ثرثرة في عالم الصراصير

ثرثرة في عالم الصراصير

الرياض 25/5/2008

   اربعة من شباب الصراصير جالسين نهارا في الحمام تحت الغسالة يتسامرون حيث يقضون فترة القيلولة وعملهم عادة يكون ليلا ويدور بينهم الحوار التالي:
الاول : يا اخوان انتو شفتو صرورة بنت شيخ المطبخ كبرت واحلوت كيف
الثاني : ومال  انت ماعارف انه صاحبك دا ماعندو معاها علاقة حب كمان
الاول: صاحبي منو ما تقولي صري . صري صحيح انت (حابيها )
صري : اومال انت فاكر اخوك هين وما قاعد تشوفني اختفي مره مره بالنهار.
الثالث : يا اخوي لكن ديل طبقة هاي ديل من صراصير المطابخ حا يرضو بيك كيف وانت بتاع حمامات وبلاعات.
صري : يا اخوي كلنا اولاد مجاري هم احسن مننا بشنو غضروف ودم زينا ولا لا .
الثالث : ماقلنا حاجة بس نحن خايفنك تنصدم لو رفضوا ليك بعدين ماقلت لي اتلاقيتو وين ؟؟.
صري اتعرفت عليها في حفلة كانت في سلة الزبالة وانا اليوم داك للصباح مانمت.اتونسنا جنس ونسة كدا وانا هديت ليها قطعة من قشرة البرتكان شمتها كدا بشهقة وقامت قطعت ليها حتة من فراولة كدا وهدتها لي .

الاول : اها بعداك قعد تتلاقوا وين تاني .
صري : تاني كل يوم امشي انتظرها تحت باب المطبخ وانتظرها هي بتقرا في ثانوية الدقيق . غايتو ياشباب عليها قرني استشعار آآآآآآآآآآآه وخاصة مرات تكون ممسحاهم بعسل النحل . اها مره تجي شايلة لي قطعة طحنية ومره قطعة باسطة .
الثاني : وانت يا طرنبج اكيد تقالبها ويدك فاضية .
صري : منو القال انا بغشى الحمام مرات اشيل قطعة صابون مره فا ومره لوكس ومرة كامي . وهي تموت في الحاجات دي . مره كنت عاوز اشيل ليها شامبو طلبتو
مخصوص لقرنيها قالت عايزة تلفهم وتجهزهم لعرس خالها لكن ما لقيت لي ماعون صغير اشيل فيه .............
فجاه يسمع صوت خطوات ضخمة تدخل الحمام .... اسمعوا اسكتوا قوات حفظ السلام وصلت ولا نفس ماتتكلموا..... بعد شويه يختفي الصوت .
الاول يسال : ما قلت لي شنو حكاية قوات حفظ السلام دي .
صري : يا خي دي قوات اجنبية اندونسية جابوها رغما عن انه زعيم البيت كان رافض دخولها خالص لكن مورست عليه ضغوطات داخليه وخارجية . من
الحكومة الداخليه عشان راح يستقبلوا مولود جديد واقنعوه انها فتره مؤقته الى ان يستتب الامن بعدين تتخارج .
الثاني : وهي بدلا من ان تلتفت لصحة البيئة اتخصصت فينا نحن طول اليوم شايلة شبشبها الفتاك في يدها وهاك يا ابادة جماعية وفرديه . عشان كدا قواتنا فرضت حظر التجول نهارا وعدم التعرض لقوات حفظ السلام .


يسمع صوت صرير خارجا

الثاني : خلاص يا جماعة اخذوا راحتكم قوات حفظ السلام اتخارجت اهو صفارة الانذار ضربت(يسمع صرير صرصور من بعيد ثم يخنفي الصوت. (
صري اها يا اخوان فتكم بعافية انا امي بتكون قلقانة بعد انذار قوات حفظ السلام دا .
الباقين بصوت واحد ونحن كمان يلا نروح بيوتنا .
يدخل صري البيت في المجرى الرئيسي ويجد امه لازالت تمارس هوايتها في خياطة التريكو
صري : شنو يا يمة هو انت خياطتك دي ما بتخلص.
ام صري : ما قعد احضر لاخوانك الجايين ديل باقي لي كم ساعة كدا وابيضهم .
صري : بعدين شنو حكاية اخواني ديل الحيوانات تلد واحد واثنين وانتو تلدوا بالالاف وهو دا المكره البشر فينا ويمارسوا الابادات الجماعيه علينا .
ام صري : لكن يا ولدي نحن اسباب موتنا كتيره هسع انت اكان وقعت بضهرك ساي ما ياك اتكلت ومت لانه ما راح تقدر تستعدل ويجيك النمل يشلحك .اها اكان ما ولدنا كدا ما كان نوعنا دا انقرض من زمن بعيد .
صري : يمه الكتره هي الجايبة الموت في الاساس ما تقلبوا الموازين ويلتفت يجد احد اخوانه الصغار يقرض في ورقة
صري : وولدك دا لازال مصر يقرض الشعر والكتب هو دا الجايب له ضعف النظر .
ام صري : قوم يا ولد سيب القراية وقرض الورق الفارغ دا وشوف ليك لعب ينفعك بدلا ما قاعد طول اليوم تقرض في الورق .
صري : يمه انا عايزك في موضوع مهم .
ام صري : قول يا ولدي
صري : عايزك تخطبي لي صرورة بت شيخ المطبخ
ام صري : سجمي يا ولدي انت يا صايع الوداك لغاية حي المطبخ الراقي داك شنو لقاية ما تتعرف على بناته .
صري : يا يمه ماتعقدي الموضوع اتعرفت عليها في عرس صرصار الدولة الكان الشهر الفات في سلة الزبالة وحبينا بعض . في النهاية انا صرصور وهي صرصورة
وهي عندها ست رجول وانا كمان وهي عندها قرني استشعار (آآآآآآآآآآآآآآه انا من قرنيها ) يا يمه حاتخطبيها لي ولا لا .
ام صري : خلينا نفكر في الموضوع واديني فرصة اشاور اخوالك.

   اول ما غابت الشمس جرى صري نحو الحمام وجلس تحت نقاط الحنفية لياخذ دشا بعد ما تمسح بالصابون الشامبو. وما نسي ان تعطر بمسحات من صابونة كامي المعطره ووضع منها تحت آباطه الستة وتحت الجناحين . ومن ثم قفذ ناحية مرآه المغسلة ولمع قرنيه وبرمهما . وعندما نظر الى صورته في المرآه اصدر صفيرا اعجابا بنفسه . ولما لا وهو متشوقا الى موعد المساء لملاقاة حبيبة القلب صرورة وهو عاقد العزم على المجازفة بالتقدم لخطبتها اليوم سوى بموافقة اخواله ومعيتهم او بدونهم ولازم يفاتحها في الموضوع .
وفعلا يخرج من الحمام ويمر الى امه في المجرى الرئيسي
صري : اها يا يمه انا مشيت ماتنسي الوصية ومشاورة الخيلان .
ام صري : ماشي وين يا ولدي ما قلت لي
صري : يمه انت بتنسي ولا شنو ما قلت ليك انه انا مواعد صرورة اليوم عازمها فلم في الصالون في التلفزيون الكبير( خماها ساكت انا غايتو ما سمعته ) .
ام صري : خلاص خلو بالكم من قوات حفظ السلام وما تظهروا ليها في النور ابدا
صري : يمه ما توصي حريص .
ويخرج صري متوجها الى مدينة المطبخ . ويصل هناك فعلا بعد النجاح في التخفي والمرور اسفل الاثاث . وينتظر صري مقدم صرورة تحت باب المطبخ حيث مكان اللقاء اليومي . بعد زمن تظهر صرورة تتهادى في مشيتها وتتلاعب بقرنيها وهي تعرف انهما سر افتتان صري بها . وصري بعد ان كان غاضبا لتاخرها تذيبه هذه الحركات وينسي الغضب .
وهي مكملة تدللها تقدم له هدية عبارة عن قطعة جاتوه .
صري : دا كتير يا صرصورة حياتي وانا مش عارف اودي جمايلك دي وين .
صرورة : بسيطة اصله الجماعة كان عندهم حفلة عيد ميلاد والمطبخ مليان من الحاجات دي .
صري بعد ان يضرب قطعة الجاتوه ويمسح شواربه يلا بينا نمشي عشان نحصل الفلم ؟ وفعلا يتحرك الحبيبان ناحية الصالون . وفي الطريق يقرر صري ان يفاتحها في موضوع الزواج .
صري : صرورة نحن لازم نتزوج باي طريقة
صرورة : صري انت عارف انا ماعندي مانع ولكن انت عارف الفارق الطبقي البينا وبعدين اهلي ماراح يرضو انا اسكن معاكم في الحمام واخواني ما راح يرضوك تسكن معانا  انت في المطبخ . اها الحل شنو .
صري : انا عارف دا حا يحصل ومتوقع النقطة دي عشان كدا فكرت ومسكت سكن في حتة وسط وهو في دولاب الزعيم شخصيا .
صرورة واضعة يدها في صدرها : دولاب الزعيم؟؟؟ يا صري عايز تاكلني فنايل ياصري . انا بعد العز والنعيم دا كله آكل فنايل داخليه .
صري مغتاظا : ومالها الفنايل حتى صحية اكثر من سلة الزبالة الانتو ساكنين فيها دي . متراجعا، شوفي هنا يا بنت العم اليحب لازم يضحي . يعني نحن نسكن في دولاب الزعيم نمشي حالنا بالفنايل لغاية ما تفرج . واكيد ما كلها فنايل . ماتشوفي الزعيم مرة مرة يدس الحلاوة من اولاده في الدولاب اها ايام زي ديك نقدر نعتبرها اعياد .
على كل حال مادام الموضوع حا يخلينا نتوتر انسيه هسع خلينا نتمتع بالفلم شوية لانه بدا . ولمن نرجع في الطريق نكمل .
فعلا بعد ساعتين يخلص الفلم وياخد صري صرورة من يدها الى البيت وهم في الطريق يسالها
صري : تفتكري يا صرورة ابوك ممكن يوافق لو اتقدمت ليك .
صرورة : ابوي رغما عن انه زعيم جميع قبايل صراصير المطبخ الا انه صرصور متواضع يعني ما بالصورة الوحشه الصراصير ما خذنها عنه .وانت جرب .
صري : على كل حال هو وافق ولا ما وافق انا متزوجك متزوجك في السر في العلن .
صرورة: وانا مش حتنازل عنك ابدا مهما يكون و مهما يكون .
صري ينبسط ويسر بهذا العهد ويبدا يردد نفس المقطع بصوت هامس ( يا الاديت لحياتي بحبك طعم ولون مش حتنازل عنك ابدا مهما يكون ومهما يكون ) ...
ويصل الاثنان المطبخ حي اهل صرورة ويقدمها حتى تحت دولاب المطبخ حيث يسكن اهلها في هذا البيت الفخم المصنوع كاملا من الالمونيوم المطعم بالزجاج ..
وعندما يصل الاثنان قرب البيت يلاحظ صري ان شيخ المطابخ ابو صرورة واقفا منتظرها عند الباب ويبدو عليه الغضب وهو يبرم في شنباته بصورة هستيرية .
صرورة برقتها المعهودة : مساء الخير بابا دا بالمناسبة صري الكلمتك عنه شاب مكافح وعصامي جدا .
شيخ المطابخ : اهلا يابني اتفضل ادخل اتعشى معانا
صري : متشكر ياعمي انا اتاخرت والوالدة بتقلق علي . يا ابني عيب وبعدين امك يمكن نرسل ليها مس كول من هنا بواسطة المساعد بتاعي انت ناسي انه نحن صراصير ونحن من اكتشف المس كول والاشارات اللاسلكية . وينادي شيخ المطابخ
تعال يا عصبة رسل رسالة لام صري وقول ليها حا يتعشى معانا الليلة ؟ يلا اتفضلو ل جوة .
ويتجه الجميع ناحية الطابق الاول من دولاب المطبخ حيث السفرة والاكياس المعباة بالخيرات ما لذ وطاب اكياس الحلومر واكياس البسكويت والدقيق والسكر والويكة والبصل المحمر (ما تشوفو انا متغاظ كيف وانا بكتب في الكلام دا نفسي امسك الشبشب بتاعي دا واخبط الكمبيوتر افرتكو ) ..
ويجلس الجميع حول السفره ويسال شيخ المطابخ صري عن مؤهلاته
صري : انا ياعمي خريج هندسة بلاعات ومجاري ومعاي دبلوم عالي في حمامات المستشفى .
شيخ المطابخ :يعني جمعت خبرتين هندسية وطبيه ها ها ها ها ها ها ها ها اها وماقلت لي اهلك من وين .
صري يهمس في سره اها دا السؤال الانا ما عايزه
نحن يا عمي جزورنا من شبكة الصرف الصحي العمومية ولكن منذ زمن هاجرنا هنا واستقرينا في حي الحمام .
وبدا وجه شيخ المطابخ يتغير بمجرد ما سمع شبكة الصرف الصحي . وبدا يشخط في وجه صري . هنا صرورة ذهبت الى المطبخ تساعد امها في اعداد العشاء ولم تحضر الموقف .
شيخ المطابخ : مادام يا بني انت مستواك الطبقي والاجتماعي غير كفؤ لبنتي لييه بتتفدم ليها وتعرض نفسك للموقف الراح يحصل ليك بعد شوية لاني راح انادي المساعدين يرموك بره ..
يقيف صري غاضبا : دقيقية يا عمي شنو طبقي وحركاتك دي وانت ناسي نفسك ولا شنو ما طول عمرك ساكن في المغسلة جنوب العمارة التحت دي تضرب في الفنايل وتحلي بصابون البودرة . وبعدين المطبخ دا جيتو متين بعد ماسكن فيه السودانيين لانك عارفهم مخلوعين من المجاعات الحصلت ليهم وجنهم تخزين اكل . زمان لمن الشقه دي كان ساكنين فيها هنود وفلبينين ما هاجرت للمطبخ لييه . انا اقول ليك عشان خايف يدخلوك الحلة انت ذاتك . جاي حسع تتعالى علينا مستواك وما مستواك .....
هنا شيخ المطابخ يشعر بازمة قلبية نتيجة للهجوم الكاسح ويمسك قلبه ويصرخ :قلبي قلبي . وتحصل جلبة بحضور شلة من شباب الصراصير مفتولي العضلات ويهاجمون صري وتحدث جلبة عالية وفجاه يصمت الجميع ويتفاجاوا بان باب الدولاب فتح وفي معية قوة حفظ السلام جهاز رشاش غريب المنظر وبخة مفاجئة مع ضحكات شريرة من قوات حفظ السلام تودي بحياة الجميع في ثوان معدودات .

جلست الجده الصرصورة ومن حولها احفادها تحكي لهم عن قصة الحب الخالده في عالم الصراصير بين صري صرصور المجاري وصرورة بنت شيخ المطبخ وكيف انتهت القصة قبل ان تنتهي نهاية سعيدة بيد اندونيسية آثمه كان من المفترض .. ان تكون قوات حفظ للسلام لكنها مارثت الاباده الجماعية في حق شعبنا الصرصروري مستخدمه السلاح الكيميائي المعروف بالبفباف ....
تحدث صرصر الصرصور الصغير الشقي :يا جده كلمينا عن خالي البطل صري كان شكله كيف ..
الجده : تعرف يا صرصر يا ولدي كان شاب لطيف يحب الاطفال ويحبوه جميل وسيم من اجمل الصراصير الانا شفتها في حياتي .. يهتم بمظهره جدا تلاقيه طول اليوم اما تحت نقاط الحنفيه او في رف الصابون يتمسح ويلمع في جنحيه ورجوله وقرنيه .. وكان معجب بنفسه طول اليوم تجده جالس قدام المراه ...
صره صرصوره صغيره شقية ايضا من ضمن الاحفاد تسال في جدتها : ليه ما فكر خالي صري انه يرتبط بواحده من بنات الحمام من قريباتنا ليه فكر ولا مشى حي المطبخ البعيد وفكر يرتبط من هناك ..الجده : تقولي شنو يا بتي القلب ولما يريد .. الا لكن يا بتي كل بنات الحمام كانن يتمنن نظره منه ولا حتة من قرنه .. بس هو كان نظرته لبعيد .. حتى عيشتنا في الحمام دي ما كانت عاجباه .. وكثير ما كان يقول لامه .. شنو العاجبكم في حياة الحمام ليه ما نمشي نعيش في حي الدولاب او اي حتة نضيفه ... وامك كانت تقول له يا ولدي نحن هنا قريبين للمجاري في اي لحظة نقدر نطلع نهاجر اذا الحالة ما عجبتنا لكن لو اتورطنا وسكنا في الدولاب او حي الصالون اول شئ حنكون معرضين للابادة الجماعيه لانه المناطق ديك الاضاءه فيها عاليه .. وبعدين عدونا البشر ديل جنهم وجن يلاقونا في ملابسهم .... يعني البشر لو لقى صرصور في الاكل ممكن يطرد الصرصور وياكل عادي ... لكن لو لقانا في قميص او اي ثوب ما يلبسوا الا يتغسل من جديد ... بس الحتة دي اوعى تسالوني منها لاني انا نفسي ما فاهمه سرها شنو .
صرصر: طيب يا جده انت كان قلتي حملة الابادة الجماعية بالسلاح الفتاك داك كانت في المطبخ بعدها اعقبتها حملات للتطهير العرقي ازالت كل جيوب المقاومة الصرصورية في المطبخ ... الحملة دي ما وصلت الحمام ولا كان في اتفاق سلام جزئي مع صراصير الحمام ...
الجده : اتفاق شنو وسلام شنو مع البشر يا ولدي .. ومنو القال ليكم الحمله ما وصلت الحمام .. الا زي ما قالت جدتكم ام صري نحن سكنتنا في الحمام خلتنا نكون قريبين من المجاري عشان كدا الهروب عندنا ساهل اول ما سمعنا باخبار حملة المطبخ انسحبنا في المجاري وجرينا بعيد لغاية البلاعة الرئيسية في الشارع ... ولكن طبعا كان في شباب من النوع المستهتر فضلوا في الحمام .. هم ديل الاتعرضوا للابادة الجماعية من صراصير المطبخ ومن ضمنهم كانت جدتكم ام صري كان عندها ولد صغير شقي زيكم كدا فلت من ظهرها وجرى قال رايح يشرب مويه .. وهي جرت وراه تجيبه لكنها للاسف صادفت الحملة هناك جمب الدش وراحت مع الراحو هي وولدها .

بينما الجده تجلس تحت الغسالة مع احفادها الصغار تدخل عليهم امهم بعد ان عادت من جولتها اليومية ... وسمعت امها تحكي لاطفالها عن الاحداث الدامية التي حدثت في الماضي قبل عقد من (الشهور) ...
الام : شنو يا امي تحكي لاولادي قصص الرعب دي تاني ماقلت ليك الشفع ديل بالليل ما بينوموا لي .. تجيبي ليهم في سيرة قوات السلام الاندونيسية والايام السوداء والاسلحة الكيميائية ..
الجده : يا بتي ما هم كمان لازم يعرفوا تاريخ اهلهم حانقعد نخاف عليهم من سماع قصص الابادة الجماعية لمن يقعوا فيها هم كمان ...
الام : ما خلاص قوات حفظ السلام قضت فترتها وطارت محل ما جات ... انا سمعت صوتها قبل كم يوم كدا لقيتها قال جات زيارة نظام ما نست العشرة وكدا (جنس لبط خدامات غايتو )..
الجده : العشرة التخنقها عشرة شنو تلاقيها جايه تشمشم ساي قايلة يمكن يشغلوها تاني ... لكن عفيت منه زعيم البيت قال لا عايز قوات سلام ولا عندي ليها قروش اهي فترة وعدت .
اها ما قلت لي يا بتي اخبار السوق شنو ما شمشمتي لينا حاجات جديدة .. الجماعة ديل ما نزلوا دقيق ولا وماعندهم عيد ميلاد طولنا ما اكلنا لينا لقمة طاعمة ولا ضقنا طورتات وحاجات زي دي .. وهم ناس البيت دا بس فالحين في رص الرغيف الناشف نشف ريقنا وهرد مصارينا .
الام : غايتو يا ا مي مريت على المطبخ كدا وغشيت عمارة الزبالة لكن في شلة من صعاليق صراصير المطبخ قعدوا يحمروا لي ساي ويبرموا في شنباتهم .. بيني وبينك انا خفت ونزلت سريع وجيت جارية .. لكن يا امي عمارة الزبالة من ريحتها مليانة خيرات في ريحة برتقال وشمام و الحاجات القلبك يحبها ديك .. لكن ما لحقت قرمت منها ,,,
الجده :: صراصير المطبخ الجيل الجديد دا كمان بري منهم شرانيين بشكل .. ما دا جيل قام من باقي البيض بتاع اهلهم لا شافوا ام ولا شافوا ابو ولا في حد رباهم قال ليك بقوا عبارة عن عصابة شرسة وحتى زعيمهم ملقبنوا زعيم العصابة .. في عالم الصراصير .. متمنية يوم الزعيم ينتبه ليهم ويجيب لهم سلاح كيميائي يكملهم كلهم ...
الام : يبروا يا امي ما تخلي حقدك الاعمى يخليك تتمنى للتانين الحاجة المابترضيها لنفسك ..
الجده : نسوي شنو عاد يا بتي الجوع ما كافر ونحن كرهنا اكل الصابون وهدوم الغسيل ..........