الأحد، 23 فبراير 2014

طرد وغربة ورومانسية

في بيت العزاب بديار الغربة بعد ما تم تجهيز العريس وحلاقته وكي الملابس الجديدة وتلميع الحذاء .. وذهب الى محل الساونة بسوق البطحة وتحصل على تلميع ساطع تحسده عليه لكزس ندى القلعة .. ومساج رياضي .. كله استعدادا لاستقبال عروسته الطرد التي سيتلم شمله عليها اليوم .. انتصار التي طالما حفظ صوتها نبرة نبرة ورنة رنة ..وهو يخاطبها عبر خطوبة امتدت لعام كامل .. ارسلت له صورتها بين عدة صبايا .. ولكنه اختارها هي بقلبه قبل عينيه وعشقها بأذنه قبل قلبه وهو لاينام يوما لو لم يختم ليلته بصوتها ..
اليوم سيلاقيها بعد ان ارسل لاهله الشيلة وتحجج بان الشغل لم يعطيه اجازة ( كالعادة) تم العقد عليها و ارسل لها الزيارة بعد ان اعد لها عش الزوجيه .. وعباه بالملابس التي اختارها على مزاجه ولراحته ولخصوصيته .. ملابس رأى من العيب ان يراها غيره حتى اخواته استحى ان يرينها فلم يرسلها مع الشيلة .. كله لا جل عيون وروح وقلب وحلاوة انتصار .. ونحن وهو في انتظار انتصار( الجن دي ..)
زملاؤه يستعجلوه : اسرع يا صلاح ياخ العروسة دي تكون وصلت وراسها ضرب .. جن جنونه وبدا يستعجل في اصحابه الذين طمئنوه بانه لازال هنالك وقت حتى تصل الطائرة ..

صحيح هو لم يراها شخصيا لكن صورتها وصوتها انطبعا في قلبه وعقله لدرجة بات يقول هو ليس في حاجة للرؤية .. والاذن تعشق قبل العين احيانا .. صدق القائل .. قالها في نفسه ..

وتحركت السيارة نحو المطار تقله هو وصحبه ..

وفي المطار تعب عنقه من النظر تارة لشاشة الاعلانات وتاره لساعته .. حتى ظهر الاعلان اولا يقول الطائرة القادمة من الخرطوم دخلت الاجواء .. اما هو فدخل في اجواء اخرى من الاحلام و خفقان القلب .. قال له اصحابه انه انتصار سيكون شكلها اختلف كثيرا عن الصورة لانه قبل العرس يكون قفلوها واعدوا لها الخلطات والوجبات حتى ستغير شكلها تماما .. فلن تعرفها ... هو تظاهر بعدم التصديق لانه كان يزعم بان قلبه دليله ..لكن الامر عشش في دماغه بان شكلها سيكون قد تغير فعلا ..
وقف هو مسمرا عينيه ناحية باب القدوم تلك البوابة السحرية المدهشة خازنة المفاجأات ومفجرتها في نفس الوقت .

صحيح أن اجهزة التلفون المتطورة اذابت بينهما الجليد والكتل وزادت الالفة التي لم ينقصها شئ سوى عدم رؤياكم الغالية ( كما تقول رسائل زمان) ..أخيرا لوحة الاعلان تقول ان الطائرة على البوابة رقم 33 .. هل هي صدفة ان يكون رقم البوابة هو عمره بالتمام ام هنالك معجزة ما تخلق نوع من التآلف بين كل شئ في هذا اليوم العجيب ... زاد خفقان قلبه بعد قليل وخاصة عندما بدأت البوابة تفتح وتفرج عن سحنات سودانية .. اصبح صلاح لايسمع لايتكلم لكن يرى فقط ويمكن الى حد ما يشم . لما لا فهو عريس .. اخيرا فتحت البوابة عن عروس تحاكي قمرا فج السحاب طالع ( على راي صديق احمد) تحرك صلاح آليا منجذبا ناحية تلك الابتسامة الساحره التي استقلبته بها عروسه ... ذهب عندها مقابلا لها بابتسامة اعمق مستعرضا اسنانه البيضاء التي دفع فيها الشئ الفلاني خصيصا لهذا اليوم حتى تكون بيضاء .. (حكمة الله في هذه البلد كل شئ له نوع من النظافة يجعله جديدا من الورقة) ، ذهب صلاح ناحية انتصار تلك وفعلا تغير شكلها تغييرا كاملا مختلفا تماما عن الصورة التي بحوذته .. هو كان يتوقع تغييرا لكن ليس لهذه الدرجة ... ذهب عندها ومسك يديها الاثنتين وقال لها وهو يتبسم : ما قلت لك راح اعرفك بقلبي يا انتصار ..
فجأه تنفض العروس يديها من يديه وترد بعنف بعد ان تجهم وجهها : (انتصار مين يا راجل انت )؟.. هو الا الا الا مالك يا نتصار في حاجة غلط؟؟... تكمل :هوي ياراجل انا ما انتصار انت مين ؟؟؟ قبل ما يرد يحس بقبضة عنيفة تنتزعه من كتفه انتتزاعا .. يلفته احدهم إليه : شنو يا ابو الشباب في حاجة ؟؟ .. مالو معاك دا يا سناء ؟.. وقبل ما ترد تدخل هي في حضن الشاب الاخر وتدخل في نوبة بكاء معقبة : كدا تتأخر علي يا معتز .. هنا يفهم صلاح (الفلم ) حاول يتراجع ولكن قبل ما يتلفت يلاحظ الى شابة اخرى عروسة ايضا كانت تشاهد الموقف وتقف تكاد تنفجر بكاءا من هذا المشهد .. وبخطوات مترددة يتجه ناحيتها صلاح مرة أخرى .. ورغم انه لاحظ ان شكلها اقرب للصورة التي يحفظها الا ان الموقف الاول تركه مترددا ..
وقال لها : انتصار ؟؟؟
فقالت له : بلا انتصار بلازفت هو انت خليت فيها انتصار ..؟

صلاح : ياخ انا آسف والله انا قلت يمكن العرس غير شكلك وكدا ..
انتصار : عرس شنو اليغير شكلي يعني حايعملوا لي عملية تجميل ؟؟
صلاح في سره بدأ يلعن في أصحابه وافكارهم المهببة ..
خلاص معليش انا آسف والله :
انتصار : ما بعرف انا الطيارة الجابتني هسع دي ترجعني ..

صلاح : ما قلنا معليش ..
تحرك الاثنين بعد تذمرها المستمر .. بعد ان انضم لهما الاصحاب وحاولوا يلطفوا الجو بجمل مثل والله يا انتصار صلاح دا ما بينوم كان ما خت صورتك تحت المخده .. وكان شلناها منه يصحى . 
انتصار : كل يوم تغش فيني بالتلفون وتقول لي بعرفك بالقلب وانا مغمد ..

صلاح بدأ يكفرن ( يكفهر) : يا بت الناس دا كلام مسلسلات ساي قلب شنو البعرفك بيه انا ما شفتك قبل كدا اعرفك كيف وانت شكلك اتغير معقولة بسهولة كدا اعرفك ..
انتصار : ما بعرف ومال ديك عرفتها كيف ..؟

صلاح : هو انا عرفتها ؟؟؟ ياخ اوال عروسة طلعت من البوابة ضحكت معاي قلت هي انت ..
انتصار : طيب تمسك يديها بدون ما تتأكد؟ ... انا هسع دي ارجع بطيارتي الجابتني ..

صلاح : ياولية كدي اهدي طيارة شنو الترجعي بيها انت قايلاه بص الحاج يوسف ؟؟

يتدخل عاطف واحد من الاصحاب : يا انتصار والله صلاح دا متيم بيك ما تظلميه اديه فرصة وحاتشوفي براك .. كدي انتي لامن تصلي عش الزوجية حاتعرفي كيف الزول دا لمدة سنة كاملة ما كان شغال بحاجة غيرك انت ..

بدأت انتصار تهدأ شوية شوية وبدأت الابستامة تحل محل التكشيرة وتناوالت مناديل الورق تمسح في وجهها الذي اصبح اشبه بالتورطة المنسية في الشمس .. اختلطت الالوان ... لكن الابتسامة حلت محل المكياج واكسبتها براءة وطفولة جعلت صلاح يهدأ وقبل ان يصلا السيارة تمد يدها له مصافحة ليقابلها بابتسامة الرضا ...ليصبح يادوب عريس يستقبل في عروسته ...

الله يقطع المسلسلات التركية قالها عصام في سره وهو يضغط على يد عروسته ويبادلها ابتسامة بمثلها ..

الأربعاء، 19 فبراير 2014

حبل الصبر


صالح ميكنيكي وعثمان نجار .. صديقي طفولة .. منذ مغادرة فصول الدراسة مبكرا توجه صالح نحو الصناعية كصبي ميكانيكي والتحق عثمان بورش نجارة ليصبح صبي نجار .. بعد مرور السنوات وتراكم الخبرات اصبح لكل منهما ورشته الخاصة واسمه في السوق وتلاميذ وعمال .. تزوجا في فترة واحدة وكل واحد غطى مناسبة الثاني .. حبلت زوجة صالح اولا بأبنه البكر .. لانه اول حفيد في البيت الكبير اراد الكل ان يقدم له هدية .. ام صالح قالت له يا ولدي شجرة النيم الفي البيت دي كبرت اقطعها وودي الخشب لصاحبك عثمان عشان يعمل سرير طفل مرجيحة للمولود الجديد .. فرح صالح بهذا الدعم الحنين .. وأخذ الاعواد لصديقه عثمان والذي وعده بتجهيز السرير قبل مقدم المولود ..وضعت الزوجة ولم يجهز السرير .. ذهب صالح يستفسر أعتذر له صديقه انه انشغل ولكن سيجهزه قريبا .. مر العام .. كبر الصبي .. تعلم الكلام والمشي وكبر على سرير المرجيحة .. قابل صالح صديقه في مناسبة وقال له انه لاحاجة لسرير المرجيحة خليه سرير لطفل في عمر ثلاثة سنوات .. وعده خيرا وانه سيأخذ الخشب للمنجره لكشط اللحاء ولخراطة الارجل وتجهيز السرير .. مرة عام وآخر. كبر الولد دخل المدرسة ثم الجامعة ثم تخرج وتوظف ؟؟ وجاءه عقد عمل في الخليج هاجر .. وعاد بعد عام تزوج .. والى الآن لم يستلم السرير .. حبلت العروس الجديدة .. احضرها زوجها للوضوع تذكر العم صالح السرير عند العم عثمان .. وقال لابنه ( يا خالد ياولدي .. بدل تشتروا سرير جاهز امشي لعمك عثمان النجار زمان كان عندنا معاه خشب عشان يعمل به سرير ليك خليه الآن يعمل السرير لولدك ) .. فرح الولد بهذه المعلومة التي ستوفر له مبلغا وقدره .. وذهب لعم عثمان وذكره قائلا ( يا عم عثمان ابوي قال زمان كان اداك خشب عشان تعمل به سرير طفل هسع عايزين السرير عشان انا زوجتي على وشك الوضوع ..) رد عثمان ( حاضر ياخ حاضر .. هو ابوك دا مستعجل كدا مالو ؟؟)..

تنويه ( عن نكته رواها الفنان القدير محمد شريف علي في التلفزيون سابقا)

الأربعاء، 5 فبراير 2014

الرجل الصامت

الرجل الصامت
أثار فضولي صمته الطويل وانزوائه عن الناس والجلوس مع نفسه سارحا .. مرات يتبسم وأخر يقطب جبينه . كإنه في حوار طويل مع ذاته لا ينقطع .. وأنه استغني بنفسه عن الآخرين .. كثيرا ما حاولت جذبه نحو الجمع حتى لايجلس لوحده بعبارات مأثورة من نوع ( الدنيا ما مستاهلة وآخرتها كوم تراب ) بالرغم من عدم قناعتي بتلك العبارات المبتورة .. لكنا ورثناها ونعتبرها صالحة للاستخدام الآدمي في هكذا مواقف ..
يوم ما وجدت فرصة جلوس طويلة معه والقيت عليه تحية كاملة كما تقول الكتب رداها مبتسما. مما شجعني  على الجلوس قربه .. قررت الا أخوض معه حوارا بالعبارات التي تعتبر سياطا مع نوع هؤلاء الانطوائيين عادة .. وفكرت الخوض في الحديث معه من الوسط كأنه كان بيننا حوارا سابقا .. لعل مشكلته تكمن في تلك البدايات وتلك العقوبات العاطفية التي تصرفها عادة باردة من ناحيتنا ونار على قلوب الآخرين .. وقلت
- شفت الجو دا كيف حيرنا مرة برد ومرة حر  ما عارفين نلبس ولا نقلع ..
- ضحك بدون صوت وهز رأسه مؤمنا ..
تفاءلت بهذا التجاوب الصامت وقلت مواصلا ومتشجعا تذكرنا زمن الصبا وزمن الشقاوة . الغريبة كان الواحد فينا يحوم في البرد والمطر وينطط ويرجع البيت مبلول . عادي جدا ما تجيه عوجة ؟
- هذه المرة ضحك بصوت وقال لي صدقت هسع اطفال الزمن دا الواحد لو طلع من الحمام بدون بشكير يمرض ..
طبعا تشجعت بهذ الرد الكلامي الواقعي وقررت ان اخوض في ذات حديث الذكريات .. قلت بالذات  في المرحلة المتوسطة وهي مرحلة بداية البلوغ الواحد عاوز يثبت انه تخطى عتبة الطفولة الى عالم الرجال ..  فيتصرف على هذا الاساس مما ينتج منه تهورات ومشاكل عجيبة .. يشوف نفسه في البيت مثلا انه كبر مثل  أخوانه ويجب ان يعاملوه مثلهم .. يتمرد على الملابس ما يعرف بهدوم البيت وهدوم المرقة .. ويجب الا يسألوه اذا تأخر بالليل ..غايتو اكثر مرحلة جلدنا فيها هي المرحلة المتوسطة زمان التي ذابت الآن في تنظيرات القائمين على التعليم .
قال : ذكرتني قصة طريفة .. وسكت متبسما كأنه يريد أن يرتبها ويحسن أخراجها ..
أما انا تبسمت بدوري اصلحت جلستي حتى اوحي له بأني متشوق لكل حرف سينطقه .
وبدأ يحكي :

وقال
لامن كنا في المرحلة المتوسطة انا كنت شقي جدا ومشاغب وكل الفصل وباقي الفصول نادرا ما ينجون من مقالبي ومطباتي .. وتعب الاساتذة من جلدي وعقابي  وحتى منادات ولي أمري وهو والدي  والذي قال لهم اخيرا كان قلت لكم زمان لينا العضم ولكم اللحم .. الولد دا غلبني خليتو ليكم لحم وعظم انشاء الله تشووه . وضحك خاجا بطنه . ولطرافة الوصف انا ايضا ضحكت بشدة دون مجاملة .. وسكت ليواصل ..
   قال يوم ما صحيت بالليل على يد تهزني في كتفي  او خيل لي ذلك صحيت مفزوعا وشاهدت شبح شخص عملاق يلبس ابيض في ابيض ووجهه أسود وقال لي يا سعد انت راح تموت يوم ستة وعشرين شهر ستة  ونحن كنا في بداية شهر ستة .. انا قمت مرعوبا وصحصحت واختفى الشبح .. عاينت لاخواني في الحوش كلهم نائمين لم يسمع منهم أحد رغما عن الصوت الجهير الذي يشبه صوت الرعد ..
أصبح الصبح تماما ولبست استعدادا للمدرسة و كنت صامتا واجما حتى اخوتي لاحظوا بأني ما بديت معهم شغب الصباح والمشاكل .. لبست ملابسي في صمت وتوجهت ناحية المدرسة .. وقررت بيني و بين نفسي الا أحكي هذه القصة لأحد ابدا .. لكن علي الالتزام والاستعداد لهذا اليوم ..
فعلا تركت الهزار مع الزملاء وتحولت لشخص طيب جدا .. بل حتى الزملاء الذين يشخبطون على كراساتي ويسكبون الحبر كنت ارد لهم بعبارات من نوع ( الله يسامحكم ) مما اثار دهشتهم .. وحتى ناس البيت لاحظوا لانزاوئي وانطوائيتي .. والصلاة التي كان يضربوني لها قبل كل وقت صرت اؤديها في المسجد بل احيانا اروح قبل ألأذان ..سمعت اهلي يتهامسون ويتساءلون عن الذي حدث لي .. وسامع أمي قالت لابوي : ولدي دا ما براه لازم فيه شئ ما طبيعي لازم نشوف له دكتور ولا شيخ  . وابوي رد ليها : الولد بقى هادي ويصلي وكف الناس من أذاه نوديه لدكتور عشان يرجعوا لينا شيطان تاني ؟؟ انت يا مرة ما نصيحة ولا شنو ؟..
كل يوم ارقب النتيجة برعب وهي تسقط منها ورقة وانا اقترب من حتفي يوم بعد يوم ... تراكمت المقالب التي كان يعملها لي اصحابي وزملائي متوقعين ان ارد عليهم في أي لحظة ولكن كنت ارد بالكلام الطيب فقط .. بعضهم لم يعجبهم الحال بل غاظهم وضعي الجديد أصبحت حياتهم بلا ملح بل قل بلا شطة ..حاولوا ان ينتزعوا مني اعترافات فكنت اختصر الرد في لا شئ ..
الا ان جاء يوم خمس وعشرين .. في نهاية اليوم الدراسي ودعت اصحابي المقربين وقلت لهم احتمال ما نتقابل تاني .. أقربهم مني عاطف بكى بدموعه وبكاني ايضا رغما عن تلك العاطفة الجياشة لم أفصح له عن السبب ودعتهم وغادرت المدرسة .. في ذلك اليوم مساءا صليت العشاء وسلمت على أمي واخوتي بعبارة تصبحوا على خير .. امي شكت مالك يا ولد عاوز تنوم من بدري .. قلت ليها تعبان شوية يا امي .. ورحت على سريري .. وتغطيت بالبطانية .. وظليت في هذا الوضع .. بالطبع لم انم بل كت مفتح العينين .. ومركز سمعي لاي صوت ... من خلال الاصوات من حولي سمعت ضجة اخوتي الاكبر يرتبون سرائرهم وينامون .. حوالي الساعة واحدة صباحا او اثنين صمعت صوت خطوات تجري من حوالي بل حتى  على بطني صحوت فزعا .. اكتشفت انهم زوجين من القطط كانوا في رقصة زفاف على جثتي المرتقبة .. بعد ما كشفت البطانية خافا وجريا .. وعدت تاتي مغطيا وجهي وقلبي يكاد ينخلع من مكانه.. وانا في هذا الوضع .. لم ادري الا ويد تهزني من كتفي بعنف رفعت البطانية واكتشف انه اخي الاكبر عمر يعني لاملك ولا يحزنون  : قوم يا سعد انت ما ماشي المدرسة اليوم ولا شنو ؟ الحالة نايم من الساعة تمانية؟ ..دلكت  راسي  وعيني عاينت من حولي .. أدخلت يدي تحت البطانية  وقرصت بطني شعرت بالقرصة .. قلت لاخي انت النهار دا  يوم كم . رد أخي بلؤمه المعهود : عايز بيه شنو عندك ماهية عايز تصرفها .. لا بالجد والله .. (انا قلت يمكن اكون حسبت التاريخ خطأ) .. قال لي النهار دا يوم ست وعشرين .. فرحت ورميت البطانية وعرفت انه من جاني قبل شهر هو اما شيطان او كابوس وقمت انطط فرحا غشيت المطبخ وقبلت أمي في راسها ولبست ملابس المدرسة بسرعة حتى قبل اخوتي الذين سبقوني في الصحيان ..
وانا خارج للمدرسة ما نسيت غشيت الدكان واشتريت منه محبرة جديدة وعبيتها في  علبة بخاخ بدرة الجروح استعداد لجرد الحساب ورد الديون المتراكمة .. تعرف في اليوم داك قلبت المدرسة رأسا على عقب .. ولامن الناظر ارسل طلب استدعاء لابوي .. ابوي بعد جا قال ليهم .. الولد دا أما يكون جن أو في حد مسلطه علينا عشان يجننا نحن .وأخذت علقة بس كانت الذ علقة آهذها في حياتي . ياخ الحياة دي حلوة خلاص ..
اااه ايام لكن .. وختمها بضحكة  طويلة ,,
انا كذلك ضحكت .. وقلت لكن هذه القصة ما بينت لنا سبب صمتك الحالي طالما أنك رجعت للجنون من جديد ..

- قال لا دي قصة تانية براها خليها في وقت تاني ..