السبت، 9 نوفمبر 2013

محطة النقل النهري

ونحن على وشك التخرج من الجامعة طلب منا اجراء فترة تدريبية في احدى المؤسسات الاقتصادية الكبيرة تمهيدا لاعداد مشروع التخرج . وقد اخترت انا ضمن شلة من الزملاء بنك السودان ( اي البنك المركزي ) مما هو معروف اقتصاديا انه في اي دولة يكون البنك المركزي بمثابة القلب لجسم الانسان . اذا تعطل هو تعطلت جميع المصالح الاخرى . 
وبحكم مسكننا بالخرطوم بحري اخترت انا وسيلة مواصلات لعبر نهر النيل الازرق وهي عبارة عن بص النقل النهري والتي تعبر النيل بالقرب من جزيرة توتي . وقد كان مشوارا جميلا عبر النيل بصورة دائمة مما جعل الاجازة نفسها ممتعة وعبارة عن سياحة خلال محطة النقل النهري . 
وقد كانت العبارة تسير بمحازاة جزيرة توتي لكن من مسافة ليست بالقريبة بحيث تتيح لك رؤية الاشياء المتحركة ولكن دون التمعن في تفاصيلها . 
وفي مره من المرات لفت نظر الناس الي الجزيرة احد الركاب مشيرا الى ان هنالك تمساح يتحرك في جزيرة توتي . وبدا تركيز الناس والمغالطات دا تمساح لا لا دا تيس لا لا في تيس لونه اخضر . ويستمر الغلاظ الى ان تخلص الرحلة . 
انا وجدتها ماده لذيذه في اليوم الثاني كلما لاحظت ان ركاب المركب صامتين سخنتهم بنفس الموضوع . 
( يا اخوانا انتو الشي البتحرك داك ما هو تمساح ؟؟؟) ويبدا الموال من جديد ( تمساح ما تسماح غنماية تيس لا تور وووووو) يضج المركب بالمغالطات الى ان تخلص الرحلة . 
وطبعا ليس نفس الركاب يتكررون في كل يوم لذلك انا بسهولة كنت افتح موضوع التمساح كل يوم لاكسر به حاجز الصمت . 
الا ان جاء يوم وحصل تحول جزئي في الموضع . اذ انا ابدا بجملتي المعهوده . يا اخوانا داك تمساح ولا شنو 
يبدا الغلاط في تمساح معزه لا تيس وتتكرر الاسطوانة . الا ان قطع الاسطوانة احد القرويين والذي يبدو من لهجته انه من اهل الشمال وقال هو تمساح وانتايي كمان يعني ما هو تمساح ضكر . 
وهنا تحول النقاش الى انثى ذكر لا ذكر لا انثى عرفته كيف .... يا اخوان انتو ما بتعرفو التماسيح ولا شنو التمساح الانتاية تكون بطنه صفراء . 
ويضج الجميع مره اخرى با نثى لا ذكر ووووو 
نسأل الله ان تدب الحياة من جديد في النقل النهري ويعود لترقص بواخره على ضفاف النيل الخالد ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق