الاثنين، 4 نوفمبر 2013

نسيبته مصيبه


تجمع الاطفال بعد ان سمعوا صوت سياره بكس عاليا تعلن عن وقوفها بصوت عالي يجيده سائقي السيارت في المناسبات عندنا في السودان خاصة الزواج .. لتنطلق زغاريد النساء ...تفتح الابواب ويخرج الجيران مستبشرين ... ليجدوا العريس سامي وشقيقه صلاح ينزلوا من السيارة المحملة بالمواد التموينية تعقبها الزغاريد .... ينبري شباب الحي للسيارة في تفريغ حمولتها وبعدهم يلتفوا حول العريس مهنئين له ومتمنين اكتمال الفرح بالعبارة السودانية المقتبسه من المسلسلات المصريه (ربنا يتمم بخير)..
تظهر من البوابة امراه حادة الصرامة قاطبة الوجه محدقه عينيها نحو البضاعة التي يرص فيها شباب الحي وبعد ان فرغت الحمولة .. وبدون اي مقدمات وتحايا موجهة لؤمها وكلامها نحو العريس سامي ..
حاجة السرة : هيي هيي هيي يا ولد انت الزيت مالو شوية كدا جركانة واحدة بس ...
سامي : وانتا عايزة اكثر من جركانة ؟؟؟ تعملي بيه شنو جركانة الزيت دي تشغل ليها مطعم شهر كامل .
الحاجة : ونحن ما عندنا مطعم عندنا عرس وما في رجل دخل البيت دا جاب له جركانة زيت واحدة وسوسن بتي ما اول واحدة في اخواتها تعرس...
شعر سامي انه الدم بدا يغلي في عروقه .. وانه نسيبته دي ما حاتجيبها على بر... ومن زمان امه واخواته محذرينه من نسبها . وقالوا ليه انهم ما عندهم اعتراض على سوسن لكن امها حا توريه النجوم عز الضهر .. وفعلا الشمس ما غابت والنجوم ظهرت ملامحها ..
خالد اخذ الشال من كتفه ووضعه داخل السياره واتى مستعدا لمبارزة هذه النسيبه الشريرة ..
سامي : شوفي هنا يا وليه الشيلة دي انا اشتريتها بمشورة ناس عرسوا قبل كدا لاولادهم وهم كتبوا لي الكميات دي ..
الحاجة : خلاص امش لهم يعرسولك الكتبوها ليك ديل لكن دا ما زيت يجيبه راجل ..
في هذه الاثناء تخرج العروس متبلمه بعد ما سمعت بخبر بداية العراك ...وقبل ما تتدخل يرد سامي : هو في راجل يعرفك انت وما جاب زيت ؟؟ سوسن : تقصد شنو يا سامي مالك مع امي ؟؟
سامي : هو دا بس انتي السمعتيه ما سامعه اهاناتها من الصباح ... اها شفتي جركانة الزيت دي انا ما بزيد عليها ولا رطل .. عاجبكم عاجبكم ما عاجبكم نشيل زيتنا ونتخارج منكم ..
سوسن : تقصد شنو يا سامي بتهددنا كمان ؟؟؟؟
سامي : انا ما بهددكم ولكن بحذركم عايزين الشيله دي كدا شيلوها واتلموا على بيتكم ما عايزنها كله واحد يروح لحاله ...
هذه العباره تدخل سوسن في نوبات تشنج يبدوا انها مصطنعه ... وتلحقها الام بسجمي بتي اوب علي الاسعاف جيبوا الاسعاف الحقونا يا ناس ..... سامي يبدو انه بطنه طمت من هذا الزواج ... لم يكترث وذهب متكئا في السياره ونفسه في صعود وهبوط ..
حاجة فاطمه جارة ام سوسن تفطن له بطيبتها وتذهب تطيب في خاطره وتقول : يا ولدي ما تزعل منها ... اي ام بتشوف في صعوبه في مفارقة بتها عشان كدا بتحجج باي حجة خاصة لمن تكون هي البت الصغيره في البيت ... انت اهدا ... وتنادي على ولدها ... يا عثمان خدوا سامي واخوه دا الصالون وخلوهم يهدوا ...
عثمان : اتفضل معانا يا عريس 
سامي : عريس ؟؟؟ هو فضل فيها عريس مع المره هادمة اللذات دي ..
دخل سامي في بيت حاجة فاطمه مع اولادها المهذبين الظريفين .. والذين بداوا يهاذروه حتى خففوا عليه حدة هذا اليوم الاغبر ...
وبدا هو كانه حضر لزيارتهم هم .....وترسل لهم حاجة فاطمه العصير مع بتها ساره .... هذه البنت التي كانت طفله عندما اغترب سامي .... ولم يفطن لها الا الان انها كبرت وصارت عروس مثل القمر ... هو لم ياخذ الموضوع من هذه الناحية وخاصة استبعدها من زهنة لفارق السن .. وكذلك هو حتى الان لم يخلص من هم سوسن التي استمرت خطوبتهما لاكثر من خمس سنوات ومن المفترض انه تكون هذه اسعد ايامهم ... 
سامي اثناء ضحكه وفرفشته مع اولاد حاجة فاطمه ويشاغل في سوسن وكيف كانت زمان تنتظره امام الباب حتى يفسحها ويلف بيها الحي بالعجله والا تظل تبكي ويسالها هل تتذكري وهي تضحك وتخجل ...
فجاه يقطع نشوتهم صوت رجل يدخل ويهرج من الحوش وهو عم علي والد سوسن 
عم علي : ... وينو عريس الغفلة دا ؟؟؟؟
سامي لسانه اتخرص ما عرف يعلق 
عم علي وبدون ما يسلم : اسمع يا ولد انت انت فاكر بنات الناس لعب ... جاي خالق مشكله البت غمرانة والام سكريها مرتفع ... ترجع تكمل شيلتك دي ولا اجل العرس لمن تقدر تعرس بعدين تعال ؟؟؟
سامي وقف مندهشا من هذا الاب المنتظر والمفروض انه عاد ليحسم الامور وتذكر كيف كان والده يزوج بناته بشنطة الملابس فقط وبدون مواد تموينية او حتى مهر الله يرحمه ....
وقف خالد بدون ما يعاين في وجه عم عثمان مخاطبا اخوه خالد ::: امشي يا خالد انت وعثمان واصحابكم ارفعوا المواد التموينية دي في البوكس تاني ورجعوها انا بلحقكم بتاكسي .. ملتفتا لعم علي ::: خلاص يا عم علي تحت امرك انا لمن اقدر على العرس حا اتجرا واطلب بنات الناس ... اما بتك دي شوف ليها واحد عنده معصرة زيوت عشان يشبعكم في الزيت الطاير ليكم دا وما عندكم معاي كلام تاني ......
عم علي لم يكن في حساباته انه سامي راح يقطع الموضوع قطع ناشف كما نقول .. وكان مراهن على انه سامي لازال متيم بسوسن . وبمجرد التلويح له بسلاح فقدها للابد سيتسلم .. بل هو بصوت عالي وجهوري امام النساء الملتفات حول زوجته التي تدعي الاغماء هو ايضا قال بتحدي انه راح يخلي سامي يجيب تلاته جركانات زيت مش واحده .. وفي باله كيف كان سامي في السابق (يتكبكب او كما كان يعتقد) بمجرد ما يجده يتناجى مع سوسن .... معقول كل هذا انهار ... ها هو الان يقفل الباب مره واحده (جا يكحلها عماها) .. حتى جركانة الزيت الوحيدة طارت .... فكر بسرعة يستدرك ويحاول يعالج الموقف راخيا لهجته ...
عم علي : سامي يا ولدي الشيطان شاطر ..
سامي : الشيطان شاطر والشيطان بليد دا موضوع ما يخصني ولا انا جيت عشان امتحن الشيطان .وعشان ما تسمع مني كلام عمرك ما سمعته مني يا عم علي خلي الموضوع يخلص هنا وزي ما بدانا الموضوع بالمعروف ننهيه كدا ..
عم علي : سامي يابني ما انت عارف الحريم ....
سامي : وعارف الرجال برضه
عم علي : تقصد شنو يا ولدي ...؟؟؟؟
سامي : اقصد نحن كان من المفترض نكون نسابه اهل يعني ... يعني زوجتك راح تكون جده لاطفالي وانت راح تكون جد .. الزواج والشيله دي اشياء مرحليه وثانوية كلها اسبوع وتتنسي ....زوجتك لو شافت الاغراض الانا جبتها ما كفايه ... تستقبلني كويس اول شئ قدام الناس وبعد داك بالتلفون او تاخذني في غرفه طرف وتتفاهم معاي ...مثلا انه نحن ضيوفنا كتار حاول زيد المواد دي وكلام عادي يدور بين اي نسابه في الدنيا وانت عارف انا في امكاني بالتلفون فقط اطلب عشرة جركانة زيت وتصلني بعد نص ساعة. ما مشلكتي في الزيت او السكر لانه في النهاية ضيوفكم هم ضيوفنا لان المناسبة واحدة ... لكن الجيران فرحين ويزغردوا وهي تجي بدون اي سلام وتهيني قدام الناس وتقول لي ما في راجل دخل البيت دا جاب زيت قدر كدا وكلام فارغ كتير جدا..
عم علي : ما انت عارف الحريم عقلهن صغير وهي تكون غارت من زغاريد الحريم وعايزة تستعرض وتوري انه الحاجات دي ما بتملا عينها .
سامي : ماشي يا عم علي هي وقلن عليها كدا انت قبل خمس دقائق ما دخلت علي وسميتني عريس الغفله ... عريس الغفله ليه؟ انا بتك خطفتها ولا كنت ناوي اتزوجها غصبا عنكم ولا عقدت عليها عرفي ...
عم علي : اعوذ بالله ليه يا ولدي انا بهذر معاك ودا كلام بنقولوا لاي عريس ما تكون حساس اكتر من اللازم ....
سامي : ما شي يا عم علي انا ما زعلان منك ولكن دا ما بيغير شئ لانه انا صرفت نظر خالص عن زواج بتك لان يوم الليله كشف قدامي مستقبل اسود جدا ..
عم علي : يا سامي العن الشيطان ودي عشرة سنين وانت وسوسن مرتبطين من صغار ما تجي في لحظة وتضيع الفات كله .
سامي : عاوز اقول شئ واحد يا عم علي وهذا الشئ انا اتعلمته اليوم .... انه كرامة الانسان لو اتهانت من الباب خرج الحب من الشباك ... وانا في اللحظة دي سوسن بالنسبه لي كاني ما تعرفت عليها قبل كدا ...
عم علي : لا يا ولدي انا ما بقول ليك ارجع لعقلك اليوم وكدي حاول ارجع البيت واخذ كم يوم كدا ما تتفاهموا مع بعض ... يمكن لمن تروح سحابة الغضب دي الغشاوة البينكم تروح ....
سامي حب يختم الحوار قائلا : خلاص يا عم علي شكرا وانا بحاول انسى اليوم دا ..
خرج عم علي من بيت الحاجة والدنيا امامه تحولت الى اسود وابيض اختفت الالوان واصبحت مثل افلام السينما القديمة ... واصبح يجر خطوات مثقله وكيف انه هذا الولد فتح عيونه لاشياء لم يكن منتبه لها .. تذكر كم مره اهانته هذه المراه امام الرجال والضيوف والجيران ... وكيف كان هو يفوت ويتصبر .. وياترى ما هي نظرة الناس له وتجد ملقبنه بعدة القاب من النوعيه التي كان يسخر بها هو من بعض الناس ( الدلقون الطرطور الاضينة التيس وووووو الخ) عندما وصل لهذه النقطة شعر بان الدنيا اصبحت تدور به ... وخرج الى الشارع ليجد نساء الحي لازلن ملتفين حول زوجته التي تجلس على الكرسي .. اول ما لاحظت خروجه من بيت انبرت له من وسط النساء وبلؤمها المعهود تقدمت نحوه وجابهته
قالت : اها قدرت تقنعه يزيد الزيت ولا جيتنا بخيبة جديدة كالعادة ..
هنا لم يتمالك نفسه ويرفع يده عاليا ويلطمها بكفه في وجهه لطمة يبدو انه وضع فيها كل حقد السنين الخمس وعشرين التي عاشها معها تسقط لها ارضا .. واضعة يدها في خدها مزهولة ومخلوعة بل تحت دهشة الجميع وعم علي الذي كان لا يجرؤ ان يرفع صوته في وجه زوجته ... تتدخل بنته سوسن : دا شنو دا يا ابوي العملته دا ..
وهي كمان يمسكها من شعرها ويشدها للداخل ويقول :
الولد القاعد جوه في بيت ناس الحاج احمد دا راجل لاتستاهليه انت ولا امك .. وامشوا اتلموا جوه بيتكم لمن يجيكم البشبهكم وينفع معاكم ... وبصوت عالي وبنهره واحدة..... يلا جوه انت وامك ...
تقوم الام خائفة تتلفت برعب ماسكه يد بنتها وتدخلان الى البيت .. وعم علي يجر الباب عليهن ويقفله .. متوجها الى باب الرجال ليدخل من هناك كانه يريد ان يعلن عن بدايه جديدة لحياة مختلفة مع زوجته وابنائه ...
وقبل ما يدخل الى بيته تنطلق زغروده تلقائيه دون ترتيب من نساء الحي مجتمعات وتتكرر اكثر من مره ...
يقف عم علي دقيقة ثم يهز راسه مؤمنا او محيا نساء الحي على هذه الزغرودات ويدخل بيته ..
هذا المشهد كان قد تم تحت منظر سامي الذي وقف امام باب الحاج احمد بعد ان خرج خلف عم علي مباشرة ... ووقف مندهشا ... وصفق يديه متعجبا هاذا راسه يسرة ويمنى وماضيا في طريقه ..
عاد سامي الى بيتهم يجر رجليه جرا وهو مصاب بالاحباط من احداث اليوم وهو من المفترض ان تكون هذه اسعد ايامه ... لكن الاحداث المتناقضة مع اسباب الفرح شدته الى اسفل ... كان في نيته ان ينسى امر سوسن ويفكر في غيرها سارة او اخرى هذا اذا كان الامر انتهى عند مشكلته مع عم علي والد سوسن ... لكن صحوة عم علي المفاجئة وشكمه لزوجته وبنتها تغلغل في داخله واربك كل حساباته .. وانشغل بما سيعقب هذه الصحوة وربما خرب بيت وهو يرى نفسه بصورة ما من تسبب في تلك الاحداث ... كما هيج اشجانه منظر خطيبته سوسن وابوها يجرها من شعرها امام الناس .. وهو من كان لا يرضى فيها كلمة ... 
لذلك عندما عاد سامي الى بيته توجه ناحية الصالون وفعلا دخلت عليه والدته مع اخته بقصد تعزيته والتسرية عنه وانه هنالك الف بنت تتمناه والكلام المعهود في هذه الحالة .. هو لم يرد ولم يعقب على كلامهما والتزم الصمت الحزين في عرفهم هم والحائر في حساباته هو .... لانه اخر لحظات عندما كان يتخاطب مع عم علي واحتد النقاش وضع صفرا كبيرا حول هذه الاسرة وخمد حبه المؤجج لبنتهم .... كانما حدث له غسيل عاطفة على وزن غسيل المخ الذي يسمع عنه ... لكن رؤيته لخطيبته تجر من شعرها وامها التي سدت نفسه من اي زواج تلطم على وجهها حتى تسقط ارضا .. كل هذه المشاهد خلقت خطوط متقاطعة من المشاعر المتباينة في نفسه ... واتضح انه لم يكره سوسن ولكن الحب مثل البركان ممكن ان يخمد وممكن ان يهيجه زلزال ضعيف ... لذلك لزم الصمت لم يعقب لامه واخته حتى تهدئا ..
وفعلا في المساء انفرد بامه وقال لها انه اجل فكرة الزواج حاليا وطلب منهم يستخدموا المواد التموينية وانه سيقضي معهم باقي اجازته ويعود للغربة ... حاولت الام ان تثنيه وترشح له من جديد عرائس اخريات لكنه اصر على تجميد الموضوع ... وفعلا قضى باقي اجازته وعاد الى الغربة .. واستمرت الحياة معه كما كانت في السابق سهر في التلفزيون يعقبه دوام عمل مضني وجسد منهك يلقي به في الفراش اخر الليل لتعود الدوامه في اليوم التالي ...
بعد ستة اشهر تفاجا بان الساعي يحمل له رسالة قادمة من السودان ... استغرب للرسالة رغما عن ان التكنلوجيا الحديثة من ايميلات وجوالات الغت دور الرسائل نهائيا الا ان هذه للرساله زادت فضوله وشوقه ليعرف من من ... فتحها في عجالة وقلب آخرها ... ليجدها من سوسن ليقلبها من الصفحة الاولى بعد ان زاد خفقان قلبه ليعرف ماذا قالت وماذا تريد .
مسك سامي الظرف وبدا يفتحه بحرص كانه خائف ان يتلف الرسالة او بالعكس كان خايف ان يؤذي سوسن اذا استعمل العنف في فتح الظرف ...
ولكن قبل ما يفتح الظرف فوجئ بصوت المدير يتحدث معه 
المدير : استاذ سامي ابيك تعملي رسالة لمدير البنك الاهلي تطلب منهم تمديد الضمان كمان ستة اشهر . تكفى بسرعة لانه ابقى اخرج الحين .
سامي : حاضر يا استاذ ..
يضع سامي الرسالة في جيبة على مضض ... وبسرعة يشرع في طباعة الخطاب مستعجلا حتى يعود لقراءة رسالة سوسن ... وفعلا طبعاها وارسلها مع الساعي للمدير .. واستخرج رسالة سوسن من جيبة وبدا يقرا فيها ... ولكن قبل ما يشرع في القراءة سمع صوت المدير من جديد وبلهجة غاضبة .
المدير : ايش فيك يا سامي وراك مضيع ؟؟؟؟؟ كاتب لمدير البنك الاستاذ سوسن علي ؟
تناول سامي الرسالة من المدير وفعلا لاحظ خطاه وحجم المشغوليه التي احدثتها رسالة سوسن حتى قبل ان يقراها ..
سامي : اسف يا استاذ والله حقيقة وصلتني رسالة من السودان وشغلت بالي ..
المدير يهدا شوية بعد ان لاحظ الظرف في جيب سامي بل يبدا يلين ..
المدير: خير انشاء الله ما في خبر سيئ ..
سامي : ابدا يا استاذ حتى انا ما لحقت قراتها ..
المدير : ما عليك المهم انت صلح لي الخطاب الحين ... وبعدين اقرا رسالتك على مهلك ولو في اي مشكلة انا ممكن اساعدك فيها ترى لاتتردد .
سامي : متشكر جدا يا استاذ عبد الرحمن والله ما بتقصر ..
وفعلا اعاد سامي طباعة الخطاب بحرص شديد هذه المره وراجعة تماما ومن ثم ارسله الى المدير عائدا الى رسالة سوسن .
فتح سامي الرسالة واندهش من عنوانها اذ بدات رسالتها بالاخ العزيز سامي ... غير عادتها بعد ان كانت تناديه باغلى اسماء الحب الرقيقة اقلاها كان العزيز الغالي ... ولكن بداتها الان بالاخ العزيز ... ثم فكر في الموضوع وبينه وبين نفسه عذرها لانه ظل هاجرها ستة اشهر لا اتصال ولا رسالة ولا حتى سال اي شخص عن احوالها رغما عن انه لم ينساها بدليل اللخمة التي احدثتها رسالتها ... لكن كلمة الاخ العزيز حزت في نفسه ... اقسى كلمة يمكن ان تقولها بنت لشاب يحبها هي انت مثل اخي هذا على راي الدكتور مصطفى محمود في كتاب رسائل في الحب .
كانت رسالة سوسن على النحو التالي :
الاخ العزيز سامي ..
السلام عليكم
انا ما عاوزة الومك على انقطاعك عني ست اشهر رغما عن انه في السابق ما كان يمر يوم دون ما يكون بيننا نوع من الاتصال حتى مس كول . كانت كفيلة بان كل واحد فينا حاسي بالثاني رغما عن الاف الكيومترات التي كانت تبعدنا ..
وانا ما كاتبة الرسالة دي عشان اعاتبك او الومك بل انا بفتكر بانه انت معاك حق في هجرك لينا وفسخك لخطوبتنا على الملا ..
لكن ان بكتب لك الرسالة دي عشان اشكرك ... رغم عن الموقف الاسود الذي جمعنا اخر مره الا ان كان كله خير بعد ذلك ...لان ابوي اولا صحى من غفوته .. ونحن كنا كاننا في غيبوبة ونحن ماكنا ندري بان كل اسرتنا كانت مضحكة للجيران واهل الحي .. وعدم احترام امي لابوي واحراجه قدام الناس كان لاغي شخصياتهم الاثنين .. لكن في ذلك اليوم الذي ضرب فيه ابوي امي بالكف حتى رماها ارضا وشداني انا من شعري وقفل علينا الباب .. وقال نحن ما نستاهلك .. يعني ابوي بنفسه استكثرك علينا .. لانها بعدها امي دخلت غرفتها وظلت تبكي حتى الصباح اما ابوي دخل الصالون وما عاد على قسم النساء حتى الصباح .. وانا بعد ما اخذت بكيتي .. رحت اخفف على امي .. وجدتها لا زالت تبكي .. وقلت لامي لازم تسامحي ابوي .رفعت راسها وقالت يابنتي بالعكس .. انا عاوزاه هو يسامحني .. انا ماكنت فاكره نفسي اني كنت لاغية شخصيته الا في ذلك اليوم .. يوم تسببت فيه من تفريقك من خطيبك .. وانا عاوزاك يا سوسن تسامحيني انت في الاول و تروحي ليه وتعتذري لي منه .. انا عاوزاه يسامحني قبل ما اموت .. 
وفعلا تاني يوم الصباح رحت لابوي واعتذرت ليه عن نفسي اولا وعن امي .. وهو فعلا قبل العذر وبعدها امي التزمت والتحقت بجمعية لحفظ القران وتخلت عن التفاخر والمظاهر واصبحت ملتزمة بحضور الندوات الدينية .. واصبحت نادر ما ترفع صوتها على اي احد ..
وانا ارسلت ليك الرسالة لاشكرك فقط لاني اتوقع تكون اصبحت ليك حياتك الخاصة الجديدة وهذا شي طبيعي بعد الصدمة التي سببناها ليك ولقيت الناس اليتناسبو معاك على راي ابوي .. ونحن كمان منتظرين نصيبنا اليناسبنا ..
وانا من كل قلبي اتمنى ليك حياة سعيدة حقيقة انت شخص نبيل تستاهل كل خير .طيلة فترة خطوبتنا كنت تبحث عن رضاي واقناعي وكثير ما كنت تتنازل حتى لا اغضب وانا اعترف واقر بانك كنت جوهره ما عرفت احافظ عليها .. ولكن الحمد لله كانت صحوة حا استفيد منها باقي عمري .. انا كنت متخذه امي غدوة في كل شئ وعندما شفت سيطرنها على شخصية ابوي كنت فاكرة ان الزوجه يجب ان تكون هكذا وهي كانت تمدني بنصائح من هذا النوع ولكن عندما شفت انهيارها في ذلك اليوم وندمها انهار التمثال الذي رسمته للزوجة في داخلي نتيجة لنصائح امي ..
اخيرا انا اتمنى لك من كل قلبي حياة سعيدة ..
بس طلب اخير لو سمحت ارسل لي كل الصور والخطابات التي معك حتى لا تؤثر في حياتك مستقبلا وكذلك حياتي...

اختك / سوسن علي
رسالة سوسن اصابت سامي بمشاعر متباينة منها انها اججت حبها في نفسه من جديد.. وكذلك عبارة (الاخ ) التي سبقت اسمه بها اعطته انطباع زهدها فيه .. وزوال الشوائب التي جعلته يحجم عن مواصلة اجراءات الزواج .. تحول امها الى امراه صالحة متدينة ... هذا المزيج العجيب من المشاعر الذي خلق عنده فوضى في كيمياء جسمه سببت له صداعا .. مما جعله يضع زراعه على سطح مكتبه ويرقد عليها فترة .. ماذا يفعل .. كيف يمكن ان يتاكد من مشاعر سوسن حياله بعد هذه الظروف وهذه هي اهم خطوة .. اخيرا اهتدى الى فكرة او حيلة رغما عن انها من حيل المراهقين .. وهي ارسال رساله بالجوال مثلا كمقطع من اغنية .. ولكن لازم يختار اغنية يكون فيها احتفاظ بكرامته .. لانه يرى انه عيب ان يظهر لها هيامه بها ويكتشف انها اصبحت لا تطيقه وتصدمه بكلمة جارحة ..
اخيرا اهتدى لمقطع من اغنية سودانية شعبية تقول :
كل ما سالت عليك يقولوا مشغولة
ايه شاغلك عني وريني يا زولة
كتب هذا التعبير واقتنع بانه قابل لكل الاحتمالات هو لم يقل انه لا زال يحبها ولكن بين لها انه لازال يسال عنها ... وانتظر على احر من الجمر والتوتر .. وهل سترد .. وهل ردها سيكون ايجابيا ام ستهاجمه .. وضع جواله امامه في الطاولة وبدا يراقبه من بعيد وهو متوتر ...
بعد ربع ساعة من التوتر والانتظار رن الجوال معلنا عن وصول رسالة .. خطف جواله وقلبه يخفق بشدة ووجد رسالة ومن سوسن فعلا وفتحها ليجد فيها مقطع من اغنية للفنان الرقيق زيدان ابراهيم ..
بالي مشغول يا حبيبي ليك اعود والقاك متين
قلبي هايم بيك اصلو قلبي عليك حنين
خطف سامي الجوال واصبح دون ان يشعر يقبل في شاشة الجوال وعيونه تدمع واراد ان يتصل ولكنه خاف ان تفضحه مشاعره وهو في مكان العمل .. لذلك اجل الاتصال حتى يصل البيت .. عدت باقي ساعات الدوام كاصعب ما يكون التوتر وهو ينظر الى ساعته في راس كل خمس دقائق .
خلصت ساعات الدوام وخطف سامي مفتاح سيارته واتجه ناحية البيت مسرعا ودخل الى شقته واتجه الى الغرفة وقفل الباب عليه .. وبكل شوق فتح جواله واتصل ... ولكن للاسف تاتيه الرسالة السخيفة التي درجت عليها شركات الاتصالات دون اي مراعاة لمشاعر المتصل ( عفوا هذا المشترك لايمكن الوصول اليه حاليا نرجو الاتصال في وقت لاحق وشكرا ) رمي الجوال على السرير ورقد في السرير تتنازعه هواجس جديدة .. هل هي اغلقت جوالها .. هل امها طلبت منها ذلك ؟؟ وهل وهل وهل بدات الاستفهامات تتحاوم حول راسه مثل ما يفعل الناموس في الخريف .
بعد ساعة تناول سامي جواله وحاول الاتصال مره ثانية بجوال سوسن .. وفي هذه المره كان في جرس استمر للنهاية حتى قطع ولم يرد احد .. هذا مما زاد من توتر سامي .. ورمى الجوال وتيقن ان سوسن لا تريد سماع صوته لانها في الاول قفلت الجوال وكان من المفترض ان تتوقع منه اتصال وفي المره الثانية رفضت ترد واكيد قرات اسمه في الجوال .. معقوله لكن لهذه الدرجة .. وهل الكره يصل لدرجة عدم الرغبة في سماع الصوت ... الهواجس والظنون ارهقت زهنه .. ولكن لم يستسلم وبعد نصف ساعة عاود الاتصال مرة اخرى .. رن الجرس وفتح الخط ..
-
الو (صوت نسائي من الطرف الاخر)
-
سامي: سوسن؟
-
سوسن ايوه منو سامي معقوله وانفجرت في نوبة من البكاء
-
حاول سامي يهديها ويعرف سبب البكاء: سوسن في شنو يا سوسن .. سوسن مالك 
-
هي تحاول تتحدث ولكن كانت تختقها العبرات وتمنعها من الكلام .. واخيرا من بين ركام العبرات استطاعت ان تخرج جمله مبهمة
-
سوسن : تعرف يا سامي عندنا ضيوف في الصالون حاليا وانا كنت قاعدة معاهم
-
سامي: طيب يعني شنو لو كان عندكم ضيوف
-
سوسن : ما الضيوف ديل اهل عريس متقدم لي وانا وكنت موافقة من قبل شهر تقريبا
-
سامي: ليييه يا سوسن عملتي كدا 
-
سوسن: اعمل شنو انت انقطعت ست شهور وبدون ما ترسل لي حتى رسالة صغيرة اخر حل عندما اتقدم لي العريس انا كتبت جواب وارسلته ليك بالبوستة عشان اريح ضميري وما عارفه وصلك ولا ما وصل .. انا في الاول كنت برفض اي عريس .. لكن ما لقيت مبرر بعد كدا كان اهلي في الاول بيعذروني باعتبار انه لسع خارجة من صدمة عاطفية . لكن العريس الاخير هو شقيق زوج شادية اختي .. واخيرا تحت ضغوط الاهل اضطريت اوافق في نفس اليوم الارسلت ليك فيه الرسالة .
-
سامي : طيب الحل شنو يا سوسن وانا فعلا اعترف باني قصرت في حقك لكن انا اقسم ليك ما عملت اي خطوة ثانية بديلة ليك .. قدر ما يقدم الاهل اقتراحات الا كنت انا صامد لغاية ما جات رسالتك .. وبعدها انا ارسلت ليك مقطع الاغنية ..
-
سوسن : وانا يا سامي زي ما رديت ليك بمقطع الاغنية لسع متعلقة بيك وانا اصلا ما نسيتك حتى اتذكرك لكن ضغوط الاهل ونظرة المجتمع كانوا اقوى مني 
-
سامي : افهم من كدا انه ما في امل نرجع تاني لبعض
-
سوسن : انا ما عارفة لكن لو كان اتصالك دا قبل شهر ممكن كان الحق الموضوع اتصل بالعريس مثلا واخليه يتفهم الموقف وهو شخص واعي واعتقد انه ممكن يقدر موقفي .. لكن الان الموضوع اصبح معلن ..
-
سامي : طيب ربنا يسعدك
-
سوسن : وانت كمان انا اتمنى ليك تلاقي الانسانة التستاهلك وصدقني راح تكون اسعد انسانة وربنا راضي عنها 
قفل الخط وسامي وقف لحظة يتامل في الجوال واصبحت دموعه تتدفق ودخل في صراع داخلي مع ضميره .. ما هو كمان انت يا سامي ما ممكن تعاقب شخص بجريمة شخص ثاني وانت عاقبت سوسن بسبب امها .. وحتى امها تابت يمكن ربنا رضى عنها وانت لازلت معلن عليهم عقوبة .... يا خي اسكت .. اسكت كفاية انا ما ناقصك .هذه يقولها سامي بصوت عالي .. مما يلفت زملاؤه في السكن ويفتح احدهم الباب .
حسين : مالك يا سامي انت بتتكلم مع منو وليه صوتك معبور خير وحتى وشك ملان دموع .
سامي : تتخيل ياحسين اتصل السودان اليوم على سوسن وبعد ستة شهور من الانقطاع ويصادف خطوبتها اليوم..
حسين : معقولة هو انت ستة شهور ما اتصلت بيها بالغت مره واحدة ..
سامي : حسين انت كمان عاوز تكون لي جلاد خلينا لو سمحت .
ويخرج حسين ليترك سامي يكاد يمزق الوسادة باسنانه غيظا .
النهاية ...

ظل سامي في غرفته يضع مخدة في راسه ويرقد على اخرى .. شعر بان راسه يكاد يفجره الصداع .... وبقى في الغرفة من العصر وحتى الساعة التاسعة مساء ..
حاول زملاؤه في السكن التخفيف عنه واقناعه بالخروج لتناول العشاء الا انه رفض بشدة ....
دخل عنده زملاء السكن في الغرفة جلسوا حوله وامطروه بالعبارات المعهوده في ذلك الموقف من نوع .. الحكاية قسمة ونصيب .. ويا سامي انت راجل مؤمن ... وانت عارف لو كان عندكم نصيب مع بعض ما حد كان قدر يفرقكم .. كل مره يرد واحد بواحده من هذه العبارات التي كانت تنخر في قلبه مثل السوس في الضرس وتزيده الما لانها كلها تصب في خانة انه لن يلاقي سوسن مره اخرى الا نظره عابره وهي زوجة لشخص آخر .. هذه اللحظة بالذات لولا انه نجح في السيطره على نفسه الا انه جاؤته رغبة باطلاق صرخه مدوية تهز الشقة هزا ..
واخيرا نطق وقال لهم : يا اخوان انه انا الحازي في نفسي انه سوسن واهلها كانوا متعلقين بي شديد ونحن مخطوبين اكثر من خمس سنوات .. صبروا علي حتى كونت نفسي .. ورغم المغريات والخطاب الاغنياء الا انهم صمدوا معي .. انا في لحظة حماقة وغضب اضعت كل هذا .. ورغما عن ذلك ظلت تنتظرني اكثر من خمس شهور .. انا ما فكرت حتى اعمل مس كول او رسالة اسال عنها .. غرور ما كان عنده اي مبرر او معنى ... وانا ماكنت فكرت اتخلى عنها ... وانا منظر ابوها جاريها من شعرها لم يفارقني يوم .. ورغما عن ذلك ظليت صامت .. وفي اليوم الاستيقظت فيه من الغيبوبة اتضح انه هو دا يوم خطوبتها ... شوف المصيبة على كل حال هو عقاب انا استاهله ... وانتو كثر خيركم ما قصرتوا ممكن بس اطلب منكم طلب واحد سيبوني لوحدي لو سمحتوا لاني ما قادر استحمل النقاش في الموضوع من اساسه ..
وفعلا خرج الاصدقاء من الغرفة وتركوه لوحده ...
تعشى اصدقاء سامي في الصالة كعادتهم وهم يشاهدون التلفزيون ويتجنبون الضحك بصوت عالي حتى لا يجرحوا مشاعره ..

ولكن فجاه يجي سامي جاري يقف في نصهم يضحك ويحضن مخده ويرقص بها رقصة الفالس في الافلام الغربية ويدور ويضحك ... خاف الاصدقاء قالوا يمكن يكون صابه جنون ... 
سامي مالك .. وظل هو يضحك ويدور بالمخدة ويغني ..
واحد فيهم قال نطلب الاسعاف الراجل دا لو ما لحقناه يمكن تاني ما بيتحلق .. وفعلا واحد منهم مسك التلفون وبدا يتصل لو لا ان مسك سامي يده وقال دقائق انا اوضح ليكم الموضوع .. وسكت الجميع وحمدوا ربهم بان سامي لازال بوعيه ..
سامي: تعرفوا في الساعة التاسعة مساء وخمسة دقائق وعشرين ثانية ... رن جرس التلفون .. وفتحته طلعت المتحدثة مين ؟؟؟ سوسن ... قالت يا سامي انا عملت عملية ربنا يسامحني فيها عشان انقذ حبنا .. قالت انا في الصالون مع الخطيب الجديد فجاه تشنجت واتصنعت حاله هستيرية وقلت ما عايزاك .. انت انا ما عايزاك وبديت اصرخ .. والجماعة اتلموا فيني وفتكروا اني مسحوره .. وقلتن ليهم يا اهل افهموني .. يا جمال انا ما الشخص المناسب لك .. انا ما عايزة الخطوبة دي تتم .. بصراحة عملية الصراخ في الاول كنت قاصدة اطفش بيها ام العريس واهله .. لانه فعلا شفتها غيرت وشها وطلعت .. بعد داك بهداوه اتكلمت مع العريس وقلت ليه بصراحة انا مرتبطة مع شخص ثاني وانا ارضاءا للاهل فقط قبلت بيك .. وانت سعادتك ما راح تكون معاي ... قال سامي. لو سمحتوا ممكن تدوني موية انا من العصر ما شربت ..
-
ياخي كمل الموضوع بنجيب ليك المويه .. حسين ما تتناول موية لاخوك سامي .. وانت محنن ما تتناولها انت .. ياخ خلاص سامي اسكت لغاية ما اجيب ليك الموية .. 
يلا شربت كمل لينا ..
قالت بعد داك اعتذر العريس واهله واخذوا اغراضهم وخرجوا .. وانا كنت خايفة من رد فعل ابوي طبعا وقلت راح يموتني وفعلا جا ماشي علي غاضب .. وقال لي دا شنو دا العملتيه دا يا بت فضحتينا .. وليه عملتي كدا .. وتفتكري تاني في عريس حا يتجرا يتقدم ليك بعد الحادثة دي .. قلت فيه .. قبل ما يقرب مني وقف .. وقال لي مين العريس دا .. قلت ليه سامي ... ولاني انا عارفاه معجب بيك من زمان .. وقف وقال لي سامي ود حاج الطاهر .. قلت ليه ايوه .. وقال لي وين لقيتيه .. قلت ليه كان بيتكلم معاي بالموبايل من قبيل ( مش ناس السودان قعد يقولوا موبايل) .. اخيرا جلس ابوي وقال سامي ممكن يرجع ويكمل العرس ثاني؟؟؟ .. قلت ليه وعلى احر من الجمر ( رغما عن اني ما متاكده منك )
وواصل سامي . وقال انا قفلت من سوسن من هنا واتصلت بناس البيت وقلت ليهن لو كنتوا بتعزوني من جديد بكرة تمشوا تتقدوموا لسوسن وتوداوا الشيلة ثانية وتحددوا مواعيد العقد وترسلوها لي في السعودية .. انا لا عاوز اجي السودان ولا عاوز عرس ولا ربات .. واتصلت على اهل سوسن وكلمت ابوها وكل شئ تمام.. 

رد حسين : كل الاحداث دي حصلت في الساعة الواحدة الخليناك فيها حالتك مزرية وتقطع في المخدة باسنانك ..
سامي : ما في شعور امر من انك تحس في لحظة انه اعز شئ في حياتك بيطير من يديك ..
عمر: تعرف يا سامي البت دي ناضلت كثير جدا من اجلك .. بصراحة هي تستاهلك وانت تستاهلها ..
سامي : ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه شاعر باني عاوز انوم سنة كاملة لي ست شهور مانمت .

**************************************************


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق