الجمعة، 1 نوفمبر 2013

منديل إحســـان



جاء احد ابناء الريف ضيفا الى العاصمة من الاقاليم
ونزل عند بيت عمه كالعادة كلما احضرته مناسبة الى العاصمة
وكالعادة ايضا نزل بالصالون حيث قسم االرجال  ينفصل عن قسم النساء تماما بسور يفصل الحوشين .
كان عمه ابا لحسان ثلاث جميلات يثرن جنون شباب الحي والاحياء المجاورة
ولم يكرمه الله بابن ذكر
اما هو كان يتحين الفرص والمناسبات حتى يرسل للعاصمة لاداء مهمة ما لاهله .
كان اشجد اعجابا ببنات عمه من الآخرين . لم يحدد ميولا لاي منهن ولكن اي واحدة منهن كانت تلهب جروح قلبه وتداويه لتجرحه الاخرى من جديد
 
يحب سماع اسمه عند اي منهن ثلاثة حروف فقط ( حمد) تخرج رنانة نغمة مرصعة بالالماز او كما كان يزعم.
بعد ان يعود مساءا من المهمة التي ارسل لاجلها يستلقي على سريرة يعد النجوم ويجرد في احداث اليوم.
يقضي الليل مثل لجنة الانتخابات اذ يظل يفرز في الاصوات واحداث الحسان ليحدد من منهن فازت بقلبه او بالاحرى هو من فاز بقلبها ..
وبينما هو ذات ليلة يقوم بجرده اليومي يسمع صرخة تعقبها صرخات من الحوش الثاني
وعبارة ..( الحقونا الحرامي) .. تصدخ في ظلام الليل الهادي ..
تتدفق عنده هرمونات الذكورة والشهامة والغيرة وتحين الفرصة والبطولة وينزوي الخوف ليهب شهما واقفا على السور الفاصل
ويشاهد اللصوص فعلا يقفذون السور خارجا
غضب دون تحكم .. يسب ويسخط ويلعن في اللصوص وجرى ليلحق بهم ..
كان حريصا ان يلحق باللصوص ويقبض عليهم قبل ان يسبقه اي من شباب الحي  لان هذا واجبه وحده كما يؤمن تماما..
هي فرصته أتته على طبق من ذهب ليثبت لعبلات عمه بأنه عنترة زمانه ..
يجري اللصوص في الاول مزعورين من شجاعته المتدفقه ومتوقعين ان صرخات الحسان ستجر عليهم جيشا جرارا من المراهقين المتيمين ..
ولكن بعد ما وصل اللصوص منتصف ميدان كرة قدم يجاور المنزل
اكتشفوا بان حمد وحده فقط هو من يجري خلفهم ..
بدأت خطواتهم تتباطأ في الجري ..
شكوا ربما كان يحمل سلاحا ناريا ..
وحمد عندما لاحظ لتباطؤ جريهم حس بأنه دخل في ورطة بدأ يرخي من جريته هو الاخر ويتلفت في انتظار أي مدد او دعم ..
ليفاجأ بأن الحي هادئا بل لم يكن احد من ابناء الحي يجري خلفهم من البداية حتى عمه لم يقم من النوم ..
هدأ وتبخر الحماس وأبطأ جريته حتى توقف تماما ..
هنا توقف اللصوص وبتلفته المزعور ايقنوا تماما بأنه لا يحمل اي نوع من الاسلحة ..
وبدأوا يتحركون تجاهه مشيا في البداية تحسبا ربما كان يحمل سلاحا ..
اما هو عكس الاتجاه وشرع في الجري نحو البيت ,,,
ليجد نفسه قد تحول لطريده
كأنه في كابوس ملاريا مع تايفود بل كان حلما فظيعا ..
جرى بكل طاقته يمني النفس بانه لو نجى من هذه غدا سيحزم حقائبه نحو البلد بلا عبلة بلا لمة ...( بالله دا عم دا بناته يصرخوا ما يصحى يشوف الحاصل ؟؟) همس في نفسه وهو يجري ..
بما ان باب البيت لم يكن مفتوحا اذ انه قفذ عبر السور  اذا عليه ان يعود من نفس الطريق الذي خرج منه ..
لكن للاسف يدركه اللصوص وهو يتشبث بالسور .. عاب على نفسه الصراخ لذلك تحمل علقته لوحده ..
وفي الصباح التالي  بعيون متورمه وشفاه دامية يودع عمه وبناته .. ويخبرهم بأنه القن اللصوص درسا لن ينسوه أبدا .. ناسيا بأن معالم هذا الدرس مرسومة على وجهه هو فقط ..
ولكن الدرس الحقيقي الذي تعلمه هو يجب الا تغلب عواطفه على عقله ..
الرجل يقوده عقله والمرأه يقودها قلبها
هكذا اقنع نفسه وهو يكمد عينه الوارمة بمنديل اهدته له احسان احدى الحسان وهي تودعه ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق