الأربعاء، 6 نوفمبر 2013

الحمــــــال

كنت صغيرا بعد اجازة واحدة من اول عام قضيته في الابتدائي وفي الاجازة التي تفصل بين الصف الاول والثاني . ذهبت مع بعض ابناء الحي والجيران للتجوال في السوق . لا لهدف معين ولكن للهو وملا الفراغ . فجاه سمعت صوت مراه كبيره تناديني او تلفت نظري . وعندما قربت منها طلبت مني مساعدتها في توصيل طنجره ضخمة (حلة ) من النوع التي تستخدم فقط في المناسبات .وطلبت مني توصيلها حتى محطة البصات وفعلا حملت الحلة في راسي ووصلتها معي غير مكترثا لابتعادي عن الزملاء لان حينا اصلا من الاحياء القريبة من الاسواق . وانا قدمت خدمتي للمراه من باب الانسانية فقط . ولكن بعد ما وصلت استخرجت المراه مبلغا من المال وسلمتني له بعد اصرار والحاح منها وتمنع مصنطع مني . لاني صراحة كنت في حاجة الى أي مبلغ بعد ان بلغ بي الجوع ما بلغ .وعدت بعد ذلك فرحا بالمبلغ الى حيث تركت اصدقائي ولكن بالطبع لم اجدهم ولم اكترث اساسا لوجودهم لان المبلغ حرك فيني رغبة للمحاولة مره ثانية في مساعدة الناس طالما ستقابل تلك المساعدة بمبلغ مستحق وفعلا تكررت الخدمه اكثر من مره وتجمع عندي مبلغا محترما نهاية اليوم . 
وعندما عدت الى البيت وعرضت المبلغ على امي كادت ان تجن ظنا منها لاسمح الله باني سرقت . والحمدلله صبرت حتى اكملت لها قصة مصدر المبلغ . وبعد تفكير سالتني ياصالح لكن الى متى ؟؟؟ قلت يا امي فترة الاجازة فقط . وانا في ذهني طلقت المدارس وخاصة بعد ان تيتمنا وتحملت امي المسئولية لوحدها قررت ان احملها معها كتفا بكتف .
وفعلا في اليوم التالي بعد ما وصلت مع الوالده اغراضها ذهبت الى نفس مكان الرزق وتكررت معي كذا عمليات توصيل نسبة لبنيتي الجسمانية الضعيفة ركزت مكان عملي حول الاواني المنزلية لانها تجمع ما كبر حجمه وثقل وزنه ومعظم الزبائن من النساء المسنات وجمعت مبلغا عدت به المغرب مرحا مع الوالده . وبدات اوفر جزء من المبلغ وبعض الاحيان لا انسي اخواني واشتري لهم الحلوى والمكسرات .
خلصت الاجازة كلمح البصر . ولكن المفاجاه التي حققتها انه المبلغ الذي ادخرته شريت به مقاضي وملابس المدارس لاخواني . ولقد كنت انا اوسطهم . ولكن المفاجاه لم تكن في اغناء امي عن هذا العبئ انما كان في اني لم اشتري لنفسي ملابس المدرسة . وعندما سالتني امي . ذكرت لها باني بطلت مدارسواكتفيت .ودار بيننا هذا الحوار 
انا: يمى انا المدرسة دي خلاص ما عايزة تاني
امي : دا كلام شنو ياو لدي هو انت لسع ما اتعلمت حاجة
انا : يمى خلي الباقي اتعلمه من السوق انا ماعندي رغبة
امي : يا ولدي اتعلم بس القراية والكتابة بعدين خلها
انا : يمى انت لو جبرتيني انا اروح من هنا وازوق من هناك عليك الله ما تخليني اغشك .
واخيرا على مضض امي وافقت رغما عن ان قراري ريحها كثيرا وخفف عليها بعض الاعباء لكن شعرت انها بتتقطع من قلبها على تركي للمدارس . وهذا شعور طبيعي من أي ام تريد ابنها يتعلم ويتفوق ويكون احسن الناس . ولذلك اصبح همي الاول انه أي يوم تلى تلك الايام احاول ان ابين لها انه انا سعيد بالعمل في السوق , وابين ليها احساسي بالمسئوليه تجاها و تجاه اخوتي الصغار . وهي من دورها كنوع من التعويض كانت تبيح لي اشتري أي اكل او حلوى او ملابس لي رغبة فيها وحتى لو لم اورد لها دخل اليوم لم تكن تزعل او تسال عنه . هذه المعاملة اعطتني ثقة في نفسي وزادت احساسي بالمسئولية اتجاه امي واتجاه اخوتي . وكذلك اتجاه نفسي لذلك لم افكر قط في تناول أي نوع من المحرمات او حتى المكروهات مثل التمباك او الدخان . ورغما ان بيئة السوق ممتلئة بهذه المواد .
انقضى العام الاول عتالة واجز اخوتي وانا لازلت مواصلا للعمل واكتسبت شهره ومعرفة في السوق واصبح اصحاب المحلات ينادوني باسمي ... صالح تعال وصل الكرتونة دي لعمك علي .... صالح شيل للحاجة دي طقم الجرادل ديل وتعال اخذ حسابك مني ... 
حاول بعض اخوتي ان يلتحق معي بالعمل . ولكن كما ذكرت انه احساسي بالمسئوليى تجاههم جعلني ارفض بشده وجود أي منهم في السوق ولو على سبيل الزيارة حتى لايتعلق قلبه بالعمل ويترك المدرسة ... انا المدرسة تركتها عن رغبه مني وقد يكون تولد احساس باطني بمعاناة امي في تربيتنا هو الذي كرهني المدارس ودفعني لتركها ولكن الحقيقة الوحيدة هي رغبة مني فقط دون دين على احد او احساس بالتضحية . لذلك لو لحق بي أي واحد من اخوتي سيكون من باب الاحساس بالتضحية ومشاركتي المسئولية لذلك رفضت رغبتهم في العمل او مساعدتي انا وامي . هذا الموقف وبعد مساندة امي اعطاني سلطة غير معلنة حتى على اخوتي الذين يكبرونني سنا ولان الفارق بيننا لا يتجاوز الثلاث سنوات من اكبرنا سنا . 
طبيعة عملي القاسية مع الباب المفتوح من الوالدة في ان اتناول أي اكل اشتهيه طالما هو من عرق جبيني . كنت لا اتوانى في اكل المشويات وانواع اللحوم والحلويات . وحتى الفول والبوش كنت لا اتناولهم الا عندما اشتاق لطعهم وهو كما تدرون احساس نادر لشخص فطم بموية الفول .ولكن الحق يقال لم اكن احكي عن أي شئ تناولته او تذوقته امام اخوتي حتى لا اثير لديهم رغبة ترك المدارس والالتحاق بالعمل معي .
كما ذكرت طبيعة العمل وفرصة الاكل الصحي التي توفرت لي ساعدت في نموي الجسماني وبعد سنتين فقط او ثلاثة كان حجمي اكبر حتى من اخواني الذين يكبروني سنا . بل اصبح كل من يتعرف على اسرتنا جديدا يعتقد باني اكبر اخوتي . .
وكذلك تخصصي في العمل تدريجيا زاد مع زيادة حجمي ووزني تحولت من سوق الاواني المنزليه الى اسواق المحاصيل . بمعنى لم اقوي كفاية حتى اصل درجة اكياس الاسمنت والدقيق وهي اعلى رتبة ممكن يصلها عتالي في السوق . عندما يصبح في مقدوره ان يحمل كيس اسمنت او كيس دقيق في ظهره ولكن في حدود العشرين والثلاين كيلو كان في مقدوري ذلك.
مرت الايام او قل السنوات سريعا عشان كدا انا قفذت فوق الصفحات لانه باقي الصفحات حياة روتينية لعتالي لا يوجد فيها تغيير سوى صفائح الزيت تتغير الى جوالات دقيق الى اكياس اسمنت . وكما ذكرت اصبحت ضخم الجثه ولكن الحق يقال و فارغ الراس ايضا لاني بصراحة كما تعرفوا لم الحق ان اتعلم القراءه وفي ذات الوقت لايوجد لدي وقت للتلفزيون لاني اصل البيت منهكا وانام بعد صلاء العشاء مباشرة وتبدا حياتي اليومية من بعد صلاة الفجر وحتى العصر .
كلما زاد وزني وانتفخت عضلاتي زادت قدرتي على العمل وزاد دخلي كما زادت رغبتي في الاكل ايضا . ولكن رغما عن ذلك استطعت ان اهد بيتنا واعدل غرف الطين الى طوب وابني غرف اضافيه لاخوتي . معظم هذه المباني لم تكلفني سوى شراء المواد فقط لان عملية البناء كانت تتم عن طريق النفيرالجماعي للاخوان والاصدقاء . والحوش الواسع الذي تركه لنا الوالد اغراني بالتوسع في البناء . واخيرا اقترحت الوالده ان تفصل لي جزء خاص من الحوش لابني فيه بيتا لي استعداد للزواج .
احتجيت انا : يمى من وين الاقي مراه امية مثلي ترضى بي
ردت امي : ولدي انت اكبر دكتوره ما تحلم بيك
انا : يا يمى دا من الباب القرد في عين امه لكن بنات الزمن دا متعلمات وعايزات متعلمين .
امي : ياولدي العملته انت دا لاخوانك دا لا تساويه اكبر شهادة في الدنيا انت راجل سخرت جسمك لتربية اخوانك انت بس شاور على أي بنت وشوف كيف راح تموت بالفرحة .
والحمد لله اخيرا خطبت لي بنت اختها وتزوجتها فعلا وكانت نعمه الزوجه والتربيه وعشنا في حويش منفصل . وتخرج اخوتي الكبار وتوظفوا وبداوا يساهموا معي في الصرف ومشت حياتنا كاحلى ما يكون .
ما في سوق العمل الماذكرته هو انه ناس السوق اصبحوا يطلقون على صالح مقانص وعندي صاحبي أي فردتي كان يسموه على عضلات . ونحن كنا ما نتفارق واي عمليه نقاولها مع بعض . كان معانا صديق ثالث اسمه عثمان تبش لكنه اختفى فجاه وقيل انه اغترب للسعودية .
المهم يوم من الايام دقى لي الباب على عضلات بالمساء وقال لي ياصالح بكره في بطاح بتاع اسمنت انا قلت نفرغوا برانا انا وانت فقط واخذت عليه مقاولة مائة الف جنيه . تقدر نقوم بالعمليه دي برانا ولا نشوف شله كالعادة . صراحة انا فكرت في الموضوع ولقيتها مغريه مائة الف دقه واحده انا كنت ما بدخلها في اسبوع . يعني ثلاث ساعات ومقانص يقبض في جيبه خمسين الف ويشتت من السوق من الساعة اثناشر ظهر لاول مره . ورديت على علي عضلات : ماشي يا ابو علوه ما عندك مانع والصباح رباح.
في اليوم التالي من قبل صلاة الفجر كنا انا وعضلات واقفين امام الشاحنة . وفعلا هي شاحنة ضخمه مع ترلتها . وعلى عضلات كان معاه مفتاح المستودع . وبعد الصلاة بدانا اولا انا ركبت في الترلة (المقطورة) واناول على وكان الترله بها حوالي خمسين كيس اسمنت بعد وصلنا خمسة وعشرين تبادلنا المواقع . بدا الزملاء يتجمعون مع طلوع الفجر . وجاءوا ليستلموا معنا العمل . الا ان على رد عليهم .اسفين يا اخوان دي مقاولة خاصة بي انا وصالح مقانص . 
وهم مندهشين ، انت وصالح ناوين تنزلوا الشحنة كلها براكم ؟؟؟ مائة كيس اسمنت ؟؟؟ ايوه ناوين ........ ياخي بطلوا الاستهبال دا خلونا نشتغل ...
يمين اليخت يده في كيس اسمنت واحد الا اكسرها الى خمستاشر حتة .... وفعلا بدا الجميع في التردد والانسحاب .. واخيرا جلسوا ينتظرون استسلام هذا الثنائي من التعب ثم تعود المياه الى مجاريها . ولكن يبداوا انهم مصرين فعلا لانهم خلصوا الترلة مع طلوع الشمس . والعرق يتصبب منهم لكن لا يبدوا عليهم أي نوع من الارهاق مما اصاب العتالة المتجمعين بالاحباط وبدا بعضهم يبحث عن العمل في مكان آخر .
وعندما قاربت الساعة احدى عشر ظهرا كان على وصالح قد تخلصوا من الشحنة تماما ولكن سقط كل واحد منهم في شوال مفروش بالارض وهو يشعر بالاعياء والتعب.
بعد ما استلموا المبلغ وتقاسموه . قرر صالح ان يعود الى البيت عن طريق التاكسي لانه لا يستطيع ان يذهب حتى موقف المواصلات وربما لن يجد مقعدا شاقر وسيضطر ان يقف حتى يصل البص الى حارتهم في فتره تتجاوز الساعة لذلك قرر ان يذهب بتاكسي . اول تاكسي وقف قاوله بخمسة وعشرين الف بمعنى نصف مجهود اليوم سيذهب الى التاكسي كاول درس يتلقاه من الانانية . وقبل مضطرا وركب التاكسي وعندما وصل الى البيت قابلته زوجته وامه باشفاق لان شكله يبدو عليه الاعياء ليطمئنهم ويحكي لهم القصة ويطلب منهم عدم التعليق لانه تلقى ما يكفي من دروس اليوم يكفيه التمزق الذي اصاب جميع عضلاته .
واخيار تقترح امه على زوجته ان تمسحه بمسحوق القرض وزيت السمسم وذهب لينام من الظهر ,لم يستيقظ الا في الثامنة مساءا ....
صحوت من النوم في الثامنة مساءا وانا اشعر باني جسمي كله ينتح بالالم وفكرت انه اروح النادي العب ورق الكتشينة مع الاصحاب حتى انسى فكرة الالم . ولكن الدرس الذي لن انساه انه الانانية شئ بشع . بمعنى لو كان تقاسمنا العمل مع خمسة وست من الزملاء يمكن كان حصلت على نفس المبلغ ورجعت البيت بالمواصلات دون أي تعب او اوجاع .
ورحت النادي فعلا ولاقيت اخونا عضلات هو نفسه كان يئن من الوجع . ولكن المفاجاه كانت عندما ظهر اخينا الغائب عثمان تبش ظهر الرجل نظيف جدا ويتلامع ويبدو انه مرتاح فعلا .
وبعد السلامات الحاره والحوار 
انا : شنو يا اخونا تبش يعني الغربه نستك لينا ارتحت وخليتنا نحن في التعب دا 
تبش: غربة شنو ومين القال ليكم انا اغتربت 
على : ومال الراحات والموتر السايقه دا جو من وين
تبش : انتو ما سمعتو بالميناء البري ولا شنو
انا : المينا البري دا وين في بورتسودان 
تبش : بورتسودان شنو انت يا تسطيحه دا موجود هنا في الخرطوم ورا حي الصحافة .
على : اها المينا البري دا فيه شنو يخلي الناس مرتاحة ومرطبة كدا .
تبش : يا اخوان الميناء البري دا عباره عن مطار للبصات السفريه السياحية الفخمة . اها المسافرين من جميع الاقاليم يدخلوا الخرطوم عن طريق الميناء البري 
انا : يا اخوي انت لخبطت كيانا مره مينا مره مطار مره بصات ياخي ما تتكلم بصورة واحدة . انت تقصد السوق الشعبي بتاع البصات .
تبش : سوق شعبي بتاع شنو دا ما رحلوا زمان وعملوا صالة فخمة للبصات سموها الميناء البري.
علي : خلاص فهمنا واصل 
تبش : كل ما في الموضوع انه الطلبه اولاد الاقاليم المرتاحين يجوا شايلن شنط ضخمة وما قادرين يجروها خاصة البنات . اها انت توصل ليهم شنطهم لغاية محل التاكسي وما تقاولهم او تساومهم ... لو واحد سالك قله البتقدر عليه يا ابني على طول راح تلاقي الكنجالات (الجنيهات) انهالت عليك بعدين مواعيد الشغل من الساعة اتناشر للساعة اربعة فقط . وهي موعد وصول البصات وبعدين ماتنسوا انه الحكاية ما طلبة فقط فيها مغتربين وناس راجعين للغربة وعايزين يتخلصوا من باقي العمله المحليه ... اها ديل بيدفعوا من غير حساب .
انا : طيب فهمنا كل حاجة يا تبش نحن حانفرز كيف بين المره المحليه والمراه المغتربه .
تبش : ودي عايزه سؤال ما المراه المغتربه تلاقيها مكشكشة بالدهب لحدي كوعها . وشايلة شوالات حطب وطلح وكراتين ابري ريحتها ضاربة قبل رمضان بثلاثة شهور .
علي : ياعمي نحن جاهزين اها ما في لبس معين ولا نمشي بعراريقنا ديل ؟؟؟
تبش : اوعى تفضحونا وتمشوا بعراريق الدمورية المهلهلة ديك لازم تتشيكو وتلبسوا قميص ازرق فاتح وبنطلون اسود .
انا : طيب لمن نكون نضاف كدا حا يعرفونا عتالة كيف ؟؟؟؟؟؟
تبش : عشان كدا قلت ليكم لازم القميص يكون ازرق والبنطلون اسود هو دا اللبس الرسمي للعتاله هناك .
خلاص يا بو الشباب نحن من يوم السبت معاك تاني بلا سوق عربي بلا اسمنت بلا دقيق.
ها يا اخوان هي دي الصفحة الاخيره 
في يوم السبت من الصباح اخوكم قشر اخر قشره بالقميص الازرق والبنطلون الاسود لمن زوجتي ذاتها خافت قالت الراجل دا يمكن شاف له شوفه مبارياني لحدي الباب تحقق معاي غايتو اخيرا اقنعتها وطلعت وفعلا ركبت مواصلات الصحافة ووصلت النقل البري او الميناء البري . 
من بعيد شفت المبنى فعلا فخم والباصات ذاتها نضيفة وجميلة والركاب مستحمين ولابسين نضاف مش زي جماعتنا بتاعين السوق العربي ديلك . اها اول ما نزلت من الحافلة كدا . اعاين من بعيد ولد شاب نحيف لابس نظارات تقيلة اشر لي . كان دارع له شنطة في كتفه ولكن معاه كرتونه كبيره والظاهر عليها غلبته تب . المهم انا على طول قلت قبل ما يسبقني زميل ثاني رفعت الكرتونة ودرعتها في راسي وعلى الموقف عدل . لكن الشي تقيلة تقل . وانا قلت الشافع دا شايل فيها شنو وانا ماشي وهو شعرت انه بقى مباريني من بعيد . كنت عايزه قريب عشان آخد وادي معاه في الكلام لكن هو كاشي مني ما عارف ماله .
فجاه شعرت بانه واحد ضرب على كتفي .. وانا فاكره صاحبنا وصرخت .. فيه يا ابو الشباب ما تخلينا نصل الكرتونة دي تقيلة وانا ما قادر اتلفت . ولكن سمعت صوت مختلف .
- انت يا اخينا نزل الكرتونة دي تحت .
- وفعلا نزلت الكرتونة واتضح انهم ثلاثة اشخاص واحد منهم سالني الكرتونة دي فيها شنو؟؟؟ .
- رديت انا عارف يا اخ دي تبع الشاب دا ... اتلفت الشافع المعصعص داك الارض انشقت وبلعته .
اها واحد من الجماعة طلع سكينة وشرط الكرتونة واتضح انها مليانة ورق مطبوع وكتب ورفعوها معاهم في العربية وقالوا لي اركب معانا .
قلت ليهم يا اخوان انا عتالي والكرتونة تبع واحد شاب مسافر قلت اوصلها ليه واخذ حقي . 
رد علي واحد منهم وقال لي الكلام دا تقولوا هناك ...
هناك وين يا ابن الحلال ما تخلونا نشوف رزقنا .. وفجاه اشعر بلبعه في ضهري انا قلت يمكن صدمتني عربية ...
رزقك ؟؟؟؟؟ رزقك يا شويعي ياكهنة .؟؟؟؟
قلت في سري (امك الظاهر عليه الكلام كبير جدا واماني ما وقع راجل .... انا كان مالي ومال النضافة والمينا البري ماكنا مرتاحين في دموريتنا ديك ... المهم سكت ) لغاية ما دخلت العربية في حوش كدا .
ودخلوني في غرفة مظلمة وبدا يسالوا فيني .
اول سؤال : معاك منو في الخلية؟؟؟
انا : خلية؟؟؟ خلية شنو شايفني نحلة ؟؟؟ ......بس مع كلمة نحلة دي شعرت بانه خمسمائة يد وقعت فيني ضرب من جميع الاتجاهات ...
- تخفف في دمك مش كدا ... طيب دمك الخفيف دا نحن راح نصفيه ونريحك منو ...
- المناشير دي جبتها من وين وناوي توزعها وين
- يا اخوان مناشير شنو دي كرتونة فيها ورق عملتوها مناشير كمان
- والمناشير ما ورق؟؟؟
-انا عارف المناشير بتاعة النجارين من حديد ومقبض خشب 
- عاوز تعمل فيها زكي يعني طيب اقرا لينا المنشور دا مكتوب فيه شنو 
- يا اخوان والله انا ما بعرف بقرا ؟؟
-يا خي انت عاوز تجننا ولا شنو شايلك كتب ومناشير وزنها طن وما عارف تقرا ..
يا اخوان انته ما عايزين تصدقوا يمين انا عتالي بس اولى ابتدائي ما كملتها ..
- شكلك دا شكل عتالي في عتالي نضيف كدا؟؟؟ 
- ما دا كله من عثمان تبش 
- ايوه كدا ظهر لينا الناس المعاك خليك عاقل بدل ما تروح فيها براك .. اكيد عثمان تبش دا زعيمكم ...
يا اخوان عثمان تبش دا عتالي في المينا البري ونحن عتاله في السوق العربي انا واخوي على عضلات وانا صالح مقانص ... جاءنا امس في النادي عثمان تبش وقال لينا الشغل في الميناء البري انضف واسهل ونحن شفناه مرتاح جينا قلنا نرتاح وحصل الحصل .....
يبدو انه واحد من الضباط اقتنع بكلامي ونادى واحد من العساكر ورسله ... وسابوني براي اتوجع وامسح في الدم من وشي والعن اليوم السمعت فيه بعثمان تبش واريت لو ما باريناه ..
في نهاية اليوم ناداني الضابط واعتذر لي واتاكد من انه انا صالح مقانص عتالي في السوق العربي قبل عشرين سنة ولا بعرف بكتب ولا بعرف بقرا والحمد لله 
واول مره اشوف عدم القراية ينفع له بني ادم 
رجعت البيت بعد ما كنت نظيف وانيق رجعت مورم وملابسي مقطعة وحمدت الله انه ما بعرف اقرا والا كان ماعارف الحايحصل لي شنو . كنت اتمنى لو لموا في عثمان مقانص وادوه قرصة متل حقتي دي يرجعوه لينا في السوق العربي . لاني تاني يوم من الصباح دورت على عراقي الدموية والى العربي عدل ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق