سعاد .. هي تعرف انها ليست انسانة شريرة بمعناها الحرفي والمنحرف .. لكنها حماسية وغيورة وممكن تحول أي شئ الى منافسة وانتصار و هزيمة حتى لو كان المجال لا يتيح ذلك .. فهي لها القدرة في ثني رقبته حتى يصب في بحر المنافسة المتلاطم .. فهي تريد ان تنتصر في أي شئ .. لدرجة انه محاسن ربما شعرت بعض المرات بالندم في انها اختارتها عروسا لصديق زوجها وزميله .. اذ انها سبقتها بسنوات في الزواج .. وعندما طلب منها ابو عمر ان تختار له زوجة رشحت له صديقتها سعاد .. لكنها لم تكن تتصور ان تظل سعاد بطبعها الحماسي والعدواني الى مرحلة الزواج والاسرة .. صحيح هي لا تحسدهم ولا تغار بالمعنى المفهوم لكنها تريد ان تنصر وتفرح فقط بذاك الفرح الصبياني الذي لا مبرر له والذي كثيرا ما يزرع فيها احساس الهزيمة المر ..
ابوعلي مقاطعا سرحت زوجته : شنو يا ام علي سارحة مالك ؟
ام علي : والله دعوة ناس ابو عمر ديل قدر ما قلبتها شمال يمين ما عرفت ليها سبب ؟
ابو علي : يا ولية انت مكبرة الموضوع ساي .. ناس عازمننا عشا نفرح ونشكرهم ولا ننشغل بسبب دعوتهم ..
ام علي : ما هي الدعوة لو كانت من أي ناس تانين انا ما كنت انشغلت بيها لكن سعاد انت ما بتعرفها زيي ..
ابو علي : ياخ سعاد دي ما صاحبتك وانتي اخترتيها لاخونا ابو عمر ..
ام علي : وانا ما قلت حاجة هي عروسة جميلة وست بيت ممتازة بس ما عايزة تخلي حركاتها الصبيانية ديك ابدا ..
ابو علي : حركاتها الصبيانية زي شنو ؟
ام علي : هي تكره الهزيمة عمة حتى في المصارعة دي لو شجعت مصارع وانهزم ممكن تبكي وتتأثر اكثر من المصارع المهزوم .
ابو علي سرح ويادوب بدأ يجمع ...وقال مستدركا : يعني ممكن تكون هي الاقترحت الدعوة علي ابو عمر ..
أم علي : وهي تقترح الدعوة ليه .ز ما هو في معلومة ما واصلاني انا كان فهمت وفهمتك ..
ابو علي تقريبا وصل للسبب لكن خاف ان يفاتح زوجته فيضطر ان يعترف بقصة الخمسين في الساعة الثالثة صباحا فيصبح موضع شك في كل شئ ثاني من قبل زوجته وتتحول حياته لجحيم .. اذا لايوجد حل سوى قفل النقاش الآن ولاحقا يحلها الف حلال ..
أم علي : سكت مالك وسرحت وين ..
ابو علي : ياخ خلينا نركز في الطريق ما نعمل حادث ونضيع كلنا اطردي الشيطان من قلبك نتعشى ونرجع سريع .
أم علي شعرت هذه المرة بتهرب ابو علي من شئ ما لكنها آثرت الصمت ..ز وعلى رأي المصرين الخبر الغالي اليوم بكرة يبقى ببلاش ..
أما في بيت ابو عمر اتفق الزوجان ان تكون وجبة العشاء على ما ذكرته ام عمر اولا وهو الفول وفرقته وتوابعه على ان يضاف اليها سمك مقلي جاهز لان ابو علي يحب السمك وصينية بيتزا لتفرح الاطفال .. وهو كله يصب في خانة أخف الاضرار أي تجنب كارثة الميتة وخراب ديار بعد ( الخمسين )..
وصل الضيوف وضج البيت بالسلامات المعهودة .. و سلام بالحضن بين الصديقتين اللدودتين وتبادلا القبلات الروتينية .. وحاولت سعاد ان تداري سبب الدعوة بكلام من نوع ( والله اشتقنا ليكم ساي كدا واشتقنا لونستكم) .. رغما عن انها توقن تماما بأن مثل هذا الكلام لا يدخل ذمة محاسن بتعريفة كما يقال .. وخاصة ان الدعوة في بداية الاسبوع .
وجلس الجميع .. ابو علي توجه مع صديقه ناحية الصالون ليجد مائدة الكتشينة معدة ليست مائدة عشاء بل مفروش بها فرشة من القماش تفرش عادة في لعب الورق حتى لا يتخرش بالجر في الخشب .. استرجع كلام زوجته وبدأ الفأر يلعب في صدره او في عبه كما يقال ..
ابو علي : شنو يا ابو عمر انت عازمنا عشا ولا كتشينة؟؟؟ .. وبعدين انت مش قلت اعتزلت اللعب أمس .؟؟.
ابو عمر متلعثما : لا لالا لا ياخ اعتزل شنو انت بصحك ياخ هي الكتشينة بتتخلى ..
ابو علي : طيب شنو انت محضر الملعب للكتشينة افضل من تنظيمها لعشاك العزمتنا ليه دا ومشتري كتشينة جديدة كمان هو في اييه بالظبط .؟
ابو عمر : ياخ فيها شنو ما أي بيت واحد في شلتنا فيه كتشينة بس بقيت انا الوحيد وكل ما يجوني ضيوف ما يلاقوا عندي ورق للعب ؟ .. ( ثم يلاحظ انه التبرير لم يدخل دماغ ابو علي وبدأ يعلب على وتر الادمان عنده ) .. لكن لو ما عايز خلاص بلاش منها خلينا نتونس ساي . ويتظاهر بأنه بدأ يجمع في الفرشة ,,
لكن ابو علي يعود بسرعة الى صوابه اقصد الى جنونه وادمانه للعب الورق : لا لا لا ياخ تلمها شنو يا خانا بهظر معاك معقولة تجي منك انت وانا افوتها يلا نلعب اها قصيت ليك وزع الورق ؟؟
سعد ابو عمر بنجاح خطته وذكائه وبدأ يوزع ورق الحريق بينهما ..
بدأ الصديقان اللعب وتبادل العبارات المعهودة من نوع ( يلا جر .. ما تفك البايظ ياخ .. ما عندك بايظ نعفيك من المهمة دي ؟؟.. انت تتكبكب كدا مالك ؟؟ .. ترجف كدا تقول عاوز تشوت بلنتي في بيتر شيك )
اما في مجلس النساء جلس الصديقتان .. ولاحظت محاسن ان سعاد تتونس معها لكن بالها وتركيزها مشغول بشئ آخر .. فتخرج الردود منها مبهمة ومختصرة وكاشفة عدم التركيز في كلام ضيفتها .. لكن محاسن في الاول لم تعرف السبب الذي يجعل ذهن سعاد شاردا بهذه الطريقة ويصب في مكان آخر .. لكن بعد ملاحظة لاحظت نظراتها منصبة ناحية صالون الرجال كأنها تتوقع خبرا من هناك .. لم تستطع الصبر فسألت .
محاسن : انت في شنو يا سعاد بالك وين .؟
سعاد : اجي كيف بالي وين ما معاك .
محاسن : معايش شنو هسع لو قلت ليك نحن قعد نتكلم في شنو ما تكوني فاكرة .
سعاد محاولة التمويه والدفاع عن نفسها : كلام شنو دا يا محاسن انا طبعا مركز على كل كلمة انت قلتيها .
محاسن : طيب مالك بتعايني ناحية الصالون هو ابو علي وابو عمر قعد يعملوا في شنو ..؟
سعاد محاولة تتويهها اكثر : يعلموا شنو اكيد بيتفرجوا في الكورة او المصارعة الحرة ..
محاسن : طيب مالهم كل مرة يصرخوا ويضحك واحد فيهم بصوت عالي هي الكورة والمصارعة فيهم حاجة بتضحك ؟
سعاد : نحن مالنا ومالهم يا اختي خلينا في ونستنا ..
محاسن : ما هو لو كان انت مهتمة بونستنا انا ما كنت انشغلت بيهم لكن ملاحظة ليك مشغولة بيهم ..
سعاد : ياخ سيبك من شكك وتحقيقاتك البايخة دي ارحكي المطبخ نخت العشا سوا.
تتحركان ناحية المطبخ لكن دون ان يرتاح بال محاسن هي اصلا تشعر ان هذا اليوم لن يعدي على خير اكيد فيه لقم اعدته سعاد الملعونة لكنها لاتستطيع ان تصبر حتى تكتشفه قبل ان ينفجر ..
في المطبخ ظلت سعاد مشغولة ومتوترة في انتظار العبارة المتفق عليها مع زوجها ابو عمر .. لكن الامر طول وصديقتها محاسن لازالت تضغط عليها وتكاد تكتشف الملعوب قبل ان تحصد خطتها .. مع وضع الاعتبار ان ابو علي هو من ينتصر ويجر زوجها الخمسين وتتحقق الميتة وخراب الديار .كما زعمت. بالرغم من العشاء ذو الكلفة المنخفضة لكن الهزيمة هي الهزيمة حتى لو لم تكن مدفوعة الكلفة .
وضع الصديقتان صينية العشاء للرجال وحملتها سعاد ناحية الصالون ولكن قبل ما تنادي زوجها ليحملها منها تسمع العبارة التي انتظرتها طويلا حتى كادت تيأس .. اذ ان ابو عمر قالها بأعلى صوته ::
( خمسيييييييييييييييين يا أم عمر )
أم عمر تضع الصينية في الارض وتصم اصابعها وتقربها من فمها وتطلق زغرودة لم يسمعها عريس من والدته في يوم زفافه ...
هنا حدثت الربكة بين ابو علي في الصالون وزوجته في المطبخ متفاجئين ...
في المطبخ
محاسن : بسم بالله في شنو يا سعاد مالك بتزغردي وابو عمر مالو صرخ وقال خمسين يا ام عمر ..؟
سعاد : ابو عمر جاب خمسين .
محاسن : من ماية ؟
سعاد : من مية شنو هي خمسين من مية بيزغردوا ليها كمان ... جاب خمسين من خمسين.
محاسن : وجابها في شنو هو ابو عمر ممتحن ؟
سعاد : لاممتحن ولا حاجة الخمسين جابها في راجلك ابو علي ؟
محاسن : كيف انا ما فاهمة أي حاجة ؟
سعاد : في الكتشينة يعني في شنو .
محاسن مستدركة .أهااااااااااااااا .. والله انتي عمرك ما بتعقلي .. وانا اصلا حكاية العشا بتاعكم دي ما داخلة دماغي .. وعشاكم دا يسمنا ..
سعاد : لا لا لا انت التعقلي يا محاسن دا ما لعب ساي .. معقولة ناس بيتسلوا نحن راح ننشغل بيهم ..
محاسن : هو انت عندك حاجة اسمها لعب ساي اتاريك عازمانا في يوم السبت بداية الاسبوع عشان الرجال يلعبوا كتشينة ومن قبيل مركزة على صوت الرجال في الصالون ومتفقة مع راجلك لا من يفوذ عشان تزغردي ليه انا من زمان عارفاك جاهلة وما تكبري لكن ما كنت قايلة للدرجة دي .
سعاد : شنو هو انتي زودتيها جاهلة وما بتقدري يعني راجلك لامن جا دق لينا الباب الساعة تلاتة صباحا كان عامل فيها خليفة المسلمين يتفقد الرعية ما جا عشان يلعب كتشينة ويغلب راجي وما انستر صرخ بأعلي صوته لامن صحى الجيران .. ونحن حقنا ما بنخليه يروح ساكت .. نشطبه اول بأول ..
محاسن نادت بنتها : يا بت يا سحر امشي نادي ابوك دا قولي ليه نحن ماشين ..
سعاد : لا لا لا محاسن اعقلي ياخ اتعشوا وامشوا ما معقول نحن حضرنا العشا وخسرنا فيه ..
محاسن : خسرتو فيه ؟؟هاه .. كان خسرتوا فيه ما بعرفه .. امشي يا بت نادي ابوك .
ابو عمر يسمع جلبة الحريم ومن خلفة ابو علي يتداري خلفه لانه ادرك بغريزته ان سعاد ( فتنته ) أي كشفته وان زوجته اليوم لن تبيته مرتاحا هذا لو لم تطلب الطلاق وتسفيرها لاهلها ..
بعد مباصرات وترضيات وبنفوس مشحونة بالغضب قبل الضيفان تناول العشاء على مضض .. وانصرفوا ..
لتعود سعاد الى زوجها مسرورة بعد ان ارضى غرورها ومبتغاها ,,
ابو عمر مداعبا زوجته : اها كيف معاك ما جيهته وريحتك .؟؟؟
أم عمر : كدي يا يابا ...اماني ما ريحتني ..
ابو عمر : اها وعشانا كيف الليلة ,
أم عمر : الليلة عشاك دبل ..
وكانت نهاية الخمسين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق