السبت، 5 أبريل 2014

الغوريلا

شاب خريج أقتصاد عاطل عن العمل . كل يوم يحمل شهاداته ويلف على الشركات الخاصة والمصالح الحكومية . ولا يحد من يقول له عينك فوق رأسك . يوم ما في اثناء جولته المعتادة مر بالقرب من حديقة الحيوانات .. وبدون تردد قطع تذكرة ودخل .ومشى مباشرة ناحية مكتب المدير .. ولكن صدمه المدير قائلا آسف لا توجد وظائف خالية. وهو خارجا متحسرا المدير قال له أنتظر دقيقة يا أستاذ ..
وقف وعاد للمدير ..
قال المدير : عندي ليك وظيفة مؤقته
فرح الشاب وتهللت اساريره وشكر المدير .
المدير : ممكن تشتغل غوريلا ؟
الشاب : اشتغل غوريلا كيف يعني ... يعني أنت بتتريق علي ؟
المدير : لا العفو .بصراحة عندنا الغوريلا هنا توفت .. وهي كانت محركة الحديقة وجاذبة للزبائن .. خفنا الحديقة تفقد الزبائن بسبب موتها .. انا فكرت فسلخت جلدها ودبغناه وفصلناه على شكل لبسة .. منتظرين شخص يوافق يلبس اللبسة كل يوم مع قناع وجه الغوريلا ويؤدي دورها مع الاطفال لغاية ما الله يفرجها ونتحصل على غوريلا حقيقية بديلة .. وممكن نحن نصرف لك يومية مائة جنيه ..
فكر شاب قليلا وبما أنه لاتوجد عنده أي فرص بديلة وعلى الاقل الوظيفة ستضمن له مصاريفه اليومية بدلا عن سؤال الاقارب الذي اصبح يحرجه كل يوم .فقال دون تردد موافق يا أستاذ .
فقال المدير : خلاص بكرة من الساعة ستة صباحا يبدأ دوامك حتى نلبسك جلد الغوريلا وندربك على حركاتها وتداوم معنا .. بعد اذان المغرب ينتهي دوام الحديقة تستلم يوميتك ..
فرح الشاب بهذه الوظيفة وآثر أن يكتمها في نفسه ولا يحكيها لاحد طالما أنه لن يوجد أحد سيتعرف عليه في حالته الغورلية هذه ..
وفي الصباح فعلا حضر ولبس وبعد تدريب قصير .. بدأ الزبائن يتوافدون ناحية الحديقة .. نطط وتهابل مع الاطفال .. أكل الموز حتى كرهه .. وقزقز اللب ..
قريب المغرب أنفض الزوار من الحديقة .. جلس يستريح على جزع شجرة في القفص يفكر في عمل اليوم المرهق المضني لكنه يقول في نفسه هو أرحم من العطلة على الاقل مجهود بمقابل .. هو جالس يتأمل في الفرو الذي يبلبسه . فجأة يرفع رأسه ليجد الأسد يقدل في أتجاهه .. وقف مفذوعا وبدأ يصرخ . لكنه تفاجأ اكثر عندما نطق الاسد .
 : أسكت يا أهبل ما تفضحنا أخوك صلاح بكالريوس حقوق جامعة القاهرة ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق