الاثنين، 4 نوفمبر 2013

شاكر شبك

فك
- ماابفك
-يا زول انت مجنون ما تفك الجلابية دي
- ما بفك انت الجابك بيجاي وخلاك تعفص لي خرطوش الموية شنو ؟؟؟
-يا خي ما قلنا ليك معليش ما كنت شايف الخرطوش -يا شاكر ما تفك الراجل دا ما قال ليك ماشايفك بترش بالخرطوش
- وانت يا مختار الدخلك شنو ما شايف الراجل عفص الخرطوش لحدي ما انا عاينت للخرطوش اشوف الموية قطعت ولا لا والموية جات رشتني بلت هدومي وعاوزني افكه كمان .
-

- يا شاكر ما قال ليك معليش وبعدين دا راجل غريب ما من الحلة وما بيعرفك والا لو كان عارفك كان عمل حسابه ومشى بعيد منك ..


- تقصد شنو انت يا مختار يعمل حسابه يعني انا كلب ولا مرفعين ... يعمل حسابه مني ..
-يا شاكر يعني فكيت الراجل الغريب وشبكت فيني يازول انت بصحك فك الجلابية دي ..
- وانت عشان انا خليتكم من الشكل والدق قايلني بقيت اخاف منكم .. وانت زمن ما اخذت ليك بنية مني ..
- شاكر اعقل ياخ بطل الهبالة .. اهو صاحبك الكنت ماسك فيه اهو اتخارج منك وجرى ..
- بس جرى بسببك ما انت فكيته مني الليلة الا تجيبو راجع ..
- يا اخوان دي مصيبة شنو واجيبه من وين ...؟؟؟
- ما انت عامل لي فيها مصدر صلح ورجل البر والاحسان فكيته الليلة الا تمشي تجيبة ..
 شاكر هو ولد  شبه متخلف ..  ربنا اعطاه بسطة في الجسم وعقل طفل .. قيل من كان عمره خمسة سنوات استطاع ان يرفع امه من الارض تخيلوا ... .وعلى ذلك فقس ... فتوة احمق عقله صغير حقار و قوي جدا ..  ... محتلي الحلة كرهنا لعب الكرة .. في الحفلة يمشي يجر اجمل بت من وسط الناس يقول ليها الا ترقصي معاي ... في التمرين كان ما لعبت ليه باص انت رحت فيها ... ويمكن يشنكل ليه واحد والحكم يفوتها لانه لو حسب فاول ضد شاكر معناها راح يبيت في المستشفى ..
هسع زي ما شفتو جا ود حلتنا مختار بطيبته خلاه فك الراجل الغريب ... وهو لغاية الحين شايفنه ماسك في تلابيب مختار واي واحد يمشي يفك منه مختار راح يتشبك فيه هو .
 تركنا شاكر ماسك في تلابيب صاحبنا مختار ورحنا الى بيوتنا يقتلنا الشوق لنعرف كيف تخلص مختار من شاكر ..
في المساء رحنا الى عمود النور حيث نتجمع كاصدقاء نتونس عن احداث اليوم ..اول ما وصل مختار بادرته انا يلا يا مختار الحق نحن منتظرين نعرف الحصل ؟؟
مختار : امشو يا جبناء وانت بالذات يا عمر دا كان العشم والحالة عامل فيها صاحبي ..
قلت : وكنت عاوزني اعمل شنو ما راح يفك منك ويمسك فيني انا انت مش عارفه هو زي ابو اللصيق .
قال : كنت على الاقل تمشي تكلم له ابوه انت عارف هو بيخاف من ابوه ..
قلت : يا سلام اكلم ابوه ياخي انت جديد في الحلة ولا شنو اسال عاطف دا قول ليه الكسر ليك سنونك منو وبسبب شنو ؟؟
عاطف : ياخي يا عمر اشكت خليها شاي ما تذكرنا ..
مختار : ما تقول لي كسرهم ليه شاكر ..
قلت : تعرف السبب انه شاكر كان بدق لي في واحد من اولاد حلة الفحامة ديك وخلاص الولد اغمى عليه وشاكر لسع راميه في الواطاه وطالع في صدره ويكفت فيه ... تعرف عاطف جرى لبيت ناس شاكر وجاب ابو شاكر وجو جارين مع بعض .. كمان ابو شاكر اهبل من ولده جا شايل عكاز ووقع ليك في شاكر ضرب لمن خلا جسمه دا كله دم .. بش شاكر كان بين الدموم والدموع عاين ليك لعاطف وقال له اصبر ,
اها عاطف دا شهر كامل ما شاف الشارع .. المدرسة الا يوصلو ابوه ويرجع الساعة اثنين يرجعه. لغاية ما لم فيه يوم غافل واقف في البقالة .. بس مسك ليك عاطف دا وجراه على الضلمة وجانا عاطف عامل كدا بلا سنون وخشمه كله دم .. طبعا ما في طريقه شكوى لانه جراه في الظلام وما في اي شهود .ز ولا عاطف نفسه يجزم انه ضربه شاكر .
مختار : يا خي معقولة الحلة دي كلها ما فيها راجل قدر على الشيطان دا ولا ابو عاطف .
قلت : كيف ياخي الحلة ما شاء الله كلها رجال بشنباتهم لكن صاحبنا دا فات حد الرجالة بهناك ... يعني خارج المنافسة ..
مختار : ياخي حوة ولادة بيلاقي اليحسمو .قلت :. ياخوي هي حوة دي ليها خمسة وعشرين سنة ما قدرت تولد ليها انتي فايروس لشاكر دا ؟؟وانت لسع ما وريتنا كيف اتخارجت من شاكر ..
مختار ياخي بكل بساطة هو خانقني ومشدد الخناق وخلاص غمت يدو عاوز يلصق لي البونية بس ابوه جا .. وساله : ولد ياشاكر انت بتعمل شنو .. قال لابوه لالا يابا قعد احكي ليه قصة الفلم بتاع امس ..وانا ما صدقت فك جلابيتي وانسحبت براحة على بيتنا وهو راح بيتهم مع ابوه .
المهم نحن في ونستنا دي يظهر لينا هادم اللذات ومفترك الونسات شاكر بنفسه بعيونه الحمراء وصدره المشعر واسنانه المفرقه هو عبارة عن غوريلا في شكل انسان او العكس ..
شاكر : يلا قومو ارحكم
قلت : نروح وين يا ابو الشكور ( نظام ترقيد وكدا)
شاكر : حايكون وين يابليد ما السينما .
مختار : لكن الفلم دا ما مكرر ودخلناه عشر مرات معاك .
شاكر بدا يتهيج : انا قلت راح ندخلو يعني ندخلو قوموا .
قلت : انا ماعندي قروش اروح اكلم ناس البيت واخذ منهم فكة .
شاكر: متين انا قعد ادخلكم السينما بقروش ما انتو عارفين ابواب السينما بتفتح براها لمن تشوفني انا وشلتي ( طبعا هو صادق وقصة السينما دي لوحدها قصة ) المهم غصبا عن الخلفونا مادام ما قادرين يحمونا .. العندو مذاكره والعندو امتحان كلنا رحنا السينما نسوي شنو بس ؟؟
حكاية شاكر مع السينما :
رغما عن انها هي قصة جانبية ليست اساسية في مسار القصة الحقيقي لكن بناء على رغبة الاخوان سنحكيها . لكن حكايتها انه شاكر منذ كان عمره عشرة سنوات اعتاد عمه انه ياخذه الى السينما وخاصة الافلام الهندية التي كان يدمنها العم .. وبعد ذلك اغترب العم وترك شاكر متعلق بالسينما لا يكاد يغيب عنها .ولان شاكر كان وحيد والديه ومدلل ( علي العليه)فكانت ام شاكر ووالده يغرون ابناء الحي الكبار في ان ياخذوا شاكر للسينما مع دفعهم هم للتكلفة كاملة وخاصة لان والد شاكر هو تاجر وميسور الحال وشاكر كان مولود بعد معاناة مع الاطباء والدجل والشعوذه .بدا شاكر يكبر وينمو مع ادمانه للسينما يكاد لايغيب الا في الافلام العربية لانه كان يعتقد انها ما افلام رجال كلها مياصة وحب ورقيص وقلة ادب ( معاه حق) وكان يحب الافلام الهندية وافلام الكراتيه وافلام الاكشن الامريكية والافلام الحربية ..ولان شاكر تعثر عليه الاستمرار في المدارس لصعوبة فهم الدروس اكتفى بالمرحلة الابتدائية بعد ان مكث بها عشر سنوات .. واخذه والده للعمل معه في السوق .. وخاصة ان تجارة والده سهلة وهي المحاصيل الزراعية وهي طبعا كلها شوالات حسابها سهل وتحميلها ايضا سهل بالنسبة لشاكر وقد افادته في بناء جسمه ايضا اضافة الى العامل الطبيعي .. لانه كان يحمل شوال الزرة مثل المخدة ..
قصة السينما انه شاكر يوم ما اتهمه الحارس في بوابة السينما انه تذكرته مزورة .. واستدعى له الشرطة .. وشاكر اصلا لم يفهم ما المقصود بمزورة .. وبعد التحري والتحقيق تبين ان التذكره صحيحة ورسمية .. ولكن بعد ما فهم شاكر قصة الحارث اتلحه .. واصبح يرتب له علقه يومية وبصورة ثابته .. كل يوم ينتظره في طريق السينما ويعطيه الراتب كانه بائع اللبن .. بواب السينما مسكين لم يستطع ان يتحمل هذا الوضع .. لم تفلح بلاغات الشرطة ولا الحراسة لانه ( بيني وبينكم ناس الشرطة انفسهم يتفادونه).. وكذلك والد شاكر لم يستطع ان يوقف هذه العلقة المرتبة .. الا اخيرا صاحب السينما جاء وجلس مع شاكر واقنعه واتفق معه في ان يدخل السينما مجانا كل يوم متى ما يشاء ومع من يشاء من اصحابه .. هذا العرض الوحيد الذي جعل شاكر يدخل السينما يوميا ويترك علقة الحارس .. والمصيبة مع الزامنا نحن مع دخول كل الافلام التي يرغب شاكر في دخولها ..
والفلم الحالي الذي سندخله الان للمره العاشرة هو فلم هندي شاكر اعجب به لان صاحب البطل قوي ومتخلف وشجاع جدا لا يعرف الخوف .. واعتقد ان شاكر وجد نفسه فيه ..
وسنعود لكم مع شاكر وكرة القدم التي جعلنا نعتزلها قبل ان نبدا اي نوع من الاحتراف او حتى الهواية في الاندية
شاكر والكرة :
كما ذكرت انه رغما عن حبنا لكرة القدم وعشقنا لها كاي شباب سودانيين .. ولكن كرهنا شاكر كرة القدم .. وذلك اول شئ كان هو يتولى التقسيمة .. وكان يختار الناس الحرفاء في جانبه هو ويترك الفريق الثاني لانصاف المواهب .. وبهذ ه الطريقة تجد التمرين ما فيه توازن وبايخ وفريق يفوز على الثاني عشرين وخمستاشر لذلك نحن كرهنا الكره لانها لاتوجد فيها اي متعه او تشويق . ولكن لا نستطيع ان نقول نحن كرهنا الكره وما عايزين تمرين .. لان شاكر رغما عن افتقاده للموهبة الا انه يحب الكره وهو في اختياره للحرفاء الى جانبه ليس حبا في الفوذ وانما كرها في الخسارة .ز فهو لن يتحمل دخول اي هدف في مرماه حتى لو كان فريقه فايز عشرين صفر .. وكثيرا ما حمل الحارس خطا الهدف ورقعه علقة .. لذلك يكره اللاعبين خانة الحارس في فريق شاكر .. عنف شاكر كره فينا ناس الاحياء الثانية كرهت كل الاحياء المجاورة لعب الكرة معنا .. لانه اي مبارة بين حي جديد تنتهي بشكلة او حتى كارثة ...
وام الكوارث لو اقتلع احدهم الكرة من شاكر او راوقه ... واو احد زملاؤه ناداه شاكر ليلعب له الكره وتجاهل نداءه .. هنا شاكر سينسى الكرة ويجري خلف اللاعب وربما اصابه باصابه بليغة ..
وانا مستغرب ولا اجد اي تفسير هو كيف يستمتع شاكر بكرة القدم وهو قاتل فيها كل عناصر التشويق والاثارة ..
الى كان يوم و كانت قاصمة الظهر التي صنعت نقطة التحول في حياة شاكر وحياتنا جميعا .
نقطة التحول :
طبعا استمر حالنا هكذا ندخل السينما كل يوم وحسب مزاج شاكر ونتمرن بالعصر بالتقسيمة التي يراها شاكر .. وكثيرا ما يحضر هو متاخر من السوق ويجدنا قمسنا اللعب فعلا .. ولكن يعترض ويجمعنا في الوسط ويعيد التقسيم من جديد ..
الى ان كان يوم .. سكن في احد بيوت الحي ساكن جديد وهو مدير جديد للمدرسة الابتدائية بالحي . وهو الاستاذ عبد الرحمن .. وكان للاستاذ عبد الرحمن ولد من دورنا اي في نفس عمرنا اسمه حسام وقد كان حسام هذا نحيف البنية جدا اضافة الى انه لم يكون طويل القامة اي متوسط الطول .. و لكن يبدو انه حسام شخص كرونجي يحب كرة القدم من اول يوم لبس الزي الرياضي وجاء للميدان باحثا عن التمرين .. ولانه بنيته هزيلة بطبيعة الحال شاكر وزعه في الفريق المضاد اي الفريق الذي اعتاد ان يهزمه بالعشرات كل يوم ,,
لكن المصيبة المدهشة انه الولد حسام طلع حريف جدا يكاد هو لوحده ان يحقق المعادلة بين الفريقين .. لانه كان ياخذ الكره وهو كان يحمع بين السرعة والحرفنة وكان يشق لاعبي فريقنا وهو فريق شاكر بكل سهولة وسلاسة .. وفعلا بدا يحرز فينا الاهداف ونحن نعاين لوجه شاكر نجده بدا يتلون ويتشكل وبدا عليه الغضب .. لكن لان لعب حسام جذب مشاهدين جدد لبراعته في الكره .. استحى شاكر ان يوقف التمرين ويحول حسام لصالحه .. والمصيبة حسام لم يتوقف من التهديف في مرمانا وحتى اثر في زملاؤه من ( الكيشة) اذا تجلت لهم بعض الحرفنة والبصات الجميلة كما جذب المشجعين حول الميدان وكل ما رواغ حسام احدنا وعمل فيه لقطة جميلة انفجر الجمهور ضحكا وتصفيقا له... شاكر كاد ينفجر بالغضب ولكنه كظم غيظه لاول مره خاصة عندما لاحظ ان والده ايضا انجذب للميدان وجاء ليتفرج .. الى ان حدثت اللقطة التي لم يتحملها وهو جاء في مواجه مع حسام ليقلع منه الكره اذا يفاجا بان حسام ممر له الكرة بين رجليه بكل سهولة وعندما حاول ان يلتفت يعالج المواقف تفاجأ بن حسام غرف الكرة اعلى راسه مره ثانية مما اثار موجه عالية من ضحك المشاهدين فلم يتمالك شاكر نفسه سوى انه مسك حسام من وسطة والقى به ارضا بعنف مما افقده الوعي .. وربما شك الناس في انه حدثت كارثة لحسام .
وقع حسام مغشيا عليه نتيجة للضربة العنيفة التي تلقاها من شاكر.. وطبعا توقف التمرين وحملوا حسام الى منطقة الظل وبداوا يحركون حوله الهواء الى ان ذهب احدهم ليحضر الاسعاف ... ابو شاكر هاجم ابنه اراد ان يضربه لهذه الحركة .. الا ان الرجال التفوا حوله ومنعوه .. وقال اولا نحاول ننقذ هذا المصاب . وذهب احدهم ليحضر سيارته لاخذ حسام للمستشفى .. وبعضهم كان يرش حسام بالماء .. واخيرا وقبل ان تاتي السيارة فتح حسام عينيه وبدا يتلفت باستغراب يحاول ان يضغط ذاكرته ليعرف اين هو ومن هؤلاء .. اخيرا فاق وجلس في مكانه .. تحت فرح الباقين .. وتلفت واخيرا وقف على رجليه .. وارد ان يتحرك نحو بيته .. مسك فيه الاعمام مترجنه للاطمئنان عليه الا ان اخبرهم انه بخير ويمكن ان يمشي .. وهو ماشي فجاة توقف والتفت ناحية زملائه اللاعبين .. وتلفت كانه يبحث عن شخص معين .. وفعلا عندما وقعت عينه على شاكر نظر اليه طويلا ورمقه بنظره نارية لم يفهمها احد ولم ينشغل بها احد لان اصلا حجم حسام لا ينبئ عن شئ ممكن ان يحدث اكثر من الذي جرى .. توجه حسام نحو البيت .. وترك الجميع متجمعين في حلقات حلقة للاباء وحلقة للابناء .. الاباء وجدوا فرصتهم في ابوشاكر واستعرضوا له معاناة ابنائهم مع ابنه المتهور والمتخلف شاكر وكل واحد يذكر الاصابة التي تلقاها ابنه من شاكر .. وفي وسط ميدان الكره يجلس شاكر وسطنا ونحن نلتزم الصمت لا احد يقول شئ .. الى ان ظهر حسام من جديد وكان في هذه المره يمشي مسرعا ناحية حلقتنا نحن .. اول ما اقترب منا موجها كلامه لشاكر :: انت عامل فيها الراجل الوحيد في الحلة دي انا الليلة بوريك حدك .. شاكر اول ما سمع هذا الكلام وقف على طوله غاضبا متوجها ناحية حسام .. وحسام عندما شاهد شاكر واقف جرى ناحيته بسرعة شديد كانه لا يريد ان يترك فرصة للحجازين .. اول ما وصل حسام قرب شاكر تناوله شاكر ورفعه للاعلى مره اخرى كانه يحمل عود من القصب .. ولكن شاكر وهو في اعلى استخرج سكينا وطعن بها في كتف شاكر مما جعل شاكر يرميه في الارض ويمسك كتفه وهو يصرخ من الالم .. وحسام لم يكتفي بذلك اذا تناول عصا من احد الجلوس .. وامطر بها شاكر في كل مكان .. لم تردعه لا دماء شاكر ولا صرخاته .. واخيرا لم يتمالك شاكر سوى ان يجري ناحية بيتهم .. وحسام يجري من خلفه وكل ما اقترب منه ضربه بالعصى في ظهره ..
الكل شلتهم الدهشه اول مره يشاهد شاكر يجري مطارد .. ومن من ؟؟؟ من ولد لايزيد وزنه عن الستين كيلو .
والمفاجاه خرجت في الباب ام شاكر وبدات تثكل لاول مره في تاريخ الحي ياما ثكلت امهاتنا ..
ادرك الرجال حسام بعد ان فاقوا من الدهشة ومسكوه وسيارة الاسعاف التي كانت من المفترض ان تاخذ حسام اخذت شاكر .. وحضرت الشرطة واخذوا حسام ناحية الحراسة .
لازالت الناس مندهشة ولم تستوعب المفاجاه وحقيقة زي ما يقول المثل عنتره قتله اعمى .. في ذلك اليوم بات حسام الولد النحيف الوديع الحريف في السجن .. بات الوحش الذي اغلق منامنا بالسنين في المستشفى ينازع الموت ..... هكذا ابتدر عمنا طاهر ابو مختار الحديث ونحن نجلس حلقة امام دكان عم صالح في امسية ذلك اليوم ..حقيقة كان يوم اختلطت فيه كثير من المشاعر المتناقضة .. ابتسامات فيها فرح وشماته خفية بكسر شوكة هذا الفرعون .. بل انا لاحظت الى امهاتنا كادت ان تفلت منهن زغرودة وهن يشاهدن ام شاكر تثكل لاول مره .. بل لم يستطعن ان يخفين تلك الابتسامات الخبيثة ورغما عن ان الامر يمكن ان يصل الى درجة الموت .
في ذلك اليوم بعد ان حضر ابو شاكر من المستشفى تحركنا نحوه للاطمئنان على شاكر ويخيل لي بعض الناس دار في داخلهم السؤال بالصيغة التالية ( لعله ما راح يعيش ثاني ؟؟) لكن ابو شاكر قال لهم ابشركم ان اصابة شاكر رغما عن انها عميقة الا انها لم تصل الاجهزة الحساسة مثل الرئتين والقلب ولكن سياخذ في المستشفى اسبوعين ..
وفعلا بعد ذلك قال ابو مختار لابي شاكر طالما انك اطمئنيت على ابنك الواجب اننا نروح مركز الشرطة ونخرج ولد الاستاذ وماتنسى انه ابنك هو المخطئ وكاد يقتله في الاول ..
وفعلا بعد ذلك تحرك الوفد نحو مركز الشرطة وتم استخراج حسام بعد ان تنازل والد شاكر دون ان يتركوه يبيت يوما بالحراسة .. وكانت بادرة طيبة من ابي شاكر ازالت كثير من الغبن نحوه ونحو ابنه ..
ظلت الحادثة حديث المجالس طيلة الاسبوعين التاليين .. وقد كانت نقطة تحول فعلا فيها ذقنا الاستمتاع بكل شئ حتى كرة القدم اصبحت لها متعة مع وجود حسام الحريف والذي تولى هو كبتنية الفريق بطبيعة الحال.. ومن خلال حرصة على التقسيمة العادلة اصبحت هنالك متعه لكرة القدم بيل اصبح لنا رواد ومتفرجين من الاحياء الاخرى معظمهم حضر ليستمتع بمهارة حسام .. تلك الفترة والتي غاب فيها شاكر جعلتنا ننساه بالتدريج .. بل اصبحت حياتنا تتغير في اتجاه ايجابي وانا يخيل لي مات فينا خوفنا من شاكر .. والمسالة ليست عملقة وعضلات .. تذكرت شئ كنا انا وصاحبي مختار ذات مساء مارين قرب الدكان سمعنا احد الاعمام يتحدث قائلا .
- الحكاية ما عضلات وجسم الحكاية حرارة قلب وبس ..
- قلت انا لمختار خلي بالك عمك دا بيطاعن فينا .. اضحكني مختار قائلا : يا سلام ؟؟ هو ناسي نفسه تذكر لمن شاكر كان يدق في ولده وهو من بعيد يقول له براحة حرام يا شاكر يا ولدي دا برضو زي اخوك الصغير .. هسع في اب يهرسو في ولدو قدام عيونه ما يشيل ليه طوبه يفرتكها في راس المعتدي وتقول لي يطاعن فينا ..
عدت تلك الخمسة عشر يوم التي قضاها شاكر في المستشفى مسرعة كايام العيد .. وكلنا دار الفكر في راستا غدا سيخرج شاكر من المستشفى ماذا بعد ؟؟؟؟؟
يوم عودة شاكر والنهاية

وصلنا الخبر نحن اصلا كنا متوقعنه انه شاكر شفا تماما وسيخرج اليوم عصرا من المستشفى .. امه فرحانة اخبرت امهاتنا .. انا صحونا من اشياء كثيرة فجاه اكتشفنا انه ما في واحد فينا زاره في المستشفى .. بل كنا نرى ان الخمسة عشر يوم مرت كالبرق ..كنا تحس التوتر في وجوهنا وان كان لم يفصح اي منا عن هذا التوتر ,,
عدى نهار اليوم كالعادة 
الى ان جاء العصر وذهبنا التمرين كالعادة وكل منا يتلفت ناحية شارع المستشفى متوقع في كل مره وصول شاكر ..
الغريب في الموضوع الشخص الوحيد الذي كان غير مشغول بالموضوع ولا حتى سال هو حسام نفسه .. حسام كنا اكثر شخص خائفين عليه .. كنا متوقعين ان شاكر بمجرد ما ينزل من السيارة اول شئ سيجري ناحية حسام ويخنقه .
وفعلا ذهبنا الى تمريننا كالعادة وكابتنا حسام قسمنا الى فريقين كالعادة ايضا ..وبدا التمرين واندمجنا في اللعب .. ونسينا موضوع شاكر 

وفجاه نجد شاكر وقف في نص الميدان وانتهز مرور الكره بقربه وتناولها ووقف ...

كلنا سكتنا وعاينا له بعيوننا الجاحظة في الاول حسام لم ينتبه 

الا ان وقف حسام على الموضوع وبكل جراه مشى ناحية شاكر وخلع منه الكره وساله بدون ما يكسر عينه عنه .
ماسك الكرة ليييه .؟
شاكر: عايزين نعيد التقسيمة من جديد التقسيمة دي ما عجباني ..
حسام : ما بكيفك واول شئ اطلع لينا من الميدان دا بسرعة ( حسام كان ينهر في شاكر باعلى صوت عنده دون ان يكسر عينه عن عين شاكر .. في الاول بادله شاكر بنفس النظره الحادة دون ان يرتكب اي عنف ...
ونحن كنا ننظر الى الاثنين واجمين نترقب ماذاا سيحدث طبعا كنا نتوقع انه شاكر سيحمل حسام مرة ثانية في الهواء ويضرب به الارض كما في المره السابقة ..

وظلينا متوترين نراقب في هذين الذين يرفض اي واحد منهم ان يكسر عينه عن عيون الاخر ..

واخيرا وتحت دهشتنا جميعا كسر شاكر عينيه ونظر ناحية الارض . وخرج من الميدان يجر رجليه جرا .... وجلس في حجر ضخم خارج الميدان مع المتفرجين ....

لتبدا فعلا مرحلة جديدة في حياتنا ونقلة نوعية ضخمة لم تستوعبها مداركنا لفترة طويلة .. هل تخلصنا من الاستعمار الايستطاني الذي اسمه شاكر .. هل حررنا حسام من سطوة هذا الجبار المسلط المتسلط ..

حسام لم يكتفي بذلك بل بصوت عالي اذا كنت ترغب في التمرين ياشاكر .. انتظر حتى يفتر احد من الفريقين حتى تبدله ..
هنا هتف صديقي مختار قائلا انا فترت يا كابتن ممكن اغير مع شاكر .. طبعا انا ما فوت الموقف دا من مختار وقلت له يا جبان نحن ما صدقنا انه عين شاكر انكسرت .. حاول مختار يبرر موقفه في انه تاثر لكسرة شاكر اصبح مثل الاسد المكسر الاسنان فهو لن يرهب معزة .. وقلت له يعني هو لمن كان يكشنا امامه في المدرسة الابتدائية مثل الاغنام ما كنا محننين احد.. 
تعرف انا جاتني رغبه انه احمل عصى واجري اكسرها في شاكر انتقاما لقهر كل السنين التي مضت ..
اصبح حالنا زين
ندخل السينما وقت ما دايرين
والفلم الذي يعجبنا 
واستمرت حياتنا بعد ذلك حياة عادية مبنية على الحرية واتعلم شاكر كلمات جديدة من نوع عن اذنك ولو سمحت زادت ايامنا جمالا ...... والسلام ......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق