الجمعة، 1 نوفمبر 2013

بركات الشيخ قوقال (1)




بركات الشيخ قوقال
اثنان من الشباب عاطلين عن العمل بعد إن تخرجا من احد الجامعات الحديثة تخصص علوم حاسب آلي .. ضاقت بهما السبل في البحث عن عمل .. ورغما عن إن الشابين من اسر ميسورة الحال .. إلا إنهما قررا الاعتماد على النفس والبحث عن عمل حسب تخصصهما .. وحتى لو تخصص آخر فقط عليهما الكف عن مد يديهما لتناول المصروف من الوالدين .. والتحايل على الوالدة في كل مرة لزيادة المصروف في الأمور الطارئة كعادة الشباب ..
كان الشابان صديقين منذ مرحلة الثانوي .. وقد كان احدهما جرئ وزكي وهو يسمى تامر والثاني كان طيبا وشبه تابعا لأفكار تامر وعقله المتقد ويسمى حسام . كان الاثنان من سكان احد إحياء العاصمة الراقية ..
اخيرا فكر تامر بعد قيلولة ما قال مخاطبا حسام : حسام آنا عندي فكرة جهنمية لو توافقني عليها نحن ممكن نعمل ثروة ضخمة خلال ستة شهور فقط ..
قال حسام : قول ما هي الفكرة ..
قال تامر : نحن نسافر نشتغل في الأقاليم نستغل معرفتنا بعلوم الكمبيوتر .
قال حسام : وحانشتغل شنو في الاقاليم اذا كان العاصمة المليانة بالشركات الحديثة ما وفرت لينا عمل ..
تامر : انت مالك بس سلمني نفسك واقنع ناس البيت بأنه عندنا مشروع في الأقاليم ومحتاجين فقط لراس مال صغير لا يتعدى الخمسة الف جنيه لكل واحد ( بالجديد طبعا) ..
حسام : ياخي ما اختلفنا بس انت أديني فكرة عن المكان ونوع الشغل ..
تامر : اولا المكان هو منطقة قرى الزراعة المطرية حيث الناس اغنياء جدا جدا وبسطاء جدا جدا .بس ما احا اقدر ازيد اكثر من كدا ,,
حسام : طيب طبيعة العمل شنو انت قول لي عشان يمكن ازيدك فكرة جديدة .
تامر : شوف هنا ياحسام اخوي حا اقول ليك نحن راح نفتح مكتب هناك ..
حسام : مكتب استشاري ؟؟؟
تامر : يعني زي كدا ..
حسام : طيب الناس هناك ناس زراعة وزرة حا يحتاجوا لينا في شنو ونحن ناس كمبيوتر ...؟؟؟؟
تامر : ياخي انت مالك اسئلتك كترت كدا لو ما عاوز قول ما عاوز خليني اشوف لي شريك تاني ..
حسام : ياخي عاوز ونص بس خليني اقنع ناس البيت اولا و اقتنع انا..
وفعلا جاء حسام بعد يومين سعيد يحمل نصيبه في راس المال .. وذهب اول خطوة مع تامر الى سوق الكمبيوتر واشتروا اثنين جهاز لابتوب .. وكما اشتروا جهازي انترنت بورتبال ( أي النوع المتنقل ويمكن شحنه مثل الجوال ) وفي اليوم التالي كان الاثنان على البص متوجهين نحو المشروع ..
رغما عن ان حسام لاحظ انه تامر اشترى اشياء غريبه .. كسبحة لالوب طويلة وملابس شعبية من نوع جلابية وعمة ومركوب من جلد النمر وعباية خضراء .. الا انه استهان بالموضوع لانه ربطه بطبيعة المنطقة ..
وبعد ما وصل البص المدينة .. اخذ تامر تكسي يتبعه حسام وطلب من السائق ان يتوجه بهما الا احد القرى المتاخمة للمدينة .
وهناك بعد جولة قصيرة انتهى بهما المطاف تحت دهشة حسام وسكوته بان أجر تامر حوشا به قطيتين وقال لحسام هنا سيكون مسكننا ومكتبنا ..
حسام مندهشا : تقصد شنو يا ابو الشباب .. نحن شايلين لابتوبات وحا نشتغل استشاريين ونسكن في قطية ما فيها كهربا ؟؟ انا ما فاهم أي حاجة ..
وهنا مسك تامر حسام وقال : شوف هنا يا اخوي بعد كدا انا حا اشرح ليك ..
اولا هنا الناس اغنيا جدا ومليانين قروش ويميلوا دائما للفقرا والشيوخ في العلاج وحل مشالكهم .. لا يعرفوا كمبيوتر ولا سمعوا بلابتوب . نحن حانستغل معرفتنا باللابتوب والانترنت ونبهرهم في الاول لغاية ما يقتنعوا بينا بعداك نحل ليهم مشاكلهم وهم راح يبهلوها معانا بالدراهم .
حسام : طيب قول لي نحن كيف راح نبهرهم .
تامر انا اقول ليك : اول شئ نحن راح نصلي معهم في الجامع وانت تبدا تطلق اعلانات واشاعات في انه انتو ناس محظوظين يا ناس قرية كدا كدا لانه الفكي قوقال راح يعيش معاكم هنا في القرية
حسام : ومين الفكي قوقال دا ..؟؟
تامر : حايكون منو يعني ياداقس ما انا ذاتي ..المهم الناس راح يجو معاك البيت عشان كدا قطية حتكون مكتبك انت وقطية لي انا .. اها انت تسال الزبون وتراسلني في الماسنجر بكل بياناته .. مثلا لو كانت مراه تقول لي اسمها وسنها واسم زوجها واولادها وجيرانها ومشكلتها .... وهي قبل ما تصلني انا اكون قريت بياناتها وافاجئها ليك بالمعلومات لامن تعرف حاجة ذاتو ... بعداك طبعا أي حاجة نطلبها منها ممكن تدفعها بعد تكون آمنت بينا..
حسام متردد : لكن دا ما نصب واحتيال ..؟؟
تامر : ياخي نصب بتاع شنو دا ما علاج نفسي عدييل .. انت ناسي انه انا عندي شهادة في علم النفس المرا ه او الشخص بعد ما يامن بي حايكلمني بكلا صراحة عن كل مشاكله لانه راح يعتقد انه انا كدا كدا حا اعرفها لو ما قالها .. بعد داك بقدم له العلاج والحلول .. اها رايك شنو .
حسام يبدو انه اقتنع : مادام الحكاية علاج نفسي ما عندك عوجه يا فكي قوقال .
لكن معقولة الناس ديل في حياتهم ماشفوا لابتوب ..؟؟
تامر : عشان كدا انا فصلت شنط للابتوب من الفرو .. يعني اللابتوب ما يكون ظاهر منه غير فروة الخروف انت تعاين من ناحية وانا من ناحية ثانية .. 
حسام طيب سؤال اخير لو سمحت يا فكي قوقال : بطارية اللابتوب لامن تنزل حانشحنها من وين ؟؟؟؟؟
تامر : عشان كدا انا اشتريت اربعة بطاريات زيادة احتياطي وكل يومين ثلاثة راح ننزل المدينة ونسكن في فندق لمدة يوم نشحن البطاريات ونشتري أغراضنا ونرجع المكتب ..
حسام : كلام معقول متى راح نبدا العمل ..
تامر من اليوم اولا حاجة نلبس جلاليبنا وخلينا انا اعلق سبحة اللالوب نمشي نصلي وبعدين نعمل جولة نسلم فيها على ناس القرية ..
حسام : اتاري انا اقول ليك شهر ما حلقت دقنك .. غايتو انت طلعت مصيبة .. لو ما وديتنا في ستين داهية ..
بعد العصر
فعلا نفذ الصديقان الخطة وتجلى حسام في لعب دوره بصورة ازهلت تامر الفكي الاصلي ..والناس ملتفين حولهم بعد العصر أمام المسجد .
الشيخ قوقال ( أي تامر ) قال تعرفوا يا اخوان انا نتيجة رؤية جاتني في المنام وقالت لي لازم يا شيخ عمر قوقال تمشي تسكن في قرية الدومة الطيبة وتصلح اهلها وتعايشهم .. وظليت ايام وشهور اسال من مكان القرية دي حتى عرفتها .
وانكب اهل الاقرية حول الشيخ محاولين تقبيل يده وهو يسحبها في تصنع ظاهر واستغفار من طرف اللسان وتعوذ من الشيطان بصورة تزهل الشيطان نفسه .. وحسام واقف مندهشا ينظر لصاحبه وهو ينغمس في الدور بهذه الصورة المدهشة كادت تجعله يصدق ..
وبعد ذلك دار الشيخ قوقال أي تامر حول القرية يقبل الاطفال ويصافح كبار السن ومن خلفه التهليلات والتكبيرات ودعوات للعشاء وشاي المغرب بالحليب والزلابيا .
وعندما عادا الى بيتهما وجدوا ان الخبر عم القرية ومجموعة من النسوة في انتظارهما .. مما ادى حسام للتعليق قائلا : خلي بالك الشرك قبض سريع لكن خطير انت يا تامر ..
ودخل الاثنان البيت محيين الحضور وداعيا لهم الشيخ قوقال بالبركات وماسحا على رؤوس الاطفال .وداخلا ناحية قطيته تاركا الحضور ملتفين حول حسام والذي اصبح اسمه الشيخ خليفة وذلك لتسجيل اسمائهم ..
وفعلا دخل الجميع ناحية حسام والذي بدا في الاول يسجل الاسماء في دفتر محددا وقتا للكشف قبل ما يفتح اللابتوب وبالتالي الماسنجر ..
وبدا تسجيل بيانات المراه الاولى على الماسنجر بعد ما تلقى حسام الاشارة من تامر بان لا بتوبه جاهز ..
حسام مخاطبا الحاجة : اسمك لو سمحتي يا خالة ..
الحاجة : التاية بت جبر الدار 
حسام بعد ان كتب الاسم على الماسنجر : عمرك كم سنة يا حاجة ..؟؟
الحاجة :ما بخبروا كان اربعين كان خمسين .
حسام :راجل اسمه منو :
الحاجة : العوض ود قسم السيد ..
حسام : مشكلتك شنو يا حاجة ؟؟
الحاجة: بري ما عندي أي مشكله علا الراجل بس عينو زايغه كدا وجنو عرس يهاتي به سااكت ..
حسام : في عروس معينة كدا خاتيها في بالوا ..
الحاجة : أي في بنيتا مدغلبي كدا يقولو لها الهام امها ناظرة المدرسة اظنهم ناويين ياكلنه هي وامها الله يازاهن ..
حسام كان يرسل كل تلك المعلومات اول باول لتامر حتى تامر اعطاه اشارة وقال له رسلها ..
وصلت الحاجة مكتبه أي قطية الفكي قوقال .. وقبل ما تلقي عليه أي سلام تجده يهز في راسه ويتمتم بعبارات غريبه عليها قائلا 
ياسيمانتك دوت كوم .. ويا دوت اورق ويادوت نت يا مكافي يا شيخ الانتي فايروس ...ا بعدوا الهام من العوض ...اعملوا ليها دلييييييييييت من حياته .... سيبو العوض راجل الحاجة التاية واولادها ... ابعدوا الهام وامها الناظره .. انقلوها الولاية الوسطى ...
طبعا الحاجة انبهرت وهي تشاهد الفكي يتمتم بكل امانيها دون ان تفتح فمها باي كلمة .. وتجري تنشر الخبر بعد ما اعطاها تامر حلاوة نعناع قال لها تحتفظي بها تحت لسانها كل ما شاهدت العوض يقترب منها ..
ويستمر الدجل .
تدخل الحاجة عند النساء اللاتي ينتظرن دورهن في الكشف وتحكي لهم عن دهشتها من الفكي بادية كلامها كالتالي : بري بري بري دا جديد زي دا عمرنا ما شفنا قبل كدا .
احداهن : خير يا حاجة شفتي شنو ؟؟
الحاجة : انتن يا نسوان سمعتني لامن كنت بملي بياناتي للراجل القدامكن دا ..
بصوت واحد : لا ياحاجة
الحاجة : اها دخلتي على الفكي قوقال كان قعد يقول لي كيت وكيت وكيت قصتي من اولها لآخرها ..
احدهان: ياحاجة سلامتك انت عندك شنو ؟؟
الحاجة : العند ي يعلمبو الله لكن كل شي بيداوا زي ما قال لي الشيخ . اها فتكن بعافية ..
وقبل ما تخرج يبادرها حسام : يا حاجة ما اديتينا حق الكشف والعلاج ..
الحجة : سجمي نسيت يا ولدي اها حقكم كم ..
حسام : الكشف بخمسة والعلاج بعشرة ..
تدفع الحجة المبلغ وتخرج ..في تلك اللحظة يكون حسام يسجل في بيانات حاجة اخرى ..معها ولد عمره عشرة سنوات ...
ويكتب حسام في الماسنجر : السرة بت الطاهر .. ولدها عمار عمره عشرة سنوات .. قالت ما بيتكلم الى الان ..الولد الظاهر عليه متخلف لانه فيه هبل ويهمهم بكلام ما مفهوم .. قالت حاموا بيه على الدكاترة لمصر سفروه .. الظاهر كلامك صاح الناس هنا شكلهم فقراء لكن هم اغنياء وبسطاء ... نحن ساكنين في الخرطوم طول عمرنا ما شفنا مصر .. ديل ناس القرية قال ليك يسافروا للعلاج في مصر ويرجعوا قريتهم .. المهم المراه جاياك وشد حيلك مع الحالة الجديدة دي..
ويقول حسام لام عمار ممكن تاخذي ولدك وتدخلي عند الشيخ ..
اول ما تصل ام عمار عند باب قطية تامر ( الشيخ قوقال يبادرها تحت دهشتها وشهيقها : مرحبا بعمار وام عمار .. عمار الولد الصالح المسحور .. عمار صابته عين المراه الحاسدة وهو صغير .. عمار كان طفل جميل.. وام عمار تمتم صدقت يا شيخنا الله يكافينا شرها ..
ويرفع راسه مخاطبا ام عمار : يا ام عمار تعرفي ولدك دا الا نفرمتو ونعمل ليه داون لوود من جديد ..
ام عمار : فرمتو يا شيخنا لكن دوا اللوود دا يجيبوه من وين بلقاه عند العطارين ؟؟
قوقال : لا ياحاجة دوا اللود دا عندنا هنا .. لكن عاوزك من السوق تجيبي لي فلاش ميموري اسود واحد قيقا ..
ام عمار : والفلاش دا عند العطارين ..؟؟
قوقال : هو شنو شابكانا عند العطارين عند العطارين انتو ما بتعرفوا حاجة في السوق غير العطارين .. ؟؟
ام عمار : نان يا شيخنا كل الفقرا علاجهم عند العطارين ..
قوقال: ياحاجة انتي تروحي عند الناس الببيعو الروادي وحاجات الكمبيوتر وتقولي ليهنم عاوزة فلاش ميموري واحد قيقا اسود ...
ام عمار : نان ياشيخنا الكلام دا الا تكتبو لي ما بحفظوا والا برسل ولدي خالد الكبير ..
قوقال : اوعك تدخلي رجال في الموضوع انا راح اكتب ليك الروشتة وتمشي بنفسك محلات الكمبيوتر وتشتري الدوا وتجيبيه لي عشان نفرمت بيه الولد سامعة ولا لا ..
ام عمار : حاضر ياشيخنا وتاخذ الروشتة وتخرج ..
من حصيلة اليوم الاول
وتستمر حصيلة اليوم الاول ومن ضمنه تدخل بنت شابة جميلة عمرها دون الخامسة والعشرين وتكلم حسام همسا وفي غاية السرية خاصة بعد ما أكدت لهم حاجة التايه انه الفكي يلقطها هي طايرة ..
الشابة : لو سمحت ممكن تسجل بياناتي انا .
حسام اقصد الخليفة : اتفضلي يا استاذه ..
الشابة : انا اتخرجت من الجامعة قبل سنتين علوم مختبرات ولكن ليوم الليلة ما في جنس عريس جا علينا خربش الباب .. وانت براك شايف شكلي كيف كان ممكن العرسان يكونوا واقفين لي صف ..
ورفع حسام راسه من الكتابة وتمتم : فعلا العرسان عمايا ..
الشابة : قلت شنو ؟؟
حسام : لا عفوا لكن بسالك من اسمك وتخصصك وتخرجتي من ياتو جامعة ؟؟
الشابة : اسمي كوثر خضر .. درست علوم مختبرات بجامعة العلوم التقنية .. لكن اهلي منعوني من الشغل قالوا عيب الا بعد ما اتزوج بعدين زوجي حر .. ولكن كمان العريس ابا يجي ..
وحسام كان يكتب لتامر في الماسنجر كالتالي : جاياك واحدة شرط للأرض .. قالت ما جاها عريس دي مشكلتها بس ... قوليها تقبلي بمساعد فكي زي الورد عنده دخل محترم يقدس الحياة الزوجية ومعاه شهادة جامعية ولا تسوى الحبر الذي طبعت به .. يمين تقبل بي اعرسها واعر س امها ذاتها .. في ذمتك الناس ديل ما وهم وعمايا.. عمك عوض ساكي بت الناظره وسايب واحدة زي كدا تكوس في العرسان عند الفقرا ....
ويرد تامر : حول لي الطرد بسرعة ..
وتدخل كوثر على تامر ويبهرها كالعادة لكن تامر تحاشى عبارات الكمبيوتر لان البنت جامعية واكيد سمعت بها لو ما كان درست كمبيوتر من الاصل .
التامر أي الفكي قوقال : مرحبا هلا بعروستنا الجميلة كوثر العذبة نهر الجنة مرحبا بالدكتورة خريجة المختبرات .. وصحي العرس قسمة والا كان زيك ام لاحلى طفلين في الدنيا .. لكن نصيبك قاعد .. عاوز اليزيل منه الغبار يا كوثر يا بتنا ..
كوثر : تدخل تبتسم باندهاش شديد من تدفق المعلومات من فم الشيخ .. ولكن تامر ايضا قرر انه يختصرها بسرعة قبل ما تقرا الواقع بوعي شديد وقال لكوثر : يا كوثر عريسك ينتظرك بالخرطوم .. ما عندك اقارب هناك ؟؟
كوثر : عندي عمي ساكن بمدينة النيل امدرمان ..
تامر : خلاص يا كوثر باي طريقة او حجة حاولي امشي اقعدي شهر عند عمك واقري الجرايد أي اعلان لوظيفة في تخصصك .. ادخلي المعاينات وقابلي المسئولين ..
كوثر : لكن يا سيدنا الشيخ اهلي مانعني من العمل .
تامر : عارف يا بتي دخول المعاينات ما بالضرورة يعني انت لازم تقبلي الشغل . ولكن بيديك احساس بالرضا عن النفس ويرجع ليك الثقة في انك لازلتي مطلوبة ومرغوبة .
كوثر : نظرت للشيخ بتركيز ولاحظت انه كلامه ما كلام فقرا لكن كلام علمي فعلا وتامر خاف من تركيزها وشعر بانه فلت اكثر من اللازم وقال لكوثر : اتوكلي يابتي نفذي العلاج وما تنسي تعزمينا للعرس .. فهمت كوثر بانه يطلب منها المغادرة وتخرج فعلا راضية وسعيدة من عند الشيخ قوقال ولكن في نفسها شئ من حتى تجاه هذا الشيخ والذي ذكرت عنه الحاجة التاية انه جديد في كل شئ.
عنما يشاهد حسام كوثر تغادر وتبدو عليها السعادة شعر بالقلق والغيرة بطريقة ما وقال تامر مسلط اوعى يكون لف راسها ولهفها مني .. وكتب في الماسنجر عملت ليها شنو يا مسلط طلعت مبسوطة كدا اوعى تكون لفيتها مني .. يمين تلفها افضحك وعلي وعلى اعدائي ..
تامر رد على الماسنجر : يازول ها الفها شنو ودي جامعية وقربت تفضحنا كان ما عالجتها ليك سريع وخارجتها وحا اطفشها ليك من البلد كلها عشان تاني ما تظهر لينا ..
حسام : يخرب بيتك مطفشها مالك نحن ما صدقنا لقينا وردة في الحتة دي كان تعمل ليها جلسات يومية ..
تامر: ياود انت اهبل ولا شنو انت ناسي هي خريجة نفس جامعتنا ويمكن لو ركزت شوية حا تعرفنا ؟؟
وتستمر جلسات اليوم الاول ..
بعد ما تعدت حالة كوثر التي خلفت مشاعر متباينة بين الفكي قوقال ومساعده حسام .. اذا ان حسام تعلق بها على قرار الحب من اول نظره مستغربا وجود بنت جميلة جامعية في هذه القرية .. بينما الفكي قوقال كما شعر حس بخطورة وجودها لذلك اول خطوة فكر فيها هي ان يبعدها عن القرية على الأقل لمدة شهر حتى يجمعوا ثروتهم ويتخارجوا من هذا المكان والذي من أول لحظة اتضح لهم أن تجميع ثروة منه ممكن وسهل جدا .... اقتنع حسام على مضضا مرغما بوجه نظر تامر الفكي قوقال .ودخلت عليهم الحالة الرابعة الحاجة ست النفر بت ضو البيت ... وحسام بدا يكتب في الماسنجر .. قائلا الحاجة ست النفر عمرها تجاوز الستين .. من شكلها ولكن هي طبعا تقول خمسة واربعين ... تقول انه ولدها الصغير عثمان خرج الى ليبيا من قبل عشرين سنة .. رجع بعد سنة واحدة اتزوج له بنت من بنات امدرمان اختا لواحد صاحبه هناك .. ومن ديك وعيك لاتلفون لاخبر لا رجع لا رسل .. ولا قال ارسل لي شوية دلاقين كدا نستر بها امنا المخرفة ديك .. ابوه مرض ما رجع ابوه مات ما قالنا البركة فيكم .. رسلنا وفترنا .. مرة الجن دي عملت فيه شنو ما عارفين ... انت معاي يا قوقال .. معاك معاك يا حسام واصل .. اكتب أي كلمة تقولها ليك الحاجة ... اسالها هو في ياته مدينة .. قالت في الاول كان في مدينة بني غازي .. وقالت لكن الان ما عارفين له جهة ..
تامر:اسالها من اسم زوجة ابنها .... حسام : قالت زوجة ابنها يقولوا لها انتصار عمر الطاهر ..تامر : اسالها من أم أمها اسمها منو .. حسام : يازول انت بصحك صدقت نفسك فكي ولا شنو ؟؟ ام امها عاوز بيها شنو كمان ؟؟ تامر : ياخي ما حركات لزوم التسبيكة وكدا .. حسام : قالت ما عارفالها اسم ام ولا حصل زاروهم بعد العرس ..
تامر : خلاص رسلها لي ..
حسام : طيب ياحاجة تعوذي وادخلي عند الشيخ برجلك اليمين ماتنسي..
الحاجة متحركة ناحية قطية تامر تمتم بعبارة من نوع : تلحقنا وتنجدنا يا شيخ قوقال .
اول ما تعتب عند القطية يبادرها تامر كالعادة :
ادخلي يا ام عثمان المظلوم .. ادخلي يا الثكلى وولدها حي ... يا اولاد قوقال ويا اولاد اوراكل .. يا المكافي شيخ الانتي فايروس يا ابو الاتوكاد .. شوفو عثمان في ليبيا ود الحاجة الغلبانة المسكينة .. حالتو كيف .. رسلوا الفايركس .... يا ياهووو انت وين ياهوتمييل دوت كوم .. نحن معاكم تعالوا ..
في هذه اللحظة كان تامر يغمض عينية ويهز راسه بحركة هستيرية .. جعلت الحاجة جاحظة عينيها وتنظر له بذهول واندهاش .. ويرفع راسه يقول للحاجة ... اولاد قوقال قالوا عايزين تلفون ولدك في ليبيا ..
الحاجة : اولاد قوقال ديل ياهم اولاد ماما الزمان ..؟؟
تامر: ياحاجة عييك انت من زمن اولاد ماما ديلك نزلوا معاش زمااان بعدين انتي ما تسالي نحن بس بنسال معاك تلفون عثمان ..؟؟
الحاجة : أي معاي تلفون شغله الاول هاك ياه في الورق دي ..
وياخذ تامر التلفون ويسجله عنده في اللابتوب ويرجع الورقة للحاجة ويقول لها ابشري بعد اسبوع ولدك حيكون معاك .. الحاجة تفرح بهذه البشرى وتخرج تنثر الفرح بين الحضور .. والذين بداوا يتزاحمون مستعجلين دورهم .. ويرسل تامر رسالة لحسام معلنا تعبه على ان يؤجل باقي الكشف ليوم غد ..
بعد اليوم الاول
بعد أن أعلن حسام أن اليوم الشيخ تعب ويجب آن ينصرفوا لليوم التالي .. احتج رواد الفكي قوقال الذين معظمهم من النساء معهم أطفالهم .. وبعض البنات الشابات .. حقيقة لم يتقدم احد الرجال .. ورغما عن انه ظاهرة لجوء الرجال للدجالين منتشرة .. ولكن يبدوا أنهم هنا في القرية يتحفظون قليلا .. وربما بعد مرور الأيام ستظهر مشاكل رجالية .
بعد ان انفض الناس تحرك تامر ناحية قطية صديقه حسام ليرى انطباعه عن اليوم الأول ... ليفاجئه حسام بانهم من يوم واحد استطاعوا ان يجمعوا خمس أضعاف رأس مالهم أي خمسين الف جنيه .. 
اكيد فرح تامر بهذا الدخل المذهل مما جعله يختصر الفترة بدلا ان كان فكر المكوس ست شهور في هذه القرية أن يكتفي بشهر واحد فقط ..
تامر: حسام رأيك شنو نطلع نتعشى وبعدين نرجع ننوم..
حسام : كلامك مظبوط أنا كمان ميت بالجوع .. وهو نحن ما جبنا مواد تموينية .؟؟.
تامر: طبعا عندنا ساردين وطحنية ومربى .. لكن انا عندي رغبة آكل فول مظبط ..شايف هنا الدكان عنده محل فول ..
ويؤيد حسام الفكرة .. ولكن قبل ما يخرجوا يفاجئوا بان الباب يطرق بشدة .. يتافجا الاثنان ويقفوا منصتين بخوف شديد ...
ويتحرك تامر في الاول سائلا : منو في الباب 
الطارق : انا محمود سواق حاجة التاية ..
يفتح تامر الباب ليجد المفاجاه انه الحاجة التاية مرسلة لهم سفرة متكاملة بها كل ماتشتهي الانفس من اسماك ودواجن وبيض والفول نفسه .. ويقول له الواق : يا شيخ قوقال الحاجة بتقولك ادعي لها .. وما تنسى الوصية وهي منتظرة منك نتيجة سريعة ..
تامر طبعا استقبل العشاء بترحاب ولكن في ذات الوقت قرر انه يستفيد من السواق محمود في معلومات اضافية عن حاجة التاثية وزوجها العوض والذي تبين له من هذه الوجبة انهم من اثرياء القرية هذا لو لم يكونا الاثرى .. وبعد اصرار والحاح من تامر اخيرا وافق محمود ان يشاركهم العشاء ..
ورجع تامر وحسام ومعهم محمود السواق وفكر تامر في اسلوب غير مباشر انه يستخرج معلومات عن محمد بدون ما يشعر الاخير بانه يستجوب .
تامر : ما شاء الله عليك يامحمود انت طولت شغال مع الحاج والحاجة ..
محمود : آزول ها انا شغال مع العوض من كان طالب ان كنت شغال مع ابوه الله يرحمه ..
تامر ( شيخ قوقال) : العوض ما كان محتاج للقراية لان ابوه كان غنيان ..
محمود : أي ياشيخ العوض كان اصلا ما عندو رغبه فيه الا ابوه قسم السيد كان مصر غايتو وصل الثانوي بالمباصرة بعداك وقف واشتغل مع ابوه في الزراعة .. لامن زوجوه التاية دي بت عمو ..اها بعداك انا بقيت مع العوض في البيت وفي الحواشات .
تامر : لكن ربنا رزقهم بزرية هو والتاية ...
محمود : ابدا اصلا ما حصلت له قسمه من التاية قدر ما حاولوا العلاج سافروا مصر والاردن ...وهو الشئ المعذب الحاجة ...
تامر في نفسه : الان انا فهمت حاجات كثيرة جدا وليه العوض مطارد الهام بنت الناظرة للزواج .. بس الحمد لله الحاجة ما طلبت مني شئ مستحيل كالولادة مثلا لكن لو على الهام هين تطفيشها .. لكن هو محتاج يعرف معلومات اضافية عن العوض ولذلك لابد من السؤال عنه بطريقة سحرية اخرى ..
قوقال : والعوض كيف لسع في عصبيته ديك ولا هدا ..
محمود : ياها عصبيته ذاتها يا شيخ بس الله يهدي زول صعب الحلة كلها تخاف منه وتتحاشاه ..
تامر في نفسه : امانا ما وقعنا معاك يا العوض
في ليلة العشاء ذاتها
تقضلت الحاجة التاية وهي اول شخص يعرض نفسه للفكي بوجبة العشاء الفاخرة قدمتها مع السائق محمود .. والذي وبذكاء حاد اراد تامر ان يستخرج منه كل المعلوماات التي يمكن ان تعينه في عمله فتمسك به واصر عليه ان يتعشى معهم ... وبطريقة غير مباشرة مبينا له كانه عنده سابق معرفة بهذه المعلومات ولكنه يريد ان يختبر محمود .. ويستمر الحوار ..
تامر : تعرف يا محمود الاستاذة ناظرة المدرسة مرة محترمة انا حاسي انه هنا ناس البلد ما بيطيقوها وخاصة النسوان ما عارف السبب شنو؟ .
محمود كلامك صحي يا شيخنا ست اسعاد مرة محترمة ومؤدبة علا النسوان بيغيرن منها عشان سمحة ومتعلمة ..
تامر : انا مش فاهم كيف يغيرن من واحدة متزوجة ؟؟؟
محمود : كلامك صحي كان في الاول كل البلد تحترمها لكن من ماعرفوها اتطلقت من راجلها وسافر السعودية خلاها هي وبتها النار انطلقت في الحريم .. وخاصة كمان بعد ما البنية فرهدت وكبرت بقن الصغار والكبار خايفات منها ..
تامر ( محاولا جرجرة محمود) لكن ما في راجل في الحلة شهم ود رجال كدا فكر يستر البت وامها في الحلال ..
محمود : ما دا الكلام المعزب الحاجة ذاتها لانه الراجل الدق صدره وفكر يستر الحريم ما ياهو العوض ود قسم السيد ذاتو ..
تامر: يعني انت عارف الموضوع دا انا كنت فاكر نفسي براي العارفه ..طيب انت رايك شنو يامحمود الحاجة تستاهل يعرسو فوقها بنت صغيرة عمرها سبعتاشر سنة بس ..
محمود: ما دا الكلام الجايبنا ليك ذاتو يا شيخنا .. اولا ما في راجل في الحلة يقدر يتجرا ويفتح الموضوع مع العوض ويقوله عيب عليك البت في عمر بتك ... وبعدين البت كمان شكلها راضية لانها فرحانة بهدايا العوض وفسحاته ..
حسام متدخلا لاول مرة : جابت ليها فسحات كمان ؟؟؟
تامر: انت ابو البت الهام دا زمان كان شغال في شركة دلة في جدة سابها ولا لسع ..( عملية تخمين وجس نبض)
محمود: حتى دا نت عارفه يا شيخ والله صحي ماك هين .. هو حسب انا ما عرفت من الاستاذة هسع شغال في شركة اسمها الجودة المجيدة مدير مالي ولانه بيرسل طرود وجوابات لبنته انا بجيبهم معاي من البريد بعد مرات ..
وتخلص وجبة العشاء وياخذ محمود الاواني ويخرج ليفرغ الصديقان لبعضهما البعض .... ويسال حسام تامر .. اها ناوي تعمل شنو ؟؟
تامر اصبر يا اخوي اكان ما حيرتك .. انا عندي حل لكل مشاكل الناس دي ... هي مشاكلهم كلها تحتاج لموضوعية فقط لا عايزة دجل ولا شعوزة .. لكن طالما هي دي الطريقة البيقبلوا بيها الحلول خلينا معاهم بنفس الشكل..
حسام : ماتورينا ناوي تعمل شنو وكيف حتحل المشاكل دي ..؟؟
مادام انت ما ناوي تصبر طيب اتفضل الحلول الناجعة ...
وبدا تامر التحليل والشرح لحسام .
اولا نبدا بحالة الحاجة التاية .. طبعا حاجة التاية قدمت لنا مشكلتها الساهلة وريحتنا من المشكلة الصعبة الما عندنا لها حل أي عدم الانجاب .. وهي خايفة انه زوجها يواصل في مشروعه من زواج الهام بنت الناظره .. تعال نحلل الهام والعوض .. العوض اولا هو شخص يبدو عليه لاهي أي جاري خلف شهوته وعاوز يتحجج بحاجته للانجاب حتى تكون مبررا لزواجه من الهام .. والا لو كان صادقا في رغبة الانجاب كان تزوج الناظرة نفسها او أي بنت اخرى من بنات القرية في عمر مناسب أي الثلاثين من عمرها مثلا.. لكن هو معجب بالهام كبنت صبية مراهقة فائقة الجمال ..اما الهام نفسها لانها فاقدة لوالدها وحاسة انه العوض يعوضها عن حنان هو حنان الاب لكن لجهلها وصغرها ظنته حب .. وحتى العوض ( الأهبل ) ظن انه البنت تحبه فعلا وهو في عمر والدها ان لم يكن اكبر وصدق هذه العاطفة وجرى خلف جهله وهواه .. نرجع للناظرة هي ست وجدت نفسها وحيدة في مجتمع محافظ جدا ينظر الى المراه العزبة كشيطان رجيم ... فلذلك هي كانت تنظر الى العوض كمنقذ لها هي وبنتها من النظرات الحاقدة مستندة على المثل السلبي والذي تسلل لنا من مصر ( ضل راجل ولا ضل حيطة ) .. اهل القرية وخاصة النساء ينظرون الى الناظرة وبنتها كشر مستطير لذلك هذه النظرات جعلت الناظرة والتي اعتقد انها طالبت بنقلها الى مدينة كبيرة اكثر من مره .. لكن هذه الطلبات قطع شك كانت تتبخر تحت نفوذ العوض وسلطته وسطوته .. كان يعطل نقلها حتى يمشي في مشروعه بالزواج من بنتها القاصر..
حسام : طيب آنت راح تحل المعادلة المعقدة دي كيف ..
تامر في هذه اللحظة كان يلعب في اللابتوب : انا بديت في الحل فعلا ؟؟
حسام : كيف ؟؟؟؟؟
تامر : دخلت في موقع الشركة التي يعمل بها والد الهام عن طريق ( ابونا قوقال ) وفعلا وجدت ان المدراء عندهم ايميلات وحا اكتب رسالة مؤثرة جدا لابوها وحتشوف بعد اسبوع حيكون هنا ياخذ بنته وامها من البلد دي ؟
حسام : حتكتب شنو في الرسالة ما هو اكيد عارف كل شئ ..؟؟
تامر : لا هو ما عارف كل شئ او خلينا نقول هو كان ينظر للواقع من جانب واحد فقط .. هو غضبان من ام الهام وطلقها وأكيد طلب منها البنت اكثر من مرة وهي رفضت تفرط في بنتها ..وهو عناد منه ترك لها البت كتحدي .وظن ان دوره قد انتهى وعمل ما عليه .
حسام : طيب ما هو الجانب الثاني الذي لم يراه..
تامر : الجانب الثاني تعال اقراه معاي انا هنا بكتب في الايميل.
وبدا حسام يكتب في الايميل بادئا له كالتالي .
السيد الاستاذ المحترم : ابو الهام .. انا قصدت اكتب لك بكنية ابو الهام بعد ما شاهدت الهام فعلا مع امها بقرية الدومة هنا بنت محترمة تجعل أي اب يفخر بها .. ورغما عن جمالها الفاتن الا انها استطاعت ان تحافظ على نفسها وشرفها وتقاوم الذئاب والعيون الجائعة التي تلتهمها ذهابا وإيابا .. مستقلين عدم وجود أب يحميها او اخ يصدهم عنها ..مكانة امها الاستاذة سعاد المحترمة شكلت لها حماية لكنها حماية هشة يمكن ان يحطمها كل من له نفوذ آو سلطة أو مال...
آسف انا قبل ما اعرفك بنفسي خضت في الموضوع .. حقيقة انا باحث اجتماعي زرت القرية ضمن اطار بحث شغالين فيه لصالح احدى المنظمات .. وشاهدت الهام وامها .. وسالت نفسي دون ان اتجرأ بسؤال احد ... قلت أي اب هذا واي زوج هذا يترك امراه جميلة وبنت مثل الوردة هنا في قرية تحاصرهن عيون النساء بالكره والحقد خائفات على أزواجهن وعيون الرجال بالشهوة ... أي رجل هذا واي اب هذا .. على كل حال انا لا استطيع ان ازيد واترك لك تقييم الامور بنفسك ..
وارسل تامر الايميل .. ونظر الى حسام وجده ينظر له بدهشة .. وقال والله انت مسلط تعرف الراجل دا لو ما رجع بعد اسبوع الا يكون حمار ما بيحس ..
نعود لباقي التحليل..
حسام يسال : اها طيب الدكتورة زولتنا بتاعة المختبرات ورينا مشكلتها وحلها .
تامر : الدكتورة كوثر هي مسكتها عقدة ويمكن تكون نتيجة لمطاعنات اهلها في الحلة والبيت في انها ظلت تجري خلف التعليم الى ان تزوج كل نديداتها واصبح لهن بيت واطفال .. وهي اصبحت بائرة أي عانس ... هذه عقدة القرية لانه سن الزواج مبكرة جدا .. واي بنت بمجرد ما ظهرت عليها علامات البلوغ يصبح انتظامها في التعليم هو مسالة انتظار فقط لابن الحلال لااكثر ولا رغبة او الحاح في التعليم .. لكن كوثر لانها كانت متفوقه وأهلها يبدو انهم واعيين نسبيا رفضت كل من تقدم لها في الاول حتى اكملت تعليمها واصبحت لها شهادة .. ولكن هي دون ان تشعر رفعت مستواها ووضعت نفسها في خانة الجميلة ومستحيلة ... 
هي جميلة مثل ما شاهدنا نحن لكن مستحيلة لانه لا يوجد رجل وخاصة في القرية يقبل ان يتزوج امراه تفوقه في التعليم وهو لا يعتقد انها ستقبل به.. اصبحت مشكلة كوثر انها اخذت شهادتها وجات قفلت نفسها في القرية تنتظر ابن الحلال الذي ستقوده لها الصدفة وحدها .. دون ان تعرض نفسها للناس الذي يكافئونها والذين لا يتوفرون في القرية عادة .
حسام : عشان كدا أنت طلبت منها تمشي تقعد شهر في الخرطوم مع عمها وسيصلها النصيب هناك .
تامر : مش كدا وبس انا طلبت منها انها تقرا الاعلانات في الصحف وتذهب وتقدم للوظائف رغما ان أهلها ما نعنها عن العمل ..
حسام: طيب الحاجة الما قادر افهمها حا تستفيد شنو من التقديم للعمل ما دام اهلها مانعنها .
تامر: ما تنسى انه الجهات التي تطلب العمل مليئة بالرجال المناسبين لها ومكافئين بالزواج.. باختصار كدا يعني هي راح تقدم لوظيفة لكن راح تطلع بعريس .. وباكر الايام راح تثبت لك ويمكن خلال شهر حيكون في عرس هنا وهو عرس كوثر .. وهذا هو ما قصدته انا بالموضوعية في الحلول .. يعني كوثر انسانة جميلة متعلمة ومعها شهادات عليا .. امرأه بهذه المواصفات ما تكون مطلوبة في القرية كزوجة انما في المدن الكبيرة فقط ...
حسام : طيب ورينا بتاع ليبيا المشكلة والحلول ..
دقائق وارجع لك لبتاع ليبيا ودا غائب عشرين سنة لكن انا حا ارجعه ليك بعد اسبوع .
حسام : يلا ورينا حا ترجع بتاع ليبيا دا كيف ..؟؟
تامر: بتاع ليبيا دا أولا خلينا نحلل شخصيته .. هو أولا يمكن يكون شاب عاصي ليس عنده أي التزامات دينية تجاه ربه غالبا لا يصلي ولا يذكر الله .. لان الانسان عندما يعصي الله تجف عنده المشاعر ... حتقول لماذا لم تجف مشاعره تجاه زوجته واطفاله وحاقول ل كان مشاعره تجف تجاه الذين هم عنه بعيدين .. يعني بالبلدي البعيد عن العين بعيد عن القلب .. فهو طالما انه لم يشاهد أمه مريضه او والده مريض فهو لن يتاثر .. بمعنى عشان اقرب لك المثل اكثر لاحظ مثلا في الحيوانات البقرة او النعجة تظل متعلقة بصغيرها طالما هو تحت نظرها .. يعني ممكن تمشي خلفك أي مكان طالما هي تشاهد تحمل جنينها .ز ولكن اول ما تختفي انت من نظرها مع الصغير تنساه وتنسى انه عندها صغير .. لان عاطفة الحيوان مرتبطة بذاكرته وذاكرته مرتبطة بحواسه .. غير الإنسان فان الذاكره مستقلة عن الحواس فانت تذكر شخص وتحن اليه ولم تراه قبل عشرين عاما .. عشان كدا ربنا في القران وصف الكفار قال هم كالانعام بل هم اضل .. لان بعض الناس حتى النظر لا يكون كافي لإيقاد مشاعرهم بل الأنعام افضل منهم في هذه الناحية .
حسام : طيب كدا تقريبا انا فهمت الشخصية بتاعة عثمان المغترب في ليبيا قبل عشرين سنة شخص عاصي بمشاعر جافة تجاه أقاربه .. طيب كيف راح تعالجو وتخليه يرجع كيف؟؟ .. 
تامر: ما انا جاييك ما تستعجل ؟؟
كيف حترجع بتاع ليبيا
لازال حسام يردد لتامر في السؤال قائلا .. انت قلت بتحدي انه عثمان الغائب في ليبيا عشرين عاما انت ممكن تخلي يرجع بعد اسبوع واحد ... وبالمنطق فقط يعني بدون استعانة باي نوع من السحر ..
تامر : حتشوف بعينك اولا خلينا نطلع رقمه من اللابتوب ونتصل عليه بالجوال .
وفعلا يستخرج تامر الرقم ويبدا يتصل .. يسمع من الطرف الثاني صوت جرس .. الى ان يخلص الجرس لا احد يرد .. ولكن تامر يعيد الاتصال بالرقم مرة ثانية .. وثالثة .. ويعلق لحسام قائلا الواضح انه لا يرد على أي رقم قادم من السودان .. لكن نحن ممكن نتحايل عليه .. ندخل على مواقع الانترنت التي تقدم خدمات مكالمات مجانية .. وهو راح يحتار في الرقم لانه ممكن يظهر عنده مفتاح امريكا .. كويس انا جبت معاي سماعات هيد فون .. ..
حسام : كدي انت قبل ما تتصل ناوي تعمل معاه شنو ... يعني شنو الكلام الممكن يهذه ويخلي يرجع ..؟؟
تامر : انا كمان ما عاوز احرق الكرت قدامك انت خليها مفاجاه خلينا نحاول بعد ربع ساعة نتصل عليه عبر الانترنت ..
وفعلا يجد تامر الموقع وينزل االرقم وفعلا يسمع صوت جرس ... ولكن هذه المره ترفع السماعة ..
المتحدث : الو من معاي ( هو يو سبيك) ( الولد بيعرف انجليزي يعني )
تامر : مغيرا لهجته مستخدما للهجة الشعبية القروية ( ياللخو ممكن نكلم عثمان )
الطرف الثاني : ايوا معا ك انت منو ..؟؟
تامر: معاك عمك خضر خلف الله السمسار بكلمك من السودان ..
عثمان : ايوا يا عم خلف الله عاوز شنو ..؟؟
تامر : عندي ليك خبر مهم عاوزك تفتح عينك واضانك معاي .
عثمان : قول ما تضيع زمنا اوعى تقول لي في زول عيان ولا أوهامكم ديك كرهتونا ذاتو .. 
تامر: ياخي أنا مالي ومال اهلك أنا بقول لك أنا راجل سمسار وعايز حقي من هسع نكون واضحين أنا حقي واحد في الماية ..
عثمان : حقك في شنو يا راجل انت راسك ما حلو ولا شنو ؟؟
تامر : عشان كدا قتلك اديني اضانك واسمع بس ..
عثمان : ياخي اتفضل واختصر ما تضيع زمنا معاك ساي ..
تامر: ياعثمان ياولدي ابوك الله يرحمو هو واخوانه ورثوا في منطقة الجريف قطعة ارض مساحتها فوق الماية فدان ... اها بعدين بعد ما عملو كبري المنشية الجديد.. الارض اتخططت قطع استثمارية .. هازول ها ثمنها بقى مليارات ... اها القطعة نصيب ابوك الله يرحموا جابتلها خمسة مليارات .... يعني حقك انت بس يطلع لو يمكن مليار .. دا لو كنت انت حي طبعا ..
عثمان : تقصد شنو بكلامك لو كنت حي ..؟؟
تامر : يازول ها اخوانك طلعولك شهادة وفاة قالوا انت مت وشبعت موت في ليبيا حتى جابو لهم شهود قالوا كانوا معاك في ليبيا ودفنوك بيديهم الحاياكلهم الدود ديل ..
يسمع صوت كركبة وضجيج من الطرف الثاني يبدو انه عثمان انفعل جدا وضرب الطاولة وصوت تكسير زجاج .
تامر: عثمان انت وينك وانا زي ما قلت لك انا حقي واحد في الماية ..
عثمان : يا راجل يا وهم حقك بتاع شنو مش لامن نلم في حقنا نحن الاول بالله الحرامية اولاد .. استغفر الله بس ... يطلعوني ميت وعاوزين يورثوني وانا حي ..؟؟
تامر: يورثوك شنو هو انت عندك حاجة؟؟ هم مطلعين شهادة وفاتك قبل وفاة ابوك عشان لو عندك اولاد هم ذاتهم ما يطلعوا بحاجة .
عثمان : بالله شوف الحرامية ديل انا كان ما جيت هناك وقددت ليهم عيونهم كلهم انا ياكلو حقي وحق اولادي ؟؟.
تامر : شوف هنا ياعثمان ياولدي عندك اسبوع بس يا جيت ولحقت حقك يا القاضي حكم وتاني لو جبت ليبيا كلها ما تقدر تثبت انك حي .. وما تنسى بعدين نصيبنا معاك واحد في الماية .. انا عمك خلف السمسار ..
ويسمع صوت جلبة واطفال ونساء ويبدو انه عثمان يشرح لزوجته عن مؤامرة النصب التي تحاك ضده وصوت انفعال ..
ويرفع تامر راسه بعد ان يقفل الخط .. ويجد حسام ينظر له بادنهاش وتعجب هاذا رأسه ..
حسام : والله انت اخطر من أي ساحر ودجال في السودان .. طيب لكن كدا عثمان تحول الى اسد جريح وحيكون خطر على اهله .لكن قبل ذلك هل هو معقول اقتنع بكل الكلام دا ؟؟
تامر : من قال هو اقتنع لكن اولا راح يتحقق ويسال من معلومة واحدة هل هناك يوجد كبري جديد في المنشية .. وطبعا هي الحقيقة الوحيدة في القصة كلها وبناءا عليها سيصدق كل باقي القصة .. وهو خطورته وانفعاله وغضبه ستزول بمجرد ما تقع عينه على امه لاننا كما تذكر نحن صنفنا عاطفة عثمان من النوع الحيواني بمعنى ما يقع على العين يقع على القلب مباشرة .. وندخل في تحدي بعد اسبوع او اقل سيشرف القرية ابو الهام وعثمان ود الحاجة وعريس كوثر .. 
نترك تامر وصديقه حسام في حوارهم وننقل الكاميرات لجانب ثاني من القرية ..
في بييت حاجة التاية بطريقة عفوية تجمع النسوة يتحدثن عن معجزات الفكي قوقال .... ويحضرن العشاء في نفس اللحظة التي يخرج فيها محمود محملا بسفرة العشاء للفكي قوقال وصاحبه تخرج سفرة موازية للنسوة اللاتي تجمعن في بيت الحاجة التاية .. ويدور حوار بينهن كل واحدة تحاول ان تحكي ما جرى لها من معجزات وخوارق في بيت الفكي قوقال .. مع الاضافات النسائية المعهودة لان كل واحدة تريد ان تجعل قصتها هي الاكثر تشويقا وفي ذات الوقت محاولة التشويش أي اخفاء السبب الحقيقي الذي قادها لبيت الفكي .. تبدا الحوار حاجة التاية .. كما ذكرنا مغلفة سبب ذهابها الرئيسي بتطويل حديث الخوارق والمعجزات .. 
حاجة: التاية : اها يا اخواتي من دخلت على الشيخ اول شي وشو دا ضوا كدا كانه في رتينة جات ماشة .. بدون ما يرفع راسه قال لي : اهلا بحاجة التاية اهلا بالمرة الطيبة الخيرة البتحب الخير للناس والناس كمان بيردوها ...وقال لي ابشري يا ام التميان ( تريد ان تقول انها راحت تبحث عن الولادة باعدة نفسها عن شبهة تطفيش الهام وامها والتي ستحدث باذن الله على يد الشيخ المبروك) ...
النساء تهامسن ويتغامزن متظاهرات بالتصديق على كلام الحاجة ..
واحدة : اها يا حاجة لا سالك من اسمك ولا من اسم راجلك ..
التاية : نان هو اداني فرصة اتكلمت ولا انا لساني أتخرس من قال اسمي واسم ابوي واسم العوض .. علا لامن قال لي ام التميان دي شعرت نفسي دا قام ونزل ..
ثانية : يعني جاتك خمة نفس متل حقتي ديك ..
التاية : ياها ذاتها خمة النفس ..
أم عثمان : قالت اها انا من دخلت عليه وقبل ما اقول بغم قال لي يا ام عثمان معقولة من مشيته ديك لا اتصل لا قال سلام .. خليني انا بعد اسبوع اكان ما جبته ليك يسلم لك في رجلك دي عشان تسامحيه .. بس انتي كمان ما تكوني قاسيه وسامحيه .قتلو يا شيخ بس خليني اشوفوا ومسامحاه دنيا وأخره بس انا اكحل عيوني بشوفتو .. ,( وتدخل ام عثمان في نوبة بكاء من جديد ) ويلجا باقي النسوة في تسكيتها وتهدئتها ..
وتدخل ام عمار : انا غايتو قال لي يا ام عمار ضيعتوا قروشكم ساي وزمنكم في السفر وياريت انا كان جيت هنا قبل خمسة سنوات هسع كان عمار دا عادي في المدرسة مع زملانه .. وقال لي على اسم المره السحرتو وادته عين وقال لي لكن لازم تسامحيها وما تجيبي سيرتها لزول ( زارعة الشك بين النساء وجعلتهن ينظرن لبعض بريبة) وقال لي ولدك علاجه بسيط بس حانفرمتو ونعمل له دوا اللود ..
ثالثة : قالك شنو يفرمو كيفن يا دي ؟؟
ام عمار: لا قالي كلمة كدا بتاعة فقرة ما عارفاها نفرمتو اظنها ؟؟
التاية : متداخلة باعتبار انها خبرة فقرا يكون قالك نعفرتو ... يعني نطلع منو العفاريت ..
ام عمار : يبقى لي نعفرتو صحي ( مستسلمة وراضية بحل التاية ورغما عن يقينها بان كلمة الفكي ليست لها علاقة بالعفاريت ) المهم بعد داك قال دوا اللود دا هو حيحيبو معاه ..
احدى النساء بخبث موجهة سؤالها لكوثر بعد ما لاحظت انها تتحاشى الحديث عن تجربتها ودخولها عند الفكي .. اها انت يا كوثر ما شايفنك دخلتي ما قلتي لينا عملتي شنو .. ولا عندك شنو ..
كوثر مرتبكة :: انا ما في حاجة بس عندي صداع كدا قدر ما ابلع بنادول ما بيروح قمت سالت منه .. اها قال لي عندك ضعف في النظر لازم تروحي الخرطوم تقابلي الدكاترة هناك في اسرع فرصة ممكنة .. اها انا من بكره مسافرة الخرطوم ..
تخارجت كوثر بذكاء معلنة عن سفرها وسببه ولم تترك فرصة للتاويل .. ويستمر سمر النسوة وباقي النسوة اللاتي لم ياتي دورهن بعد لمقابلة الفكي قوقال ..
بعد ان فرش تامر أي الفكي قوقال وصديقه حسام سرائرهم في الحوش واصلوا حوارهم حول احداث اليوم الأول الحافلة وبدأ الحوار حسام يسال كالعادة : كل المشاكل والحلول عرفناها يا تامر بس ما وريتنا مشكلة عمار الطفل المتخلف تحليلها شنو وحا تحلها كيف .. أنا سمعتك قلت للام حاتفرمتو وتعمل ليه داون لوود يعني عاوز تغير ليه السوفت وير بتاعته ولا كيف .؟؟
تامر: تعرف يا حسام دا اكثر واحد حيرني وانا كلام افرمتو بس حبيت اجيب كلام غريب زي ما يعمل الدجالين في الحالات التي تعجزهم .. لقيت اقرب كلام لي هو عملية الفرمته اتخيلته جهاز كمبيوتر يحتاج لسوفت وير جديد .. 
حسام : طيب امه راح ترجع بعد يومين تطالبك بالدواء ..
تامر: انا فكرت عندي جهاز ام بي ثري احمل عليه الرقية الشرعية وسور من القران .. واديه ليها مع السماعات .. تلبسه الولد في رقبته وتخليه يسمع يمكن ربنا يشفيه ..
حسام : انا ملاحظ انت ما استخدت نظام البخرات والحجبات التي عادة يستخدمها الفقرا والدجالين ..
تامر : وقف هنا يا حسام نحن اتفقنا من اول انه الناس هنا مشاكلهم محتاجة لموضوعية لا اكثر .. بمعنى بعد تحلل الشخصية وتعرف مكامن العلل تختها في الطريق الصحيح وهي لوحدها راح تكمل العلاج ..
حسام : ياخي انا شايفك واثق من نفسك شديد يعني متاكد انه ابو الهام وعثمان ليبيا ديل حا يجو ..؟؟
تامر: طبعا حكاية متاكد دي هي الدجل بعينه لكن زي ما انت شايف أنا عرفت نقاط الضعف عند كل واحد او زي ما بيقولوا بحثت عن الوتر الحساس في كل واحد وطرقته..... عشان الصورة توضح ليك اكثر الناس القابلتهم في اليوم الاول واتعرضت لهم عرفت مكامن نقاط الضعف الفيهم ومن نقطة الضعف بديت العلاج ..
حسام : بصراحة انا حسيت اني بستفيد منك من ناحية جديدة ومستمتع بالعمل معك رغما عن اني متوقع نهايته السجن .. .لكن قول لي مثلا نقطة ضعف كل واحد من ديل : العوض ابو الهام الناظرة ام الهام الهام نفسها كوثر حاجة التاية محمود السواق عثمان ليبيا .. ام عثمان ليبيا ..
تامر :طيب اسمع :
اولا العوض نقطة ضعفه هو عدم السيطرة على رغبته وشهوته رغما عن اني لم اشاهده حتى الان .. هذا هو سبب جريه الاعمى خلف الهام غير عابئ بكل رجاءات واحترامات كبار السن في القرية حتى استطاع ان يقنعها بالزواج منه ..
ثانيا : ابو الهام رجل أحمق وسريع الغض لذلك غضبه من ام الهام انساه واجبه اتجاهها ونسى انهم لازالوا يعتبروا من ضمن عرضه المسئول عنه يوم القيامة .. لكن الايميل لو وصله حيهزه ويجي جاري او من المفترض ذلك .
الهام : هي لازالت طفلة مفتقدة لحنان الاب والذي تراه عند صديقاتها في شراء الملابس والعيد والفسح وشعرت بان العوض غطى لها هذا الجانب .. بمعنى اشبع عندها الرغبة الطفولية وعوضها عن حنان اب غائب لكن ستفوق بمجرد ما يحضر أبوها .
الناظرة ام الهام : امراه واعية متزنة لكن وجدت نفسها فجاه في غارب بدون شراع يذهب بها هي وبنتها ناحية الشلال .. فلذلك هي كانت في حاجة لاي يد تمتد لها او لبنتها حتى تتعلق بها ووجدت هذه اليد من العوض ولكن للأسف لبنتها وليس لها .. وهذا هو الجانب المساوي في القصة .. لانها رضت زواج بنتها الصغيرة على مضض حتى تجد حماية من رجل ما ورغما عن شعورها بان كبدها يتقطع على بنتها .
كوثر: مشكلتها أصلا هي ليست لديها مشكلة في الوضع الطبيعي بمعنى بنت شابة عمرها لم يصل الخامسة والعشرين جميلة وتحمل شهادة .. اذا هي تحمل كل مواصفات العروس الحلم لكل شاب .. لكن قفلت نفسها في القرية حيث اختلاف المواصفات تماما وحصرت نفسها في عنوسة وهمية من صنعها هي فقط ومن صنع مجتمعها ..
محمود السوق : رجل غارق في الوفاء والولاء فهو لا يدري يقف مع التاية صاحبة الافضال عليه ام مع زوجها ولي نعمته وصاحب القرار في عمله ... فهو داخل في نزاع نفسي بين ارضاء ضميره ام المحافظة على مصلحته لذلك وجد عندي انا الشخص المنقذ لاني ممكن اطفش الهام بدون ما يكون له هو يد في الموضوع لذلك هو جند نفسه ليكون زراعا من ازرعتي بدون ما اطلب منه ذلك وحاتشوف بكرة كيف يعرض خدماته علي في غياب العوض طبعا .
وبصراحة انا نعست خلينا نكمل بكره تحليل عثمان وامه مع الناس الجدد وتصبح على خير .
وفي الصباح
كالعادة تصحى القرية مع تباشير الصباح وزقزقة العصافير وصياح الديوك و وكل ما توغل الشمس في الشروق ينضم صوت جديد الى سيمفونية الصباح .. يستيقظ تامر في الأول ثم يوقظ حسام .. وحسام متكاسل من تحت البطانية يسال تامر : انت الساعة كم ؟؟.. يرد تامر: الساعة ستة صباحا.
حسام :يا راجل تصحينا الساعة ستة صباحا والشمس لسع ما شرقت ..حرام عليك ..
تامر: يا اخوي انت قايل نفسك في بيتكم بالخرطوم انت هنا في قرية تبدا الحياة فيها مع شروق الشمس وتنتهي مع الغروب .. اصحى استمتع بريحة الدعاش والهوا النقي ....
حسام : انا في سؤال لافي في راسي من امس وما لقيت فرصة اسالك .. انا حاسي انك متعود على حياة القرية وما في أي شئ غريب بالنسبة لك كانك عشت هنا قبل كدا ..
تامر: انا كل اجازتي في المراحل الابتدائية وحتى الثانوي كنت اقضيها مع جدي في القرية والحواشات والزراعة واحب بيوت القش والصريف .. وحتى اهلي عندما يسافروا يقضوا الاجازة في مصر او أي بلد خارجي انا كنت اصر واحضر للقرية مع جدي .
حسام : فعلا الخبرة هي نفعتك ونفعتي انا .. انا اول مره ادخل قطية في حياتي هي امس .. وكنت ملاوز كل مرة يتخيل راح تسقط في دماغي او يقع منها عود او أي شئ .على كل حال خلينا نقوم نتسوك ونصلي الصبح ونضبط شاي الصباح .. وقبل ما يقوم حسام يسمع صوت خبط على الباب .. ورقما عن تجربتهم الاولى من خبط الباب والتي طلع صاحبها محمود وهو يحمل العشاء ليلة امس الا ان الفزع لازال يعشش في قلوبهم ..
توجه تامر نحو الباب ولكن قبل ما يفتح اشر لحسام بان يدخل القطية يغير لانه كان ينام بلبسة رياضية ( تريننق) من النوع التي تستخدم في المدن .. وحسام مستنكرا : يسال اغير لشنو ؟؟ تامر: في مساعد فكي يلبس تريننق ؟؟ حساما طالما في فكي اسمه تامر عصام .. ياخي انت ابوك ذاته حنكوش ..تامر ياخي امشي البس الجلابية خلينا نفتح الباب ...
ويدخل حسام القطية بينما يتوجه تامر لفتح الباب ليجد الطارق احد الشباب يحمل في يده صينية محملة بعدة شاي الحليب ومصحوبة بصحن من الزلابية الساخنة .. ويقول لتامر: يا شيخنا الحاجة مرسله ليكم شاي الصباح وبتقولكم دعواتكم وهي حاتجي بعدين للمقابلة ,,
تامر( الفكي قوقال) : متشكر جدا يا ابني وربنا يطرح فيكم البركة انت والحاجة واخوانك .. لكن ما قلت لي منو في الحاجات ؟؟
الشاب : حاجة حسنة يقولوا لها ام الخير ..انا ما ياني الخير ذاته ..
تامر: مرحبا يا الخير ما تتفضل تشرب معانا الشاي ونتعرف ببعض ..
الخير : ايا انا الحاجة قالت لي تشرب مع الشاي الشيخ عشان تاخذ منه البركة ..
تامر: تشرب مع الشاي الشيخ ؟؟؟؟؟ تقصد تشرب مع الشيخ الشاي ؟؟ ما مشكلة أتفضل ادخل ..
ويدخل الخير ويجلس في طرف السرير .. بعد قليل يخرج حسام من الحمام ويسلم على الخير ليدخل الشيخ قوقال الحمام تاركا حسام مع الضيف .يسلم حسام على الخير ويجلس ..
الخيربادئا الحوار : انا ياني الخير ولد ام الخير وابو الخير ..
حسام ( باسلوب ساخر) : تشرفنا يا الخير ولد ابو الخير ذاته شخصيا ؟؟
الخير: ايا انا ابوي ابو الخير ذاته انت بتعرفو؟؟
حسام : اعرف منو ؟؟
الخير : تعرف ابو الخير ابوي انا ؟؟
حسام : ايوا عرفناه ابوك هو مين ..
الخير : يازول ها انت بصحك ؟؟ في زول ما بيعرف ابو الخير ..؟؟
حسام : الخير منو ؟؟؟
الخير : الخير ما انا ذاتي 
حسام : طيب مين ابوك ؟؟
الخير : ابوي ما ابو الخير ذاته ؟؟
حسام : ياخي عرفنا انو ابو الخير هو ابوك وام الخير هي امك طيب من ابو الخير ..؟؟
الخير : ابو الخير ابوي انا ..
حسام : طيب امك منو؟؟
الخير : امي ما ياها ام الخير
حسام بغيظ ويبدو انه الامر فلت منه باعلى صوته ( يا تامر ما تجي تخارجنا من البلاوي الجبتها لينا دي )
جلسة شاي الصباح مستمرة
ويعود تامر متسائلا .. شنو ياخي مالك تصرخ ..
حسام : تعال شوف صاحبك الخليتني معاه دا ؟
تامر: ماله الخير ؟؟
حسام : اساله هو من وابن من؟؟
تامر : شنو يا الخير ماقلت لحسام اقصد شيخ صديق انت منو؟؟
حسام : بلا صديق بلا بطيخ يعني هو فاهم الحاصل من اوله ..؟
تامر متجاهلا حسام ومخاطبا الخير : قول يا الخير ..
الخير : انا انا اسمي الخير ..
تامر: ايوا عرفنا الخير ود منو ؟؟
الخير : الخير ولد ابوي ..
تامر : ابوك هو منو ..؟؟
الخير : ابوي ما ياهو ابو الخير ..
تامر محاولا تغيير الموضوع والخروج من دوامة الخير بن أبو الخير وأم الخير : أنت قاعد تمشي المدرسة يا الخير ..
الخير : كنت زمان مشيت المدرسة وبعدين المدرسة قفلت وتاني ما رجعت ولامن رجعت المدرسة قالو لي المدرسة قفلت ولامن مشيت البيت قالوا فتحت تاني رجعت المدرسة لكن قالوا قفلت تاني .. المدرسة لامن امشي ليها بتقفل ولامن امشي البيت بتفتح ما عارف دا من شنو ... صحي انا عندي حساسية يا شيخ ؟؟ ..
حسام : خلي بالك صاحبك دا ضارب مازر بورد عدييييل كدا .. يا عمي خلينا نشرب الشاي سريع ويشيل عدته دي ويتخارج صاحبك دا (جنينة) الظاهر عليه .... قبل ما يتهيج لينا هنا يطين عيشتنا وهي أصلا ما ناقصة .
لكن تامر طبعا رجل فضولي ومغامر ويحب يخوض في الحوارات المجنونة أصر يواصل الحوار مع الخير ..
تامر: يا الخير تعرف تسوق عجلة ؟؟
الخير : العجلة بسوقها لقدام بس علا لا ورى ما بعرف .. مرة قلت أسوقها لا ورى وقعت وكسرت سنوني .. العربية ترجع ممكن تسوقها لا وري ..
حسام مقاطعا : ياتامر ياخي ما تخارجو خليه يمشي اها انا شاييهم ذاته ما عايزه خليه يشيل عدته يمشي ياخ عجلة شنو العاوز يسوقها لا ورا ..
تامر: ما تصبر يا حسام ياخي يمكن نطلع منه بمعلومات تنفعنا في شغلنا ..
حسام : ياخي معلومات شنو الحا تطلع بيها يمين دا يلخبط الفي راسك كله اها شوف .. الخير ابوك اسمه منو ..
الخير : ما قتلك ابوي هو ابو الخير ..
حسام : وابو الخير هو منو ؟؟
الخير : ابو الخير ما ياهو ابوي انا ..
حسام : اها تقول لي تطلع منه بمعلومات ؟؟
باقي جلسة الصباح ..
أصر حسام على تامر انه يصرف الخير نسبة للعبط الذي ظهر منه ولكن تامر يبدو ان الخير صادف هوى في نفسه 
وقال لحسام : ياخي اصبر شوية خلينا يمكن نصل لنقاط نعالجه منها هو ذاته .. وهو راجل مسالم وما ظهرت منه أي مقاومة او انفعال ..
حسام : طيب ياخي اتفضل اسأل يا كرومبو وانا احلق شنبي دا لو طلعت منه بحاجة
تامر بس انت شوف بنفسك ..الخير انت حافظ حاجة تقولها؟؟؟
الخير : ايوا انا حافظ حاجة ؟؟
تامر: يلا قولينا انت حافظ شنو ..؟؟
الخير : انا حافظ الاسد ..
حسام شامتا : خد .. يلا يا كرومبو تستاهل قاليك هو حافظ الاسد ..
تامر : الخير انا كمان حافظ الاسد ..
الخير : انت كمان حافظ الاسد ؟؟؟
تامر: ايوه انا حافظ الاسد .
الخير : طيب سمعه ....
تامر : اسمع شنو ؟؟
الخير : سمع الاسد ؟؟
تامر : اسمعه كيف ؟؟
الخير : انت مش قلت حافظ الاسد يلا سمعه ؟؟؟.
تامر : طيب سمع لينا انت الاول ما انت كمان قلت حافظ الاسد ..
الخير : اسمع ليكم الاسد انا؟؟ طيب : الاسد الاسد .. ملك الغابة .. اكبر الحيوانات .. قوي وشجاع .. كل الحيوانات تخاف منه وتحترمه وتعمل له الف حساب .. يعيش في المناطق الحارة فقط .. في افريقيا والهند وامريكا الجنوبية ..
عندما كان الخير يسمع في الاسد كان حسام يمسك في بطنه ويتلوى من الضحك في السرير ..
اخيرا تامر بغيظ يدخل داخل قطيته وتلحقه سخرية حسام من خلفه : هاك المعلومات دي يا كرومبو ...
ويلتفت حسام الى الخير ويحمله عدة الشاي .. يلا يا الخير هوينا وسلمنا على الحاجة ام الخير وابو الخير وكل اهل الخير في طريقك ومتشكرين على الشاي الظريف والزلابيا ومعلومات الاسد ,,
ومع خروج الخير يبدا النسوة والاطفال يتوافدون على مقر الشيخ قوقال من جديد ويبدا حسام في تسجيل اسماء الوافدين .. اما تامر فقد دخل قطيته منتظرا الماسنجر من تامر واول مريض في اليوم التالي ...
اليوم التالي
اكتظت العيادة في اليوم التالي بالمراجعين دعونا نسميها العيادة اصطلاحا.. وخاصة بعد انتشار خبر معجزات الفكي في اليوم الاول وكيف استطاع انه يخبر النساء بمشاكلهن قبل ما تنطق أي واحدة بكلمة بل يناديها باسمها واسم ابوها ويسالها عن زوجها رغما عن انها لم تذكر اسمه له ..
وحسام المساعد الاول ظل مستمرا في نفس الطريقه يسجل في بيانات النساء ويبعثها لتامر على الماسنجر ليفاجئ تامر الزائرة بمعلوماتها ليجعلها مبهورة وقابلة لاي وسيلة علاج ممكن يذكرها لها كما يجعلها قابلة للدفع.
وكتب حسام على الماسنجر: الحالة الاولى في اليوم التالي هي الخالة خديجة عمر ..زوجها عبد الرحمن مشكلتها انه زوجها رجل سكير ولا يكاد يفوق من الخمر الا ويحلقها بزجاجة اخرى ..وقالت هي تعتقد ان زوجته الاولى( الله يجازيها) كما قالت .. هي عملت له عمل عند فكي كافر عنده سفلي .. اها بقى روحه في العرقي كاسا ورا كاس ..
تامر : اسالها من زوجته الاولى اسمها من و ماذا تقرب لزوجك
حسام سؤالك غريب حا تستفيد منه شنو ..؟؟؟
تامر: وانت مالك حاتدخل في شغل الفكي كمان ..
حسام : هو انت تكذب الكذبة وتصدقها حاتعملهم علي انا كمان فكي بتاع فنلتك يا دجال..
تامر: ياخي ببساطة لاني عاوز افاجئها واشيل الفكرة دي من راسها وانا واثق انه سبب سكرالرجل منها هي في الاساس واكيد هي مرة نكدية وشريرة وهو لا يقدر يواجهها الا يكون سكران واكيد هو دا سبب السكر الرئيسي لاعمل ولا يحزنون . وحتشوف براك انا راح اسخنها بعد شوية . بس اسالها اذا كان عندها مشكلة ثانية كمان .
حسام : قالت زوجته كان اسمها سهير وهي بنت خاله و سالتها اذا عندك مشكلة ثانية غير ادمان زوجك ؟؟
قالت هي دي مشكلة هينة الراجل يكون هادي بس يمشي يسكر ويجي يطين علينا عيشتنا يقع دق في الشفع ومرات يضربني انا ذاتي ..
رد تامر : خلاص رسلها لي بسرعة مرة السكران دي وخليك قريب لانها يمكن تضربني انا كمان .
حسام : يلا يا خالة خديجة اتفضلي ادخلي عند الشيخ برجلك اليمين ..
وفعلا تتوجه خديجة ناحية قطية الفكي قوقال .. وتسلم عليه : السلام عليك يا سيدنا الشيخ ..
تامر: مرحبا خديجة مرة الراجل الطيب عبد الرحمن المظلوم المجبور على السكر ..
خديجة نظرت الى تامر بعيون جاحظة تمثل دهشة ممزوجة بالغضب ..
خديجة : تقصد شنو يا شيخنا بمظلوم ومجبور على السكر ..؟؟
تامر: الشيخ قوقال لا يسالوه الناس الشيخ قوقال هو بس يسال .. يامكافي ويا باور بوينت يا شيخنا يا اكسل ويا اكسس انصروا سهير المسكينة ومظلومة ومتهمة ظلما بسحر الرجل الذي نسته من سنين ..
تامر رفع راسه ناحية خديجة يجد عيونها يكاد يطير منها الشرر ..
تامر : تعرفي يا خديجة انا الشيخ قوقال عمري ما ذقت طعم الخمر لكن لو تزوجتك انت لتحولت لمدمن خمر ..
وهنا تهيجت خديجة بل انفجرت مثل البركان فعلا وتناولت نعالها كادت تضرب الشيخ وهي ترغى وتزبد قائلة : تسكر ليه لو عرستني تعرف لي شنو انت يا راجل يا ضلالي وانا الليلة كان ما ظعمت ليك دقنك المشتتة دي عاملة زي نجيلة البلاعة كدا .. والليلة بوريك النجوم في عز الظهر يا دجال يا نصاب .. انا مرة بت اصول وفصول واهلي جعليين ياكلوا النار انت يادجال يا مقطع يا ملقط ليي تسكر لو عرستني شفتني بشد العرقي ولا اهلي من العشوائي يا عشوائي انت.. وظلت خديجة تكيل الشتائم باعلى صوتها والتف النسوة حولها يهدوها ويا خديجة استغفري وكان حسام يقف في الباب ويكاد يموت بالضحك من منظر تامر يجلس خلف المكتب وينظر الى خديجة بذعر واندهاش .هو من اول نظرة عرف انها انسانة شريرة وصعبة المراس لكن لم يكن يتصورها بهذه الفظاعة.
بعد ما هدات خديجة وبدات تستغفر ويطلب منها النساء الاعتذار من الشيخ .. وفعلا تهدا وتقول للشيخ معليش يا شيخنا سامحني .. الشيخ يرد لها بالعكس انت كدا عالجتي نفسك و عالجتي زوجك ..
خديجة : كيف ما فهمت تقصد شنو ..؟
الشيخ : اذا كان دا اسلوبك انا قلت ليك جملة واحدة هي انا لو كنت زوجتك كان ادمنت السكر .. شوفي انت قلتي كم كلمة وشتمتيني وتهيجتي وعاوزة تضربيني بالنعال .. وما بال زوجك المسكين الرجل الساكن معك طول عمره ومجبور حتى يحمي ويربي عياله اصبح وسيلته الوحيدة لمجابهتك و التعايش معك هي السكر .. لو انت كنت تقابلي أي كلمة برد قطاها فقط وبدون عصبية وشتائم هو ما كان يحتاج يسكر .. وفعلا سهير مسكينة ومظلومة وما عندها علاقة بسكر زوجك .. تعلمي الكلام الطيب والهدوء وصدقيني زوجك ما راح يحتاج للسكر مرة ثانية
خديجة هزاها الكلام فعلا ودخلت في نوبة بكاء شديدة وكادت تتشنج .
وخرجت خديجة وقبل ما تخرج حاولت تقبل يد تامر معتذرة عن تهورها وواعدة بتغيير سلوكها حتى يعود لها زوجها من جديد .
سارت همهمات بين الحضور دليل الاعجاب بعبقرية الشيخ قوقال في حل المشاكل من نفسها دون استخدام وسائل الفقرا المعهودة من بخرات ومحاية وغيرها ..
وحسام نفسه بعد ان كان ساخرا وساخطا اصبح معجبا بعبقرية صديقه تامر في تحليل وحل المشاكل ..
وعاد حسام الى مكتبه لاستقبال حالة جديدة .
الحالة التالية .
الحالة التالية أثارت ذعر حسام قبل ما تصل لتامر .. لانها كانت رجل في هذه المرة .. حسام في الاول نظر الى الرجل بعيون جاحظة متوقعا منه ان يكون مباحث او رجل امن ليقول له الرجل معرفا بنفسه : محسوبك صلاح عبد العزيز سكرتير نادي الامل .. ونادي الامل هو نادي القرية الوحيد ومتنافس مع الاندية الاخرى من القرى المجاورة .. مشكلتنا انه نحن نفوز في كل المباريات ولكن نخسر في المباراة النهاية عادة من نادي الدينمو .. والعمليه يمكن ليها اكثر من خمسة سنوات .. نخسر المباراة النهائية في الكاس ويضيع علينا مجهود موسم كامل ..
وطبعا حسام سجل كل هذا الكلام على الماسنجر: وكتب ايضا لتامر ابسط يا دجال افندي العملية تطورت وظهر فيها رجال كمان .. واحتمال تكون فكي كورة ناجح على مستوى الدوري الممتاز .ويمكن كمان يجيك عرض من الجماعة الكبار.
تامر : سيب الكلام الكثير واسال لنا الرجل مشكلتهم شنو بالظبط مع ناس الدينمو.. بمعنى آخر ماهو سبب الهزيمة في رايهم وعاوز مني انا شنو بالظبط؟
وفعلا يسال حسم الاستاذ صلاح ويكتب الرد على الماسنجر : يقول استاذ صلاح انه ناس الدينمو متعاقدين مع فكي نيجيري من خمسة سنوات عشان كدا هم محتكرين منهم الكاس .. يعني فكي نيجيري ما لاعب نيجيري .. تعرف الناس الهلال والمريخ مضيعين فلوسهم في اللاعبين النيجيريين وهم ما عارفين انه السر في الدجل النيجيري والا كان وفروا ملايين الدولارات .
تامر: طيب اسالوا هم عاوزين مني انا اعمل شنو اطفش الفكي النيجيري ولا اجيب ليهم الكأس ..؟؟
حسام : قاليك هم عندهم مباراة في الكاس بعد بكرة في العصر وعاوزين ياخذوا في المرة دي الكاس ويكسروا بيك عقدة الفكي النيجري ,
تامر : خلاص رسل لي الاستاذ صلاح انا فهمت المطلوب ..
حسام : شنو انت الفهمت الموضوع ما تورينا انت ناوي على شنو ؟؟
تامر: ياخي دا شغل فقرا كبار انت ما بتفهم فيه ..
حسان : تعال ياخوي انت صدقت نفسك بالجد اوعى تعمل حركاتك دي معاي والله انا ازهج افتك مع الناس ديل وعلي وعلى اعدائي .. ورينا ناوي على شنو ..
تامر : والله الحكاية لا فيها دجل ولا يحزنون ولو عاوز تجي معاه اتفضل ..
وفعلا يذهب حسام مع سكرتير النادي ناحية قطية تامر: وتامرطبعا في البداية اخفى اللابتوب ومسك السبحة وتظاهر كانه يتمتم بعبارات وهو يجر السبحة بصورة تمثيلية مثل ما يفعل الدجالون عادة في هذه الحالات . وكان يقول انصر ناديهم ابو سبعة في اليوم السابع سبعة ..سبعة... سبعة في سبعة يا ابو سبعة .. مرحبا استاذ صلاح منصورين باذن الله ..
بالتاكيد استاذ صلاح سر بهذه البشرى قائلا ولكن ما لدرجة سبعة يا شيخ خلينا بس نغلب نذوق الكاس مره واحدة ..
وفتح الفكي قوقال عيونه وقال لصلاح : يا صلاح اليوم بعد الغدا تاخذ الفريق وتصلوا العصر حاضر في الجامع يمشي كل اللاعبين ويجروا حول الملعب سبعة مرات .. وبعد المغرب كمان سبعة مرات .. بكرة الصباح بعد صلاة الصبح عاوزكم تلفوا الملعب سبعة مرات لازيادة ولا نقصان وتمرين العصر بتاع الخطة سبعة مرات قبل التمرين وتمرين قصير اقل من نص ساعة وبعدة تجروا سبعة مرات .. اها في اليومين ديل مافي واحد من اللاعبين ياكل لا فول او موية فول ولا طعمية .. ما في لاعب ينوم قبل الساعة تسعة او بعد الساعة عشرة .. وانشاء الله يوم المباراة بالمغرب حا نحتفل معاكم بالكاس كلنا انا والخليفة صديق معاكم في النادي .. 
وحيا استاذ صلاح حسام وتامر وخرج وهو يشعر بالرضا والثقة في النفس ..
ليتلفت حسام لتامر: يا راجل انت بقيت دجال بالجد ولا شنو الحكاية فهمنا ؟؟.
حسام : ببساطة كدا الجماعة ديل ينهزموا كل سنة لانهم اعتادوا كل سنة في المباراة النهائية يروحوا الملعب وهم مهزومين قبل ما الحكم يصفر بداية المباراة .. لان ادراتهم من امثال الاستاذ صلاح زارعين لهم في ازهانهم انه الفكي النيجيري ما راح يخليهم يفوزا مهما اجتهدوا ..
حسام : طيب انت عالجت الموضوع كيف وماهي حكاية السبعات الكتيرة دي ..
تامر : ببساطة انا حبيت أعالج موقفهم بطريقين .. الطريق الاول ازرع فيهم الثقة من جديد والثاني انهم يروحوا الملعب وهم بكامل لياقتهم البدنية وخاصة بعد ما يبتعدوا من اكل الفول وانت عارف انه يعمل ارتخاء في العضلات ويسبب النعاس ويمكن كل آفة الكرة السودانية تكمن في صحن الفول والبوش .
حسام : طيب اشمعنى سبعة مرات ما ثمانية او تسعة ..
تامر : حكاية السبعة دي فكرة جاتني من نفسها وكان ممكن تكون أي رقم لكن دائما رقم السبعة هو مرتبط بالمعجزات لذلك يستخدمه الدجالون .. وانا حتى اعطيه انطباع باني لست مستشار رياضي وانما فكي زي ما هم عاوزين اخترت حكاية السبعات ..
حسام " طيب يا كوتش والله حتى دوختنا ما عارفين نقول ليك يا كوتش ولا يا دكتور ولا يا فكي يا دجال تفتكر الجماعة ديل ممكن يفوزوا سبعة صفر ..
تامر: انا من ناحية اني متوقعهم يفوزا دا عندي احتمال كبير لانهم راح يخوضوا المباراة اقوياء جدا واثقين في انفسهم وبنية الانتقام لسنوات سابقة يعتقدوا انهم ظلموا فيها .. وهذه الروح لوحدها ستعجل الفريق الثاني يصاب بالشلل والمفاجاه ولذلك احتمال يفوزا ويمكن سبعة صفر كمان ..
حسام : تعرف لو فازوا سبعة صفر الا نشيل شنطنا ونهرب لانه ناس الدينموا حا يجوا يولعوا فينا القطاطي ديل ..
تامر: خلينا ما نسبق الأحداث ..ارجع مكتبك خلينا نشوف لينا حالتين جداد تاني ..
الحالة الثالثة في اليوم الثاني:
رجع حسام الى قطيته بعد ماشاهد تامر كيف حل مشكلة فريق كرة القدم .. وتدخل في هذه المره ا مرأه ضخمة الجثة ويبدا يسجل بيانتها على الماسنجر ويسالها اسمك لو سمحتي يا خالة ..
الحاجة : بتول خضر ضو البيت 
حسام نعم يا حاجة مشكلتك ..؟؟
بتول : بري ما عندي أي مشكلة هسع شايفني عاملة لي شكله مع زول ولا تكون هي الجات قالت ليكم كدا..؟؟
حسام : لا ياحاجة نقصد انت جيتيني هنا عاوزة شنو من الفكي قوقال ..وبعدين هي مين الجات قالت لينا كدا .؟؟
بتول : عايزاه يربطها لي عايزاه يعمل ليها عمل بيتي دا تشوفو رهاب رهاب الله يقطعها الحاسدة عاملة عيونها متل الفناجيل ديل ..
حسام يا حاجة براحة واحدة واحدة هي مين العايزاه يعمل ليها عمل وتقرب ليك شنو ضرتك ..؟؟؟
بتول : الضريرة الما تلقاها لولادها هي دي خلقة يضاروها ..
حسام : شوفي هنا يا حاجة ما تضيعي وقتنا ووقتك اتكلمي كلام واضح انت بتتكلمي عن منو بالظبط وعلاقتك بيها شنو وعايزه شنو من الفكي نحن ناسنا كتار وما عندنا وقت .. 
بتول : مالا زينب ام كرعينا مكعوجات .. جارتنا مره حاسدة ما تصدق اشترينا لينا حاجة جديدة تجي جارية اتقول مقاولينها اكان طق تلجنها لينا .. التلاجات ديل فترنا من شرايتن اها ابو عماد قال نجيب لينا زير خليناهن التلاجات .. الزير دا امس جبناه بس مليناه موية لونه دا احمر ونديان ويرويك بلا تشرب منه .. بس اكان تجي داخله قالت دا زير شنو دا بلا البطيخة المقشرة .. شوف عينا كدا اكان الزير انفقش متل حبة التسالي .. بس انا قمت ليك فيها معطتها ليك من شعرها وطردتها وقلت ليها كرهتينا القرية يا سحارة يا حاسدة يا ام عينا حارة وطردتها وكنت عايزه اعضيها اقطع ليها كتفها من شدة ما كنت متغاظة منها .
حسام مخاطبا تامر بالماسنجر: متابع معانا يا حضرة الفكي اهو جاك شغل الفقرا الجد حا تعمل عمل لزينب ام كرعينا مكعوجات ولا تلم فيك حاجة بتول دي تظعمتك مرة عاتية .. جالك شغل الفقرا الجد يلا ورينا حاتحل المشكلة دي كيف .. اها نرسلها ليك ولا عندك اسئلة زيادة ..؟؟
تامر : والله انا تعبت خلاص والناس ديل مشاكلهم تجنن وكلها حالات اغلبها نفسية واعتقد انه الشيطان هنا لاقي مناخ خصب جدا وشغال فتن بين الناس ... انا حاليا ما عندي أي فكرة لحل مشكلة من النوع دا لكن رسلها يمكن من حواري معاها اطلع بحل ..
وتدخل حاجة بتول على تامر الفكي قوقال .
تامر مطاطي راسه الى الارض كالعادة ويتمتم بعبارات مبهمة وهو يجر سبحته بتوتر شديد : ادخلي يا بتول البتول المغبونة من حاجة زينب .. حاجة زينب مظلومة يا بتول .. يا بتول العين حق والحسد موجود .. لكن الزول الما بيتحصن يلوم نفسه .. .
حاجة بتول : بنتحصن يا شيخنا صباح ومسا .. لكن هي كمان عينها فايته الحد حارة زي مكوة الكهربا ..
الفكي قوقال : يا حاجة بتول الشيطان يريد يوقع بين المسلمين الكراهية والبغضاء .. عارفة يا حاجة بتول اذا كان هي حاسداك وساحراك زي ما بتقولي هذا الشئ يتم بدون ارادتها هي يمكن تكون العين الحارة هي طبيعة فيها فعلا .. لكن انتي عملتي فيها اكثر من العين الحارة .. اذا كان هي تسحر بدون ارادتها لكن انتي اذيتيها بارادتك ..
حاجة بتول : سجمي يا شيخ اذيتها كيفن كمان بارادتي انا ما عملت ليها شئ غير اني طردتها من بيتي وجريتها من شعرها ..
الفكي قوقال : اذيتيها يا بتول كسرتي خاطرها واحرجتيها قدام الناس عارفه هسع هي المسكينة تلاقيها قافلة بيتها عليها وتبكي ما قادرة تقابل الناس وما عارفة تشتكي همها لمين .. واكيد بعملتك دي كل الحلة كرهتها ويمكن يقلدوك ويطردوها من بيتهم .. تخيلي يا بتول لو انك انتي بقيتي منبوذه في الحلة وكل الناس يطردوك من بيوتهم ويقفلوا الباب منك .. وما في واحدة تسلم عليك .. حتعيشي كانك في سجن كبير .. حتى السجن ارحم لانه على الاقل المساجين بيونسوا بعض وما فيهم واحد معزول من الناس .. انت يمكن تكوني سبب في انها تنتحر وتتسمم بعد ما تكون ضاقت عليها الدنيا وأحست انه كل الناس بيكرهوها .. بعدين انت حاتكوني مرتاحة وحا ترحمي نفسك ولا كيف ؟؟
دخلت بتول في نوبة بكاء وحست بالندم ورفعت راسها لمخاطبة الشيخ : طيب الحل شنو ياشيخنا انا كيف ممكن احل المشكلة دي وكيف ممكن اصالحها وأرضيها ؟؟
قوقال: مافي مشكلة انتي شوفي برة أي واحدة من البنات ورسلي ليها خلي يقولوا ليها مثلا حاجة التايه عايزاها في بيت الفكي قوقال . وانا خلي لي الباقي انا بعالج الموقف .. بس عاوز منك حاجة واحدة أي مصيبة تحصل ليك بعد كدا لازم تختي في بالك ان حاجة زينب ما عندها علاقة بالموضوع وربنا يقول ( قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا ) .. واي حاجة تحصل للانسان هي من الله .. والمؤمن امره كله خير ان اصابه خير اطمان به وان اصابه شر صبر عليه ..
حاجة بتول : كتر خير يا شيخنا والله انت نورت قلوبنا وعقولنا ربنا يزيدك ..
قوقال : يلا اطلعي بره لغاية ما تجي حاجة زينب واقابلها انا بعدين نشوف ..
على بال ما تحضر حاجة زينب وتتم مصالحتها مع الحاجة بتول يقرر تامر استقبال حالة جديدة ويطلب من حاجة بتول الانتظار مع النساء في الخارج حيث يجلس النساء متجمعات على برش في ظل نيمة تتوسط الحوش الذي يسكنه تامر وحسام أي الفكي قوقال وصديقه .
ويدخل في هذه المرة رجل ايضا ويكتب حسام لتامر في الماسنجر : عندك المرة دي حالة جديدة رجل ... يظهر نحن راح نستقبل الرجال لامن نقع في الجماعة ونروح في ستين داهية .. انا عندي اقتراح حقوا تعمل لوحة تكتب عليها الفكي قوقال دجال اخصائي نساء واولادهم .. كدا نضمن ما يجينا راجل تاني على كل حال صاحبنا بيعرف نفسه كلاتي : هو صالح بتاع الدكان كان طول عمره مشهور في الحلة بصالح بتاع الدكان ..والدكان ورثه من ابوه حاج علي .. وناس الحلة كمان ما بيشتروا مقاضيهم العادية الا منه ... الا فجاه كدا من وين هو ما عارف ظهر واحد جديد في الحلة في الاول اجر غرفه في الشارع كدا من ناس شيخ عثمان .. في الاول كدا بدا بطبلية فيها نفس اغراضنا ياها الصابون والسكر والشاي .. وبعد شوية اتفق مع حاج عثمان وهد الغرفة وبناها بالطوب كبيرة وحولها لدكان كبير .. فجاه بقى يبيع أي شئ حتى الفول والعيش وعمل طرابيز لناس المدارس .. الاقي ليك ناس الحلة نادر ما يشتروا مني .. حتى حاجاتهم كان يشتروها من البندر بقى يشتروها من اخونا دا ... اها انا دكاني بقى فاضي قربت اشحذ ياشيخنا ...
تامر: لحسام اساله قول له صاحب الدكان اسمه مين ..
حسام : بيقول اسمه اسحق هارون ..
تامر: اساله انت تفتكر السبب شنو انه ناس الحلة تركوة وبدا يشتروا من اسحق ..؟؟
حسام : بيقول هو يعتقد انه اسحق عنده عروق وحجبات سحر بها ناس الحلة وكلهم تحولوا عنده بهذا السبب ..
تامر: اساله هو عاوز مني اعمل له شنو ..؟؟
حسام : بيقول عاوز الفكي قوقال اما يعمل عمل يطفش بيها اسحق من الحلة او يعمل عمل لناس الحلة يخليهم يرجعوا يشتروا منه هو زي ما كان اول ..
تامر : رسلوا لي بسرعة ..
حسام : اها نويت تعمل ليه عمل ولا شنو يا حاج قوقال؟؟
تامر: دا انا حا اظبته ليك ظبيته بس رسلوا ولو عاوز تجي معا زي بتاع الكورة تعال ..
حسام : انت بالصحي حاجة بتول عملت ليها شنو شايفه تحت الشجرة مغطيه وشها وتبكي ..
تامر : حاجة بتول رجعت ليها دماغها في راسها ومنتظرة حاجة زينب عشان تعتذر ليها وتطلب منها السماح ..
حسام : والله انت فكي سوبر استار بس انا متاكد انه نهايتي حتكون على ايدك انت دا الله يستر .
تامر: رسل لي صالح بتاع الدكان وبطل الكلام الكتير ..
صالح عند الفكي قوقال:
يصل صالح صاحب الدكان عند قطية تامر الفكي قوقال حيث يبادره تامر بالفاصل الوهمي الذي اعتاد ان يستقبل به زواره عادة : مرحبا بصالح الرجل الصالح سيد الدكان الكاسد المابي رزقه براه ..
صالح : كيف يا شيخنا مابي رزقي براي .
قوقال: الرزق يحب التغيير الرزق يحب الحركة الرزق ما بيحب ظلم الناس الرزق بيد الله ما في حد يقدر يغيره لاساحر لاجن ولا انس ..
صالح: كدي واحدة واحدة يا شيخنا ..
قوقال: يا صالح اسحاق رزقه زايد لانه مجتهد ولانه كاسب رضا الناس والبيع رضا ..
صالح متنرفزا : ياشيخنا ما تفور دمنا ونحن ما ناقصنك اتكلم معانا بالواضح ..
قوقال: شوف هنا يا صالح انت ناس الحلة خلو الشراء منك وبقوا يشتروا من اسحق .. وانت تعتقد انه اسحق لهف منك الزبائن مستعين بالسحر والشعوزة والحجبات .
صالح : ياشيخنا انا مش بعتقد .. دي حاجات انا شايفها بعبني وهو ما داسيها .. ياخي هو معلق قناديل زرة مدلدلة في باب الدكان عدييل كدا .. دا غير الحجبات والعروق الهو داسيها ..
قوقال: مهما كان وحتى لو كلامك صاح يا صالح .. انت ما انسان موحد ؟؟؟.. لازم تعرف بان الارزاق بيد الله وحده .. وانت لو شايف رزقك ركن ووقف في مكان معين ربنا اعطاك خيارات .. اما ان تهاجر في ارض الله الواسعة او تغير بنفسك او بنشاطك .. ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
صالح : طيب ياشيخنا وريني اغير ما بنفسي كيف ..
قوقال: ايوا هو دا الكلام المفيد انا اوريك كيف تغير ما بنفسك ..
اولا انا اعتقد واجزم ان دكانك شكله كئيب جدا الرفوف فاضية والبضائع مغبرة وقديمة والدكان تفوح منه رائحة الاصناف التالفة ويمكن تكون رائحة فئران ميتة ..
صالح: يا شيخنا ما تتكلم كويس ..
قوقال: يا صالح انا هنا ما في انسان غيري وغيرك وانا قصدي اعالج لك مشكلتك مش اهينك او ازلك وانت لو عاوز التغيير للكويس لازم تصبر لي مثل ما تصبر لطبيب الاسنان قد يكون العلاج مؤلم لكن مفيد ..
صالح : طيب واصل يا شيخنا وانا متاسف ..
قوقال : عاوزك يا صالح تستعين بكل اولادك واهل بيتك تنزلوا البضاعة في الدكان كلها وتعمل صيانة للدكان تقفل الثغرات في الجدران وتضرب الدكان والرفوف بوهية جديدة وتصلح البلاط .. ومع ناس البيت تعيدوا تنظيف البضاعة واعادة ترتيبها في الرفوف .. ولازم تكون مرتبة بمعنى انه مثلا الصابون ومواد الغسيل يجب الا تكون في مكان واحد مع الماكولات .. وتاني تروح سوق الجملة وتستلف من اصحاب مالحلات بضاعة كثيرة لغاية ما تخلي الدكان مليان ببضاعة جيدة وجديدة .. يكون مغري يعني أي شخص يدخل عندك ليشتري صنف واحد عندما يشاهد منظر البضائع مغري اكيد راح يشتري اكثر من صنف ..
ثالثا لازم تغير معاملتك مع اهل الحلة تسلف المحتاج وتصبر عليه ما تلاحقه بالديون .. ولازم تجاملهم تشاركهم افراحهم واتراحهم ما تعتذر كل مرة بانه مافي واحد يمسك لك الدكان لازم تقفل الدكان وتشارك الناس افراحهم واتراحهم .. وتدفع معهم في المشاركات..
صدقني يا صالح لو عملت كل التغييرات دي في حياتك لا يستطيع أي دجال او ساحر ان ياخذ منك اهل حلتك وزبائنك لانهم سيستحوا انهم يشتروا من مكان تاني .. بعدين التجارة اصلا هي مغامرة ما تفكر انك تشتري بضاعة بالدين بعدين تخاف انها تبور في يدك .. كمان ما تخاف انك تسلف الناس وما يدفعوا ليك .. التجارة تعتمد على شئ واحد وهو حدبث شريف ( اعقلها وتوكل) وتعال بعد شهر و اذا اطال الله في اعمارنا وريني النتيجة ..
صالح بعد ما سرح فترة طويلة وقال مخاطبا الشيخ : يعني يا شيخنا الحكاية ما محتاجة حجاب ولا عرق ولا أي حاجة نخوف بيها الراجل دا يمكن ينهد شوية ..
قوقال: يا صالح انت محتاج تقوي ايمانك وثقتك بالله وتجتهد في التغيير ولا مطلوب منك تخوف او تخاف من احد على رزقك هو دا العلاج الصاح ..
واخيرا خرج صالح وتبدو عليه علامة الرضا والرغبة في التغيير ..
باقي اليوم :
بعد ان خرج صالح صاحب الدكان تدخل حاجة بتول وحاجة زينب وهن متماسكات مع بعض وعليهن باقي دموع .. وتقول بتول يا شيخنا كتر خيرك اها حاجة زينب سامحتني الله ياجزيها بالخير ..
قوقال : كثر خيرك يا حاجة زينب انا عارف انك مرة طيبةقبل اشوفك .. بس كدا ما كفاية نحن لازم نطلع ونكلم الناس الواقفين برة كلهم مع بعض عشان تاني ما تتكرر الاهانة لحاجة زينب وانا اطلع معاكم ...
وخرج الجميع بصحبة الفكي الذي وقف امام النساء المتجمعات في ظل النيمة مخاطبا لهم ..
اسمعوا يا جماعة كلنا خطائين وكلنا بنغلط في حق بعض .. لكن اكبر انواع الغلط هي الظلم .. وخاصة لامن نظلم لينا زول بتهمة وهو ما يقدر يدافع عن نفسه بسببها .. زي تهمة العين ... لازم نعرف انه العين حق زي ما قال الرسول صلى الله عليه وسلم .. ولكن مافي ناس عينهم حارة وناس عينهم باردة .. كلنا عندنا العين .. والعين هي شنو هي النفس .. الانسان نفسه تعجب بحاجة انسان تاني ما شرط انسان تاني حتى الانسان ممكن يحسد نفسه واملاكه واولاده ممكن يصيبهم بالعين .. وفي صورة الكهف يحدثنا القران بقصة الرجل المعجب بجنتة وما قال ما شاء الله ولكن قال ما اظن ان تبيد هذه ابدا .. يعني زي ما نقول بالبلدي قال زي جنتي دي عوجة ما بتجيها تب .. ولمن اندكت جنته صاحبه قال له ( لولا اذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لاقوة الا بالله ... بمعنى كان يكلفك شنو لو قلت ماشاء الله لاقوة الا بالله .. فنحن اذا عجبتنا حاجة لازم نقول ما شاء الله وتبارك الله ..
وسرت همهمات بين النساء ورجع الجميع لحاجة زينب يسلمون عليها بالاحضان يبدو انها كانت مهرية تهم من الجميع وكل من فقدت شئ او مرض لها قريب اتهمت حاجة زينب بالعين الحارة ..
بعد ما رجع تامر وجد حسام ينتظره وقال : شنو يا شيخ قوقال قلبت واعظ ولا شنو ..؟؟
تامر: ابدا دي حالة علاج جماعي لمرض مزمن ماسك كل المجتمع .. تخيل المراه الغلبانة دي حاجة زينب كان وضعها كيف أي شخص طفل مريض ذهب مسروق دكان مكسور سيارة توحل اول المتهمين بالعين الحارة هي حاجة زينب .. ودي بيئة خصبة جدا للشيطان يستغل جهل الناس وبساطتهم ويشعل بينهم الفتن .
حسام : لكن شايف معلوماتك الدينية ما بطالة يعني ممكن تقلب واعظ اذا الدجل ما خارج ..
تامر: بدون تريقه يا حسام وفي ذمتك انا الناس ديل نفعتهم ولا ما نفعتهم .. ماغسلت كثير من امراض المجتمع عندهم ..
حسام: عداك العيب يا اخوي لكن دا كله ما يمنعك من د *** السجن ودخولنا معاك الله يستر بس ..
تامر: ما تخاف اخوك مؤمن ..
حسام : شنو عاوز تعمل عمل للقاضي كمان ولا شنو ..؟؟
يختم تامر بضحكة متوجها لقطيته ..
يكتمل باقي اليوم بحالات عادية لا تستحق الذكر كعادة اهل القرى ونظرية العلاج الاحتياطي طالما توفر علاج ما سوى كان مجانا او بفلوس عندما تكون الفترة محدودة تجد حتى اللذين لا يشعرون بشي يذهبون للكشف من باب الاحتياط ربما ذهب المعالج وأعقبه المرض .. هذا ما عنينا بالعلاج الاحتياطي .. 
كما ان اهل القرية تناوبوا في تقديم الوجبات الدسمة للفكي ومساعده بعدما لاحظوا التغيير الذي حدث بينهم من تسامح ومحبة .. بل كانوا يتبارون في تقديم الوجبات الفخمة للفكي .
عد باقي اليوم كما أنه ظهرت هنالك حالات لطلب العلاج للحيوانات من نوع غنم ضايعات .. حمارة تعرج منها وليها .. عجل كبر ولازال يرضع ما قادرين يفطموه .. دجاج رمى بيضتين ووقف معلنا اضراب لايدرون سببه ..
مما جعل حسم يعلق مستهزئا : اول مرة اشوف فكي بطري ..
اما اليوم الثالث فكان يوم الاحداث والتغييرات وبداية الحصاد بدءا من صباح اليوم ..
اليوم الثالث
بعدما عد اليوم الثاني بكل احداثه ينام الصديقان بعمق شديد منهكان من عمل اليوم المضني الذي كثر فيه الزحام ولكن يصحيا على خبطات عنيفة على الباب .. ويستيقظا مفزوعان .. وحسام كان يتوقع تلك الخبطات في كل لحظة . ولأنه تبدو خبطات آلة صلبة كعصا مثلا مما رجح أن يكون طارق الباب رجال امن .. هذا ما دار في راس حسام وزاد من فزعه ووقف خلف تامر والذي تحرك بخطى ثابته نحو الباب ليفتحه ..
ليظهر الطارق هو شاب اسمر اللون طويل القامة يرتدي جلابية سودانية انصارية من تلك التي تعرف بجناح ام جكو مع طاقية طويلة في شكل قبة الامام المهدي .. يشمر كم الجلابية وتظهر فيها سكين ضراع محاطة بعدد لاباس بععهمن الحجابات الجلدية المشهورة .. ويدخل فيه ممسكا تامر من تلابيبه : ميتن فيكم الدجال الاسمه جلال دا ... تامر بقوة ينتزع يد الشاب من جلابيته .. قائلا له اتكلم بادب اولا .. انا الفكي قوقال ما جلال عاوز مني ايه وانت مين ..
الشاب : انا اسحق هارون سيد البقالة ... وانت تعمل لي انا عمل عشان تطفشني من الحلة دي .. وليه تطفشني انا مش سوداني زيكم من حقي اعيش في أي بلد داخل المليون ميل مربع ليه تطفشوني وتقطعوا علي رزقي ؟؟
تامر( أي قوقال ) : اولا يا اسحق انا ما حصل عملت عمل لاحد ولا انا بعمل حجبات وعروق ولا غيره واتحداك جيب كل ناس الحلة الانا عالجتهم لو في واحد انا عملت ليه حجاب .. ما تفتكر انا خفت منك ومن سكينك وعصايتك دي .. وبعدين اشرح لي مين القال ل كانا عملت ليك عمل عشان اطفشك من الحلة .
هارون : انا من الصباح يجيني صالح بتاع الدكان شايل ورقه ملفوفة ويقول لي بتحدي وغيظ نحن جبنا الشيخ اليطفشك من القرية دي وعروقك وحجباتك ديل موصهم واشرب مويتهم.
تامر: صالح النصاب انتظر انا البس جلابيتي واجي معاك لصالح عشان اخليه يقر انا عملت معاه شنو . انا قلت ليه الزبائن طفشو منك عشان دكانك وسخان وفاضي وبضاعتك قديمة والناس ما عندهم استعداد يجاملو في لقمة عيشهم وانا حاجي معاك عشان واقفوا عند حدو ..
هارون : والله يا شيخ جلال اسال ناس الحلة انا من جيت هنا ناس الحلة اتعلمو يشربو الببسي لانه جبت معاي التلاجات بعد ما كان ما يشوفوه الا في المدينة .. وانا علمتهم يشتروا الزبادي الجاهز في الكاسات وصحي جدا بدل ما كان يصنعوه في البيوت ويسممهم .. انا يومي بجيب ليهم رغيف البندر النضيف وفتحت ليهم محل الفول ودينتهم وفتحت ليهم حسابات ..
تامر: ما محتاج منك تشرح لي وانا قلت لصالح انه هارون اكيد كسب الناس بالمعاملة والسلع الجيدة .. ولكن عشان الكلام ما يكون اغتياب خلينا نمشي مع بعض ونشرح ليه الظاهر عليه هو ما فهم الدرس تماما ..
وفعلا يخرج حسام وتامر بصحبة هارون متوجهين الى بقالة صالح . وهناك تامر يشمكع صالح بالكلام ويقول له انا فعلا خمنت انه دكان يكون غذر ويطفش الزبائن بدون ما اشوفه واعطيتك الوصفات لكن انت تمشي تخلق فتن وتدعي انه انا عملت ليك سحر تطفش بيه اسحق من الحلة ..
صالح : اسف يا شيخ والله لاني كنت متغاظ بس قلت اخوفو شوية .
تامر: وانا طلبت منك تخوف احد ما قلت لك إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .. ماقلت نظف دكانك نظف نفسك جدد بضاعتك واملا الدكان هذا لوحده سيجذب الزبائن .. وانت واضع عنقريب في نص الدكان يعني تقابل الزبائن وانت راقد في السرير في ذمتك في حد بيشتري من تاجر نايم في وسط دكانه ..
شعر صالح بالخجل من هذا الدرس القاسي .. كما شعر هارون بالرضا وعندما خرج حسام وتامر من دكان صالح متوجهين لبيتهم تمسك بهما هارون داعيهم لتناول الافطار معه بالحاح شديد ..
وفعلا توجه الصديقان نحو دكان هارون ليتضح انه الدكان لا يقل روعة عن بقالات العاصمة بل يفوق بعضها وملحق به صالة بها كراسي وطاولات للزبائن .. وجلس الاثنان ليقدم لهما اسحق وجبة فول دسمه مع كل المحلقات من بيض وتونة وجبن ويفطر معم ..وهارون يبدو انه رجل مهذب لانه طيلة الجلسة كان يردد في الاعتذار لتامر قائلا انه يا شيخ جلال أعماه الغضب وما يكون سبب لهم إزعاج .. وتامر يقول له ما عليك يا رجل واي انسان يحس انه مصدر عيشه مهدد كل شئ يصبح متاح امامه حتى الجهاد ..
ويشعر هارون بالارتياح اتجاه الشيخ جلال كما سماه .. وحتى حسام علق همسا والله اسم شيخ جلال افضل من شيخ قوقال اللصقتها فينا دي واصلا لوفي شي حيجيب لينا الهوا هو اسم شيخ قوقال دا ..
ويقطع الحديث صوت زغاريد تنطلق فجاه من الشارع امام الدكان ليخرج الجميع الى الباب ويجدو هنالك حافلة بها عدد من النسوة تقف امام بيت الناظرة وبها نساء تغني وتزغرد ومعهم بعض الرجال احدهم اصلع ويبدو عليه السرور .. ليخبرهم هارون انه الشخص القادم هو زوج الناظره ابو الهام شاهده مرات قليلة ياتي لزيارة بنته ولكن يبدو انه المر دي جاييهم عريس عدييل .. وهنا ينظر تامر الى حسام ويبتسم مهنيئين بعض باولى نتائج العلاج ..
حسام : ياشيخنا ما تفرح نحن يادوب دخلنا المعارك الحقيقية انت فاكر عمك عوض حا يفوتها ليك الظاهر الحمامة الهام طارت .. لكن معقولة في خلال تلاتة ايام خلي بالك صاحبك ابو الهام دا كان جاهز بس عاوز ليه هبشة ..
مفارقات اليوم الثالث
رجع الصديقان من عند بقالة هارون بعد الافطار الدسم وبعد ان اشتريا بعض المقاضي من بقالة هارون .. ودخلوا بيتهم وهم يتناقشون في النتائج التي بدات تظهر ..
تامر: تفسر شنو وصول ابو الهام بهذه السرعة وكيف استطاع انه يكمل اجراءاته خلال يومين ..
حسام : والله انا اعتقد يا حضرة الفكي قوقال اولا وغير سرك الباتع كما يقول اهل الحلة احتمال هو اصلا كان جاهز للاجازة يعني يمكن يكون جاي السودان مؤشر وقاطع تذكره لكن رسالتك خلته يعيد ترتيب اولوياته ,,
لكن تصبح المشكلة الحقيقية عند عمنا العوض زوج حاجة التاية والرجل كان على وشك عقد قرانه مع البنية طبعا ابوها جا ولا يمكن يزوج بنته لرجل اكبر منه هو شخصيا .. وبالتالي اكيد العوض من اهل الحلة ومن فلتات حاجة التاية وسواقها محمود راح يعرف انه بطريقة ما نحن السبب .. وهو من حكي الناس عنه رجل متهور وعنيد وراح يجي ينتقم مننا ويخلي ريحتنا طير طير ..
تامر: ولا يهمك اخوك الفكي قوقال عامل احتياطاته وحا انظمه ليك لامن يآمن ..
حسام : اها ناوي تعمل شنو ..
تامر خلينا نصل البيت بعدين تعرف ..
وفعلا وصلا الى البيت ودخلا بعد ما وضعا الاغراض .. جا تامر ناحية قطية حسام .. وجمع مجموعة من الطوب والحجارة وبدا يرصها مفرقة في الجزء المخروطي من القطية بحيث تكون قابلة للسقوط من اقل هزة ..
وحسام يسال : ياخي انت بتعمل في شنو ...؟؟
تامر: انت مالك انا ما قلت ليك بجيه ليك العوض دي اسلحة وقائية ...
حسام : يعني تقصد حانرجموا بالطوب ..
تامر: ما نحن الحانرجم الشياطين هي حاترجمو ؟؟
حسام : كيف ياخي انا ما فاهم حاجة ..
تامر: ياخي بس خليها بوقتها كدا خلينا نرتاح شوية قبل ما نستقبل الزبائن الجدد احسن حاجة اليوم الساعة عشرة ظهر ولسع ما ظهر لينا زبون جديد .. 
في هذه اللحظة يسمع طرق على الباب .. ويفتح حسام الباب ليجد محمود السوق وبصحبته خروف حي كامل الدسم ..
تامر: دا شنو يا شيخ محمود ..؟؟
محمود: دي هدية من الحجة وقالت ليك الهدية الكبيرة حتجيبها بنفسها ,, بس دي عربون لبركاتك الماهينة ..
تامر: وجايب لينا خروف حي نوديه وين .. ياخي امشي للحاجة وقول ليها خروفك دا اضبحيه وقسميه كرامة للمساكين وادينا منه نصيب ... لكن خروف حي نحن ماعندنا ليه مكان ولا بتقدر نضبحه ..
محمود : تقصد شنو ما بتقدروا تضبحوه ؟؟
تامر: شفت ليك شيخ فكي يضبح خروف ؟؟
محمود رغما عن انه ما متاكد من المعلومة دي الا انه سحب الخروف وذهب ..
وفي بيت الحاجة التاية دار الحوار التالي ..
حاجة التاية : دا شنو يا محمود مالك رجعت الخروف الشيخ اباه ..
محمود : يا حاجة الشيخ قال ليك الخروف اضبحيه وقسميه على المساكين ..
الحاجة: انت ما قلت ليه حقك محفوظ بعد ما طيرت لينا الهام انا حاجيبه ليك بنفسي ..
محمود : قلت ليه يا حاجة بس هو اصر يرجع الخروف وقال مافي شيخ بيضبح خروف بنفسه ..
هنا كان هنالك شخص آخر سمع الحوار وهو العوض وجا نظر لمحمود والحاجة بعين حمراء يتقد منها الشرر .. وهو فعلا كان طرق مسامعه من ايام انه الحلة سكن فيها شيخ سره باتع .. وسرعان ما حسب المعادلة اذا الحاجة استعانت به في تطفيش العروس من يده .. و تناول عكازه وخرج قاصدا بيت الفكي قوقال ..
ولم يخب حدس تامر عندما سمع خبط عنيف على الباب وقال لحسام افتح الباب لعمك العوض بصوت عالي جدا سمعه العوض بالتاكيد .. وفتح الباب ليفاجاوا برجل ضخم الجثه له شنب ضخم وعيون واسعه حمراء ربما توحي بادمان الخمر ..
كما ذكرنا فتح الحسام الباب ليفاجأ الاثنان برجل ضخم الجثة غضبان يرتجف من الغضب ويبدا يمطر عليهم سيلا من الشتائم والسباب دون ما يعرفهم بنفسه قائلا : يا نصابين يا دجالين يا حرامية تغشوا في النسوان وتاكلوا قروشهم ..
حسام وقف مفزوعا ينظر لهذا الرجل الغضبان الشرير .. ولكتن تامر لم يهتز ابدا بل مسك السبحة وبدا يرفع راسه الى اعلى ويتمتم بعبارات مبهمة ..قائلا : يا سيمانتك سيب العوض المسكين لا لا لا لا يا بلوتوز ما تضربه لا لا لا عيب و مسكين جاهل .... مكافي مكافي خليك عاقل يا مكافي دا بني ادم مسكين مغرر به لا امسكوا اولادكم الصغار ما يضربوه ... معليش هو غلطان صاح عاوز يتزوح بنت ابوها اصغر منه .. صحي جاهل . لكن ما تعملوا ليه حاجة ..
العوض : انت فاكر نفسك بتخوفني بحركاتك دي يا دجال يا نصاب وبدا بتحرك ناحية تامر لولا انه فجاه انهارت كمية من الطوب والحجارة من خلفه جعلته يفزع ويجفل ويهرع ناحية باب الشارع من جديد وهو يتلفت بفزع بعد ان سكت .. والطريف في الموضوع انه حسام ايضا جرى معه ووقف في الباب .. الا ان تامر لم يفتح عينه وواصل في كلامه الغريب من نوع ... عيب يا سيمانتك ليه تعمل كدا ..
العوض وقف امام الباب متوعدا من بعيد فقط واخيرا يقفل الباب و ينسحب ..
حسام بعد ما يخرج العوض يجي جاري ويسال تامر: تعال يا تامر انت الحجارة دي جات من وين ..؟؟
تامر: يا ولد أنت أهبل نحن ما ختيناها بيدنا مع بعض وقلت دي أسلحة احتياطية.. حسام: .. بالله انت طلعت مصيبة طيب كيف وقعت في الارض .. ؟؟؟
تامر : انا كنت مغمد عيوني ورافع راسي و يدي العب بالسبحة وانت والعوض كنتم مشغولين بالسبحة ولكن رجلي كانت في شعبة القطية اهز فيها الى ان سقطت الحجارة في الوقت المناسب .. تعرف لو ما سقطت الحجارة انا عارف انه العوض كان جايي علي راح يضربني بالعصا .
حسام : بصراحة انت مسلط ودجال مدرب جد جد لكن .. تفتكر انه العوض خلاص خاف وتاني ما راح يظهر لينا ..
تامر : العوض صاح دخلته خوفة مني انا شخصيا وحس باني عندي قوة خارقة ولذلك هو راح يتجنب الاحتكاك معي مباشرة بالعكس يمكن يجي يوم يتقرب لينا .. لكن حقدة الاعمى لن يتخلى عنه ويمكن يحاربنا بطريقة مختلفة .
والى باقي أحداث اليوم العجيب ..
من مواقف اليوم
لو انتقلنا لمكان آخر وتركنا الصديقان يمارسان عملهما الذي اصبح روتيني وننتقل الى بيت العوض والتاية ..العوض بعد ما يخرج من بيت تامر وحسام وهو فزع جدا من حادثة الحجارة التي انطلت عليه تماما ودخل بيته بعد ان فتح الباب بعنف .. فلاحظت زوجته ارتباكه وانفاسه اللاهثة .
حاجتة التاية : يا راجل سجمي مالك نفسك قايم وترجف كدا .
العوض : الليلة يا بت العم شفت لي شي عجيب خلاص ..
التاية : شفت شنو ياود العم خير انشاء الله ..
العوض : انا سمعتك تتكلمي مع محمود ورسلتي معاه خروف للفكي الظهر في الحلة دا وانا عرفت انه هو سبب انه راجل الناظرة جا وعقد عليها من جديد وعرفت انه حا يسوقهم من البلد هي وبنتها شلت عكازي ومشيت عليه ..
التاية : بعد ما تضع يدها في صدرها وتشهق بصوت عالي.. سجمي اوعى تكون كتلتو ؟؟
العوض : كتلتو شنو هو انا قدرت اصل جمبو .
التاية : كدي احكي لي واحدة واحدة عملت شنو معاه ..
العوض فتحت الباب ونبذته هو والمعاه قلت ليهم يا نصابين يا حرامية تغشو النسوان وتاكلو قروشهم .وهو لا اتهز ولا اشتغل بي ولا خاف بس مغمض عيونه ورافع راسه للسما وماسك سبحة وينادي في جماعة كدا ما عارفهم بس يقول ليهم لا لا لا ما تضربو العوض راجل مسكين جاهل عاوز يعرس بنت في عمر بنته .
التاية : اها حصل شنو بعد داك ..؟
العوض : انا اتغظت بالجد وشلت العكاز وماشي عليه بس هو صرخ وقال لا يامكافي والا اشوف ليك مجموعة من الحجارة والطوب في ظهري تعرف لو ما جريت كان رقدت ليكم كفته ساي ..
التاية : سجمي .. وترفع لياقة قميصها وتتفل كعادة المصريات في المسللات ( تف تف تف) انت البوديك تتشالق على الناس الصالحين ديل شنو ..
العوض : تقولي شنو يابت العم والله انا كنت قايلو نصاب ساي ..
التاية محاولة ابعاد التهمة عن نفسها والتامر: نصاب كيف قال لالهام انا ابوك بجيبو ليك بعد تلاته ايام وجابو ولا ما جابو ؟؟..كمان المسكينة ديك ولدها في ليبيا ليه عشرين سنة قاليها حاجيبو بعد اسبوع .. اها الولد قالوا ضرب وقالهم انا في الطريق جايي عن طريق مليط... اها ديل ناس يتهبشو ؟؟
العوض : انا الراجل دا امنت بيه تب وعليك الله يا بت العم لو عندك خاطر عندو صالحيني معاه ما يقوم ياذانا في حاجة تانية ...
التاية ابشر يا اللخو رغما عن انه اهل الله ديل ما بياذوا لهم زول تب هسع البس توبي ونمشي عليهم..
العوض : فعلا ما بياذو زول انا سمعتو يقول للشيطين لا لا لا ما تضربوه وانا ما شتغلت بكلامو مشيت عليه بلا الجماعة يرجموني ليك بالطوب .
عدنا لعجائب اليوم الثالث
ننقل المشهد ايضا لبيت الاستاذه ناظرة المدرسة ام الهام .. اذ تبدو عليها السعادة ومن حولها النسوة بين مهني وبين شامت على العوض الذي لم ينظر الى بناتهن اللاتي يخطونا خطواتهن الاولى نحو العنوسة ... والناظرة مستلمة المجلس نقتطف جزء من حديثها : اها شفتن يا اخواتي قاليك راجلي احمد ابو الهام دا قاليك ظهر ليه هاجس بالليل صحاه من النوم قال لي ياحمد انت نايم وسايب بتك ومرتك يغرقوا براهم قوم شوف واجبك يا راجل .. قال صحيت واتعوذت من الشيطان ورقدت تاني .. تاني جاني صحاني يقول لي يا احمد وين همتك وين شهامتك وين مروتك بنتك الشابة الصغيرة تغرق وامها مجبورة ما قادرة تنفذها لانها وحيدة في غربة .. قوم شوف واجبك يا احمد .. قال اها قمت من الصباح وجري على السفارة والجوازات بعد ما اخذت اجازة طارئة لمدة عشرة ايام من الشغل .. وقال الامور دي اتسهلت كدا زي السكينة في العصيدة ما عرف السبب شنو كانه في قوة خفية سهلت الامور ( هنا شعر النسوة بان يد الفكي قوقال تدخلت في الموضوع طالما الحكاية فيها قوة خفية . وبدان يتمتن بالدعوات ويمنين ان تتحقق طلباتهن عند الشيخ مثل الناظرة).. وقال بس تاني يوم لقيت روحي في الخرطوم حتى ناس بيتنا ديل اتخلعوا قالو لي مالك جيت فجاه كدا.. قلت ليهم انا ماشي اجيب الهام وامها .. قال اكان امه فرحت فرح وبلا تشعر قامت تزغرد .. ماياهو كدا ياخالتي نفيسه ( ام احمد )كانت من ضمن الحضور مع السيرة.
خالتها نفيسه : يا هو كدا نان استاذه زهرة دي ما اختياري انا مرة زي دي بيحردوها ..
وتبدا الاستاذة تتخجل كانها عذراء بكر..
نعود لعايلة العوض : التاية تلبس توبها وتخرج مع العوض متوجهين ناحية بيت الفكي قوقال للاعتذار له عما بدر من زوجها العوض من تهجم على بيت الشيخ .. وفي الطريق يقول العوض لزوجته : في جياتك يا التاية يا بت عمي حصل شفتني خايف من حاجة ...
التاية : حاشاك يا ود العم انت الاسد يعمل ليك الف حساب ..
العوض: لكن الليلة الخوفة الدخلتني من عمل الفكي ما اظنها تمرق بالساهل ..
التاية : ولا يهمك الشيخ راجل مسامح انا خابراه تمام وكله يزول ولامن تقرب منه حتعرف براك هو قلبه طيب كيف ..
العوض : هو لو ما كان طيب وقال للشياطين لا ما ترجمو العوض ماكان دفنوني بالطوب ..
التاية : ما قتلك انا خابراه راجل طيب وقلبه نظيف .
ويصل الزوجان بيت قوقال ويجدو بعض المراجعين من النساء والاطفال .. وتاخذ التاية الاذن من حسام وتدخل متخطية كل الناس الى مكتب الشيخ ( القطية ) وتقول له يا شيخ قوقال حلفتك بالله كان ما عافيت العوض وسامحته وهو جا معاي يعتذر بنفسه ..
تامر( الشيخ قوقال) حبابك وحبابة الف يا حاجة يا طيبة وانا اتعملت انه ما ازعل من الناس والا ما كنت استحق البركات والكرامات العندي دي كلها .. الحاجات دي تجي للزول المسامح الكريم القلبو ابيض ..
حاجة التاية : كتر خيرك يا الشيخ ياها المحرية فيك ..وتنادي العوض والذي دخل وانكب على يد الشيخ يقبل فيها ويبكي ويقول له سامحنا يا شيخ انشاء الله اليد دي كان تمدت ليك تنقطع من حدها ..
تامر شعر ان الموضوع تطور بصورة مزهلة لدرجة انه كاد يصدق نفسه بانه شيخ فعلا الا انه رفع راسه ناحية الباب ليجد حسام يمسك فمه حتى لا ينفجر بالضحك المكتوم .. ليعود لصوابه ويرفع العوض المنحني على كفه ليقبلها .. ويقول له استغفر يا راجل لا يجوز الشكر لله وحده ..
باقي احداث اليوم
بعد ان ذهب العوض مع زوجته التاية لمسامحة الشيخ قوقال وقبل منهم الشيخ الاعتذار .. تنبنى العوض الموضوع وباعلى صوته قال يا اهل الحلة الليلة الغدا كرامة في بيت الشيخ دا .. والتفت لمحمود السواق الذي كان متواجدا في هذه اللحظة وقال لمحمود امش رجع الخروف وجيب لك عليه واحد تاني من الزريبة .. يلا امشن يا نسواء جيبن الحلل الكبار وصيجان اللحمة والمناقد .. انا حا امشي بعربيتي اجيبلكم الفحم والبهارات والزيت والبصل والطماطم .. الليلة انا الا اشبع الحلة دي كلها لحم كرامة للشيخ الطيب العندنا دا ..
وفي هذه اللحظة يدخل هارون صاحب البقالة ويقول انا علي الرغيف ( الخبز) والسكر والشاي ..
ويتحول بيت حسام الى بيت مناسبة ومقيل لاهل الحلة بل اشبه بالتكية المتعارف عليها وهي مكان للضيافة لعابري السبيل عادة ما يستخدمة شيوخ الصوفية لاستقبال عابري السبيل اسكانهم واطعامهم مجانا .
واصبح الكل معجب ويتودد الى تامر أي الفكي قوقال ويخصه بالتحايا والابتسام بل اكثر من ذلك في بعض الاحيان كاس عصير بارد او حتى قطعة لحم مما جعل حسام يغار ويقول في نفسه ( بالله شوف الناس المساكين ديل ما عارفين انه الزول دا مافي فرق بيني وبينو عندنا نفس الشهادة يمكن انا متفوق عليه في الدرجات يعني كان ممكن اكون انا الفكي قوقال .. ثم يستدرك والله المصايب البيعملها الولد دا ما عندها علاقة بشهادات .. تحتاج لجراءة وذكاء حاد )
اكمل اهل الحلة الفرحة في بيت تامر وحسام وينضم الى الركب العريس الجديد الذي جدد عقده زوج الناظره مع صحبة زوجته وابنته الهام .. ليبحث حسام عن فرصة يهمس بها في اذن تامر ويقول له : كان شفت الهام طلعت قنبلة عديييل كدا ليه حق عمك العوض يبكي ويكب الجرسه .. غايتو لو شافها اليوم حا يرجع يشمك( يكرهك) من جديد .. بس لحسن الحظ هو طلع مشوار قال رايح المشروع وبيرجع بعد المغرب ..
عد ذلك اليوم والذي جعل كل اهل القرية يحتفلون بالفكي قوقال وكل حسب ما نال او حس بتغيير في حياته ايجابي نسبه للشيخ في تلك الايام .. وحتى الناظره همست في نفسها قائلة ربما الشيخ هو سبب الرؤيا التي راودت زوجها وجعلته يهب مسرعا لارجاعها .. لانه كما سمعت انه شيخ بركة وحل كل مشاكل اهل القرية ..ولكن الخاطر الذي دار في راس احمد زوج الناظره يختلف قائلا( معقولة يكون الشيخ هو صاحب الايميل .. لا لا لا لا يا احمد ما تبالغ كمان شيخ شنو البيعرف ايميلات ؟؟؟ دا زول بيعرفه هو شخصيا لكن اكيد ما من اهل القرية دي كلها) ..
وقريب المغرب تسمع صوت مزامير في الشار لمجموعة سيارات ..وهتافات من نوع 
دا الشغل دا الشغل آآآآي 
دا الشغل دا الشغل آآآآي 
دا الشغل دا الشغل آآآآي 
دا الفكي ودا العمل آآآآآي
السبعة السبعة حي انا يا الدينمو صعبة حي انا
حارسين اييه ما تقوموا تروحوا
حارسين اييه ما تقوموا تروحوا
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق