عم عثمان ترزي الحلة . مما شبينا وجدنا دكان عم عثمان الترزي في ناصية الحلة . كل جلاليبنا وعراريقنا وهديماتنا منذ الصغر هو الذي يتولى تحويلها من قماش لملبوسات . بغض النظر عن براعاته في الخياطة . لانه اصلا لم يكن لدينا خيار . 0 يعني ( يا ولد جلابيتك الت العيد عايز يخيطها ليك عمك عثمان ولا ...... عمك عثمان ) بمعنى البديل الوحيد له هو عم عثمان نفسه . لانه كون الوالد ياخذ القماش لداخل البندر يصبح ما في ضمان تعيد بجلابية جديدة . لان ترزية البندر يعطو اولوية لزبائنهم من البندر . وعم عثمان سعيد جدا بهذا الاحتكار والتفرد . وحتى اصبح يستغل هذا الموقف في تمشية اغراضه اليومية مثلا ( مالك يا محمد الموية الجايبة لي دي ما بارده مالا انت ما عايز تعيد السنة دي بجديد ولا شنو ) لهجة فيها تهديد واضح بانه جلابيتك يمكن ان تتجاوز العيد . فما عليك الا ان تتدارك الموقف وتخطف ( الكوز )من يد عم عثمان وتحضر موية من الزير الخاص بالضيوف .
عم عثمان وظف معه احد ابناء الحلة لمعاونته في خياطة الزراير والاعمال اليدوية الاخرى وقد لقبناه نحن بزراره . اصبح زراره الساعد الايمن لعم عثمان الترزي . بل اصبح تدريجيا يكتسب اهمية موصلة من اهمية عم عثمان نفسه . واصبح في المناسبات ينتظرنا حتى نغسل له يديه قبل الاكل وبعد الاكل مثل ما يفعل معلمه عم عثمان . ونحن نخدم عثمان بكل ما نملك بل نتسابق من اجل يوم واحد في السنة وهو يوم العيد واحيانا في فتح المدارس . خياطة الزي المدرسي ايضا موسم له اهميته عندنا وعند العم عثمان . لكن لان افتتاح المدارس لا يقابل بنفس لهفة العيد لذلك لم يكن هنالك حرص قوي على الزي المدرسي مثل ملابس العيد .
دخل رمضان مع بداية شهر رمضان يبدا بريق عم عثمان خافتا ثم يتوهج تدريجيا مثل هلال رمضان تماما . لكن العكس لان هلال رمضان يفقد اهميته كلما كبر حجمه وزاد وهجه وتوغل الشهر بينما يحدث العكس لعم عثمان . في حلتنا يوجد نادي واحد لكرة القدم وهو نادي النهضة . يتنافس مع اندية اخرى ولكن في قرى اخرى حولنا . اما النادي فيتنافس ابناء الحله في خدمته . في ذلك اليوم قيل ارسل سيف الدين ولد عبد الله النجار طقم فنايل جديد للنادي ومعه قماش للشورطات وقالوا ان هذا الطقم سيلعبون به في العيد مع فريق زائر من العاصمة للقرية في عيد رمضان , وفي لحظة حماس وقف العم عثمان وذكر بانه سيجهز الشورطات قبل العيد وهو متطوعا بذلك . مما حدى بابناء النادي للتصفيق الحار للعم عثمان . ودفع بالقماش للعم عثمان ليقيم بتجهيز حوالى ست عشر شورط قبل وقفة العيد .
اخذ عثمان القماش مع تلميذه للدكان ليجد في انتظاره الحاجة السره وهي تحمل طاقة قماش ( مالك يا حاج عثمان اتاخرت علينا .. هاك الطاقة دي عايزاك تطلع لي منها خمس ملايات وخمسة اكياس مخدات عايزاهن لعرس سوسن بتي يوم العيد ) واخذ عم عثمان القماش و هو يفتح دكانه . ويوكل تلميذه يلا يازراره سجل الحاجات الظاهر الموسم دا ورانا شغل كثير . وقبل ما يكمل جملته تاتيه عبارة ........سلام...يرفع راسه ليجدها حاجة التايه ( عثمان يا ولدي ديل اربع عراريق وسراويل لاولاد الطاهر ولدي عشان بندور نطهرهم في العيد ولازم يكونن جاهزات .
عد ذلك اليوم الخامس من رمضان وكانت الحصيلة طيبة . حتى عم عثمان فكر انه من دخل الموسم دا بس يمكن يتم بناء الصالون الذي جلس زمن بدون سقف . وهو واقف يدخل عليه صالح الجزار ... اخونا عثمان عوافي ... هلا يا ابو صلاح ....... ياخي الجلابية دي مرسلا لي خالد ولدي من جده عايزك تلحقا لي صلاة العيد ...
ولد يا زرارة تعال اخد مقاسات عمك صالح دا ....
بدا عم عثمان والاقمشة والقصاصات تحيط به من كل جانب ..... وكل ما ياتيه زبون جديد يفكر في الاكتفاء والرفض ولكن يتذكر بانه الو فتح خانة للناس يمشو يجربو مكان ثاني يمكن لا يعودون وبالتالي لا بد من القبول ولسع رمضان في اوله .
والحمد لله المره دي تقريبا كل ناس الحلة معيدين جديد . عدا شخص واحد لم يمن عليه احد بقطعة قماش ولطالما تمنى العم عثمان الا يفعل احد . وهو خالد كبسه الشرير فرتاك الحفلات . شخص يعتقد ويقتنع ان الانسان اصلا شرير نادرا ما يجب ان يكون مسالما . وشخص اذا وقف في اي حفلة تفرتكت الحفلة تطوعا دون ان يمد هو او احد يده .
صحيح ان صالح الجزار شرير لكنه يمكن السيطره عليه اما خالد كبسه فهو بركان ثائر بدون اي سبب . الحمد لله عد نصف رمضان ولم يمن احد على خالد بجلابية العيد . شعر عم عثمان ان هذا العيد سيمر بسلام طالما انه لن يخيط لخالد كبسة جلابية . لان حتى جلابيته لا ينتهي مشروعها بتسليمه اياها بل كل ما ياخذها ويجربها يعود متهيجا ومكسرا كل شي امامه ومدعي ان الاكمام ضيقه او قصيره . باخذها عم عثمان بيد مرتجفه ويعيد تفصيلها ليعود مره اخرى بسبب آخر .
تبقى على وقفة العيد ثلاثة ايام فقط . وعم عثمان بدا يفقد السيطره لانه بدا في قماش شورطات النادي وقبل ما يبدا في خياطته تذكر ان هنالك ناس دافعين مبالغ وعمل النادي هو عمل تطوعي . ترك الشورطات وذهب لجلابية عبد الله الجزار قصاها وقبل ان يبدا في خياطتها وجد حاجة التاية واقفة على الباب في انتظار عراريق احفادها يترك جلابية الجزار بعد ان قصقصها ويدخل في عراريق التاية . وقبل ان يخلص من قصها تدخل عليه حاجة السره مولولة في موضوع الملايات التي لاتزال قماشاتاها في طاقة كما هي . وعثمان في ربكته هذه يدخل عليه هادم الافراح ومنبع الاتراح بصوته الجهوري الاجش . وهو يحمل طاقة قماش من التيترون الابيض .
ويرفع عثمان راسه متمتما (خ.......ا.....ل...د)
آآآآآآي ياني خالد ذاتو . الله دا ما كريم كنت عشمان لي في جلابية واحدة جاتني ليك طاقة كاملة من اخوي البرعي ولد العمدة .
عثمان الترزي بعد ان كان واقفا شعر بالانهيار وجلس ... وبدا يهمس ( هو كان يتمنى الا ينال خالد كبسة جلابية واحدة خلال هذا العيد الآن خالد امامه ومعه خمس جلاليب...... وحاول يهادنه ,
(خلاص يا خالد ولدي انا حا اجهز ليك جلابية واحدة تعيد بيها والباقي بعد العيد )
جلابية واحدة...جلابية واحدة يا خروف يا بغل ...وبدا يزبد ... انا عاوز ايام العيد الخمسة كل يوم بجلابية جديدة عشان اوري اولاد الحلة دي حاجة ...
شعر عثمان الترزي بان الامر فيه تآمر او مقلب عليه وهو يعرف ان البرعي ولد العمده حتى قبل ان يخرج من السودان كان بتاع هزار ومقالب . وفعلا عندما نظر الى الشارع شاهد من بعيد ان البرعي ميت بالضحك وحولة شلة من ابناء الحلة . وعرف بانه شرب الخازوق .
اول حل عنده هو صرف خالد من امامه ( خلاص يا خالد ياولدي يوم الوقفة تلقاهم جاهزات الخمسة ) في هذه الاثناء كان زرارة متبكما بل يكاد لا يتنفس لانه لو صدرت منه اي كلمه او راي او تعليق هو يعرف بان رد خالد سيكون لطمة على الوجه فقد قبل ذلك احد اسنانه في موقف كهذا من خالد نفسه. لذلك لزم الصمت . لكنه تأثر لحالة الاكتئاب التي اصابت عمه عثمان . ولذلك انتظر خروج خالد بفارق الصبر ليدلي برأيه . ورأي زراره هو انه يعرف ليه ترزي في المدينة صاحبه ممكن يودي ليه جلاليب خالد ويرجعها منه يوم الوقفة .
ارتاح عم عثمان لهذا الحل وفعلا سلم قماش خالد لزراره وارسله للمدينة . وفي نهاية اليوم عاد زراره من المدينة بعد ان اكد ان جلاليب خالد كبسة ستكون جاهزة يوم الوقفة في الصباح .
عدى عم عثمان هذين اليومين على احر من الجمر يقفذ بين الاقمشة . بعد ان كان يعتقد ان العيد لا زال بعيدا شاهد الايام اصبحت تجري كالثواني .
الى ان جاء اليوم الموعود يوم الوقفة . هو في ذلك اليوم بعث تلميزة زراره لاحضار جلاليب خالد قبل ان يفتح المحل . وحضر هو الى الدكان في تحضير الملابس الجاهزة للتسليم وتحضير الاعزار للآخرين . وفي كل راس خمس دقائق يناظر ناحية الشارع ليراقب حضور زرارة من البندر .
استمر الحال الا ان انتصف النهار . وبدا العصر يدخل ولم يظهر زراره في الصورة وعندما اشتد قلق عم عثمان وهو يترقب في بركان الغضب خالد . خرج من دكانه واقفا في الشارع يترقب الشارعين الشارع الذي سايتي منه زراره من البندر والشارع الذي يمكن ان يظهر منه الشيطان خالد كبسة . فهو تجمدت عنده كل الاهداف سوى هذا الهدف الوحيد ......... الى ان تاتي الطامة الكبرى .
اتى احد شبان الحي ويبشر عم عثمان بان تلميزة زراره اخذوه ناس الخدمة الالزامية . وهو في زحمة انشغاله لم يتذكر حتى ان يسال زراره عن اسم ومكان الترزي الذي اخذ له جلاليب خالد كبسة . واسقط في يده وبدا يتسلل ويتسحب دون وعي مبتعدا عن الدكان او قل عن الحاره باسرها ليختفى من الحلة تاركا كل شي دكانه مفتوح وبيته بما انه لم يكن متزوجا ولم يكن له ابناء في الحلة اصبح الحفاظ على روحه وروحه فقط من اولى اولوياته .
(وانا من هنا انا عبد الله الجزار بقولك عفيت ليك يا عثمان يا اخوي جلابيتي بعد ما قصقصتها وما عرف اي ترزي يعمل منها اي شي . لكن عفيتها ليك وصدقني لو كان لميت فيك يوم الوقفة داك كان سلخت جلدك وعملت منه مركوب عيدت بيه بدل الجلابية الخربتها .
لكن تعال راجع لحلتنا وابشرك بانه اخونا خالد بعد حادثتك ديك تاب وبقى مسالما جدا وما يفوت اي وقت صلاه والبرعي ولد العمدة ندم على المقلب العملو فيك وبطل الهزار والمقالب . بس الحلة فاقداك وتلميزك زراره بقى هو ترزي الحلة ومسك محلك . لكن نحن عايزنك انت يا عثمــــــــــــان اخوي ,
اخوك عبد الله الجزار ..هل تسمعني يا عثمان يااخوي
عم عثمان وظف معه احد ابناء الحلة لمعاونته في خياطة الزراير والاعمال اليدوية الاخرى وقد لقبناه نحن بزراره . اصبح زراره الساعد الايمن لعم عثمان الترزي . بل اصبح تدريجيا يكتسب اهمية موصلة من اهمية عم عثمان نفسه . واصبح في المناسبات ينتظرنا حتى نغسل له يديه قبل الاكل وبعد الاكل مثل ما يفعل معلمه عم عثمان . ونحن نخدم عثمان بكل ما نملك بل نتسابق من اجل يوم واحد في السنة وهو يوم العيد واحيانا في فتح المدارس . خياطة الزي المدرسي ايضا موسم له اهميته عندنا وعند العم عثمان . لكن لان افتتاح المدارس لا يقابل بنفس لهفة العيد لذلك لم يكن هنالك حرص قوي على الزي المدرسي مثل ملابس العيد .
دخل رمضان مع بداية شهر رمضان يبدا بريق عم عثمان خافتا ثم يتوهج تدريجيا مثل هلال رمضان تماما . لكن العكس لان هلال رمضان يفقد اهميته كلما كبر حجمه وزاد وهجه وتوغل الشهر بينما يحدث العكس لعم عثمان . في حلتنا يوجد نادي واحد لكرة القدم وهو نادي النهضة . يتنافس مع اندية اخرى ولكن في قرى اخرى حولنا . اما النادي فيتنافس ابناء الحله في خدمته . في ذلك اليوم قيل ارسل سيف الدين ولد عبد الله النجار طقم فنايل جديد للنادي ومعه قماش للشورطات وقالوا ان هذا الطقم سيلعبون به في العيد مع فريق زائر من العاصمة للقرية في عيد رمضان , وفي لحظة حماس وقف العم عثمان وذكر بانه سيجهز الشورطات قبل العيد وهو متطوعا بذلك . مما حدى بابناء النادي للتصفيق الحار للعم عثمان . ودفع بالقماش للعم عثمان ليقيم بتجهيز حوالى ست عشر شورط قبل وقفة العيد .
اخذ عثمان القماش مع تلميذه للدكان ليجد في انتظاره الحاجة السره وهي تحمل طاقة قماش ( مالك يا حاج عثمان اتاخرت علينا .. هاك الطاقة دي عايزاك تطلع لي منها خمس ملايات وخمسة اكياس مخدات عايزاهن لعرس سوسن بتي يوم العيد ) واخذ عم عثمان القماش و هو يفتح دكانه . ويوكل تلميذه يلا يازراره سجل الحاجات الظاهر الموسم دا ورانا شغل كثير . وقبل ما يكمل جملته تاتيه عبارة ........سلام...يرفع راسه ليجدها حاجة التايه ( عثمان يا ولدي ديل اربع عراريق وسراويل لاولاد الطاهر ولدي عشان بندور نطهرهم في العيد ولازم يكونن جاهزات .
عد ذلك اليوم الخامس من رمضان وكانت الحصيلة طيبة . حتى عم عثمان فكر انه من دخل الموسم دا بس يمكن يتم بناء الصالون الذي جلس زمن بدون سقف . وهو واقف يدخل عليه صالح الجزار ... اخونا عثمان عوافي ... هلا يا ابو صلاح ....... ياخي الجلابية دي مرسلا لي خالد ولدي من جده عايزك تلحقا لي صلاة العيد ...
ولد يا زرارة تعال اخد مقاسات عمك صالح دا ....
بدا عم عثمان والاقمشة والقصاصات تحيط به من كل جانب ..... وكل ما ياتيه زبون جديد يفكر في الاكتفاء والرفض ولكن يتذكر بانه الو فتح خانة للناس يمشو يجربو مكان ثاني يمكن لا يعودون وبالتالي لا بد من القبول ولسع رمضان في اوله .
والحمد لله المره دي تقريبا كل ناس الحلة معيدين جديد . عدا شخص واحد لم يمن عليه احد بقطعة قماش ولطالما تمنى العم عثمان الا يفعل احد . وهو خالد كبسه الشرير فرتاك الحفلات . شخص يعتقد ويقتنع ان الانسان اصلا شرير نادرا ما يجب ان يكون مسالما . وشخص اذا وقف في اي حفلة تفرتكت الحفلة تطوعا دون ان يمد هو او احد يده .
صحيح ان صالح الجزار شرير لكنه يمكن السيطره عليه اما خالد كبسه فهو بركان ثائر بدون اي سبب . الحمد لله عد نصف رمضان ولم يمن احد على خالد بجلابية العيد . شعر عم عثمان ان هذا العيد سيمر بسلام طالما انه لن يخيط لخالد كبسة جلابية . لان حتى جلابيته لا ينتهي مشروعها بتسليمه اياها بل كل ما ياخذها ويجربها يعود متهيجا ومكسرا كل شي امامه ومدعي ان الاكمام ضيقه او قصيره . باخذها عم عثمان بيد مرتجفه ويعيد تفصيلها ليعود مره اخرى بسبب آخر .
تبقى على وقفة العيد ثلاثة ايام فقط . وعم عثمان بدا يفقد السيطره لانه بدا في قماش شورطات النادي وقبل ما يبدا في خياطته تذكر ان هنالك ناس دافعين مبالغ وعمل النادي هو عمل تطوعي . ترك الشورطات وذهب لجلابية عبد الله الجزار قصاها وقبل ان يبدا في خياطتها وجد حاجة التاية واقفة على الباب في انتظار عراريق احفادها يترك جلابية الجزار بعد ان قصقصها ويدخل في عراريق التاية . وقبل ان يخلص من قصها تدخل عليه حاجة السره مولولة في موضوع الملايات التي لاتزال قماشاتاها في طاقة كما هي . وعثمان في ربكته هذه يدخل عليه هادم الافراح ومنبع الاتراح بصوته الجهوري الاجش . وهو يحمل طاقة قماش من التيترون الابيض .
ويرفع عثمان راسه متمتما (خ.......ا.....ل...د)
آآآآآآي ياني خالد ذاتو . الله دا ما كريم كنت عشمان لي في جلابية واحدة جاتني ليك طاقة كاملة من اخوي البرعي ولد العمدة .
عثمان الترزي بعد ان كان واقفا شعر بالانهيار وجلس ... وبدا يهمس ( هو كان يتمنى الا ينال خالد كبسة جلابية واحدة خلال هذا العيد الآن خالد امامه ومعه خمس جلاليب...... وحاول يهادنه ,
(خلاص يا خالد ولدي انا حا اجهز ليك جلابية واحدة تعيد بيها والباقي بعد العيد )
جلابية واحدة...جلابية واحدة يا خروف يا بغل ...وبدا يزبد ... انا عاوز ايام العيد الخمسة كل يوم بجلابية جديدة عشان اوري اولاد الحلة دي حاجة ...
شعر عثمان الترزي بان الامر فيه تآمر او مقلب عليه وهو يعرف ان البرعي ولد العمده حتى قبل ان يخرج من السودان كان بتاع هزار ومقالب . وفعلا عندما نظر الى الشارع شاهد من بعيد ان البرعي ميت بالضحك وحولة شلة من ابناء الحلة . وعرف بانه شرب الخازوق .
اول حل عنده هو صرف خالد من امامه ( خلاص يا خالد ياولدي يوم الوقفة تلقاهم جاهزات الخمسة ) في هذه الاثناء كان زرارة متبكما بل يكاد لا يتنفس لانه لو صدرت منه اي كلمه او راي او تعليق هو يعرف بان رد خالد سيكون لطمة على الوجه فقد قبل ذلك احد اسنانه في موقف كهذا من خالد نفسه. لذلك لزم الصمت . لكنه تأثر لحالة الاكتئاب التي اصابت عمه عثمان . ولذلك انتظر خروج خالد بفارق الصبر ليدلي برأيه . ورأي زراره هو انه يعرف ليه ترزي في المدينة صاحبه ممكن يودي ليه جلاليب خالد ويرجعها منه يوم الوقفة .
ارتاح عم عثمان لهذا الحل وفعلا سلم قماش خالد لزراره وارسله للمدينة . وفي نهاية اليوم عاد زراره من المدينة بعد ان اكد ان جلاليب خالد كبسة ستكون جاهزة يوم الوقفة في الصباح .
عدى عم عثمان هذين اليومين على احر من الجمر يقفذ بين الاقمشة . بعد ان كان يعتقد ان العيد لا زال بعيدا شاهد الايام اصبحت تجري كالثواني .
الى ان جاء اليوم الموعود يوم الوقفة . هو في ذلك اليوم بعث تلميزة زراره لاحضار جلاليب خالد قبل ان يفتح المحل . وحضر هو الى الدكان في تحضير الملابس الجاهزة للتسليم وتحضير الاعزار للآخرين . وفي كل راس خمس دقائق يناظر ناحية الشارع ليراقب حضور زرارة من البندر .
استمر الحال الا ان انتصف النهار . وبدا العصر يدخل ولم يظهر زراره في الصورة وعندما اشتد قلق عم عثمان وهو يترقب في بركان الغضب خالد . خرج من دكانه واقفا في الشارع يترقب الشارعين الشارع الذي سايتي منه زراره من البندر والشارع الذي يمكن ان يظهر منه الشيطان خالد كبسة . فهو تجمدت عنده كل الاهداف سوى هذا الهدف الوحيد ......... الى ان تاتي الطامة الكبرى .
اتى احد شبان الحي ويبشر عم عثمان بان تلميزة زراره اخذوه ناس الخدمة الالزامية . وهو في زحمة انشغاله لم يتذكر حتى ان يسال زراره عن اسم ومكان الترزي الذي اخذ له جلاليب خالد كبسة . واسقط في يده وبدا يتسلل ويتسحب دون وعي مبتعدا عن الدكان او قل عن الحاره باسرها ليختفى من الحلة تاركا كل شي دكانه مفتوح وبيته بما انه لم يكن متزوجا ولم يكن له ابناء في الحلة اصبح الحفاظ على روحه وروحه فقط من اولى اولوياته .
(وانا من هنا انا عبد الله الجزار بقولك عفيت ليك يا عثمان يا اخوي جلابيتي بعد ما قصقصتها وما عرف اي ترزي يعمل منها اي شي . لكن عفيتها ليك وصدقني لو كان لميت فيك يوم الوقفة داك كان سلخت جلدك وعملت منه مركوب عيدت بيه بدل الجلابية الخربتها .
لكن تعال راجع لحلتنا وابشرك بانه اخونا خالد بعد حادثتك ديك تاب وبقى مسالما جدا وما يفوت اي وقت صلاه والبرعي ولد العمدة ندم على المقلب العملو فيك وبطل الهزار والمقالب . بس الحلة فاقداك وتلميزك زراره بقى هو ترزي الحلة ومسك محلك . لكن نحن عايزنك انت يا عثمــــــــــــان اخوي ,
اخوك عبد الله الجزار ..هل تسمعني يا عثمان يااخوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق