مواصلة الحوار مع المحبط
ونحن راجعون ا الى البيت من الحديقة في ذلك اليوم وانا شعرت بان ابوعماد دب فيه الحماس وعادت اليه روح الحياة .. لقد كان متحمسا طيلة عودتنا من الحديقة العامة ظل يتحدث عن المشروع .... لكن سكت ووجه الى سؤال مفاجاة وقال لي يا ابو محمد ما حدث ان اصبت بالاحباط في حياتك .
قلت : كيف والحياة من حولنا مليئة بالمحبطات ... والاحباط نفسه نوعين يوجد احباط عام كما يوجد احباط خاص .
ابو عماد : هو انت اي شئ تحوله الى درس ومحاضرات ..
قلت خلاص عادت لك حالة الاحباط من جديد انت وجهت لي سؤال وانا احاول ارد عليك قدر معرفتي .. ومثل با جمعنا الحوار ممكن يفرقتا ايضا.
ابو عماد : انت زعلت يا حبيب ... شوف هنا يارجل انا ما راح افتك منك لو زعلت او ضربتني بكفك على وجهي حتى ، ياخي انت قارب النجاة الوحيد الذي انتشلني من الغرق في الاحباط .. وانا عندما قلت درس ومحاضرات كان قصدي من باب الاعجاب وليس تهكما ... واكيد انا متشوق ان اعرف اي معلومة عن هذا الموضوع .
قلت : احب ان اضيف شئ واحد انا عندما ذكرت لك نوعين من الاحباط لم اكن اتحدث من منطلق علمي انما انا ارد على سؤالك عن نفسي .. بمعنى انه انا شخصيا اصاب بنوعين من الاحباط .. احباط عام بمعنى مثلا امر يمس البلاد كلها ولا يمسني شخصيا بصورة مباشرة ..
ابو عماد : ممكن تعطيني مثالا لاحباط عام
قلت : مثلا في العام الماضي عندما تاهل منتخبنا القومي لبطولة امم افريقيا ..انا كنت متحمس جدا بدليل اني اشتركت في قناة راديو وتلفزيون العرب اي ار تي .. حتى احضر المباريات من المنزل في حين حتى كاس العالم كنا نحضره في المقاهي وعبر الدعوات الخاصة ... حتى عندما كان يسالني الاخوة عن سبب اشتراكي قي الاي ار تي كنت ارد بان الكتوف اتلاحقت ... لانه في السابق لم تكن لنا فرق في المحافل الدوليه ... بعد ذلك تلاحقت علينا الهزائم الثلاثية ... تلك الايام تلقينا الاحباط فيها في شكل جرعات كانه وصفة دوائية كتبها طبيب ... هذا مثال لاحباط عام .. لكن سرعان ما تجاوزنا هذه المرحلة خاصة عندما تحس ان القائمين على الامر لم يحسوا بربع ما تحس به انت ... بدليل ان بعدها اصبحنا نهزم ونتعادل من جيبوتي وارتريا والامر اصبح معتادا عليه..
قال : انا فهمت تماما عما قصدت بالاحباط العام وبالتالي الاحباط الخاص عندما تكون المسالة تخصك انت شخصيا مثل حالتي . طيب سؤال ثاني كيف ينشل الانسان نفسه من حالة الاحباط ..
قلت : لو نظر الانسان الى المعطيات التي تحت يديه نظره ايجابية وحاول يوظفها توظيف صحيح .. ولو تجاوز المحنة التي ادخلته في حالة الاحباط .
قال : لكن الاحباط هو شعور لا ارادي كيف تتحكم فيه وتخرجه من نفسك .
قلت : الاحباط شعور يكبر ويتضخم بالاستسلام له والتفكير فيه فهو اشبه بان ترمي حجر في بركة ماء راكد تلاحظ الموجات التي تتشكل في شكل دائرة حول الحجر تبدا تكبر وتكبر حتى تغطي كل سطح البركة .. لكن لو الحقت ذات الحجر بعدة حجارة ستجد الموجات تداخلت في بعض وزالت موجات الحجر الاول وانتهت ... انت مثلا لو من اليوم الثاني الذي تلقيت فيه خبر الفصل نظرت الى الموضوع بانه فرصة جميلة لكي تجرب ضرب اخر من ضروب الرزق والحياة ونفضت الغبار عن مقتنياتك ربما لم تحس بمحنة ابدا ... لكنك استسلمت للمحنة وتلبسك الشعور بانك مظلوم .
قال ابوعماد : لكن كيف يدرب الانسان نفسه على التحكم في هذا الشعور انا اعتقد ان الامر يحتاج لارادة قوية .
قلت : بالايمان بالقران بالاطلاع على كتب السيرة ... تجد السلف الصالح والانبياء مروا بمحن اضعاف محنتك وتجاوزها صبرا وحمدا وشكرا .. عندما تطلع على سيرتهم تحس بانك لم تصاب باي مكروه .. والمثل يقول من شاف مصائب الاخرين تهون عليه مصيبته .. والشئ الثاني مثلا عزلك من العمل يجب الا يفقدك الثقة في نفسك .. يجب ان تحس بان من فصلك هو من اخطا في تقديراته وهو من سيندم يوما . اعطيك مثال من السيرة .. عندما استلم سيدنا عمر بن الخطاب الخلافة بعد ابوبكر الصديق رضي الله عنهم من اولى خطواته عزل خالد بن الوليد من قيادة الجيش الفاتح لمنطقة الشام واوكلها لابي عبيدة بن الجراح ... هل استسلم خالد لهذا العزل .. بل تحول الى جندي تحت قيادة ابو عبيدة .. واوكل اليه ابو عبيدة مقدمة الجيش ,, بمعنى كتيبة صغيرة يمكن ان نسميها سلاح الاشارة .. ورغما عن ذلك قاد خالد هذه الكتيبة واكمل بها فتح الشام لوحده وهو يطارد في ملك الروم حتى ادخله القسطنطينية .. وبعد ذلك عندما وصلت الاخبار لسيدنا عمر رضي الله عنه ندم على عزله وقال عبارته الشهيرة ( رحم الله ابي بكر كان ادرى مني بالرجال )
قال ابوعماد : يا خي انت عملت لي مناعة ابدية ضد الاحباط وانشاء الله لن اصاب به ابدا .
في هذه الاثناء وصلت حافلة ابو عماد قرب بيتنا ونزلت انا واطفالي مودعين لهم على امل اللقاء به في الصباح لنبدا تنفيذ مشروعه .. شدد ابو عماد وهو اكثر حماسا في انه سيزروني مبكرا .
عدنا للحوار مع صديقي المحبط والذي تحول الى متفائل محب للحياة ... والتقينا في اليوم الثاني في دكانه .. وفعلا وجدته ينتظرني بوجه هاش وباش ومقبل على الحياة من جديد بروح معنوية عالية .. ومعه عمال يحسهم على العمل بهمة في نظافة الدكان ... رحب بي طبعا واحضر لي كرسي ووضعه خارجا في الصالة وقال لكي ابعد عن الغبار ..
واحضر كرسي هو لنفسه وجلسنا في الصالة ... وقال اول خطوة انا الصبح ذهبت الى الخطاط بان يعمل لي لوحة قماش مكتوب فيها نشتري ونبيع الكتب المستعملة ,,
وقلت لماذا اضفت كلمة نبيع ..
وقال : نحن اصلا مش راح نشتري الكتب ونبيعها ..
قلت ليس الان : اولا عليك ان تشتري الكتب اولا وتعمر الدكان بعد ذلك تبيع .. لكن افرض الان اتاك المشترين قبل البائعين فماذا ستبيع لهم ..
فكر سريعا .ز وقال معك حق يا ابو محمد اذا علي ان الحق الخطاط قبل ما يكتب اللوحة ..
لحسن الحظ ادرك الامر واحضر لوحة القماش وعلقها في واجهة المحل ومكتوب فيها نشتري الكتب المستعملة ...
واللوحة كانت بارزة وجذبت الناس فعلا لانهم توقفوا عندها كشئ جديد في السودان .. يمكن لاول مرة محل في السوق يعلن نفسه كمشتري .. الشئ المعهود ان الموطنون هم من يشتري اما اصحاب المحلات عليهم بالبيع .. بعد ان التف الناس امام اللوحة سالت ابو عماد ..
قلت : هل حضرت السيولة ..
قال : ماذا تقصد بالسيولة ..
قلت بعد قليل كل هؤلاء الملتفين سيذهبوا الى بيوتهم ويحضروا الكتب لبيعها عليك ان تحضر النقدية من الان ..
وفعلا ادخل ابو عماد يده في جيبة واستخرج دفتر الشيكات وجرى نحو البنك ليصرف..
قبل ان يحضر ابو عماد من البنك حضر بعض الزبائن ومعهم بعض الكتب لحسن الحظ كان معي سيولة كفت لشراء تلك الكتب .. واحضرت كراسا من دكان قريب وسجلت فيه مشتريات ذلك اليوم الى ان حضر ابو عماد من البنك وتحاسبنا وهو كان سعيدا جدا بحصاد اليوم الذي قارب من الخمسين كتابا بعضهم من امهات الكتب القيمة .
في ذلك اليوم تفارقنا انا وابو عماد وهو تغمره السعادة والتي انتقلت الي كاحلى عدوى تلقيتها في حياتي .. اول مره احس بان الفرح يعادي .. دخلت البيت منطلق الاسارير وتحت شك واسئلة ام محمد، سؤال برئ لماذا تنزعج الزوجه اذا دخل عليها الزوج فرحانا محبورا وتبدا تسال عن سبب فرحه .. واذا قال لها اي سبب شككت في انه هنالك سبب آخر هو يخفيه عنها ..
لكن لحسن الحظ لانه ام محمد كانت ملمة بقصة ابو عماد ومتعاطفة معه اقتنعت بالسبب وانتقلت لها الفرحة هي ايضا .. وقالت لازم نزورهم ونبارك لهم المحل الجديد .. قلت لها خليهم بعد ما تتعبا المكتبة بالكتب ويتم افتتاحها .. بعد ذلك نشتري خروف ونقدمه لهم هدية ليعملوا به كرامة الافتتاح .. وفعلا اقتنعت ..
وفي صباح اليوم الثاني كنا انا وابو عماد كاننا في سباق كل واحد يحاول ان يصل قيل الاخر .. وفعلا عندما وصلت الدكان وجدته يفتح فيه .. والاطرف والاغرب وجدنا بعض الزبائن في انتظارنا محملين بالكتب .. احدهم يحمل البداية والنهاية لابن كثير كاملة الاجزاء ..وتفسسير القرطبي وتفسير بن كثير وفي ظلال القران لسيد قطب .. قلت لابو عماد يمكن انا ساكون زبونك الاول انا حجزت كل هذه الكتب ... قال ابو عماد بطيبته التي كانت مدفونة تحت ركام طين الاحباط .. قال انت يا ابو محمد ما تشتري انت تاخذ الكتاب اليعجبك ...بلاش يا ابو عماد انا الكتب نفسها عندي هناك .. لكن عاوز احتفظ بمكتبة هنا في السودان عندما اقضي الاجازة هنا اكسر بها ملل الاجازة .
و قلت يا ابو عماد نحن عندنا في الرياض ( بتاعة السعودية) في مكتبة جرير كل هذه الكتب بطبعات مدعومة ومخفضة .. قائلا لي تاني رجعت لحكاية الرياض بتاعة السعودية .. في زمتك الرياض بتاعة الخرطوم فيها مكتبة جرير .. قلت انا خلاص انت كمان ما تملانا فقر كما تقول .ضحك هو ضحك عميقة متغلغة في الاعماق .. خطر في ذهني سؤال طالما ارقني .. لماذا يضحك الاثرياء من امعاؤهم وتحس ان بطونهم هي التي تختج .تقريبا عرفت السبب الان هو الشعور بالرضا .. لان الشعور بالغنى هو شعور بالرضا عن الذات .. لذلك الشخص الخائف والذي جمع ثروته بطرق ملتوية لن يضحك مثل هذه الضحكة ابدا لانه لا يشعر بالرضا وبالتالي لا يشعر بالغنى رغما عن تضخم ثروته لانه خائف ان تنتزع منه في اي لحظة وان تكشف اساليبه وان يصبح ليجد نفسه في السجن ..
لاحظ ابو عماد الى سرحتى وباغتني بسؤال : سرحت وين يا ابو محمد ؟؟؟
ضحكت انا ايضا وطبعا ما ممكن اقول له سرحت في ضحتك التي انطلقت من احشائك حتى لا يتهمني بالحسد حاولت ان اخترع اي سبب .. قلت سرحت في الغربة الراجيانا والهم والعمل الميكنيكي والزمن الذي يتبخر من بين ايدينا دون ان نشعر به خصما على اعمارنا .. انا قلت هذا الرد لاهرب من التفسير الحقيقي لسرحتي .. ولكن بدون ما اشعر وجدت اني نقلت له كآبتي اي عاديته بغمي بعد ما عاداني هو بالامس بفرحه .. وندمت ودار المثل السوداني في راسي جيت اكحلها عميتها .
قطع حديثنا احد الزبائن وهو يحمل كرتونتين ضخمتين محملتين بمكتبة كاملة .. يبدو انه المشروع حل مشاكل ناس كثر بطريقة مختلفة .. كان انتشرت ظاهره في السودان باستبدال الملابس القديمة باواني منزلية .. هذه الظاهرة التي طالما ادخلت الاسر ممثله في الرجال والنساء في صراع دائم .. وخاصة عندما يعود الرجل ويجد ان له عدة قمصان وبناطلين تحولت الى اواني منزليه ... في بعض الاحيا نيجد بجامة النوم قد تحولت الى جردل .. يسال الرجل زوجته ( وين البجامة يا وليه ، فتشير له الى الجردل او الجك وتثور المشكلة والاسباب غير مبرره .. نوع بجامتك بقت قديمة وتخجل ) المهم مشروع ابو عماد فتح للاسر افق جديد لاستبدال الكتب المركونة الى اموال ... يمكن مجموعة من ثلاثين جزء مثل كتاب الاغاني لابي الفرج الاصفهاني تتحول الى وجبة سمك في مطعم الجندول من ولد طائش هو واصدقائه .. وفعلا فتحنا الكرتونة ووجدناها تحتوي على اعرق امهات الكتب وخالتهم وعماتهم .. بصراحة انا لم استطع ان اكتم السؤال الذي تولد في زهني وسالت صاحب الكتب... قائلا : من اين لك بهذه الكتب ... شعر البائع باني اشكك في امانته ونظر الي غاضبا ... لو لا استدركت السؤال قلت .. عفوا اقصد هذه طبعات قديمة غير موجود منها في المكتبات حاليا .. يبدو انه تبريرة اراحه ..
وقال هذه مكتبة كبيرة ورثناها من الوالد .. ولا احد في بيتنا يستفيد منها وحتى بعضها اكلته دابة الارض ( الارضة) فقلنا افضل نبيعها لمن هو احوج منا لها ونستفيد نحن من ثمنها في شئ آخر .. بصراحة فعلا انا اقتنعت بمنطقه .. وقلت له كلامك مظبوط .. يلا يا ابو عماد تعال نثمن هذه الكتب ..
وفعلا كانت مجموعة طيبة ..
خلال الاربعة ايام الاولى امتلات المكتبة بمجموعة قيمة تكاد تصل الالاف .. ولا زالت الوفود تتقدم .. قلت لابو عماد .. نوقف الشراء .. الى ان نصنف هذه الكتب ونضعها في الرفوف .. رفض ابو عماد نسبة لحماسه الزائد .... وقلت له ان راس مالك يتاكل وانت لم تبع شيئا .. وقال اخاف لو وقفت الشراء فهم الناس ان عملية الشراء توقفت تماما ولن ياتوا لنا مرة اخرى .. ولكن عندي اقتراح آخر نواصل الشراء ولكن نبدا البيع .. وصادف ذلك اليوم هو يوم خميس .. وقلت خلاص ناتي غدا يوم الجمعة ونبدا نرص الكتب ..
وقال لا بد من اتباع الطريقة العلمية التي ذكرتها ... قلت انا ساحاول اجتهد بعد ذلك نحاول نستعين بشخص متخصص مكتبات في الاستشارة ..
وفعلا جئنا يوم الجمعة وقسمنا الرفوف بدءا من اقصى اليمين بمجوعة الكتب الاسلامية .. ثم اللغة العربية ثم التاريخ ثم القانون ..الدراسات الانسانية على الانثربولوجي .ز ثم السوسيولجي .او علم الاجتماع فالقانون ، الاقتصاد العلوم الادارية المحاسبة ثم العلوم الطبيعية بدءا من الرياضيات والفيزياء والكيمياء ، الاحياء والعلوم الطبية وعلم النبات وهكذا الى ان ختمناها بكتب اللغة الانجليزية .. حددنا المساحات في الاول .. وعبئناها بالمكتب الموجودة وتركنا فراغات للكتب التي ستاتي ..
وقلت لابو عماد بعد ذلك يلزمك كمبيوتر لفهرسة هذه الكتب .. حتى لو جاء احد سائلا من اسم كتاب معين تبحث عن في الكمبيوتر بدلا عن البحث في الرفوف ..
ام عماد من فرط فرحها بالمشروع وحماسها تخلت عن كل ذهبها ومجوهراتها لابي عماد حتى يضيفه لراس المال .
وقلت لابو عماد الان تلزمك اللوحة بعبارة نبيع ونشتري ... وكذلك لازم تعطي المكتب اسم .. وقال نسميها مكتبة الامل للكتاب المستعمل ... لانها مثل ما اعطتني الامل للحياة اكيد ستعطي الامل لكل طالب علم غير مستطيع لشاراء الكتب الجديدة ..واصبحت المكتبة جاهزة للافتتاح بصباح السبت فعلا ..
الافتتاح والنهاية
بعد مارجعنا الى بيوتنا في مساء ذلك اليوم الجمعة استعدادا لفتح المكتبة في صباح يوم السبت .. انا شعرت بتانيب الضمير من رصة الكتب لانه الرصة مهمة كما قلنا يجب ان تكون على نسق عالمي وعلمي وشكيت في اقتراحي وقلت استعين بمصدر اخر ليطمئن قلبي .. وفعلا فتحت الانترنت وصرت ابحث عن مواقع تنسيق المكتبات وترتيب الكتب على اساس علمي . وفعلا وجدت موقع متخذا مكتبة الكونقرس الامريكي مرجعا له .. وبعد ذلك عرفت انه مكتبة الكونقرس الامريكي تعتبر المرجع العالمي لعلم المكتبات .. وبحثت عن قائمة الترتيب وفعلا وجدتها كالتالي والحمد لله الاختلاف لم يكن كبيرا يمكن فقط بوجود اللغة العربية عندنا والعلوم العسكرية عندهم .. وانا طبعتها وكنت متشوق لاعرضها على ابو عماد في الصباح حتى يطمئن على رصتنا للكتب على اساس مرجع عالمي .. ربما نحتاج لتعديل بسيط .. وبعد ذلك اطلعت انا ايضا على طرق فهرسة الكتب كما هي في مكتبات الجامعات .. وبحثت عن برامج كمبيوتر تساعد في البحث بعد تغذيتها بمحتويات المكتبة ... ومختصر القول ان النجاح يحتاج الى دقة وحرص وتنظيم اكثر من اي شئ آخر ... ابو عماد حتى الان لم يبدا يبيع لكن رغما عن ذلك تستطيع ان تلتمس النجاح في مشروعه ,
في اليوم التالي كنا انا وابني محمد ننتظر ابو عماد امام مكتبته وحضر هو وابنه عماد
كانوا مهللين ومستبشرين وخاصة بعد ما عرضت عليه قائمة الكونقرس وبشرته بان رصتنا للكتب كانت عالمية فعلا وفرح فعلا بهذا الخبر.. والطريف ابو عماد قال لي يا ابو محمد في السابق كنت خائف اذا دخلت في التجارة الا ياتي احد ويشتري مني .. الان العكس انا خائف ان ياتي احد ويشتري مني لاني اشعر بالارتباط مع هذه الكتب ولا اريدها ان تفارقني ..
قلت يا ابو عماد هذه قمة النجاح ان تبيع شئ وانت متعلق به لانك في الحالتين لن تخسر لو كسدت بضاعتك او بيعت كلها وابشرك بشئ انا طيلة عمري وانا طالب كنت اعمل بائعا مع الوالد في المكتبة بالاجازات .. لاتوجد مهنة في الدنيا امتع من بيع الكتب .. ولا تتحسر على كتاب بعته فثق ان غدا سياتيك ما هو اجمل منه .. واياك ان تمنع بيع كتاب تعلقت به فانت لاتعلم اين تحل البركة برزقك .. ربما هذا الكتاب كان سببا في انقاذ جاهل من مظلمة او نجاح تلميذ ممتحن ينتظره اهله بعه وثق ان القادم احلى .
بعه وثق في ان القادم احلى
تق في ان القادم احلى
القادم احلى
احلى
ونحن راجعون ا الى البيت من الحديقة في ذلك اليوم وانا شعرت بان ابوعماد دب فيه الحماس وعادت اليه روح الحياة .. لقد كان متحمسا طيلة عودتنا من الحديقة العامة ظل يتحدث عن المشروع .... لكن سكت ووجه الى سؤال مفاجاة وقال لي يا ابو محمد ما حدث ان اصبت بالاحباط في حياتك .
قلت : كيف والحياة من حولنا مليئة بالمحبطات ... والاحباط نفسه نوعين يوجد احباط عام كما يوجد احباط خاص .
ابو عماد : هو انت اي شئ تحوله الى درس ومحاضرات ..
قلت خلاص عادت لك حالة الاحباط من جديد انت وجهت لي سؤال وانا احاول ارد عليك قدر معرفتي .. ومثل با جمعنا الحوار ممكن يفرقتا ايضا.
ابو عماد : انت زعلت يا حبيب ... شوف هنا يارجل انا ما راح افتك منك لو زعلت او ضربتني بكفك على وجهي حتى ، ياخي انت قارب النجاة الوحيد الذي انتشلني من الغرق في الاحباط .. وانا عندما قلت درس ومحاضرات كان قصدي من باب الاعجاب وليس تهكما ... واكيد انا متشوق ان اعرف اي معلومة عن هذا الموضوع .
قلت : احب ان اضيف شئ واحد انا عندما ذكرت لك نوعين من الاحباط لم اكن اتحدث من منطلق علمي انما انا ارد على سؤالك عن نفسي .. بمعنى انه انا شخصيا اصاب بنوعين من الاحباط .. احباط عام بمعنى مثلا امر يمس البلاد كلها ولا يمسني شخصيا بصورة مباشرة ..
ابو عماد : ممكن تعطيني مثالا لاحباط عام
قلت : مثلا في العام الماضي عندما تاهل منتخبنا القومي لبطولة امم افريقيا ..انا كنت متحمس جدا بدليل اني اشتركت في قناة راديو وتلفزيون العرب اي ار تي .. حتى احضر المباريات من المنزل في حين حتى كاس العالم كنا نحضره في المقاهي وعبر الدعوات الخاصة ... حتى عندما كان يسالني الاخوة عن سبب اشتراكي قي الاي ار تي كنت ارد بان الكتوف اتلاحقت ... لانه في السابق لم تكن لنا فرق في المحافل الدوليه ... بعد ذلك تلاحقت علينا الهزائم الثلاثية ... تلك الايام تلقينا الاحباط فيها في شكل جرعات كانه وصفة دوائية كتبها طبيب ... هذا مثال لاحباط عام .. لكن سرعان ما تجاوزنا هذه المرحلة خاصة عندما تحس ان القائمين على الامر لم يحسوا بربع ما تحس به انت ... بدليل ان بعدها اصبحنا نهزم ونتعادل من جيبوتي وارتريا والامر اصبح معتادا عليه..
قال : انا فهمت تماما عما قصدت بالاحباط العام وبالتالي الاحباط الخاص عندما تكون المسالة تخصك انت شخصيا مثل حالتي . طيب سؤال ثاني كيف ينشل الانسان نفسه من حالة الاحباط ..
قلت : لو نظر الانسان الى المعطيات التي تحت يديه نظره ايجابية وحاول يوظفها توظيف صحيح .. ولو تجاوز المحنة التي ادخلته في حالة الاحباط .
قال : لكن الاحباط هو شعور لا ارادي كيف تتحكم فيه وتخرجه من نفسك .
قلت : الاحباط شعور يكبر ويتضخم بالاستسلام له والتفكير فيه فهو اشبه بان ترمي حجر في بركة ماء راكد تلاحظ الموجات التي تتشكل في شكل دائرة حول الحجر تبدا تكبر وتكبر حتى تغطي كل سطح البركة .. لكن لو الحقت ذات الحجر بعدة حجارة ستجد الموجات تداخلت في بعض وزالت موجات الحجر الاول وانتهت ... انت مثلا لو من اليوم الثاني الذي تلقيت فيه خبر الفصل نظرت الى الموضوع بانه فرصة جميلة لكي تجرب ضرب اخر من ضروب الرزق والحياة ونفضت الغبار عن مقتنياتك ربما لم تحس بمحنة ابدا ... لكنك استسلمت للمحنة وتلبسك الشعور بانك مظلوم .
قال ابوعماد : لكن كيف يدرب الانسان نفسه على التحكم في هذا الشعور انا اعتقد ان الامر يحتاج لارادة قوية .
قلت : بالايمان بالقران بالاطلاع على كتب السيرة ... تجد السلف الصالح والانبياء مروا بمحن اضعاف محنتك وتجاوزها صبرا وحمدا وشكرا .. عندما تطلع على سيرتهم تحس بانك لم تصاب باي مكروه .. والمثل يقول من شاف مصائب الاخرين تهون عليه مصيبته .. والشئ الثاني مثلا عزلك من العمل يجب الا يفقدك الثقة في نفسك .. يجب ان تحس بان من فصلك هو من اخطا في تقديراته وهو من سيندم يوما . اعطيك مثال من السيرة .. عندما استلم سيدنا عمر بن الخطاب الخلافة بعد ابوبكر الصديق رضي الله عنهم من اولى خطواته عزل خالد بن الوليد من قيادة الجيش الفاتح لمنطقة الشام واوكلها لابي عبيدة بن الجراح ... هل استسلم خالد لهذا العزل .. بل تحول الى جندي تحت قيادة ابو عبيدة .. واوكل اليه ابو عبيدة مقدمة الجيش ,, بمعنى كتيبة صغيرة يمكن ان نسميها سلاح الاشارة .. ورغما عن ذلك قاد خالد هذه الكتيبة واكمل بها فتح الشام لوحده وهو يطارد في ملك الروم حتى ادخله القسطنطينية .. وبعد ذلك عندما وصلت الاخبار لسيدنا عمر رضي الله عنه ندم على عزله وقال عبارته الشهيرة ( رحم الله ابي بكر كان ادرى مني بالرجال )
قال ابوعماد : يا خي انت عملت لي مناعة ابدية ضد الاحباط وانشاء الله لن اصاب به ابدا .
في هذه الاثناء وصلت حافلة ابو عماد قرب بيتنا ونزلت انا واطفالي مودعين لهم على امل اللقاء به في الصباح لنبدا تنفيذ مشروعه .. شدد ابو عماد وهو اكثر حماسا في انه سيزروني مبكرا .
عدنا للحوار مع صديقي المحبط والذي تحول الى متفائل محب للحياة ... والتقينا في اليوم الثاني في دكانه .. وفعلا وجدته ينتظرني بوجه هاش وباش ومقبل على الحياة من جديد بروح معنوية عالية .. ومعه عمال يحسهم على العمل بهمة في نظافة الدكان ... رحب بي طبعا واحضر لي كرسي ووضعه خارجا في الصالة وقال لكي ابعد عن الغبار ..
واحضر كرسي هو لنفسه وجلسنا في الصالة ... وقال اول خطوة انا الصبح ذهبت الى الخطاط بان يعمل لي لوحة قماش مكتوب فيها نشتري ونبيع الكتب المستعملة ,,
وقلت لماذا اضفت كلمة نبيع ..
وقال : نحن اصلا مش راح نشتري الكتب ونبيعها ..
قلت ليس الان : اولا عليك ان تشتري الكتب اولا وتعمر الدكان بعد ذلك تبيع .. لكن افرض الان اتاك المشترين قبل البائعين فماذا ستبيع لهم ..
فكر سريعا .ز وقال معك حق يا ابو محمد اذا علي ان الحق الخطاط قبل ما يكتب اللوحة ..
لحسن الحظ ادرك الامر واحضر لوحة القماش وعلقها في واجهة المحل ومكتوب فيها نشتري الكتب المستعملة ...
واللوحة كانت بارزة وجذبت الناس فعلا لانهم توقفوا عندها كشئ جديد في السودان .. يمكن لاول مرة محل في السوق يعلن نفسه كمشتري .. الشئ المعهود ان الموطنون هم من يشتري اما اصحاب المحلات عليهم بالبيع .. بعد ان التف الناس امام اللوحة سالت ابو عماد ..
قلت : هل حضرت السيولة ..
قال : ماذا تقصد بالسيولة ..
قلت بعد قليل كل هؤلاء الملتفين سيذهبوا الى بيوتهم ويحضروا الكتب لبيعها عليك ان تحضر النقدية من الان ..
وفعلا ادخل ابو عماد يده في جيبة واستخرج دفتر الشيكات وجرى نحو البنك ليصرف..
قبل ان يحضر ابو عماد من البنك حضر بعض الزبائن ومعهم بعض الكتب لحسن الحظ كان معي سيولة كفت لشراء تلك الكتب .. واحضرت كراسا من دكان قريب وسجلت فيه مشتريات ذلك اليوم الى ان حضر ابو عماد من البنك وتحاسبنا وهو كان سعيدا جدا بحصاد اليوم الذي قارب من الخمسين كتابا بعضهم من امهات الكتب القيمة .
في ذلك اليوم تفارقنا انا وابو عماد وهو تغمره السعادة والتي انتقلت الي كاحلى عدوى تلقيتها في حياتي .. اول مره احس بان الفرح يعادي .. دخلت البيت منطلق الاسارير وتحت شك واسئلة ام محمد، سؤال برئ لماذا تنزعج الزوجه اذا دخل عليها الزوج فرحانا محبورا وتبدا تسال عن سبب فرحه .. واذا قال لها اي سبب شككت في انه هنالك سبب آخر هو يخفيه عنها ..
لكن لحسن الحظ لانه ام محمد كانت ملمة بقصة ابو عماد ومتعاطفة معه اقتنعت بالسبب وانتقلت لها الفرحة هي ايضا .. وقالت لازم نزورهم ونبارك لهم المحل الجديد .. قلت لها خليهم بعد ما تتعبا المكتبة بالكتب ويتم افتتاحها .. بعد ذلك نشتري خروف ونقدمه لهم هدية ليعملوا به كرامة الافتتاح .. وفعلا اقتنعت ..
وفي صباح اليوم الثاني كنا انا وابو عماد كاننا في سباق كل واحد يحاول ان يصل قيل الاخر .. وفعلا عندما وصلت الدكان وجدته يفتح فيه .. والاطرف والاغرب وجدنا بعض الزبائن في انتظارنا محملين بالكتب .. احدهم يحمل البداية والنهاية لابن كثير كاملة الاجزاء ..وتفسسير القرطبي وتفسير بن كثير وفي ظلال القران لسيد قطب .. قلت لابو عماد يمكن انا ساكون زبونك الاول انا حجزت كل هذه الكتب ... قال ابو عماد بطيبته التي كانت مدفونة تحت ركام طين الاحباط .. قال انت يا ابو محمد ما تشتري انت تاخذ الكتاب اليعجبك ...بلاش يا ابو عماد انا الكتب نفسها عندي هناك .. لكن عاوز احتفظ بمكتبة هنا في السودان عندما اقضي الاجازة هنا اكسر بها ملل الاجازة .
و قلت يا ابو عماد نحن عندنا في الرياض ( بتاعة السعودية) في مكتبة جرير كل هذه الكتب بطبعات مدعومة ومخفضة .. قائلا لي تاني رجعت لحكاية الرياض بتاعة السعودية .. في زمتك الرياض بتاعة الخرطوم فيها مكتبة جرير .. قلت انا خلاص انت كمان ما تملانا فقر كما تقول .ضحك هو ضحك عميقة متغلغة في الاعماق .. خطر في ذهني سؤال طالما ارقني .. لماذا يضحك الاثرياء من امعاؤهم وتحس ان بطونهم هي التي تختج .تقريبا عرفت السبب الان هو الشعور بالرضا .. لان الشعور بالغنى هو شعور بالرضا عن الذات .. لذلك الشخص الخائف والذي جمع ثروته بطرق ملتوية لن يضحك مثل هذه الضحكة ابدا لانه لا يشعر بالرضا وبالتالي لا يشعر بالغنى رغما عن تضخم ثروته لانه خائف ان تنتزع منه في اي لحظة وان تكشف اساليبه وان يصبح ليجد نفسه في السجن ..
لاحظ ابو عماد الى سرحتى وباغتني بسؤال : سرحت وين يا ابو محمد ؟؟؟
ضحكت انا ايضا وطبعا ما ممكن اقول له سرحت في ضحتك التي انطلقت من احشائك حتى لا يتهمني بالحسد حاولت ان اخترع اي سبب .. قلت سرحت في الغربة الراجيانا والهم والعمل الميكنيكي والزمن الذي يتبخر من بين ايدينا دون ان نشعر به خصما على اعمارنا .. انا قلت هذا الرد لاهرب من التفسير الحقيقي لسرحتي .. ولكن بدون ما اشعر وجدت اني نقلت له كآبتي اي عاديته بغمي بعد ما عاداني هو بالامس بفرحه .. وندمت ودار المثل السوداني في راسي جيت اكحلها عميتها .
قطع حديثنا احد الزبائن وهو يحمل كرتونتين ضخمتين محملتين بمكتبة كاملة .. يبدو انه المشروع حل مشاكل ناس كثر بطريقة مختلفة .. كان انتشرت ظاهره في السودان باستبدال الملابس القديمة باواني منزلية .. هذه الظاهرة التي طالما ادخلت الاسر ممثله في الرجال والنساء في صراع دائم .. وخاصة عندما يعود الرجل ويجد ان له عدة قمصان وبناطلين تحولت الى اواني منزليه ... في بعض الاحيا نيجد بجامة النوم قد تحولت الى جردل .. يسال الرجل زوجته ( وين البجامة يا وليه ، فتشير له الى الجردل او الجك وتثور المشكلة والاسباب غير مبرره .. نوع بجامتك بقت قديمة وتخجل ) المهم مشروع ابو عماد فتح للاسر افق جديد لاستبدال الكتب المركونة الى اموال ... يمكن مجموعة من ثلاثين جزء مثل كتاب الاغاني لابي الفرج الاصفهاني تتحول الى وجبة سمك في مطعم الجندول من ولد طائش هو واصدقائه .. وفعلا فتحنا الكرتونة ووجدناها تحتوي على اعرق امهات الكتب وخالتهم وعماتهم .. بصراحة انا لم استطع ان اكتم السؤال الذي تولد في زهني وسالت صاحب الكتب... قائلا : من اين لك بهذه الكتب ... شعر البائع باني اشكك في امانته ونظر الي غاضبا ... لو لا استدركت السؤال قلت .. عفوا اقصد هذه طبعات قديمة غير موجود منها في المكتبات حاليا .. يبدو انه تبريرة اراحه ..
وقال هذه مكتبة كبيرة ورثناها من الوالد .. ولا احد في بيتنا يستفيد منها وحتى بعضها اكلته دابة الارض ( الارضة) فقلنا افضل نبيعها لمن هو احوج منا لها ونستفيد نحن من ثمنها في شئ آخر .. بصراحة فعلا انا اقتنعت بمنطقه .. وقلت له كلامك مظبوط .. يلا يا ابو عماد تعال نثمن هذه الكتب ..
وفعلا كانت مجموعة طيبة ..
خلال الاربعة ايام الاولى امتلات المكتبة بمجموعة قيمة تكاد تصل الالاف .. ولا زالت الوفود تتقدم .. قلت لابو عماد .. نوقف الشراء .. الى ان نصنف هذه الكتب ونضعها في الرفوف .. رفض ابو عماد نسبة لحماسه الزائد .... وقلت له ان راس مالك يتاكل وانت لم تبع شيئا .. وقال اخاف لو وقفت الشراء فهم الناس ان عملية الشراء توقفت تماما ولن ياتوا لنا مرة اخرى .. ولكن عندي اقتراح آخر نواصل الشراء ولكن نبدا البيع .. وصادف ذلك اليوم هو يوم خميس .. وقلت خلاص ناتي غدا يوم الجمعة ونبدا نرص الكتب ..
وقال لا بد من اتباع الطريقة العلمية التي ذكرتها ... قلت انا ساحاول اجتهد بعد ذلك نحاول نستعين بشخص متخصص مكتبات في الاستشارة ..
وفعلا جئنا يوم الجمعة وقسمنا الرفوف بدءا من اقصى اليمين بمجوعة الكتب الاسلامية .. ثم اللغة العربية ثم التاريخ ثم القانون ..الدراسات الانسانية على الانثربولوجي .ز ثم السوسيولجي .او علم الاجتماع فالقانون ، الاقتصاد العلوم الادارية المحاسبة ثم العلوم الطبيعية بدءا من الرياضيات والفيزياء والكيمياء ، الاحياء والعلوم الطبية وعلم النبات وهكذا الى ان ختمناها بكتب اللغة الانجليزية .. حددنا المساحات في الاول .. وعبئناها بالمكتب الموجودة وتركنا فراغات للكتب التي ستاتي ..
وقلت لابو عماد بعد ذلك يلزمك كمبيوتر لفهرسة هذه الكتب .. حتى لو جاء احد سائلا من اسم كتاب معين تبحث عن في الكمبيوتر بدلا عن البحث في الرفوف ..
ام عماد من فرط فرحها بالمشروع وحماسها تخلت عن كل ذهبها ومجوهراتها لابي عماد حتى يضيفه لراس المال .
وقلت لابو عماد الان تلزمك اللوحة بعبارة نبيع ونشتري ... وكذلك لازم تعطي المكتب اسم .. وقال نسميها مكتبة الامل للكتاب المستعمل ... لانها مثل ما اعطتني الامل للحياة اكيد ستعطي الامل لكل طالب علم غير مستطيع لشاراء الكتب الجديدة ..واصبحت المكتبة جاهزة للافتتاح بصباح السبت فعلا ..
الافتتاح والنهاية
بعد مارجعنا الى بيوتنا في مساء ذلك اليوم الجمعة استعدادا لفتح المكتبة في صباح يوم السبت .. انا شعرت بتانيب الضمير من رصة الكتب لانه الرصة مهمة كما قلنا يجب ان تكون على نسق عالمي وعلمي وشكيت في اقتراحي وقلت استعين بمصدر اخر ليطمئن قلبي .. وفعلا فتحت الانترنت وصرت ابحث عن مواقع تنسيق المكتبات وترتيب الكتب على اساس علمي . وفعلا وجدت موقع متخذا مكتبة الكونقرس الامريكي مرجعا له .. وبعد ذلك عرفت انه مكتبة الكونقرس الامريكي تعتبر المرجع العالمي لعلم المكتبات .. وبحثت عن قائمة الترتيب وفعلا وجدتها كالتالي والحمد لله الاختلاف لم يكن كبيرا يمكن فقط بوجود اللغة العربية عندنا والعلوم العسكرية عندهم .. وانا طبعتها وكنت متشوق لاعرضها على ابو عماد في الصباح حتى يطمئن على رصتنا للكتب على اساس مرجع عالمي .. ربما نحتاج لتعديل بسيط .. وبعد ذلك اطلعت انا ايضا على طرق فهرسة الكتب كما هي في مكتبات الجامعات .. وبحثت عن برامج كمبيوتر تساعد في البحث بعد تغذيتها بمحتويات المكتبة ... ومختصر القول ان النجاح يحتاج الى دقة وحرص وتنظيم اكثر من اي شئ آخر ... ابو عماد حتى الان لم يبدا يبيع لكن رغما عن ذلك تستطيع ان تلتمس النجاح في مشروعه ,
في اليوم التالي كنا انا وابني محمد ننتظر ابو عماد امام مكتبته وحضر هو وابنه عماد
كانوا مهللين ومستبشرين وخاصة بعد ما عرضت عليه قائمة الكونقرس وبشرته بان رصتنا للكتب كانت عالمية فعلا وفرح فعلا بهذا الخبر.. والطريف ابو عماد قال لي يا ابو محمد في السابق كنت خائف اذا دخلت في التجارة الا ياتي احد ويشتري مني .. الان العكس انا خائف ان ياتي احد ويشتري مني لاني اشعر بالارتباط مع هذه الكتب ولا اريدها ان تفارقني ..
قلت يا ابو عماد هذه قمة النجاح ان تبيع شئ وانت متعلق به لانك في الحالتين لن تخسر لو كسدت بضاعتك او بيعت كلها وابشرك بشئ انا طيلة عمري وانا طالب كنت اعمل بائعا مع الوالد في المكتبة بالاجازات .. لاتوجد مهنة في الدنيا امتع من بيع الكتب .. ولا تتحسر على كتاب بعته فثق ان غدا سياتيك ما هو اجمل منه .. واياك ان تمنع بيع كتاب تعلقت به فانت لاتعلم اين تحل البركة برزقك .. ربما هذا الكتاب كان سببا في انقاذ جاهل من مظلمة او نجاح تلميذ ممتحن ينتظره اهله بعه وثق ان القادم احلى .
بعه وثق في ان القادم احلى
تق في ان القادم احلى
القادم احلى
احلى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق