رمضان عضة وعثمان عنكبة صديقين نقيضين جمعتهما صداقة مبكرة بدات برحلة تعليمية متعثرة اكملا الابتدائية في ما يتجاوز التسع سنوات .. عدت معظمها في المشاكل مع المدرسين .. وهما شخصان نقيضان في الشكل كان رمضان قوي البنية بل يميل للبدانة ويحب الاكل ويبدو ان هذا هو سر اللقب .. اما عثمان عنكبة فقد كان نحيل الجسم وحاد الصوت وشرس جدا يحب المشاكل ويبتدعها من لاشئ .... كثير جدا تبدا شكلته بعبارة من نوع ( تعاين لي مالك .... اعاين ليك ... بجي بقدد عيونك ديل تعال كان راجل ... ) ويتحول الحوار الى ضرب ... هو لم يكن قوي البنية لكنه لم يكن يخاف ويمكن ان يضرب باي شئ في متناول يده حتى لو كان سكينا .. هذا ايضا سر لقبه وسبب خوف الناس منه وتجنبه .. رمضان عضة كان وجه الشبه الوحيد بينه وبين عثمان عنكبة هو حدة الطبع .. ولكن لم يكن يبتدع المشاكل . ولكن كان يحسم اي مشكله بقوته الجسمانية .. وكان يمكن ان يحسم اي معركة لصالحه بلكمة قوية تنتهي بالضحية الى الاسعاف وهو الى السجن ... لذلك اصبح يخاف على الناس من نفسه اكثر من خوفه منهم ويحاول يتحاشى الصراع .. خاصة بعد تحذير والده في انه سيتخلى عنه اذا تسبب في موت احد .. بدات صداقة عثمان ورمضان بعد عراك طويل بينهما دام لسنوات ... لم يستطيع رمضان عضة ان يخضع عثمان لسلطانه .. بقدر ما حاول يفحمه بقوته الا ان شراسة عثمان وعدم خوفه وقفت سدا منيعا .. الا ان وجد رمضان الا مفر من صداقته .. شكل الاثنان ثنائيا اشبه بالعصابة لا يفترقان ابدا ... كبر الاثنان على هذا النمط وقوى من صداقتهما الخروج المبكر من المسار التعليمي مكتفيين بما حصلا عليه من المرحلة المتوسطة مدعومة بسنة واحدة من المرحلة الثانوية لم تفعل شئ سوى انها لوثت ذاكرتهما ببضعة كلمات انجليزية استخدماها لاحقا في العمل ..
التحق كل من عثمان ورمضان بالعمل مع والديهما بالسوق العربي في التجاره .. سرعان ما وجدا لديهما مكانا وسط التجار ... واكيد هذه المرحلة وصلا اليها بعد عدة مشاجرات مع التجار وضرب وسجن وحراصات لم تتجاوز اطولها الشهر .... لكنها قربت اكثر بين الصديقين وقوت من عصابتهما وشراثتهما معا ...
جمع عثمان ورمضان السوق كما جمعهم الحي ولجانه الشعبيه ... ليتغلغلا فيها ... ويتدرج رمضان اولا منتزعا رئاسة اللجنة الشعبيه للحي انتزاعا من المرشحين وليصبح عثمان نائبا له .. كما جمع بينهما عنصرا ثالثا وهو نادي التلال .. نادي الحي وبصورة ما استطاع ان يفرض الاثنين نفسيهما على ادارة النادي ليصبح احدهما مديرا لدائرة الكرة والثاني سكرتيرا ثقافيا للنادي في حين انه لا يعرف حتى ما المطلوب منه لكي يكون سكرتيرا ثقافيا ... تسير الحياة ويكبر الزخم حول الشريكين .... رمضان عضه اصبح مشهورا بزيه الناصع السوداني الكامل ... وسيارته الهيلوكس بقمارتين .... اما عثمان عنكبة اشتهر باللبسه الافريقية المعروفه بالكنقولي وسيارته الكريسيدا ... لا المركز الاجتماعي ولا الهيبة المصطنعة غيرت من طبعهما بل لازال الاثنان يذهبان الى حفلات الاعراس ويمكن ان يتسببا في افساد الحفل بمشاكل مفتعله من نوع ( تعاين لاختى مالك؟؟؟ .... اختك مين ياخ انت ... يعني ما عارفه طيب هاك البنية دي عشان تذكرك ... ويكون عثمان في هذه الحالة تناول كرسي حديد ووقع ضرب في الناس من طرف ... وتتفرتك الحفل .)
ركب عثمان ورمضان موجة التجار في الاقتراض من البنوك وحررا شيكات ضمان من البنك بعد ان انفصلا من والديهما وقررا ان يتجرا في تجارة الزرة .. وفعلا اخذ الاثنان القرض وسافرا الى منطقة المحاصيل في القضارف ... واشتريا كمية ضخمة من الذره ... على اعتبار انهما سيقومان ببيعها في زمن القحط ويتحول الاثنان الى اغنياء في لمح البصر .. وفعلا اجرا مخازن في مدينة القضارف بعد ان خزنوا الذره ... وعادا مطمئنين .. ليغادر الموسم ... وللاسف كان موسما ناجحا جدا غمر البلاد بالذره واغرى حتى الفقراء بالزراعة في السهول .. لينزل سعر الذره كادنى حالة له منذ سنوات ... ويحين قرض البنك ... ويجد الاثنان نفسيهما في السجن .. وبعد بيع الذره الذي خزناه باي سعر وتدخل والديهما بتكملة الباقي وبعد عدة شهور يخرج الاثنان ... الى مرحلة الصفر من جديد .....
اخيرا تجلى اقتراح عثمان لرمضان فكرة يبدو انها خمرت في دماغه وهما في السجن ,
عثمان :: رمضان اخوي انا عندي فكرة لمشروع يعوضنا الخسائر دي في شهور
رمضان :: خلينا من مشاريعك دي ياخ ودتنا في ستين داهية
عثمان : المره دي مشاريع فيها دولارات كثيرة
رمضان : اها شنو المشاريع دي
عثمان رايك شنو : نسافر ادغال افريقيا ناس الكنغو وتنزانيا ونجيب لاعبين افارقة
رمضان : اها كمان عاوز تودينا محلات الابادة الجماعية والمشاكل دي عاوز تقرضنا مره واحدة
عثمان : ياعمي مشاكل شنو خلاص سيبك من الكنغو ورواندا ديل نمشي تنزانيا وكينيا
رمضان : طيب نحن حنعرف الاعبين كيف وكيف نقنعهم يجو معانا وحانجيب راسمال من وين ؟؟
عثمان : اولا راسمال ما مشكلة انت ناسي قطع الارض الكان طلعناها من اللجان الشعبية ؟؟ حنبيعها انا عرضتها وجابت مائتين مليون والبنك ماكان عارفه والا كان صادرها مننا ... اما اللاعبين .. وانت قايل حنجيب لاعبين من فريقهم القومي ... ما نحن حنشوف اي افريقي مفتل كدا وشعروا ممشط نجيبه ...
رمضان : طيب ما راح ننفضح لمن يكتشفوا انه ما بيعرف يلعب ...
عثمان : ياخي كورتنا السودانية دي عايز ليها زول بيعرف يلعب .. اي زول لياقته فل مع اولادنا التعابه ديل يقدر يدفرهم ويصبح هداف الدوري
رمضان : خطير يا عثمان يا راس انت بكرة نبدا التنفيذ على طول...
في نفس تلك الفتره
صادف ان اقيمت مباره في الدوري بين فريق التلال وفريق الصاروخ اللد والند التاريخي والمنافس لفريق التلال .. ومن حسن حظ الصديقين مني فريقهم بخسارة كبيارة بلغت الاربعة اهداف بدون مقابل ....
همس عثمان لرمضان شامتا وفاركا يده :
عثمان : تعرف يا عضة الظروف دي جات في صالحنا تجي نمشي النادي ونخطب فيهم خطبة عصماء في انه لا بد من اللاعب الاجنبي .. ونحن لازم نطعم الفريق بلاعبين يتناسبوا مع اسم الفريق وسمعته ... وانا اوريك حاجة لازم نحسس ناس النادي انه نحن راح نضحي بوقتنا ونسافر الى افريقيا لاحضار اللاعبين .... عشان لمن يحس الجماعة انه نحن مضحين كلهم راح يدفعوا ونحن في شهر نكون رجعنا القروش الصرفناها مضاعفه .
رمضان : فكره يا عنكبة ولازم من مساء اليوم قبل ما يبرد حر الهزيمة ..
وفعلا ذهب الصديقان الى النادي .. ووجدوا النادي مكتظ بالرواد الحزينين وكانهم ينتظرون جثمان عزيز قادمة من الخارج ..
هنا تصنع عثمان ورمضان الغضب... وبدا رمضان بصوته الجهوري ... انا وبصفتي رئيسا لدائرة الكرة اعلن عن قيام اجتماع عام فورا ... كل الحضور يتجمع الان في ميدان كرة السلة ...
وفعلا بدا التجاوب الغاضب واخذ الناس كراسيهم وبدا يرصوها في ميدان كرة السلة.
وصلت الميكرفونات والتحق بالاجتماع ايضا اللاعبون ومدربهم ورئيس النادي وباقي الاعضاء ..
وبدا الخطبه اولا رمضان مخاطبا الكل ..
رمضان ::: السلام عليكم ايها المهزومون ... السلام عليكم يا فريق الاحباط ... السلام عليكم يا مجرعينا المر والحنظل ... ادمنتم الهزيمة واصبحتم تنهزمون بدم بارد .... نحن غبنا عن النادي لمدة ثلاثة اشهر فقط .. ونرجع لنجد هذا التفكك والانهيار .... من من ؟؟؟؟؟ من فريق الصاروخ هذا الفريق الذي كان لا يرفع راسه من هزيمه الا ونلحقه بالثانية .... وهذا الفريق الذي عندما يكون في عزه وجبروته يهزمنا واحد صفر بالكثير وغالبا تكون بمساعدة الحكم ,,,,, يتجرا اليوم ويغلبنا اربعة صفر ... ولذلك لابد من البحث عن حلول جاهزة وناجعه والان اقدم لكم اخي وصديقي عثمان عنكبة عضو النادي الغيور ربما نجد عنده بعض الحلول ولقد عهدناه مفكرا منقذا للنادي في كل مره ...
وفعلا يتقدم عثمان عنكبه ويلقي خطبة عصماء ..
يا اعضاء نادي التلال الاشاوث يا ابطال النادي من لاعبين ومشجعين ومدربين ... ماحدث اليوم لن يتكرر مره ثانية بفضل جهودكم وبفضل اعضاء شرف هذا النادي الشرفاء الذين يضحون باموالهم واولادهم من اجل رفعة هذا الشعار ونحن لها ....يضج الحضور بالتصفيق .. وهتافات من نوع ... عاش عاش نادي التلال ...
ايها الاخوة لذلك قررت انا واخي رمضان ان نسافر ومن حر مالنا الى ادغال الدول الافريقية ونحضر لاعبين اجانب يليقون بسمعة هذا النادي ومكانته الافريقية العظيمة .. وسنبدا من الاسبوع القادم فورا مضحين بمالنا وزمننا من اجل رفعة هذا النادي .. ارجو ان يؤيدني صديقي رمضان .. وفعلا يتقدم رمضان ناحية المنصة مشبكا يده بيد عثمان ويرفع الاثنان يديهما مع بعض في صورة دراميه مطبوخة بعناية شديدة ،،، ويضج الميدان بالحضور والصفير والتصفيق ...
هنا يتجرا رئيس النادي ويجد ان الصديقين انقذا سمعته ... ووقف مخاطبا الجمهور ... ان نادي فيه مثل هذين البطلين لن يهزم ابدا ... ونحن سنفتح باب التبرعات من الان حتى نجمع الاموال لاننا لانرضى ان يدفع هذين الشابين من راسمالهما ونقف متفرجين يكفيهما ان يدفعا من وقتهما الثمين من اجل هذا النادي العملاق .... ومن الغد سيبدا جمع التبرعات .. ولانامت اعين الجبناء ..
هنا قرص عثمان رمضان في رجله ... انتفض رمضان هامسا (بس يا اهبل ما تفضحنا الظاهر الخطة نجحت )......
الى الرحلة حيث ادغال افريقيا وعالم الافارقة,,,,,,
اصبح جميع اعضاء النادي والمشجعين مؤيدين لسفر عضة وعنكبة للدول الافريقية .. وبدات الاجراءات وجمع التبرعا ت لكن اصر الصديقين الا ياخذوا معهم مبلغ من النادي حتى يصلوا نيجيريا او الكامرون ويعرفوا اسواق اللاعبين والاسعار هناك .. وفعلا باعوا اراضيهم وحولوا اموالهم الى دولارات وبدات رحلة الادغال من نيجيريا ... في ابوجا نزل الصديقان في فندق فخم خمس نجوم وبعد ان تزودا بالملابس الفخمة والشنط الدوبلامسية ....
بعد ان استقر الاثنان في غرفتهم بالفندق سال عضه : انت يا اخوي عثمان ليه دخلت الكاميرون في الموضوع هناك اللاعبين غاليين شديد .
عنكبه : وانت اهبل يعني نحن راح نجيب ليهم صمويل ايتو ؟؟؟ انت بس سيب الموضوع دا علي .
رمضان : هوي ياعنكبة انت ورينا راح نعمل شنو بالظبط ...
عنكبة : يا اخوي نحن كل المحتاجين ليه شباب في العشرينات من عمرهم يحملوا جوازات نيجيرية وكاميرونية او اي جنسية افريقية
عثمان : يعني ما مهم يعرفوا يلعبوا كورة ولا مايعرفوا
عنكبة : ياخي في شاب افريقي مفتول العضلات ورياضي عمروا ما لعب كرة قدم .. ,هي اللعبة الوحيدة اليتقنها الافارقة وما عندهم غيرها ..
عضه : يعني كدا نحن ما راح نجيب لاعبين مسجلين في اندية رسميه .
عنكبة : عليك نووووووووور يا دوب بقيت تفهمني ... يعني نحن نجيب لاعب يلعب في نادي؟؟؟؟؟ .. بعدين النادي يقول عايز مليون واللاعب نص مليون ... ياخي انت عارف قروشنا ما تكفي صمويل ايتو يتمرن معانا لمدة اسبوع واحد .. كدي هسع نحن تعبانين ننوم نومتنا والصباح رباح ..
فعلا خلد الاثنان للنوم نتيجة للارهاق من السفر.. ولم يستيقظوا الا الصباح العاشره وقد استيقظ رمضان عضة في الاول على طرقات في الباب .. وفتح الباب ليجده النادل ... وقد كان شاب مفتول العضلان في العشرين من عمره وممشط الشعر بنفس المواصفات التي حددها عثمان .... بمعنى لاعب من النوع الذي يعمل ضجه في الاعلام السوداني ...
وفعلا حاول عضه ان ياخذ منه معلومه وحاول يساله بالانجليزي الركيك الذي بقي في دماغه ..
عضه : What is your name Sadeeq
النادل : الا تتحدث اللغة العربية يا اخي ظننتكم من السودان تعرفون اللغة العربية بطلاقة ....
عضه : مندهشا وهل انت تتحدث اللغة العربية ..
النادل : نعم وانا اسمي عمر عبد السلام مسلم من جزر القمر وانا اتقن اللغة العربية الفصحى باضافة الى لغتي السواحيلية ...
عضه : خلينا من اللغة هل تعرف تلعب كرة القدم بطلاقة
النادل : وما دخل كرة القدم باللغة العربية الفصحى ام هل تريد ان تمحن فصاحتي ؟؟؟؟
في هذه اللحظة يسمع عنكنبة الضجيج وياتي ليشارك
عنكبة : مالك تتحدث مع الجرسون
عضة : شوف يا عنكبة دا ما طلبك زاتوا الراجل ممشط وطويل وقوي وكمان يتحدث اللغة العربية الفصحى يعني نبدا نسجل من هنا ....
عنكبة جارا عضة من يده الى الداخل وشاكرا النادل بعد ان طلب منه ان يحضر لهما شاي بالحليب .
عنكبه : دا شنو الجريتو لينا دا انت عايز تضيعنا ولا شنو .... عايزنا نسجل عامل فندق مشهور عشان اول زيارة للفريق في نيجريا عمال الفندق كلهم يسلموا عليه ويفضحونا ...
عضه : وفيها شنو يمكن يكون لعاب في الكورة ..وبعدين دا قال بيعرف عربي .
عنكبه : ياخي انت غياظ بشكل ... واها العربي دي بالذات مصيبه لوحدها ... نسوق لينا لاعب يعرف عربي اليصدق منو جايبنو من افريقيا حيقول لينا دا انتو جايبنو ا من سنار ولا من مدني ...اها ازيدك اهم شرط انه يكون ما بيعرف ولا كلمة بالعربي .. خليك انت ما تستعجل لمن نطلع الشارع انا راح او ريك الاختيارات الصاح .
حضر الشاي وشرب الاثنان وبعد ان استحما وغيرا ملا بسهم خرجا الى الشارع .... يبدوا انه عضة استسلم لعقليه عنكبه تماما وحتى بطل يساله وهو يشاهده يدخل احد الاسواق ويشتري كرة قدم .. يحملها معه في يده .... اراد عضه ان يسال عن سر هذه الكره ولكنه آثر الصمت ..
وهما في الطريق لاحظ انه انه عنكبه توقف امام محطة بنزين وهو يلاحظ مجموعة من الشباب النيجرين يغسلون السيارات .. وفيهم كل المواصفات الحلم ....
وحتى العمال لاحظوا للشخصين اللذين وقفا يتاملوا فيهم .. واشر عنكبة فعلا لاحدهم .. وانفعل عضه وبدا ينادي :: صديق صديق كم ... قاطعه عنكبه :: صديق شنو انت ياخي فاكرهم بنقلاديش ... عضه ومال ديل ينادوهم كيف ..
عنكبه : تناديهم كدا : ابشوينا يا ابوشينا .... كي...........
وفعلا بدا الشباب يتجهوا ناحية عثمان وهم يبتسمون وخاصة عندما شاهدوه يحمل الكره في يده وهي كما هو معروف عشق الشعب النيجري مثل الشعب السوداني تماما ..
عثمان : في انت نو فوت بول
همهم النيجيرين بكلمات خليط من الانجليزي ولغتهم المحليه ... مما استدعى عثمان ان يفك الكره من الشبكه ويقدمها لهم ليرى مهاراتهم بنفسه ... وفعلا ابدا احدهم مهارات عاليه .. في الاحتفاظ بالكره وركلها بكتفه وركبته .. ,كذا الاخران لكن اقل براعة من الاول ..
هنا اقتنع عثمان باختياراته ... وبدا بكل ما يملك من لغات وكلمات يشرح لهم في انه سيجد لهم عمل في السودان ... لم يتطرق لهم على انهم سيكونون لاعبين كرة قدم حتى لا يطمعوا ولكن عرض عليهم راتب الف دولار في الشهر لو قبلوا يعملوا معه كعمال محطة في السودان ... وافق الشباب فرحين بهذا العرض السخي ... واعطاهم عنوانه في الفندق حتى يبدوا في استخراج اوراقهم الثبوتيه استعدادا للسفر ....
رجع الاثنان الى الفندق تحت دهشة عضة المنعقده ومن كيفية السهولة التي يحل بها عثمان المواضيع وسال :: ليه ياعثمان قلت ليهم انا عاوزكم عمال ؟؟؟
عنكبه : يا اخوي لو قلنا ليهم سيرة كرة القدم اول هم راح يطمعوا فينا وراح يصدقوا نفسهم .. وما بعيد يظهر لينا الاتحاد النيجيري ويحولهم لينا لاوكاشا ورشيدي يكيني ... يعني خلينا بعد نوصل السودان شوف اخوك راح يقلب الامور كيف ..
وفعلا اخذ عنكبة التلفون واتصل برئيس النادي مبشرا له بحصوله على بعض الللاعبين وكيف استطاع ان يتغلب على الاندية الفرنسية التي كادت ان تخطف النجوم الذي اختاروهم لولا حنكته ودفعه السخي .. ليشكره رئيس النادي مع حرارة الشوق والانتظار لرجوعهم ..
في اليوم الثاني احضر اللاعبين جوازات سفرهم .. وقرر الصديقان اخذ الجوازات الى السفارة في ابوجا .. والمشكلة التي افصح عنها عضه هي كيفية اقناع القنصل بان هؤلاء عمال وليس لاعبين وعلى اساس تطلع التاشيرة عمل وكيف بعد ماتنتشر صورهم في الجرايد والضجة الاعلامية التي سيحدثها الاعلام الرياضي وسيقعوا في حرج مع القنصل ..... لكن عنكبة طمانه بانه هو عامل ترتيب لكل شئ ... وفعلا قابل عنكبة القنصل واقنعه بانه سياخذ ثلاث لاعبين نيجريين بفيزة عمل بناءا على طلبهم لان بلادهم تفرض ضرائب عاليه على لاعبي كرة القدم .. وهم اول مره يحترفوا وظروفهم صعبه ... والمهم صاغ عنكبه كعهده كثير من الحجج المنطقيه المقنعه والتي جعلت الثلاث يؤشرون دخولا للبلاد بتاشيرة عمل عادية .. ويؤشروا مثلها في وزاراتهم .. ويقطع لهم تذاركر .. ويتصل عنكبة بادراة النادي التي تعد لهم برنامجا استقباليا ضخما عصر الثلاثا ء بالمطار ... والجرائد الرياضية المنحازة للنادي تبدا في نشر العناوين العريضة ومنشيتات من نوع ... ثلاثي التلال النيجيري يصل الثلاثاء بصحبة قطبي النادي رمضان عضه وعثمان عنكبة ....واخرى تكتب هذا عصرك يا واسنجو فامرح (احد اللاعبين بعد ان التقطوا اسمه ) ... اما جرائد نادي الصاروخ المعاديه تحاول ان تقلل من اهمية اللاعبين وتكتب ( ان لاعب التلال الجديد واسنجو مصاب بالتهاب حاد في اربطة الصليب الاحمر للركبة ) .
وفي يوم الثلاثاء بدات الحشود من مشجعي نادي التلال في النادي وكل واحد يرتدي ما يمتلك من ملابس تلائم شعار النادي . وتحركت مسيرة ضخمة بالميكروفنات الى المطار مصحوبة بالطبول والموسيقي والغناء والاهازيج ... من نوع
انحنا جينا وكية للمابينا
تلالنا زينة وحالف ما يخلينا..
في الرابعة عصرا وصلت الطائرة للمطار وقبل ما يخرج اللاعبين من الطائرة استخرج عنكبة ثلاثة فنايل من شنطته وصرفها على اللاعبين .. ,الذين تناولوها باندهاش لانهم حتى الان هم فاهمين بانهم اتوا ليعملوا في محطة بنزين يغسلوا السيارات ولم يفهموا علاقة الموضوع بالفنايل .. ولكنهم رغم الاستفهامات التي دارت في راسهم الا انهم لبسوا الفنايل على مضض ... اول مادخلوا صالة الاجراءات بصورة استثنائية خلصت اجراءاتهم سريعا لسبب لم يفهموه ايضا .. وخرجوا من الصالة ليفاجاوا بجمع غفير يرتدي نفس زيهم ويحيطونهم بالصراخ والعويل ... هم لم يتخيلوا انه هذه الاحتفالات خاصة لهم .. وعندما تيقنوا من ذلك ان هذه الاحتفلات بهم .. افتكروا ان البلاد تحتفل بهم كمنظفي سيارات ... حتى همس احدهم للاخرا بانه يمكن تكون هذه اول محطة غسيل سيارات في السودان .. وشعروا بانهم نجوم فعلا لكن في غسيل السيارات ... استقبلهم طبعا رئيس النادي بالوفد المرافق معه بعد ان سلم على عضة وعنكبة بشدة ولهفه وقال يجب ان يتوجه الوفد الى صالة كبار الزوار لعمل المؤتمر الصحفي ... كما افادهم بانه احضر معه مترجم نيجيري من الذين يدرسون في الجامعات السودانية حتى ياخذ اللاعبين راحتهم في التعبير بلغتهم الاصليه ....
وفعلا وقف الاعبون امام الميكرفونات وبدا اولهم واسنجو وقف معرفا نفسه متحدثا بلغته الاصليه حديث من نوع ( كي ابانجي واسنجو ناركوما كوماتشي ووووووووو الخ )
المترجم : انا اسميى واسنجو كوماتشي متخصص غسيل الخرد ... وانا مستعد ان اغسل اي حديدة موجودة في الميدان في ساعة واحدة دون اي تعب او كلل ... وانا اساسا جايي للسودان عشان اغسل الخرد واحولها لكم لتحف تذكارية تتباكو عليها ...
وضج الحضور بالصراخ والصفير نتيجة لهذة التصريحات النارية التي صرح بها اللاعب واسنجو وفهموا الغسيل بالطبع كعملية المحاورة والخرد هم الخصوم طبعا ... وبدا الجمهور يهتف
وسجنة وسجنة وسجنة .... اااايييي وسجنة وسجنة وسجنة ااااااااااااي ..
وبدا الثاني مصرحا :
وانا كوماره ماكونا وانا متخصص تلميع ساطع .. وقالها بالانجليزي شايننق برايت ...
وكذلك ضج الحضور بالصفير والزغاريد ...
اما الثالث فقال لهم :: انا ابوجا كوارشي متخصص كفرات ما اخلي طين يمر بدون ما اغسله والتي ترجمها المترجم بانه مدافع خلفي ولن يسمح باي اوساخ من مهاجمي الخصوم تتعدى . وفعلا بعد ذلك خلص المؤتمر الصحفي وتحرك الموكب ناحية النادي .. وبعد ان اصطفت السيارت ودارت باللاعبين في شوارع المدينة .. وبل بعضهم حمل عثمان ورمضان على الاكتاف .... والغناء من نوع وسجنة وسجنة وسجنة اااااي.
همس عضه في اذن عنكبة قائلا ( الجماعة ديل كانوا عايزين يضيعونا .. شنو غسيل وتلميع ساطع وكفرات ) عنكبة ( ولا يهمك مش اتفسرت في صالحنا الناس فهموها كورة و لا حتى المترجم النيجيري فهمها كورة )
المهم عد ذلك اليوم وتفاجا الصديقين بانه مباراة بعد الغد مع الخصم اللدود فريق الصاروخ يجب ان يعلب فيها اللاعبين الجدد بعد ما اكتملت اجراءات تسجيلهم بالاتحاد ... حاول عثمان يتعلل بانه اللاعبين مرهقين من السفر .. وكيف يلعبوا بدون ما يتمرنوا .. ولكن اصر رئيس النادي والمدرب على اشراكهم في مباراة بعد الغد وكيف لا هم نيجرين اكيد لياقتهم فل ما محتاجين لتمارين .. تعلل عثمان بانهم غير منسجمين مع باقي الفريق .. مامهم المهم هم منسجمين مع بعض ... اصر اعضاء النادي بانهم لازم يلقنوا نادي الصاروخ الدرس وهم منتظرين هذا اليوم .. وخلوا واسنجوا يغسلهم لينا غسيل كلوي ذاتو ....
وجد الصديقان انه ليس لهم مفر سوى الموافقة ...
الا ان نلتقي في الاستاد يوم المباراة .
في اليوم السابق للمباراة
شعر الاثنان بانهم تورطا فعلا ... هم كان في حساباتهم ان اللاعبين الجدد يتمرنوا شهر على الاقل مع الفريق ويمكن مع توجيهات المدرب والقليل من كرة القدم المترسب في راسهم مع الصفات الوراثية يمكن الامور تمشي ولا ينتبه احد بان هؤلاء ليست لهم ادنى علاقه بكرة القدم ولا حتى يعرفون قوانينها .. لكن يلعبوا مباراة رسمية في الاستاد في اليوم الثالث لوصولهم هذه لم تكن في الحسبان اطلاقا .. وشعروا فعلا بالورطة وخاصة رمضان عضة الذي كان مستسلما تماما لافكار عثمان عنكبة الجهنمية التي تكاد تهلكه في كل مره .
عضه : اها يلا شوف لينا حل يا عبقري انا جماعتك ديل يتخيل لي في حياتهم ما لعبوا مباراه رسمية .. مباراة رسمية ها ؟؟؟؟هم فاضين من الطرمبه وغسيل العربات .. يلا حلها لينا ؟؟؟
عنكبه : تصدق يافرده اول مره اشعر باننا متورطين فعلا ... تجي نمشي نحاول نشرح ليهم خلال اليوم دا شوية قوانين وطريقة اللعب وكل واحد الخانة الراح يلعب فيها .
عضة : حتشرح ليهم بياتو لغة ولا عايزنا نجيب المترجم بتاع الغسيل داك ويفضحنا مع الريس كمان ..
عنكبة : خلاص على الاقل نمشي السكن نخليهم يطلعوا معانا جكة او جريه خفيفة حول الميدان والاحياء يمكن عضلاتهم تتفكفك شوية ... اولا نمشي محلات الرياضة نشتري ليهم ملابس رياضية وجزم ..
عضه : كلام ممتاز بس ان ما راح اجري معاكم نشتري الملابس وانت تاكل نارك معاهم بطريقتك ..
وفعلا اشترى الصديقين الملابس وذهبا الى سكن اللاعبين النيجرين .. وبصورة ما بالاشارة مع كلمات انجليزية مخلوطة بالعربي استطاع ان يفهما اللاعبين بانه لابد لهم ان يخرجوا جكة لمدة ساعتين كتمارين لياقة ..
احتج واسنجو وقال انه اذا تعب لا يستطيع ان يغسل السيارات بكفاءه ..
رد عضة : غسيل اييه انت كمان كرهتنا الغسيل ذاتو.. دا كله منك يا عثمان لو كان فهمتهم من اول انه جايين اساسا عشان يلعبوا كورة ماكان تورطنا كدا
عنكبه : خلاص واسنجو لازم فوت بول كار وااش مافي .. في فوت بول.. ماتش بكره في تومورو ماتش .
واسنجو سرح يادوب بدات الصورة تتبلور في راسه والاحتفلات والهيصة هي لانهم لاعبين في نادي .. وفعلا منذ متى كان الناس يحتفلون بمغسلي العربات او حتى مغسلي الكلى .. وفعلا التفت الى زملاؤه ورطن معاهم طويلا شارحا الصورة لهم .. بعد ذلك نظر الثلاثي الى الصديقين ابتسموا وارتدوا الزي الرياضي وخرجوا برفقة عنكبه فقط جريا في الشوارع .. انضم اليهم الجمهور من مشجعي النادي وهم يهتفون لعنكبة والثلاثي ويؤلفون لهم الاغاني ..
يوم المباراة
كما ذكرنا وصل اللاعبون النيجريون يوم الثلاثاء وقضوا الاربعاء فقط راحة بالاضافة الى جكة الاخ عنكبة يوم الاربعاء ليكتشفوا في لحظة واحدة انهم لاعبو كرة قدم وليس مغسلي سيارات كما كانوا فاهمين وفي فريق في الدوري الممتاز ومفروض غدا يخوضوا مباراتهم الاولى في الاستاد وصت جمهور ضخم وعليهم ان يرتدوا احزية كرة قدم ويلعبوا في استاد منجل مباراه منقولة على الهوا مباشرة كل هذه الحزمة من الدهشه القيت على وجوههم في لحظة واحدة ( يا شماتة ابله ظاظا فيهم ) . .
اما في صبيحة نفس اليوم نفذت الصحف الرياضية منذ العاشره صباحا وخاصة صحيفة الفاول لسان حال فريق التلال الرياضي والتي كانت مانشيتاتها العريضة كالتالي .
واسنجو يتوعد بغسل فريق الصاروخ من القوون للقون
ماكونا يصرح بانه راح يحك لاعبي الصاروخ حتى يلمعوا ويحيلهم لتحف اثرية للفرجة فقط
اما كوارشي فهو يقول لن يسمح بمرور مهاجمي الصاروخ حتى لو ركبوا كفرات في اقدامهم
اكتظ الاستاد باللاعبين من الظهر وتحت ايقاعات الطبول والاغاني ... كان مشجعي نادي التلال واثقين من سحقهم التام لفريق الصاروخ وانه لن تقوم لهم قائمة بعد اليوم ..
اما لاعبي فريق الصاروخ ومشجعي النادي كانوا منزعجين فعلا بل خائفين من هذا الثلاثي الخطير الذي دعم الخطوط الثلاثة لفريق التلال وحاول المدرب جهده ان يفرق لاعبين اتنين لكل واحد منهم ...
اما الثنائي اللذين كان شعورهم مختلف من الجميع ويمكن مرعوبين لاول مره هما الشقيين عنكبة وعضة .. فهم جلسا في المقصورة يراقبا صفارة البداية واياديهم على قلوبهم وهم يمنون النفس بان تحدث معجزة او مفاجاه ويطلع الثلاثي لاعبين خطرين فعلا ... والى صفارة الحكم لنرى ماذا حدث
في يوم المباراة
امتلات المدرجات تماما وخلصت التذاكر . نزل لاعبوا الفريقين الملعب وعيون الناس في كل الاستاد كانت مركزة على الثلاثي النيجيري .. دخل كل اللاعبين فريق التلال وفريق الصاروخ وبداوا يعملون الاحماءات في الملعب مع صراخ وتصفيق واهازيج المشجعين .. واسنجو الوحيد الذي يبدوا عليه شرب الدور تماما وتكيف مع الوضع لانه نزل الملعب وهو يجري ناحية المساطب التي يقلب عليها شعار فريقه مما خلق ضجة عالية في الملعب مع الاغنية التي اصبحت مفضلة لدى جمهور التلال ..
وسجنة وسجنة وسجنة ااااااااي
دا الشغل دا الشغل دا الشغل اااااي
اما الاثنين الباقين كوماره وكوارشي يبدو عليهم الزعر كان شكلهم خائفين كأنهم اطفال عند طبيب الاسنان .. واخيرا بعد دخول الحكام وتوزع اللاعبين على خانتهم .. اطلق الحكم صافرة المبارة وانطلق صوت المعلق الرياضي .. وكثير ممن لم يتمكنوا من دخول الاستاد اكتفوا بالفرجة من على شاشات التلفزيونات ...
ويبدوا ان فريق الصاروخ دخل المباراه بدافع قوي لاعبيه يريدون ان يثبتوا بان الثلاثي لن يخيفهم ونترك المشهد لمزيع المباراه
المزيع : الكورة عند فريق الصاروخ ..... مع احمد يلعب باص لعرقلة وعرقه يدخل خط الطمنطاشر ينفرد لالالالالالالالالالالالا المدافع النيجيري يرتكب مخالفة كبيره معاه وضربة جزاء ... اسرع ضربة جزاء في تاريخ الدوري السوداني يرتكبها اللاعب النيجيري الجديد في اول دقيقة من زمن المباراه ... والحكم يشهر البطاقة الحمراء ... لازال اللاعب عرقلة ساقطا على الارض..
وجمهور التلال بدا يهتف التحكيم فاشل ..... التحكيم فاشل .....
في المقصورة حيث يجلس عنكبة وعضة كل واحد منهم وضع يد في فمه وبدا وا يتلفتوا الى اعضاء النادي الباقين لحسن الحظ وجد الاثنان ان المسئولية حملت على الحكم لوحده وكان من المفترض ان يشهر البطاقة الصفراء اولا ويقدر انه اللاعب جديد وطريقة اللعب في السودان تختلف عنها في بلاده وهكذا دار حوار ..
يشوط احد لاعبي الصاروخ ضربة الجزاء محرزا الهدف الاول .. وتستمر المباراه وفريق التلال ناقصا لاعبا نيجيريا ... اصبح لاعب الوسط كومارا والذي كلما وصلت الكره الى قدمه فلتت منه استفاد منها لاعبي الخصم ويبدوا انه لم يستطيع اللعب اما في النجيلة او بجزمة الكره لانه ثالثة الاثافي انه اراد ان يشوط الكره فصعد عليها ساقطا على يده والتي يبدوا انها كسرت لانه حمل بالاسعاف الى خارج الملعب ومنها الى المستشفى ليستبدل بلاعب قديم .... ليبقى في الملعب من الثلاثي فقط واسنجو .. وبقي هو الامل ....لحسن الحظ في دربكة من كره معكوسة امام مرمى الصاروخ ترتطم الكره براس واسنجو محرزا هدف التعادل .. ورغما عن ان شكل الهدف لم يكن متقنا ولا ملعوبا الا انه بعث الامل من جديد في نفوس جماهير التلال المحبطة .. وعاد هتاف الوسجنة من جديد .... ولكن بعد خمس دقائق يحرز فريق الصاروخ الهدف الثاني وينقلب الحال من جديد الى حالة الاحباط .... وفي الزمن الاخير من المباراه يرتكب مدافع فريق الصاروخ ضربة جزاء مشكوك في صحتها يبدو ان الحكم اراد ان يخلق بها توازنا خوفا من جماهير التلال الحانقة عليه ...
واسنجو بطبيعة الحال يتصدى لضربة الجزاء ونترك الميكرفون مره اخرى مع مزيع المباراة لنعرف النتيجة ..
المزيع :
ضربة جزاء في آخر دقيقة من الزمن الرسمي للمباراة .... واسنجو وصلاح حارس مرمى الصاروخ .. مين حا ينتصر .. واسنجو يضع الكره ارضا ويرجع للخلف استعدادا لشوط المباراه ...واسنجو واسنجو واسنجو وشايط واسنجو
لا لا لا لا لا لا اول مره تحصل في تاريخ كرة القدم .. بالجد دي جديدة لنج جديدة جديدة جديدة يا واسنجو .. عمرنا ما شفنا لاعب يشوط ضربة جزاء الكره تطلع رمية تماس .. واسنجو المحترف النيجيري المدفوع فيه دولارات شاط ضربة الجزاء الفرصة الاخيره لفريق الامل .. طلعت الكورة رمية تماس وهو سقط على الارض......
نعود للحدث للصديقين في المقصورة ..
عضه مسك بطنه مدعيا بانه رايح الحمام ..(عن اذنكم ) رئيس النادي يجره من يده تعال هنا يا نصاب ماشي وين حمام شنو ؟؟؟؟ ... عنكبة يستغل حجمه النحيف وينسحب من المقصورة جاريا نحو سيارته ليجد جماهير النادي تنتظره هناك
كما هو كان متوقعا للصديقين من المباراه التي لم يكونا متهيئين لها ان تحدث كارثة.. كانت ترتيباتهم او ترتيبات عنكبة تحديدا ان تكون هنالك فتره طويلة يتهيا فيها اللاعبون وينالون تدريبات كان ممكن مع قواهم الجسمانية وموهبتهم الكامنة يمكن ان تعدي المسالة بعد شهر .. ولكن لسوء الحظ هو انزالهم بعد يوم من وصولهم بدون تدريب حتى على استخدام الحذاء الرياضي ... في ذلك اليوم اكلوا علقة من كل المنتسبين للنادي من مشجعين واداريين قوامها الاحذيه وقوارير العصير الفارغة ... وطلب رئيس النادي تحقيقا في حضور اللاعبين النيجرين مع المترجم النيجيري ..
وبدا الحديث واسنجو قائلا :: انا مش فاهم الناس زعلانه مننا ليه نحن ماجينا هنا عشان نلعب كره قدم نحن جينا عشان نغسل عربات وانا من المطار اتحدثت وقلت انا جايي انظف السيارات القديمة والخرد في السودان .. وانا اصلا مش عارف ليه الناس كانت فرحانة .. اذا نتو اتغشيتو فينا نحن مثلم كمان مغشوشين .. لان الشخصين الجينا معهم فهمونا باننا جايين نعمل في طرمبة في السودان .....
اقر واعترف عنكبة وعضة بشهادة واسنجو وزملاؤه .. وهذا لم يخفف عنهم الحكم لانهم اختلسوا مبالغ ضخمة كانت تكفي لاحضار مايكل النيجري من شلسي ومعه اوشي من اسبانيا .. لمن اختلسوا المبالغ واحضروا عمال طلمبه ... ليمرمطوا سمعة النادي في الارض .... بالطبع تم فتح بلاغ في الصديقين ليعودا الى السجن من جديد ...
اما النيجرين الثلاثة وجدت لهم فرصة عمل في طلمبه قرب النادي مع السماح لهم بالتدريب مع الفريق ... عسى ان تتفجر موهبتهم يوما طالما انهم لا زالوا نيجيرين .....
في السجن جلس الصديقان في الزنزانة من جديد يعمهم الصمت لينطلق صوت عنكبة من جديد
عنكبة : تعرف يا عضة عندي ليك مشروع جديد بعد ما نطلع من هنا .... وقبل ما يتم جملته يجد عضة جاثما على صدره وهو يخنقه : اسمع يا كارثه انت نطلع من هنا تاني لوشفتك في الشاراع الا ارتكب فيك جريمه ... نطلع من هنا انا من شارع وانت من شارع سامع ولا لا................................................ ..........
التحق كل من عثمان ورمضان بالعمل مع والديهما بالسوق العربي في التجاره .. سرعان ما وجدا لديهما مكانا وسط التجار ... واكيد هذه المرحلة وصلا اليها بعد عدة مشاجرات مع التجار وضرب وسجن وحراصات لم تتجاوز اطولها الشهر .... لكنها قربت اكثر بين الصديقين وقوت من عصابتهما وشراثتهما معا ...
جمع عثمان ورمضان السوق كما جمعهم الحي ولجانه الشعبيه ... ليتغلغلا فيها ... ويتدرج رمضان اولا منتزعا رئاسة اللجنة الشعبيه للحي انتزاعا من المرشحين وليصبح عثمان نائبا له .. كما جمع بينهما عنصرا ثالثا وهو نادي التلال .. نادي الحي وبصورة ما استطاع ان يفرض الاثنين نفسيهما على ادارة النادي ليصبح احدهما مديرا لدائرة الكرة والثاني سكرتيرا ثقافيا للنادي في حين انه لا يعرف حتى ما المطلوب منه لكي يكون سكرتيرا ثقافيا ... تسير الحياة ويكبر الزخم حول الشريكين .... رمضان عضه اصبح مشهورا بزيه الناصع السوداني الكامل ... وسيارته الهيلوكس بقمارتين .... اما عثمان عنكبة اشتهر باللبسه الافريقية المعروفه بالكنقولي وسيارته الكريسيدا ... لا المركز الاجتماعي ولا الهيبة المصطنعة غيرت من طبعهما بل لازال الاثنان يذهبان الى حفلات الاعراس ويمكن ان يتسببا في افساد الحفل بمشاكل مفتعله من نوع ( تعاين لاختى مالك؟؟؟ .... اختك مين ياخ انت ... يعني ما عارفه طيب هاك البنية دي عشان تذكرك ... ويكون عثمان في هذه الحالة تناول كرسي حديد ووقع ضرب في الناس من طرف ... وتتفرتك الحفل .)
ركب عثمان ورمضان موجة التجار في الاقتراض من البنوك وحررا شيكات ضمان من البنك بعد ان انفصلا من والديهما وقررا ان يتجرا في تجارة الزرة .. وفعلا اخذ الاثنان القرض وسافرا الى منطقة المحاصيل في القضارف ... واشتريا كمية ضخمة من الذره ... على اعتبار انهما سيقومان ببيعها في زمن القحط ويتحول الاثنان الى اغنياء في لمح البصر .. وفعلا اجرا مخازن في مدينة القضارف بعد ان خزنوا الذره ... وعادا مطمئنين .. ليغادر الموسم ... وللاسف كان موسما ناجحا جدا غمر البلاد بالذره واغرى حتى الفقراء بالزراعة في السهول .. لينزل سعر الذره كادنى حالة له منذ سنوات ... ويحين قرض البنك ... ويجد الاثنان نفسيهما في السجن .. وبعد بيع الذره الذي خزناه باي سعر وتدخل والديهما بتكملة الباقي وبعد عدة شهور يخرج الاثنان ... الى مرحلة الصفر من جديد .....
اخيرا تجلى اقتراح عثمان لرمضان فكرة يبدو انها خمرت في دماغه وهما في السجن ,
عثمان :: رمضان اخوي انا عندي فكرة لمشروع يعوضنا الخسائر دي في شهور
رمضان :: خلينا من مشاريعك دي ياخ ودتنا في ستين داهية
عثمان : المره دي مشاريع فيها دولارات كثيرة
رمضان : اها شنو المشاريع دي
عثمان رايك شنو : نسافر ادغال افريقيا ناس الكنغو وتنزانيا ونجيب لاعبين افارقة
رمضان : اها كمان عاوز تودينا محلات الابادة الجماعية والمشاكل دي عاوز تقرضنا مره واحدة
عثمان : ياعمي مشاكل شنو خلاص سيبك من الكنغو ورواندا ديل نمشي تنزانيا وكينيا
رمضان : طيب نحن حنعرف الاعبين كيف وكيف نقنعهم يجو معانا وحانجيب راسمال من وين ؟؟
عثمان : اولا راسمال ما مشكلة انت ناسي قطع الارض الكان طلعناها من اللجان الشعبية ؟؟ حنبيعها انا عرضتها وجابت مائتين مليون والبنك ماكان عارفه والا كان صادرها مننا ... اما اللاعبين .. وانت قايل حنجيب لاعبين من فريقهم القومي ... ما نحن حنشوف اي افريقي مفتل كدا وشعروا ممشط نجيبه ...
رمضان : طيب ما راح ننفضح لمن يكتشفوا انه ما بيعرف يلعب ...
عثمان : ياخي كورتنا السودانية دي عايز ليها زول بيعرف يلعب .. اي زول لياقته فل مع اولادنا التعابه ديل يقدر يدفرهم ويصبح هداف الدوري
رمضان : خطير يا عثمان يا راس انت بكرة نبدا التنفيذ على طول...
في نفس تلك الفتره
صادف ان اقيمت مباره في الدوري بين فريق التلال وفريق الصاروخ اللد والند التاريخي والمنافس لفريق التلال .. ومن حسن حظ الصديقين مني فريقهم بخسارة كبيارة بلغت الاربعة اهداف بدون مقابل ....
همس عثمان لرمضان شامتا وفاركا يده :
عثمان : تعرف يا عضة الظروف دي جات في صالحنا تجي نمشي النادي ونخطب فيهم خطبة عصماء في انه لا بد من اللاعب الاجنبي .. ونحن لازم نطعم الفريق بلاعبين يتناسبوا مع اسم الفريق وسمعته ... وانا اوريك حاجة لازم نحسس ناس النادي انه نحن راح نضحي بوقتنا ونسافر الى افريقيا لاحضار اللاعبين .... عشان لمن يحس الجماعة انه نحن مضحين كلهم راح يدفعوا ونحن في شهر نكون رجعنا القروش الصرفناها مضاعفه .
رمضان : فكره يا عنكبة ولازم من مساء اليوم قبل ما يبرد حر الهزيمة ..
وفعلا ذهب الصديقان الى النادي .. ووجدوا النادي مكتظ بالرواد الحزينين وكانهم ينتظرون جثمان عزيز قادمة من الخارج ..
هنا تصنع عثمان ورمضان الغضب... وبدا رمضان بصوته الجهوري ... انا وبصفتي رئيسا لدائرة الكرة اعلن عن قيام اجتماع عام فورا ... كل الحضور يتجمع الان في ميدان كرة السلة ...
وفعلا بدا التجاوب الغاضب واخذ الناس كراسيهم وبدا يرصوها في ميدان كرة السلة.
وصلت الميكرفونات والتحق بالاجتماع ايضا اللاعبون ومدربهم ورئيس النادي وباقي الاعضاء ..
وبدا الخطبه اولا رمضان مخاطبا الكل ..
رمضان ::: السلام عليكم ايها المهزومون ... السلام عليكم يا فريق الاحباط ... السلام عليكم يا مجرعينا المر والحنظل ... ادمنتم الهزيمة واصبحتم تنهزمون بدم بارد .... نحن غبنا عن النادي لمدة ثلاثة اشهر فقط .. ونرجع لنجد هذا التفكك والانهيار .... من من ؟؟؟؟؟ من فريق الصاروخ هذا الفريق الذي كان لا يرفع راسه من هزيمه الا ونلحقه بالثانية .... وهذا الفريق الذي عندما يكون في عزه وجبروته يهزمنا واحد صفر بالكثير وغالبا تكون بمساعدة الحكم ,,,,, يتجرا اليوم ويغلبنا اربعة صفر ... ولذلك لابد من البحث عن حلول جاهزة وناجعه والان اقدم لكم اخي وصديقي عثمان عنكبة عضو النادي الغيور ربما نجد عنده بعض الحلول ولقد عهدناه مفكرا منقذا للنادي في كل مره ...
وفعلا يتقدم عثمان عنكبه ويلقي خطبة عصماء ..
يا اعضاء نادي التلال الاشاوث يا ابطال النادي من لاعبين ومشجعين ومدربين ... ماحدث اليوم لن يتكرر مره ثانية بفضل جهودكم وبفضل اعضاء شرف هذا النادي الشرفاء الذين يضحون باموالهم واولادهم من اجل رفعة هذا الشعار ونحن لها ....يضج الحضور بالتصفيق .. وهتافات من نوع ... عاش عاش نادي التلال ...
ايها الاخوة لذلك قررت انا واخي رمضان ان نسافر ومن حر مالنا الى ادغال الدول الافريقية ونحضر لاعبين اجانب يليقون بسمعة هذا النادي ومكانته الافريقية العظيمة .. وسنبدا من الاسبوع القادم فورا مضحين بمالنا وزمننا من اجل رفعة هذا النادي .. ارجو ان يؤيدني صديقي رمضان .. وفعلا يتقدم رمضان ناحية المنصة مشبكا يده بيد عثمان ويرفع الاثنان يديهما مع بعض في صورة دراميه مطبوخة بعناية شديدة ،،، ويضج الميدان بالحضور والصفير والتصفيق ...
هنا يتجرا رئيس النادي ويجد ان الصديقين انقذا سمعته ... ووقف مخاطبا الجمهور ... ان نادي فيه مثل هذين البطلين لن يهزم ابدا ... ونحن سنفتح باب التبرعات من الان حتى نجمع الاموال لاننا لانرضى ان يدفع هذين الشابين من راسمالهما ونقف متفرجين يكفيهما ان يدفعا من وقتهما الثمين من اجل هذا النادي العملاق .... ومن الغد سيبدا جمع التبرعات .. ولانامت اعين الجبناء ..
هنا قرص عثمان رمضان في رجله ... انتفض رمضان هامسا (بس يا اهبل ما تفضحنا الظاهر الخطة نجحت )......
الى الرحلة حيث ادغال افريقيا وعالم الافارقة,,,,,,
اصبح جميع اعضاء النادي والمشجعين مؤيدين لسفر عضة وعنكبة للدول الافريقية .. وبدات الاجراءات وجمع التبرعا ت لكن اصر الصديقين الا ياخذوا معهم مبلغ من النادي حتى يصلوا نيجيريا او الكامرون ويعرفوا اسواق اللاعبين والاسعار هناك .. وفعلا باعوا اراضيهم وحولوا اموالهم الى دولارات وبدات رحلة الادغال من نيجيريا ... في ابوجا نزل الصديقان في فندق فخم خمس نجوم وبعد ان تزودا بالملابس الفخمة والشنط الدوبلامسية ....
بعد ان استقر الاثنان في غرفتهم بالفندق سال عضه : انت يا اخوي عثمان ليه دخلت الكاميرون في الموضوع هناك اللاعبين غاليين شديد .
عنكبه : وانت اهبل يعني نحن راح نجيب ليهم صمويل ايتو ؟؟؟ انت بس سيب الموضوع دا علي .
رمضان : هوي ياعنكبة انت ورينا راح نعمل شنو بالظبط ...
عنكبة : يا اخوي نحن كل المحتاجين ليه شباب في العشرينات من عمرهم يحملوا جوازات نيجيرية وكاميرونية او اي جنسية افريقية
عثمان : يعني ما مهم يعرفوا يلعبوا كورة ولا مايعرفوا
عنكبة : ياخي في شاب افريقي مفتول العضلات ورياضي عمروا ما لعب كرة قدم .. ,هي اللعبة الوحيدة اليتقنها الافارقة وما عندهم غيرها ..
عضه : يعني كدا نحن ما راح نجيب لاعبين مسجلين في اندية رسميه .
عنكبة : عليك نووووووووور يا دوب بقيت تفهمني ... يعني نحن نجيب لاعب يلعب في نادي؟؟؟؟؟ .. بعدين النادي يقول عايز مليون واللاعب نص مليون ... ياخي انت عارف قروشنا ما تكفي صمويل ايتو يتمرن معانا لمدة اسبوع واحد .. كدي هسع نحن تعبانين ننوم نومتنا والصباح رباح ..
فعلا خلد الاثنان للنوم نتيجة للارهاق من السفر.. ولم يستيقظوا الا الصباح العاشره وقد استيقظ رمضان عضة في الاول على طرقات في الباب .. وفتح الباب ليجده النادل ... وقد كان شاب مفتول العضلان في العشرين من عمره وممشط الشعر بنفس المواصفات التي حددها عثمان .... بمعنى لاعب من النوع الذي يعمل ضجه في الاعلام السوداني ...
وفعلا حاول عضه ان ياخذ منه معلومه وحاول يساله بالانجليزي الركيك الذي بقي في دماغه ..
عضه : What is your name Sadeeq
النادل : الا تتحدث اللغة العربية يا اخي ظننتكم من السودان تعرفون اللغة العربية بطلاقة ....
عضه : مندهشا وهل انت تتحدث اللغة العربية ..
النادل : نعم وانا اسمي عمر عبد السلام مسلم من جزر القمر وانا اتقن اللغة العربية الفصحى باضافة الى لغتي السواحيلية ...
عضه : خلينا من اللغة هل تعرف تلعب كرة القدم بطلاقة
النادل : وما دخل كرة القدم باللغة العربية الفصحى ام هل تريد ان تمحن فصاحتي ؟؟؟؟
في هذه اللحظة يسمع عنكنبة الضجيج وياتي ليشارك
عنكبة : مالك تتحدث مع الجرسون
عضة : شوف يا عنكبة دا ما طلبك زاتوا الراجل ممشط وطويل وقوي وكمان يتحدث اللغة العربية الفصحى يعني نبدا نسجل من هنا ....
عنكبة جارا عضة من يده الى الداخل وشاكرا النادل بعد ان طلب منه ان يحضر لهما شاي بالحليب .
عنكبه : دا شنو الجريتو لينا دا انت عايز تضيعنا ولا شنو .... عايزنا نسجل عامل فندق مشهور عشان اول زيارة للفريق في نيجريا عمال الفندق كلهم يسلموا عليه ويفضحونا ...
عضه : وفيها شنو يمكن يكون لعاب في الكورة ..وبعدين دا قال بيعرف عربي .
عنكبه : ياخي انت غياظ بشكل ... واها العربي دي بالذات مصيبه لوحدها ... نسوق لينا لاعب يعرف عربي اليصدق منو جايبنو من افريقيا حيقول لينا دا انتو جايبنو ا من سنار ولا من مدني ...اها ازيدك اهم شرط انه يكون ما بيعرف ولا كلمة بالعربي .. خليك انت ما تستعجل لمن نطلع الشارع انا راح او ريك الاختيارات الصاح .
حضر الشاي وشرب الاثنان وبعد ان استحما وغيرا ملا بسهم خرجا الى الشارع .... يبدوا انه عضة استسلم لعقليه عنكبه تماما وحتى بطل يساله وهو يشاهده يدخل احد الاسواق ويشتري كرة قدم .. يحملها معه في يده .... اراد عضه ان يسال عن سر هذه الكره ولكنه آثر الصمت ..
وهما في الطريق لاحظ انه انه عنكبه توقف امام محطة بنزين وهو يلاحظ مجموعة من الشباب النيجرين يغسلون السيارات .. وفيهم كل المواصفات الحلم ....
وحتى العمال لاحظوا للشخصين اللذين وقفا يتاملوا فيهم .. واشر عنكبة فعلا لاحدهم .. وانفعل عضه وبدا ينادي :: صديق صديق كم ... قاطعه عنكبه :: صديق شنو انت ياخي فاكرهم بنقلاديش ... عضه ومال ديل ينادوهم كيف ..
عنكبه : تناديهم كدا : ابشوينا يا ابوشينا .... كي...........
وفعلا بدا الشباب يتجهوا ناحية عثمان وهم يبتسمون وخاصة عندما شاهدوه يحمل الكره في يده وهي كما هو معروف عشق الشعب النيجري مثل الشعب السوداني تماما ..
عثمان : في انت نو فوت بول
همهم النيجيرين بكلمات خليط من الانجليزي ولغتهم المحليه ... مما استدعى عثمان ان يفك الكره من الشبكه ويقدمها لهم ليرى مهاراتهم بنفسه ... وفعلا ابدا احدهم مهارات عاليه .. في الاحتفاظ بالكره وركلها بكتفه وركبته .. ,كذا الاخران لكن اقل براعة من الاول ..
هنا اقتنع عثمان باختياراته ... وبدا بكل ما يملك من لغات وكلمات يشرح لهم في انه سيجد لهم عمل في السودان ... لم يتطرق لهم على انهم سيكونون لاعبين كرة قدم حتى لا يطمعوا ولكن عرض عليهم راتب الف دولار في الشهر لو قبلوا يعملوا معه كعمال محطة في السودان ... وافق الشباب فرحين بهذا العرض السخي ... واعطاهم عنوانه في الفندق حتى يبدوا في استخراج اوراقهم الثبوتيه استعدادا للسفر ....
رجع الاثنان الى الفندق تحت دهشة عضة المنعقده ومن كيفية السهولة التي يحل بها عثمان المواضيع وسال :: ليه ياعثمان قلت ليهم انا عاوزكم عمال ؟؟؟
عنكبه : يا اخوي لو قلنا ليهم سيرة كرة القدم اول هم راح يطمعوا فينا وراح يصدقوا نفسهم .. وما بعيد يظهر لينا الاتحاد النيجيري ويحولهم لينا لاوكاشا ورشيدي يكيني ... يعني خلينا بعد نوصل السودان شوف اخوك راح يقلب الامور كيف ..
وفعلا اخذ عنكبة التلفون واتصل برئيس النادي مبشرا له بحصوله على بعض الللاعبين وكيف استطاع ان يتغلب على الاندية الفرنسية التي كادت ان تخطف النجوم الذي اختاروهم لولا حنكته ودفعه السخي .. ليشكره رئيس النادي مع حرارة الشوق والانتظار لرجوعهم ..
في اليوم الثاني احضر اللاعبين جوازات سفرهم .. وقرر الصديقان اخذ الجوازات الى السفارة في ابوجا .. والمشكلة التي افصح عنها عضه هي كيفية اقناع القنصل بان هؤلاء عمال وليس لاعبين وعلى اساس تطلع التاشيرة عمل وكيف بعد ماتنتشر صورهم في الجرايد والضجة الاعلامية التي سيحدثها الاعلام الرياضي وسيقعوا في حرج مع القنصل ..... لكن عنكبة طمانه بانه هو عامل ترتيب لكل شئ ... وفعلا قابل عنكبة القنصل واقنعه بانه سياخذ ثلاث لاعبين نيجريين بفيزة عمل بناءا على طلبهم لان بلادهم تفرض ضرائب عاليه على لاعبي كرة القدم .. وهم اول مره يحترفوا وظروفهم صعبه ... والمهم صاغ عنكبه كعهده كثير من الحجج المنطقيه المقنعه والتي جعلت الثلاث يؤشرون دخولا للبلاد بتاشيرة عمل عادية .. ويؤشروا مثلها في وزاراتهم .. ويقطع لهم تذاركر .. ويتصل عنكبة بادراة النادي التي تعد لهم برنامجا استقباليا ضخما عصر الثلاثا ء بالمطار ... والجرائد الرياضية المنحازة للنادي تبدا في نشر العناوين العريضة ومنشيتات من نوع ... ثلاثي التلال النيجيري يصل الثلاثاء بصحبة قطبي النادي رمضان عضه وعثمان عنكبة ....واخرى تكتب هذا عصرك يا واسنجو فامرح (احد اللاعبين بعد ان التقطوا اسمه ) ... اما جرائد نادي الصاروخ المعاديه تحاول ان تقلل من اهمية اللاعبين وتكتب ( ان لاعب التلال الجديد واسنجو مصاب بالتهاب حاد في اربطة الصليب الاحمر للركبة ) .
وفي يوم الثلاثاء بدات الحشود من مشجعي نادي التلال في النادي وكل واحد يرتدي ما يمتلك من ملابس تلائم شعار النادي . وتحركت مسيرة ضخمة بالميكروفنات الى المطار مصحوبة بالطبول والموسيقي والغناء والاهازيج ... من نوع
انحنا جينا وكية للمابينا
تلالنا زينة وحالف ما يخلينا..
في الرابعة عصرا وصلت الطائرة للمطار وقبل ما يخرج اللاعبين من الطائرة استخرج عنكبة ثلاثة فنايل من شنطته وصرفها على اللاعبين .. ,الذين تناولوها باندهاش لانهم حتى الان هم فاهمين بانهم اتوا ليعملوا في محطة بنزين يغسلوا السيارات ولم يفهموا علاقة الموضوع بالفنايل .. ولكنهم رغم الاستفهامات التي دارت في راسهم الا انهم لبسوا الفنايل على مضض ... اول مادخلوا صالة الاجراءات بصورة استثنائية خلصت اجراءاتهم سريعا لسبب لم يفهموه ايضا .. وخرجوا من الصالة ليفاجاوا بجمع غفير يرتدي نفس زيهم ويحيطونهم بالصراخ والعويل ... هم لم يتخيلوا انه هذه الاحتفالات خاصة لهم .. وعندما تيقنوا من ذلك ان هذه الاحتفلات بهم .. افتكروا ان البلاد تحتفل بهم كمنظفي سيارات ... حتى همس احدهم للاخرا بانه يمكن تكون هذه اول محطة غسيل سيارات في السودان .. وشعروا بانهم نجوم فعلا لكن في غسيل السيارات ... استقبلهم طبعا رئيس النادي بالوفد المرافق معه بعد ان سلم على عضة وعنكبة بشدة ولهفه وقال يجب ان يتوجه الوفد الى صالة كبار الزوار لعمل المؤتمر الصحفي ... كما افادهم بانه احضر معه مترجم نيجيري من الذين يدرسون في الجامعات السودانية حتى ياخذ اللاعبين راحتهم في التعبير بلغتهم الاصليه ....
وفعلا وقف الاعبون امام الميكرفونات وبدا اولهم واسنجو وقف معرفا نفسه متحدثا بلغته الاصليه حديث من نوع ( كي ابانجي واسنجو ناركوما كوماتشي ووووووووو الخ )
المترجم : انا اسميى واسنجو كوماتشي متخصص غسيل الخرد ... وانا مستعد ان اغسل اي حديدة موجودة في الميدان في ساعة واحدة دون اي تعب او كلل ... وانا اساسا جايي للسودان عشان اغسل الخرد واحولها لكم لتحف تذكارية تتباكو عليها ...
وضج الحضور بالصراخ والصفير نتيجة لهذة التصريحات النارية التي صرح بها اللاعب واسنجو وفهموا الغسيل بالطبع كعملية المحاورة والخرد هم الخصوم طبعا ... وبدا الجمهور يهتف
وسجنة وسجنة وسجنة .... اااايييي وسجنة وسجنة وسجنة ااااااااااااي ..
وبدا الثاني مصرحا :
وانا كوماره ماكونا وانا متخصص تلميع ساطع .. وقالها بالانجليزي شايننق برايت ...
وكذلك ضج الحضور بالصفير والزغاريد ...
اما الثالث فقال لهم :: انا ابوجا كوارشي متخصص كفرات ما اخلي طين يمر بدون ما اغسله والتي ترجمها المترجم بانه مدافع خلفي ولن يسمح باي اوساخ من مهاجمي الخصوم تتعدى . وفعلا بعد ذلك خلص المؤتمر الصحفي وتحرك الموكب ناحية النادي .. وبعد ان اصطفت السيارت ودارت باللاعبين في شوارع المدينة .. وبل بعضهم حمل عثمان ورمضان على الاكتاف .... والغناء من نوع وسجنة وسجنة وسجنة اااااي.
همس عضه في اذن عنكبة قائلا ( الجماعة ديل كانوا عايزين يضيعونا .. شنو غسيل وتلميع ساطع وكفرات ) عنكبة ( ولا يهمك مش اتفسرت في صالحنا الناس فهموها كورة و لا حتى المترجم النيجيري فهمها كورة )
المهم عد ذلك اليوم وتفاجا الصديقين بانه مباراة بعد الغد مع الخصم اللدود فريق الصاروخ يجب ان يعلب فيها اللاعبين الجدد بعد ما اكتملت اجراءات تسجيلهم بالاتحاد ... حاول عثمان يتعلل بانه اللاعبين مرهقين من السفر .. وكيف يلعبوا بدون ما يتمرنوا .. ولكن اصر رئيس النادي والمدرب على اشراكهم في مباراة بعد الغد وكيف لا هم نيجرين اكيد لياقتهم فل ما محتاجين لتمارين .. تعلل عثمان بانهم غير منسجمين مع باقي الفريق .. مامهم المهم هم منسجمين مع بعض ... اصر اعضاء النادي بانهم لازم يلقنوا نادي الصاروخ الدرس وهم منتظرين هذا اليوم .. وخلوا واسنجوا يغسلهم لينا غسيل كلوي ذاتو ....
وجد الصديقان انه ليس لهم مفر سوى الموافقة ...
الا ان نلتقي في الاستاد يوم المباراة .
في اليوم السابق للمباراة
شعر الاثنان بانهم تورطا فعلا ... هم كان في حساباتهم ان اللاعبين الجدد يتمرنوا شهر على الاقل مع الفريق ويمكن مع توجيهات المدرب والقليل من كرة القدم المترسب في راسهم مع الصفات الوراثية يمكن الامور تمشي ولا ينتبه احد بان هؤلاء ليست لهم ادنى علاقه بكرة القدم ولا حتى يعرفون قوانينها .. لكن يلعبوا مباراة رسمية في الاستاد في اليوم الثالث لوصولهم هذه لم تكن في الحسبان اطلاقا .. وشعروا فعلا بالورطة وخاصة رمضان عضة الذي كان مستسلما تماما لافكار عثمان عنكبة الجهنمية التي تكاد تهلكه في كل مره .
عضه : اها يلا شوف لينا حل يا عبقري انا جماعتك ديل يتخيل لي في حياتهم ما لعبوا مباراه رسمية .. مباراة رسمية ها ؟؟؟؟هم فاضين من الطرمبه وغسيل العربات .. يلا حلها لينا ؟؟؟
عنكبه : تصدق يافرده اول مره اشعر باننا متورطين فعلا ... تجي نمشي نحاول نشرح ليهم خلال اليوم دا شوية قوانين وطريقة اللعب وكل واحد الخانة الراح يلعب فيها .
عضة : حتشرح ليهم بياتو لغة ولا عايزنا نجيب المترجم بتاع الغسيل داك ويفضحنا مع الريس كمان ..
عنكبة : خلاص على الاقل نمشي السكن نخليهم يطلعوا معانا جكة او جريه خفيفة حول الميدان والاحياء يمكن عضلاتهم تتفكفك شوية ... اولا نمشي محلات الرياضة نشتري ليهم ملابس رياضية وجزم ..
عضه : كلام ممتاز بس ان ما راح اجري معاكم نشتري الملابس وانت تاكل نارك معاهم بطريقتك ..
وفعلا اشترى الصديقين الملابس وذهبا الى سكن اللاعبين النيجرين .. وبصورة ما بالاشارة مع كلمات انجليزية مخلوطة بالعربي استطاع ان يفهما اللاعبين بانه لابد لهم ان يخرجوا جكة لمدة ساعتين كتمارين لياقة ..
احتج واسنجو وقال انه اذا تعب لا يستطيع ان يغسل السيارات بكفاءه ..
رد عضة : غسيل اييه انت كمان كرهتنا الغسيل ذاتو.. دا كله منك يا عثمان لو كان فهمتهم من اول انه جايين اساسا عشان يلعبوا كورة ماكان تورطنا كدا
عنكبه : خلاص واسنجو لازم فوت بول كار وااش مافي .. في فوت بول.. ماتش بكره في تومورو ماتش .
واسنجو سرح يادوب بدات الصورة تتبلور في راسه والاحتفلات والهيصة هي لانهم لاعبين في نادي .. وفعلا منذ متى كان الناس يحتفلون بمغسلي العربات او حتى مغسلي الكلى .. وفعلا التفت الى زملاؤه ورطن معاهم طويلا شارحا الصورة لهم .. بعد ذلك نظر الثلاثي الى الصديقين ابتسموا وارتدوا الزي الرياضي وخرجوا برفقة عنكبه فقط جريا في الشوارع .. انضم اليهم الجمهور من مشجعي النادي وهم يهتفون لعنكبة والثلاثي ويؤلفون لهم الاغاني ..
يوم المباراة
كما ذكرنا وصل اللاعبون النيجريون يوم الثلاثاء وقضوا الاربعاء فقط راحة بالاضافة الى جكة الاخ عنكبة يوم الاربعاء ليكتشفوا في لحظة واحدة انهم لاعبو كرة قدم وليس مغسلي سيارات كما كانوا فاهمين وفي فريق في الدوري الممتاز ومفروض غدا يخوضوا مباراتهم الاولى في الاستاد وصت جمهور ضخم وعليهم ان يرتدوا احزية كرة قدم ويلعبوا في استاد منجل مباراه منقولة على الهوا مباشرة كل هذه الحزمة من الدهشه القيت على وجوههم في لحظة واحدة ( يا شماتة ابله ظاظا فيهم ) . .
اما في صبيحة نفس اليوم نفذت الصحف الرياضية منذ العاشره صباحا وخاصة صحيفة الفاول لسان حال فريق التلال الرياضي والتي كانت مانشيتاتها العريضة كالتالي .
واسنجو يتوعد بغسل فريق الصاروخ من القوون للقون
ماكونا يصرح بانه راح يحك لاعبي الصاروخ حتى يلمعوا ويحيلهم لتحف اثرية للفرجة فقط
اما كوارشي فهو يقول لن يسمح بمرور مهاجمي الصاروخ حتى لو ركبوا كفرات في اقدامهم
اكتظ الاستاد باللاعبين من الظهر وتحت ايقاعات الطبول والاغاني ... كان مشجعي نادي التلال واثقين من سحقهم التام لفريق الصاروخ وانه لن تقوم لهم قائمة بعد اليوم ..
اما لاعبي فريق الصاروخ ومشجعي النادي كانوا منزعجين فعلا بل خائفين من هذا الثلاثي الخطير الذي دعم الخطوط الثلاثة لفريق التلال وحاول المدرب جهده ان يفرق لاعبين اتنين لكل واحد منهم ...
اما الثنائي اللذين كان شعورهم مختلف من الجميع ويمكن مرعوبين لاول مره هما الشقيين عنكبة وعضة .. فهم جلسا في المقصورة يراقبا صفارة البداية واياديهم على قلوبهم وهم يمنون النفس بان تحدث معجزة او مفاجاه ويطلع الثلاثي لاعبين خطرين فعلا ... والى صفارة الحكم لنرى ماذا حدث
في يوم المباراة
امتلات المدرجات تماما وخلصت التذاكر . نزل لاعبوا الفريقين الملعب وعيون الناس في كل الاستاد كانت مركزة على الثلاثي النيجيري .. دخل كل اللاعبين فريق التلال وفريق الصاروخ وبداوا يعملون الاحماءات في الملعب مع صراخ وتصفيق واهازيج المشجعين .. واسنجو الوحيد الذي يبدوا عليه شرب الدور تماما وتكيف مع الوضع لانه نزل الملعب وهو يجري ناحية المساطب التي يقلب عليها شعار فريقه مما خلق ضجة عالية في الملعب مع الاغنية التي اصبحت مفضلة لدى جمهور التلال ..
وسجنة وسجنة وسجنة ااااااااي
دا الشغل دا الشغل دا الشغل اااااي
اما الاثنين الباقين كوماره وكوارشي يبدو عليهم الزعر كان شكلهم خائفين كأنهم اطفال عند طبيب الاسنان .. واخيرا بعد دخول الحكام وتوزع اللاعبين على خانتهم .. اطلق الحكم صافرة المبارة وانطلق صوت المعلق الرياضي .. وكثير ممن لم يتمكنوا من دخول الاستاد اكتفوا بالفرجة من على شاشات التلفزيونات ...
ويبدوا ان فريق الصاروخ دخل المباراه بدافع قوي لاعبيه يريدون ان يثبتوا بان الثلاثي لن يخيفهم ونترك المشهد لمزيع المباراه
المزيع : الكورة عند فريق الصاروخ ..... مع احمد يلعب باص لعرقلة وعرقه يدخل خط الطمنطاشر ينفرد لالالالالالالالالالالالا المدافع النيجيري يرتكب مخالفة كبيره معاه وضربة جزاء ... اسرع ضربة جزاء في تاريخ الدوري السوداني يرتكبها اللاعب النيجيري الجديد في اول دقيقة من زمن المباراه ... والحكم يشهر البطاقة الحمراء ... لازال اللاعب عرقلة ساقطا على الارض..
وجمهور التلال بدا يهتف التحكيم فاشل ..... التحكيم فاشل .....
في المقصورة حيث يجلس عنكبة وعضة كل واحد منهم وضع يد في فمه وبدا وا يتلفتوا الى اعضاء النادي الباقين لحسن الحظ وجد الاثنان ان المسئولية حملت على الحكم لوحده وكان من المفترض ان يشهر البطاقة الصفراء اولا ويقدر انه اللاعب جديد وطريقة اللعب في السودان تختلف عنها في بلاده وهكذا دار حوار ..
يشوط احد لاعبي الصاروخ ضربة الجزاء محرزا الهدف الاول .. وتستمر المباراه وفريق التلال ناقصا لاعبا نيجيريا ... اصبح لاعب الوسط كومارا والذي كلما وصلت الكره الى قدمه فلتت منه استفاد منها لاعبي الخصم ويبدوا انه لم يستطيع اللعب اما في النجيلة او بجزمة الكره لانه ثالثة الاثافي انه اراد ان يشوط الكره فصعد عليها ساقطا على يده والتي يبدوا انها كسرت لانه حمل بالاسعاف الى خارج الملعب ومنها الى المستشفى ليستبدل بلاعب قديم .... ليبقى في الملعب من الثلاثي فقط واسنجو .. وبقي هو الامل ....لحسن الحظ في دربكة من كره معكوسة امام مرمى الصاروخ ترتطم الكره براس واسنجو محرزا هدف التعادل .. ورغما عن ان شكل الهدف لم يكن متقنا ولا ملعوبا الا انه بعث الامل من جديد في نفوس جماهير التلال المحبطة .. وعاد هتاف الوسجنة من جديد .... ولكن بعد خمس دقائق يحرز فريق الصاروخ الهدف الثاني وينقلب الحال من جديد الى حالة الاحباط .... وفي الزمن الاخير من المباراه يرتكب مدافع فريق الصاروخ ضربة جزاء مشكوك في صحتها يبدو ان الحكم اراد ان يخلق بها توازنا خوفا من جماهير التلال الحانقة عليه ...
واسنجو بطبيعة الحال يتصدى لضربة الجزاء ونترك الميكرفون مره اخرى مع مزيع المباراة لنعرف النتيجة ..
المزيع :
ضربة جزاء في آخر دقيقة من الزمن الرسمي للمباراة .... واسنجو وصلاح حارس مرمى الصاروخ .. مين حا ينتصر .. واسنجو يضع الكره ارضا ويرجع للخلف استعدادا لشوط المباراه ...واسنجو واسنجو واسنجو وشايط واسنجو
لا لا لا لا لا لا اول مره تحصل في تاريخ كرة القدم .. بالجد دي جديدة لنج جديدة جديدة جديدة يا واسنجو .. عمرنا ما شفنا لاعب يشوط ضربة جزاء الكره تطلع رمية تماس .. واسنجو المحترف النيجيري المدفوع فيه دولارات شاط ضربة الجزاء الفرصة الاخيره لفريق الامل .. طلعت الكورة رمية تماس وهو سقط على الارض......
نعود للحدث للصديقين في المقصورة ..
عضه مسك بطنه مدعيا بانه رايح الحمام ..(عن اذنكم ) رئيس النادي يجره من يده تعال هنا يا نصاب ماشي وين حمام شنو ؟؟؟؟ ... عنكبة يستغل حجمه النحيف وينسحب من المقصورة جاريا نحو سيارته ليجد جماهير النادي تنتظره هناك
كما هو كان متوقعا للصديقين من المباراه التي لم يكونا متهيئين لها ان تحدث كارثة.. كانت ترتيباتهم او ترتيبات عنكبة تحديدا ان تكون هنالك فتره طويلة يتهيا فيها اللاعبون وينالون تدريبات كان ممكن مع قواهم الجسمانية وموهبتهم الكامنة يمكن ان تعدي المسالة بعد شهر .. ولكن لسوء الحظ هو انزالهم بعد يوم من وصولهم بدون تدريب حتى على استخدام الحذاء الرياضي ... في ذلك اليوم اكلوا علقة من كل المنتسبين للنادي من مشجعين واداريين قوامها الاحذيه وقوارير العصير الفارغة ... وطلب رئيس النادي تحقيقا في حضور اللاعبين النيجرين مع المترجم النيجيري ..
وبدا الحديث واسنجو قائلا :: انا مش فاهم الناس زعلانه مننا ليه نحن ماجينا هنا عشان نلعب كره قدم نحن جينا عشان نغسل عربات وانا من المطار اتحدثت وقلت انا جايي انظف السيارات القديمة والخرد في السودان .. وانا اصلا مش عارف ليه الناس كانت فرحانة .. اذا نتو اتغشيتو فينا نحن مثلم كمان مغشوشين .. لان الشخصين الجينا معهم فهمونا باننا جايين نعمل في طرمبة في السودان .....
اقر واعترف عنكبة وعضة بشهادة واسنجو وزملاؤه .. وهذا لم يخفف عنهم الحكم لانهم اختلسوا مبالغ ضخمة كانت تكفي لاحضار مايكل النيجري من شلسي ومعه اوشي من اسبانيا .. لمن اختلسوا المبالغ واحضروا عمال طلمبه ... ليمرمطوا سمعة النادي في الارض .... بالطبع تم فتح بلاغ في الصديقين ليعودا الى السجن من جديد ...
اما النيجرين الثلاثة وجدت لهم فرصة عمل في طلمبه قرب النادي مع السماح لهم بالتدريب مع الفريق ... عسى ان تتفجر موهبتهم يوما طالما انهم لا زالوا نيجيرين .....
في السجن جلس الصديقان في الزنزانة من جديد يعمهم الصمت لينطلق صوت عنكبة من جديد
عنكبة : تعرف يا عضة عندي ليك مشروع جديد بعد ما نطلع من هنا .... وقبل ما يتم جملته يجد عضة جاثما على صدره وهو يخنقه : اسمع يا كارثه انت نطلع من هنا تاني لوشفتك في الشاراع الا ارتكب فيك جريمه ... نطلع من هنا انا من شارع وانت من شارع سامع ولا لا................................................ ..........
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق