كنت في الصغر مغرم جدا بتربية الحيوانات الاليفة ..والمتاح منها بالطبع ..والمقصود بالمتاح منها لانه توجد حيوانات اليفة مدمرة يتخذ منها اهلنا موقفا عدائيا منها الارانب لانها ستحول البيت الى مترو الانفاق او الى فيتنام .. وثانيا الماعز او الغنم لانه نحن اساسا غنم الحلة كرهونا البيت وكثيرا ما تناولوا الغداء بدلا عنا وخصوصا عندما يكون كسرة خبز بالرجلة فهي وجبة الغنم المفضلة .. اذا انا اصبح متاح امامي الطيور والقطط والكلاب .. ومن الطيور كان لدينا حمام ودجاج .. وانا اضفت لهم زوج جميل من البط .. كنت مغرما جدا بزوج البط لانهم طيلة اليوم تجدهم يسبحون في الماء في ظل الشجر ....
ولكن بطل القصة كان كلبا جميلا جدا لونه بيج اقرب للبرتقالي مع بعض الدوائر البيضاء اضافة الى شعر كث .. مما يدل انه كلب من سلالة اوروبية .. انا حتى لا اذكر من اين اتينا به ولكن كل ما اذكره اني اسرفت في تدليله وهو حتى كبر وشب عوده واصبح كلبا بن ستين كلب حرم ابناء الحي من الاقتراب عن بيتنا بدائرة قطرية قد تبلغ مساحتها اربعمائة مترا مربعا .. عدا طبعا اصدقائي الذين تعود عليهم .
وبما ان بيتنا كان يقع على ناصية الشارع الرئيسي ومطلا على محطة مواصلات كانت المنطقة حولنا تضج بالحركة مما ارهقت الكلب بالنباح على الاغراب .. وحتى اخيرا لانه بدا بتعب اصبح يصنف الناس .. من يرتدي بنطلون وقميص هو شخص محترم ويجب اخراجه عن دائرة النباح .. اذا انحصر نباحه في الاول على الذين يرتدون الزي الشعبي فقط من جلابية وعمة وغيرها .. ثم هؤلاء ايضا اعاد تصنيفهم بحيث استثنى اصحاب الجلاليب والعمم ... وحصر الامر على اللبس السواكني وهو عراقي قصير وسروال طويل وصدرية سوداء .. ثم هؤلاء ايضا كثروا عليه وصفى الامر على كل من يحمل عكاظا فقط .
في مره من المرات لاحظت انه هنالك بنت جميلة تقريبا في الثالثة عشر من عمرها ربما اكثر او اقل .. تاتي كل يوم في الثالثة عصرا وتنتظر عند ناصية البيت وهي ترتدي زي رياضي وهو زي الكراتيه ... هذه البنت في الفتره التي تنتظر فيه سيارتها ذهب اليها الكلب ورحبت به ايما ترحيب .. وبعد قليل بدات معه فاصل من الالعاب بحيث انها تمسك شئ في يدها وترفعه ليحاول الكلب تناوله منها قفذا ..وهي تضحك مستمتعة . واعتقد انه الكلب ايضا اصبح يضحك ويستمتع ... وقفت انا من بعيد اراقب الموقف دون تدخل او اتحدث مع البنت ,, استمر الحال الى ان اتت السيارة واخذت البنت الى تدريبها وعاد الي كلبي بعدما قضى وقته مستمتعا ... وفي اليوم التالي كذلك اتت البنت وذهب اليها الكلب وبدا فاصل اللعب والحركات البهلوانية .. لتذهب البنت .. واستمر الحال كذلك لدرجة ان الكلب اصبح يذهب وينتظرها في ظل الناصية قبل ان تحضر هي .. ويجري يستقبلها اول ما تظهر في بداية اللفة التي تحضر منها ليستمر فاصل اللعب واالهو وانا اعتقد انه الامر اصبح بين قلبين اكثر من كونه بين قلب صغير وكلب بمعنى انه التعلق اصبح متبادلا ..
أما زوج البط انجبا عشرة كتاكيت صغيرة جميلة كانت صفراء اللون او ذهبية في الاول ثم بالتدريج بدا يكسوها الريش الاسود والابيض.. وفرحت بهم ونسيت الكلب وصديقته واصبحت اقضي معظم الوقت مع فراخ البط .
غير اني بعد فترة لاحظت انه عدد فراخ البط بدا يتناقص . في الاول لم انتبه للنقص لان العدد كان كبيرا ولكن بعد بضعة ايام لاحظت انه العدد اصبح ستة فقط .. في الاول ظنيت ان الامر كان فيه سرقه ولكن بعد ذلك استبعدت هذا الظن بعدما تذكرت الكلب الشرث ولن يجرؤ احد على الاقتراب من بطاتي .. ولكن يوما ما كنت مريضا ولم اذهب الى المدرسة وفي وقت الفطور انا متحرك في الحوش تفاجات بالكلب هجم على البطات وتناول واحدة وجرى بها ولم يابه لصرخات الام الثكلى ( او البطوى باعتبار صوت البط) وجرى وانا من بعيد جريت اراقب الكلب ووجدته ذهب بالفرخة بعيدا عن دائرة البيت ووقف على بعد مسافة بعيدة كافية لاخفاء اثر الجريمة ويبدو انه سمع بقصة الحرامي في راسه ريشة . وتناولها وعاد كانه لم يفعل شيئا . واتضح لي ان الكلب بن الكلب هذا كان يفطر كل يوم ببطة كاملة ولا اجعص عمدة في البلد ... تملكني غضب بلا حدود وقررت ان انتقم منه وحكمت عليه بيني وبين نفسي بالاعدام دون اي تردد لانه تسبب في ازهاق خمسة انفس بريئة .. وتذكرت انه كان لنا جار ظابط في الجيش وهو معاشي .. وكانت له هوايتين متناغضتين تماما . الهواية الاولى هو تربية الكلاب والاهتمام بها ... والهواية الثانية قتل الكلاب .... فهو كانت له بندقية خرطوش قديمة .. واعتقد انه عندما يحس برغبة عارمة في قتل كلب يذهب الى اصحاب الكلب ويدعى وحسب خبرته بالكلاب انه كلبهم بدات تظهر عليه علامات السعر ولا بد من قتله قبل ما يؤذي احد افراد البيت .. بالتاكيد سيوافق اصحاب الكلب ليخرجوا له الكلب ويصيبه بطلقه في راسه ويعدمه .. لطالما تمنى احد طلقاته هذه لراس كلبي ولكن بالطبع نحن لم نعطيه الضوء الاخضر او نصدق ادعائه . اما الان فان الامر اختلف تماما اصبحت انا حانقا على هذا الكلب واتمنى موته .. وفعلا ذهبت الى هذا العم جارنا .. وبمجرد ما اخبرته برغبتي باعدام كلبي لم يثنيني او يترجاني بل اعتقد انه لم يصدق وقبل ان اغير رايي دخل الى بيته واحضر والبندقية في يده ..
وفعلا عدنا الى البيت هو معي واقترح انه ناخذ الكلب حيا الى المزبلة (الكوشة) حتى لا يتعبنا جره بعد موته .. ولكن لان الكلب معتاد علي اتى معي دون مقاومة الى ان ذهبنا الى المزبلة واوقفناه على تل الزباله وصوب قاتل الكلاب البندقية على راسه وقتله فعلا .. لكن ما احزنني انه الكلب كان يعرف قاتل الكلاب ويكرهه كما تكرهه باقي الكلاب لكنه لم يقاوم وذهب برجلية الى المقصلة وانتظر الموت بكل شجاعة .. وهو ينظر الي كانه يقول انا راضي اذا كان هذا سيرضيك ... ومات كلبي ..
العصر تذكرت موعد حبيبة كلبي ووقفت في الباب انتظر حضورها واتت فعلا ولاحظت انها تتلفت وانها تفتقده طالما تلفتت ونظرت الي وبنظراتها فقط كانت تسالني اين هو .. الى ان اتت السيارة واخذتها ظلت هي تتلفت .. وكذلك في اليوم التالي والذي يليه كانت تتعشم في ان ياتي ولكنه ذهب الى حيث لن ياتي ابدا .. اما انا مشاعري تباينت بين الندم والرضى ، ندما على فراقه ورضى عن عقوبة يستحقها وهو المفروض منه الحراسة ضد الاعداء لا ان يتحول هو الى العدو الاخطر....
ولكن بطل القصة كان كلبا جميلا جدا لونه بيج اقرب للبرتقالي مع بعض الدوائر البيضاء اضافة الى شعر كث .. مما يدل انه كلب من سلالة اوروبية .. انا حتى لا اذكر من اين اتينا به ولكن كل ما اذكره اني اسرفت في تدليله وهو حتى كبر وشب عوده واصبح كلبا بن ستين كلب حرم ابناء الحي من الاقتراب عن بيتنا بدائرة قطرية قد تبلغ مساحتها اربعمائة مترا مربعا .. عدا طبعا اصدقائي الذين تعود عليهم .
وبما ان بيتنا كان يقع على ناصية الشارع الرئيسي ومطلا على محطة مواصلات كانت المنطقة حولنا تضج بالحركة مما ارهقت الكلب بالنباح على الاغراب .. وحتى اخيرا لانه بدا بتعب اصبح يصنف الناس .. من يرتدي بنطلون وقميص هو شخص محترم ويجب اخراجه عن دائرة النباح .. اذا انحصر نباحه في الاول على الذين يرتدون الزي الشعبي فقط من جلابية وعمة وغيرها .. ثم هؤلاء ايضا اعاد تصنيفهم بحيث استثنى اصحاب الجلاليب والعمم ... وحصر الامر على اللبس السواكني وهو عراقي قصير وسروال طويل وصدرية سوداء .. ثم هؤلاء ايضا كثروا عليه وصفى الامر على كل من يحمل عكاظا فقط .
في مره من المرات لاحظت انه هنالك بنت جميلة تقريبا في الثالثة عشر من عمرها ربما اكثر او اقل .. تاتي كل يوم في الثالثة عصرا وتنتظر عند ناصية البيت وهي ترتدي زي رياضي وهو زي الكراتيه ... هذه البنت في الفتره التي تنتظر فيه سيارتها ذهب اليها الكلب ورحبت به ايما ترحيب .. وبعد قليل بدات معه فاصل من الالعاب بحيث انها تمسك شئ في يدها وترفعه ليحاول الكلب تناوله منها قفذا ..وهي تضحك مستمتعة . واعتقد انه الكلب ايضا اصبح يضحك ويستمتع ... وقفت انا من بعيد اراقب الموقف دون تدخل او اتحدث مع البنت ,, استمر الحال الى ان اتت السيارة واخذت البنت الى تدريبها وعاد الي كلبي بعدما قضى وقته مستمتعا ... وفي اليوم التالي كذلك اتت البنت وذهب اليها الكلب وبدا فاصل اللعب والحركات البهلوانية .. لتذهب البنت .. واستمر الحال كذلك لدرجة ان الكلب اصبح يذهب وينتظرها في ظل الناصية قبل ان تحضر هي .. ويجري يستقبلها اول ما تظهر في بداية اللفة التي تحضر منها ليستمر فاصل اللعب واالهو وانا اعتقد انه الامر اصبح بين قلبين اكثر من كونه بين قلب صغير وكلب بمعنى انه التعلق اصبح متبادلا ..
أما زوج البط انجبا عشرة كتاكيت صغيرة جميلة كانت صفراء اللون او ذهبية في الاول ثم بالتدريج بدا يكسوها الريش الاسود والابيض.. وفرحت بهم ونسيت الكلب وصديقته واصبحت اقضي معظم الوقت مع فراخ البط .
غير اني بعد فترة لاحظت انه عدد فراخ البط بدا يتناقص . في الاول لم انتبه للنقص لان العدد كان كبيرا ولكن بعد بضعة ايام لاحظت انه العدد اصبح ستة فقط .. في الاول ظنيت ان الامر كان فيه سرقه ولكن بعد ذلك استبعدت هذا الظن بعدما تذكرت الكلب الشرث ولن يجرؤ احد على الاقتراب من بطاتي .. ولكن يوما ما كنت مريضا ولم اذهب الى المدرسة وفي وقت الفطور انا متحرك في الحوش تفاجات بالكلب هجم على البطات وتناول واحدة وجرى بها ولم يابه لصرخات الام الثكلى ( او البطوى باعتبار صوت البط) وجرى وانا من بعيد جريت اراقب الكلب ووجدته ذهب بالفرخة بعيدا عن دائرة البيت ووقف على بعد مسافة بعيدة كافية لاخفاء اثر الجريمة ويبدو انه سمع بقصة الحرامي في راسه ريشة . وتناولها وعاد كانه لم يفعل شيئا . واتضح لي ان الكلب بن الكلب هذا كان يفطر كل يوم ببطة كاملة ولا اجعص عمدة في البلد ... تملكني غضب بلا حدود وقررت ان انتقم منه وحكمت عليه بيني وبين نفسي بالاعدام دون اي تردد لانه تسبب في ازهاق خمسة انفس بريئة .. وتذكرت انه كان لنا جار ظابط في الجيش وهو معاشي .. وكانت له هوايتين متناغضتين تماما . الهواية الاولى هو تربية الكلاب والاهتمام بها ... والهواية الثانية قتل الكلاب .... فهو كانت له بندقية خرطوش قديمة .. واعتقد انه عندما يحس برغبة عارمة في قتل كلب يذهب الى اصحاب الكلب ويدعى وحسب خبرته بالكلاب انه كلبهم بدات تظهر عليه علامات السعر ولا بد من قتله قبل ما يؤذي احد افراد البيت .. بالتاكيد سيوافق اصحاب الكلب ليخرجوا له الكلب ويصيبه بطلقه في راسه ويعدمه .. لطالما تمنى احد طلقاته هذه لراس كلبي ولكن بالطبع نحن لم نعطيه الضوء الاخضر او نصدق ادعائه . اما الان فان الامر اختلف تماما اصبحت انا حانقا على هذا الكلب واتمنى موته .. وفعلا ذهبت الى هذا العم جارنا .. وبمجرد ما اخبرته برغبتي باعدام كلبي لم يثنيني او يترجاني بل اعتقد انه لم يصدق وقبل ان اغير رايي دخل الى بيته واحضر والبندقية في يده ..
وفعلا عدنا الى البيت هو معي واقترح انه ناخذ الكلب حيا الى المزبلة (الكوشة) حتى لا يتعبنا جره بعد موته .. ولكن لان الكلب معتاد علي اتى معي دون مقاومة الى ان ذهبنا الى المزبلة واوقفناه على تل الزباله وصوب قاتل الكلاب البندقية على راسه وقتله فعلا .. لكن ما احزنني انه الكلب كان يعرف قاتل الكلاب ويكرهه كما تكرهه باقي الكلاب لكنه لم يقاوم وذهب برجلية الى المقصلة وانتظر الموت بكل شجاعة .. وهو ينظر الي كانه يقول انا راضي اذا كان هذا سيرضيك ... ومات كلبي ..
العصر تذكرت موعد حبيبة كلبي ووقفت في الباب انتظر حضورها واتت فعلا ولاحظت انها تتلفت وانها تفتقده طالما تلفتت ونظرت الي وبنظراتها فقط كانت تسالني اين هو .. الى ان اتت السيارة واخذتها ظلت هي تتلفت .. وكذلك في اليوم التالي والذي يليه كانت تتعشم في ان ياتي ولكنه ذهب الى حيث لن ياتي ابدا .. اما انا مشاعري تباينت بين الندم والرضى ، ندما على فراقه ورضى عن عقوبة يستحقها وهو المفروض منه الحراسة ضد الاعداء لا ان يتحول هو الى العدو الاخطر....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق