في احدى قرى ريفنا الحبيب حيث الزراعة والماء والوجوه الحسنة والطيبة بلا حدود . حيث الاهل اهل بلا صلة قرابة مباشرة وحيث تحس بان كل بيت مفتوح هو بيتك وكل مائدة هي معدة لك . في هذه البيئة الفطرية نشا محمد احمد . ومنذ ان شب وانحرف عن خط الدراسة منذ مراحله الاولية وآثر تكملة مشوار والده في الزراعة مكتفيا من التعليم بفك الخط وقراءه مايقع في يد والده من جرائد يصوت عالي . شعر انه يجعل والده يفخر به بين اعمامه من رجال الحلة .
يذهب محمد احمد فجرا مع والده الي الحواشه واحيانا يسبق والده حبا وحماسا لمهنته وزراعته . يستبشر بنوار الثمار وبنضارة الخضرة وبتلبد السماء بالسحب شانه كشان جميع مزارعي ربوع بلادنا .يعود عصرا مع والده ليجد الام الحنونة اعدت لهم الغداء بالكسره والطبيخ البلدي والذي لا يتخطى البامية ومشتقاتها وفي اغلب الاحيان تعقبها الملوخية في حالة التغيير . لكنه كان اكل له طعمه المميز والشهي .
في بعض الاحيان او في المناسبات او عندما يحضر احد اقاربهم من البندر . تتالق الوالدة والاخوات في تقديم طبيخ شبيه باهل البندر قد يصل لدرجة المحشي والكفته . وبعض ما تعلمته اخته التي لازالت تواصل دراستها بالجامعة .
في يوم من الايام يحضر من العاصمة احد اقارب محمد احمد اصر على اهله ان يزور القرية كنوع من السياحة والتغيير . وكان في سن محمد احمد لذلك لازمه وصادقه بل اصبح يبسبقه احيانا ناحية الحواشة او المزرعة .
وفي احدى العصريات وقبل ان يعودوا لتناول وجبة الغداء جلسوا يتسامرون . كالعادة الناس قبل ان يتناولون وجباتهم يتداولون سيرة الاكل وانواع الطعام والذه وطرية طبخه كنتاج طبيعي للشعور بالجوع.
سال عاطف (الضيف ) محمد حمد سؤالا عابرا ( محمد احمد تعرف الشاورما وضقتها قبل كدة )؟؟؟
محمد احمد لولا تدارك عاطف بكلمة ( ضقتها) لما عرف انها نوع من الاكل بتاتا . لذلك ابتدر اجابته باستفهام ( الشاورما والشاورما دي تطلع شنو كمان ؟؟
فكر عاطف في اقرب تشبيه يمكن يوصف به الشورما فقال ( هي فتة جداد في رغيفة )
محمد احمد وبكل ثقة اراد ان يصحح عاطف ( تقصد فتة رغيف في شوربة جداد مثلا )
عاطف لا يا اخوي ( الجداد هو المفتت لكن الرغيفة سالمة)
محمد احمد وبكل اندهاش ( وكيف استطاع الناس ان يفتوا الدجاج و كيف فتوا العظام )
عاطف يا اخوي انا كل ما احاول اشرح ليك انت تدخلني في متاهه جديدة بأسئلتك دي وما في اجابة ليها الا تروح المدينة وتشوف الشاورما بعينك وتذوقها .
بس سؤال ثاني طعمها كيف اديني ليها مثال من عندنا .
- مثال ؟؟ اول ما عندكم شي هنا يشبهها . عليك انت تتخيل قطع صغيرة من لحم الجداد مشوية بالفحم ومخلوطة بشطة مع الفول السوداني والليمون .
(شعر محمد احمد ان ريقه جرى انهارا وسرح في هذا الوصف الشهي ولكن آثر الصمت ونوى نية قاطعة لزيارة العاصمة وتناول هذه الشورما وانشاء الله ما ينسى اسمها حتى .
انتهز محمد احمد اقرب فرصة وهي عندما طلب منه والده مرافقة اخته فاطمة الى الجامعة بعد ان انقضت اجازتها . وفعلا بدا يفكر في زهنه ( امانا يا الشاورما ما جاك زول )
وفعلا جا يوم السفر وركب محمد احمد البص مع اخته ووصلوا الخرطوم فعلا ومن موقف البصات ركب تاكسي واوصل اخته للداخلية . وباتفاق مع صاحب التاكسي طلب منه توصيله لاشهر محل شاورما في الخرطوم .
وفعلا سائق التاكسي اوصله للمحل الحلم . ونزل وحاسب صاحب التاكسي و شاهد الكافتريا مزدحمة وذهب ناحية شخص ملتفين الناس حوله وتبدو من سحنته ولهجته انه من الجنسيات الاثيوبية . وشاهد الشاورما ويا للمنظر الشهي كتلة من اللحم الابيض حول عمود راسي من الحديد والحبشي يقلبها حتى تحمر وتميل ناحية اللون البني ثم يبدا في حش الطبقة العليا منها وحشوها في الرغيف وملآها بالشطة كما وصف عاطف تماما . وبدون تردد ادخل يده في جيبه واستخرج المال وقدمه للعامل .
( ادنا سندوشت يا جنا )
( روح جيب ماركة اولا انت شايف ناس تقدم فلوس هنا )
من وين نجيب الماركة دي
يا خي روح هناك للمحاسب.
وفعلا ذهب محمد احمد للمحاسب وعينه لم تغمض لحظة من عمود الشورما وشعر ان ريقه لم يبقى منه شئ في غدته . ولاحظ ان الصف طويل فعلا
الى ان اخيرا لم يبقى بينه وبين المحاسب سوى فرد واحد ., وبالتالي بينه وبين اول قضمة شاورما ثواني معدودات وحتى كاد ينفذ منه الصبر وما بقى له الا ان ياخذ الشخص الذي امامه ويرمي به بعيدا .
اخير حاسب الرجل واخذ ماركته وذهب وجاء دو محمد احمد
وسال محمد احمد عاوز كم سندوتش .
محمد احمد كان يظن ان لزاما على كل شخص ان ياخذ سندوتشا واحدا لاغير لانه ظن ان الشاورما شي غالى ولذيذ ولا يمكن ان يترك امر شرائها مفتوحا ولكن عند السؤال بادر بثلاثة حبات . قبل ان يغير الرجل رايه .
وفعلا حاسب واخذ الماركات ولكن وهو ذاهب ناحية عامل الشاورما وكله شوق للقياها اذا سمع جلبة في المحل وفجاه يدخل مجموعة من الناس بعضهم يرتدي البالطوهات البيضاء ويبدوا انهم اطباء ومعهم عساكر وضباطا من الشرطة ويلقون بعمود الشوما ارضا وياخذون حتى مخزون الشورما من الثلاجات ويامرون المحاسب باغلاق المحل فورا .
ومحمد محمد مندهش ومتبكما واخيرا يعرف ان نما الى سمع الحكومة اشاعة بان البلاد غذتها انفلونذا الطيور
محمد كاد راسه ينفجر وتسبقه بطنه التي حضرت كل ما تملك من انزيمات لهضم الشاورما .
ومحمد احمد متوجها ناحية اقرب محل فول وطعمية و يهمس في نفسه ( وهي انفاونزا الطيور دي ماكان ممكن تتاخر نص ساعة بس ).
يذهب محمد احمد فجرا مع والده الي الحواشه واحيانا يسبق والده حبا وحماسا لمهنته وزراعته . يستبشر بنوار الثمار وبنضارة الخضرة وبتلبد السماء بالسحب شانه كشان جميع مزارعي ربوع بلادنا .يعود عصرا مع والده ليجد الام الحنونة اعدت لهم الغداء بالكسره والطبيخ البلدي والذي لا يتخطى البامية ومشتقاتها وفي اغلب الاحيان تعقبها الملوخية في حالة التغيير . لكنه كان اكل له طعمه المميز والشهي .
في بعض الاحيان او في المناسبات او عندما يحضر احد اقاربهم من البندر . تتالق الوالدة والاخوات في تقديم طبيخ شبيه باهل البندر قد يصل لدرجة المحشي والكفته . وبعض ما تعلمته اخته التي لازالت تواصل دراستها بالجامعة .
في يوم من الايام يحضر من العاصمة احد اقارب محمد احمد اصر على اهله ان يزور القرية كنوع من السياحة والتغيير . وكان في سن محمد احمد لذلك لازمه وصادقه بل اصبح يبسبقه احيانا ناحية الحواشة او المزرعة .
وفي احدى العصريات وقبل ان يعودوا لتناول وجبة الغداء جلسوا يتسامرون . كالعادة الناس قبل ان يتناولون وجباتهم يتداولون سيرة الاكل وانواع الطعام والذه وطرية طبخه كنتاج طبيعي للشعور بالجوع.
سال عاطف (الضيف ) محمد حمد سؤالا عابرا ( محمد احمد تعرف الشاورما وضقتها قبل كدة )؟؟؟
محمد احمد لولا تدارك عاطف بكلمة ( ضقتها) لما عرف انها نوع من الاكل بتاتا . لذلك ابتدر اجابته باستفهام ( الشاورما والشاورما دي تطلع شنو كمان ؟؟
فكر عاطف في اقرب تشبيه يمكن يوصف به الشورما فقال ( هي فتة جداد في رغيفة )
محمد احمد وبكل ثقة اراد ان يصحح عاطف ( تقصد فتة رغيف في شوربة جداد مثلا )
عاطف لا يا اخوي ( الجداد هو المفتت لكن الرغيفة سالمة)
محمد احمد وبكل اندهاش ( وكيف استطاع الناس ان يفتوا الدجاج و كيف فتوا العظام )
عاطف يا اخوي انا كل ما احاول اشرح ليك انت تدخلني في متاهه جديدة بأسئلتك دي وما في اجابة ليها الا تروح المدينة وتشوف الشاورما بعينك وتذوقها .
بس سؤال ثاني طعمها كيف اديني ليها مثال من عندنا .
- مثال ؟؟ اول ما عندكم شي هنا يشبهها . عليك انت تتخيل قطع صغيرة من لحم الجداد مشوية بالفحم ومخلوطة بشطة مع الفول السوداني والليمون .
(شعر محمد احمد ان ريقه جرى انهارا وسرح في هذا الوصف الشهي ولكن آثر الصمت ونوى نية قاطعة لزيارة العاصمة وتناول هذه الشورما وانشاء الله ما ينسى اسمها حتى .
انتهز محمد احمد اقرب فرصة وهي عندما طلب منه والده مرافقة اخته فاطمة الى الجامعة بعد ان انقضت اجازتها . وفعلا بدا يفكر في زهنه ( امانا يا الشاورما ما جاك زول )
وفعلا جا يوم السفر وركب محمد احمد البص مع اخته ووصلوا الخرطوم فعلا ومن موقف البصات ركب تاكسي واوصل اخته للداخلية . وباتفاق مع صاحب التاكسي طلب منه توصيله لاشهر محل شاورما في الخرطوم .
وفعلا سائق التاكسي اوصله للمحل الحلم . ونزل وحاسب صاحب التاكسي و شاهد الكافتريا مزدحمة وذهب ناحية شخص ملتفين الناس حوله وتبدو من سحنته ولهجته انه من الجنسيات الاثيوبية . وشاهد الشاورما ويا للمنظر الشهي كتلة من اللحم الابيض حول عمود راسي من الحديد والحبشي يقلبها حتى تحمر وتميل ناحية اللون البني ثم يبدا في حش الطبقة العليا منها وحشوها في الرغيف وملآها بالشطة كما وصف عاطف تماما . وبدون تردد ادخل يده في جيبه واستخرج المال وقدمه للعامل .
( ادنا سندوشت يا جنا )
( روح جيب ماركة اولا انت شايف ناس تقدم فلوس هنا )
من وين نجيب الماركة دي
يا خي روح هناك للمحاسب.
وفعلا ذهب محمد احمد للمحاسب وعينه لم تغمض لحظة من عمود الشورما وشعر ان ريقه لم يبقى منه شئ في غدته . ولاحظ ان الصف طويل فعلا
الى ان اخيرا لم يبقى بينه وبين المحاسب سوى فرد واحد ., وبالتالي بينه وبين اول قضمة شاورما ثواني معدودات وحتى كاد ينفذ منه الصبر وما بقى له الا ان ياخذ الشخص الذي امامه ويرمي به بعيدا .
اخير حاسب الرجل واخذ ماركته وذهب وجاء دو محمد احمد
وسال محمد احمد عاوز كم سندوتش .
محمد احمد كان يظن ان لزاما على كل شخص ان ياخذ سندوتشا واحدا لاغير لانه ظن ان الشاورما شي غالى ولذيذ ولا يمكن ان يترك امر شرائها مفتوحا ولكن عند السؤال بادر بثلاثة حبات . قبل ان يغير الرجل رايه .
وفعلا حاسب واخذ الماركات ولكن وهو ذاهب ناحية عامل الشاورما وكله شوق للقياها اذا سمع جلبة في المحل وفجاه يدخل مجموعة من الناس بعضهم يرتدي البالطوهات البيضاء ويبدوا انهم اطباء ومعهم عساكر وضباطا من الشرطة ويلقون بعمود الشوما ارضا وياخذون حتى مخزون الشورما من الثلاجات ويامرون المحاسب باغلاق المحل فورا .
ومحمد محمد مندهش ومتبكما واخيرا يعرف ان نما الى سمع الحكومة اشاعة بان البلاد غذتها انفلونذا الطيور
محمد كاد راسه ينفجر وتسبقه بطنه التي حضرت كل ما تملك من انزيمات لهضم الشاورما .
ومحمد احمد متوجها ناحية اقرب محل فول وطعمية و يهمس في نفسه ( وهي انفاونزا الطيور دي ماكان ممكن تتاخر نص ساعة بس ).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق