الخميس، 7 نوفمبر 2013

وسوسة ناموس

ذكر ناموس شاب يطير حول البلاعة مسكن العائلة ويغني بطرب 
- دا منو دا البغني وفرحان دا عامل لينا ازعاج .
- دا ولدك نيمو قدر ما قلنا ليه انزل ورينا الحاصل شنو لافي في راسنا ويغني
- ولد يا نيمو ما تنزل توري اخوانك شنو المفرحك كدا ..
- يا يمه ما في حاجة بس في جماعة مغتربين جو اجازة ... تعرفي انا ما كنت عارف يا ريتني كنت عارف .. نزلت لي في .. واحد منهم يمين اول جغمتين لامن حسيت براسي لف طعم زي الحلم .. هو نحن القعد نشرب فيه كل يوم دا كان دم ... في الجماعة النشفانين ودمهم كله موية فول ..
- طيب يا نيمو والجماعة ديل المغتربين ما قالوا قعد يجيبوا معاهم نا موسيات يعني ما بتلقى طريقه فيهم ..
- طيب الناموسيات عايزين يلبسوها ويحومو ما بيدخلوا فيها وقت النوم بس .
- تقصد انه انت بتهاجمهم بنص النهار ..
- ومال شنو عاوز تلاقي الدماء الطازجة دي كيف ما سمعت بالمثل البيقول يفوز باللذات كل مغامر جسور ..
- يعني ما بتخاف واحد يخبطك ولا حاجة ..
- هو الحا يخبطك منو ؟؟؟.. شفع المغتربين ديل ما عارفين الفرق بين الباعوض والذباب الواحد بعد ما ترك في جسمه وتطعنه وتشرب وتقرطع تطير حتن بعد داك يادوب يبدا يكرش في جسمه .. وبعدين شنو اجسام هشه زي الورد يعني ما عايزين مجهود ..مش زي الجماعة الناشفين بتاعين موية الفول ديل ..
- يا زول اسكت ساي ولو على الفول ماكويس ديل حتى دم ماعندهم قبل يومين كنت متعشي في بيت عزابه .. يمين واحد فيهم لامن جاب لي لوز .. يا خي قدر ما امص واجبد يا دوب طلعت لي منه بجغمتين ما يبلن الريق .. الا في النهاية لقيت لي واحد رويان شويه كدا اظنه ضيف كملت منه عشاي ..
- وكمان يقولو ليك نحن بننقل ليهم الملاريا هم الجايبين لينا اللوز والبلاوي
- انت في دا ولا مره غشيت لي مدرسة لقيت الاستاذ بيدرس في التلاميذ عننا نحن يعني عن الباعوض .. وقال الاستاذ شنو انه ذكر الباعوض يتغذا على رحيق الازهار .. وانثى الانوفلس هي فقط التي تتغذا على دماء البني ادم وتنقل الملاريا ..
- يا ابو الشباب خليهم عايشين على كدا ازهار شنو هو هسع في ازهار عشان تعرف البشر ما عنهدم راس كيف ..
- اهاا اليلة السهره كيف الخميس دا ما عايزين لينا حاجة كاربة كدا بس اوعى تودينا لجماعتك المدنين ديك .. يا خي المره الفاتت شربت لي جغمتين من واحد لامن ما قدرت اطير ... عازين لينا ناس شغلهم كدا على خفيف ..
- ابشر في جماعة كدا جدد اظنهم موظفين بنك سكنوا في الميز الفي بلاعتنا دا .. الليلة عندهم قعدة وجايبين حاجات كدا راقية ..
- لكن قبل ما نمشي القعدة لازم نغشى جماعتك المغتربين ديل نتعشى لينا عشوة محترمة زمن ما اكلنا لينا لقمة نضيفة ياخ ..
- ابشر انا كنت عاوز نخليهم في النهاية نمزمز بيهم لكن على رايك يمكن يدخلوا الناموسية احسن نضمن عشانا .. وبعدين يمكن الشربة تكون قوية وانت عارف الشغلانة ديك مع الجوع ما بتنفع .. ولا ما كدا يا ابو الشباب ...
شلة من شباب الباعوض يدورون حول بلاعة آل نيمو حيث يسكنون بعد ان اتفقوا للذهاب مجموعة لتناول وجبة العشاء في البوفيه المفتوح بتاع اطفال المغتربين النازلين اجازة . ويناديه اخوه سيمو .
سيمو: شنو يا نيمو ما تطلع نحن اتخرنا والجماعة ديل قالوا جعانين
نيمو: ما تصبر يا سيمو امي دي قالت ماشة معانا وقعد تلبس في جنحاتها ..
سيمو: تعال هنا يا فقري انت .. امك ماشى معانا مش نحن متفقين بعد ما نتعشى في المغتربين نمشي نسهر في دم العزابة امك الحا يوديها معانا شنو ؟؟
نيمو: اسوي ليها شنو قالت طولت ما ضاقت دم مغتربين ... خليها تتعشى بعدين نغشيها البيت بعدين نكسح من هناك ..
سيمو: طيب خليها تطلع سريع ما تاخرنا الجماعة ديل بيدخلو الناموسيات بعد شوية
وصل الجمع اللئيم الى حيث بيت العشا وانتشروا طعنا ومصا في الاطفال الابرياء حتى الصغير النائم والذي لم يتجاوز العام الواحد ما رحموه حتى صحى من النوم يصرخ ويهرش في جسمه ...
كانت شلة الانس الباعوضية منتشبية ومستمتعه بدماء اطفالنا بعد ان تناولوا عشاؤهم ( انشاء الله ما ينفعهم ) صعدوا في الهواء يغنون ويطنون منتشين بهذه الوجبة اللذيذة ..
نطق احدهم : مشكور يا سيمو على الوجبة اللذيذة دي تسلم الايادي ياخ ( ايايدي شنو هو سيمو طابخها؟؟)
سيمو: ولا يهمك يا كيكو نجيكم في الافراح ... انت جماعتكم ما وصلوا لسع ؟؟ .. وديلك كمان بتاعين لندن قلت لي دم بارد زي الايسكريم ..
كيكو : اسكت ساي يا ابو الشباب تعرف ديل لمن يصلوا انا الشارع ما بطلع بس اقعد احرسهم كدا .. يلا نمشي على بيت الجماعة نكمل السهره ولا كيف ؟؟؟
سيمو: نحن معانا الوالدة نوصلها اللبيت ونحلقكم هناك ... ولد يا نيمو امك اتعشك ؟؟؟
نيمو: امي بس سكنت في الطفل الصغير داك قدر ما ناديتها ابت تزح من جمبه ..
سيمو: قوليها كفاك الجماعة ديل بيكتلوك بعد كدا ... امك دي حتضيع بشرفنتها دي ..
بعد ما وصل الشابين البعوضيين سيمو ونيمو امهما الى بيتها في البلاعةالرئيسية ..انطلقوا للحاق بالركب في بيت العذابة .. ووجدوا الجماعة منتظرنهم في سور بيت العزاب .
سيمو: شينو يا شباب واقفين مالكم ما تتفضلوا .
كيكو: دقيقة يا سيمو الجماعة ديل لسع ما اتصلحو حا ندخل نشرب دم ساي 
خيخو ( خيخو ناموس سمين طفس يحب الاكل ولا يكتفي كثيرا ما يجروه جرا من جلود البني ادمين معرضا نفسه للهلاك ) قال ليهم انا غايتو ما قادر اقاوم شوف الناس ديل مجدعين في السراير كيف معقولة حد يعاين للخير دا كله ويقاوم ؟؟
نيمو: اصبر يا خيخو خلي الجماعة ديل يشربوا اول .. ومال نحن جايين هنا لشنو كان الحكاية عشا بس ما كان نتم عشانا مع المغتربين هناك .. على الاقل هناك الدم على مستوى مش زي الزيت المحروق دا ..
المهم وفعلا بعد شوية وصل شلة من العذاب يحملون العشا والمزات والزجاجات لزوم السهره والقعدة الليلية ..
وبعد شوية بدات الكاسات توزع والالسن تتقل والخطوات تترنح ..
وتحرك سرب البعوض مهاجما السكارى طبعا ..
واختطلت طنطنات البعوض مع خبطات السكارى العشاوئي في اجسامهم مع تزمرهم بالسنتهم المعكوفة ( الحكاية شنو يا عاكف ياخي بيتكم دا مالو مليان ناموس كدا انت ساكن في نادي الناموس ولا شنو )
خيخو السمين لاحظ انه احد الجلوس سمين مثله لكن لم يشرب انما لم يقف من الاكل .. بدا يقشر البيض المسلوق وياكل .. ثم انتقل الى الزيتون وهكذا ..
وخيخو اكتفى به بل تخصص فيه الى ان لاحظ له سيمو وساله ..
سيمو : خيخو انت بتشرب من دا بس مالك .. انت تبت ولا شنو ؟؟
خيخو : ياخي انا المره الفاتت امي شمت فيني ريحة قربت تموتني . انا بس خلوني مع هادم المزات دا ..
نيمو : تقصد شنو بهادم المزات ..
خيخو : ما شايف صاحبك دا بس مدور في المزة اصلوا ما شرب حاجة ياخي دا قرض البيض براه ودور في الزيتون ..
سيمو : يا جماعة خلاص نمشي انا اتمليت تب اكتر من كدا ما حا اقدر اطير .. والجماعة ديل كان صحو الصباح ولقوني نايم جمبهم حا يخبطوني بشبشب ولا مصيبة ..
نيمو : كلنا اتملينا يلا يا شباب نطير بباقي النفس الفينا دا ..
وفعلا بصعوبة ومعاناة وترنح طار السرب متجهين الى بيوتهم ..
وفي الطريق نيمو محذرا اخوه الاصغر سيمو : شوف يا سيمو امي كان سالتك قالت كنتوا وين قوليها رحنا حضرنا هلال مريخ في النادي اوعى تقول ليها سهرنا في بيت العزابة .. وبعدين ما تخليها تقرب من خشمك وتشم الريحة سامع ولا لا ..
عاد سرب البعوض الى منازلهم سالمين غانمين دون اي خسائر .. لانه لم تفلح اي من خبطات السكارى العشوائية البطيئة في اصابة احد افراد السرب .. وبعد هذه السهرة الحمراء جدا توجه الاخوين سيمو ونيمو وهم يتهامسون حتى لا تستيقظ امهم .. سيمو هامسا لنيمو ..
سيمو: زي ما قلت ليك ... هلال مريخ اوعى تنسى ..
نيمو: عامل حسابي ياخي قديتنا كل مرة توصي فيني ..
سيمو: خلاص براحة ما تصحي امنا .
الام ويبدو انها مستيقظة ... منو في الباب ... سيمو؟؟؟؟ يا نيمو انتو جيتو ؟؟؟
سيمو: ايوا يا يمه نحن جينا 
نيمو ويبدو عليه اثار السكر بدا يغني ( نحن جينا وكيا للمابينا ... سواقنا زينا وحالف ما يدلينا )
سيمو: اسكت يا فقر فضحتنا ..
الام : كنتو وين مساهرين لحدي هسع يا اولاد نحن ما جينا قبيل من العشا بتاع المغتربين مشيتو وين تاني ..
نيمو : يا يمه مشينا نحضر مباراة هلال مريخ في النادي يا امي ..
الام : مباراة لغاية الساعة اتناشر بالليل دي مباراة شنو دي ؟؟
سيمو: ما بدات متاخره يايمه ..( محاولا الهائها ) وانتي المصحيك شنو يا يمه خير نعله ما في عوجه .. 
الام : ياولدي شفت لي خبر في التلفزيون كدا عامل لي قلق ..
نيمو : خير يا يامه خبر شنو ..
الام : قالوا حايعملوا وزارة جديدة يسموها وزارة صحة البيئة ..
سيمو: يمه انتي السياسة دي ما بتخليها ... طيب ما يعملوا ما من زمان في وزارات كثيرة وفي وزارة الصحة والاشغال العامه عملوا شنو ... يمه قلنا ليك انت ابعدي من السياسة دي مرضتك وجابت ليك الهارت .
الام : يا اولادي زمان صحة البيئة كانت ضايعة ناس وزارة الصحة يقولوا دي ما شغلنا شغل ناس الاشغال العامة .. وناس الاشغال يقولوا دي تبع الحكومات المحلية والحكومات المحلية يقولوا تبع الحكومة المركزية .. المهم وسط الضياع دا نحن المستفيدين البيئة منتهية والبلاعات منتعشه والدم دا رغما عن انه الناس صحتها تعبانه الا نحن عايشين ومبسوطين ... لكن يا اولادي لمن يعملوا وزارة خاصة بصحة البيئة ... الناس ديل ما عندهم شغل غير النظافة وردم البرك ورش المبيدات .. يعني حانشوف اسود ايام مع الوزارة الجديدة ..
نيمو(هامسا لاخوه) خلي بالك امك دي طيرت لينا السكره من راسنا يمين انا خفت عديل .
الام : بتقول شنو يا ولدي ؟؟
نيمو : لا لا يا ايمه انا كنت بقول لسيمو صلح لياقة الريش بتاعتك ..
الام : اها يا اولادي نحن لازم نعلن عن اجتماع ونستعد للحرب الوقائية قبل ما تستلم الوزارة الجديدة مهامها 
الخالة ام نيمو لم تقتنع بالحجج التي صاغها اولادها لها ... والتي صبت في خانة انه قراراتنا عبارة عن حبر على ورق .. واصرت ان تعلن عن جمعية عمومية ..
وارسلت اولادها لابلاغ طنان الدولة الناطق الرسمي لامة البعوض ليعلن عن جمعية عمومية رئيسية بالترعة الرئيسية بطرف الحي .

وفعلا راح اولادها وابلغوا الناطق الرسمي للاعلان عن الاجتماع ..

اجتمع الباعوض في قاعة البلاعة الرئيسية على الاجندة المعلنة من قبل تحت شعار.

الخطر القادم من انشاء وزارة لصحة البيئة على امة الباعوض ,,

وقدم السيد طنان الدولة الناموسي مقدما الاجتماع ..

باعوضاتي باعوضي ( على وزن سيداتي سادتي )
كما تعلمون ان العدو الغاشم الانسان السوداني مصدر غذائنا الرئيسي قد التفت الينا هذه المره كما التفت الى لفتته السيدة بت انوفلس الشهيرة بام نيمو .. ممثلة ونقيبة باعوض الشرق في البرلمان المركزي بمنطقة الخرطوم مقرن النيلين .. وقد دعت هي بذاتها لهذا الاجتماع لدراسة هذا الامر حتى نجد طريقة نتقي بها تنفيذ هذا الامر والوقوف دون انشاء وزارة خاصة بصحة البيئة .. والان نقدم لكم الاستاذة بت انوفلس في خطبتها ..
ضجت القاعة بالتصفيق والطنين والهتافات من نوع ..

عاِش كفاح كل الناموس 

بالدم بالمص نفديك يا بعوض 


وبعد ان هدات الهتافات وقفت السيدة انوفلس وبعد ان اصلحت وضع جنحيها واستخرجت نظارتها واستخرجت الورقة التي اعدتها من قبل وبدات في القاء الخطبة .

ايها الشعب الباعوضي البطل 

كما تعلمون نحن امة قديمة منذ الازل .. وقد حاربنا الانسان بمؤامراته الغاشمه اذ ظلينا في صراع مريع بيننا وبينه .. وكل هذا بسبب ان الانسان لم يرضى بوضعه في الحياة بان يكون مصدر لنا في الغذاء ... فهو يستكثر فينا هذه القطرات الصغيرة من دمه والتي لا تذكر .... ونحن اذا استغل مكروب الملاريا وسيلتنا حتى يجعلنا وسيلة مواصلات له ننقله بين البشر .. كان على الانسان ان يحارب جرثوم الملاريا وحده اذ اننا لاذنب لنا في دورة حياة الملاريا بل نحن ايضا نعاني منها لانها تعيش في اجسامنا ايضا .. ور غما عن ذلك راى الانسان ان يقتلنا نحن بدلا عن ابادة الملاريا وعلاجها ..

واخيرا تداعيات هذه الحرب هي الوزارة المقترحة باقامة وزارة تعني بصحة البيئة فقط .ز وهذا انا اعتبره بمثابة اعلان الحرب المباشرة علينا ..لان وزارة صحة البيئة تعني بنظافة الشوارع وتجفيف البرك واماكن سكننا وتكاثرنا ..ولذلك عقدنا هذا الاجتماع للنظر ماذا نحن فاعلون .. وانا سافتح باب الاقتراحات ... ايها الشعب الباعوضي البطل ..اقدح زهنك واعمل فكرك وعقلك حتى تجد لن مخرجا قبل ان تحل بنا هذه الكارثة ..
ولكم التحايا يا ايها الشعب البطل ..

ليعم التصفيق ووالطنين والهتافات من جديد ..

تسقط تسقط وزارة البيئة 

تسقط تسقط وزارة البيئة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق