كابوس شتوي
قرر خالد ان يقضي عطلة الجمعة بقصر الشيخ الثري مع أخوه صالح الذي يعمل طباخا هناك .. ولكن انشغل في هذه المرة وذهب فجاه دون ان يتصل به ... كان البرد قارصا في ذلك اليوم ... دخل خالد إلى قصر وهو يرتجف من البرد وذهب متوجها مباشرة ناجية غرفة أخوه صالح حتى ينعم بالدفء .. ولكن عندما وصل الغرفة اخبره احد العمال المساعدين من العمالة البنغالية انه أخوه صالح غير موجود اليوم ولقد ذهب الى البر مع ولد الشيخ الكبير .. فكر خالد في نفسه وقال اذا ان فرصة العشاء قد فشلت اليوم .. ودخل الى غرفة اخيه وقرر أي ينام .. ولكن البنغالي لم ينساه ويبدو انه تعود عليه مسبقا بعد قليل احضر له العشاء كالعادة قطعة كبيره من لحم الخروف ( المندي مع الرز ) اكل خالد بنهم شديد .. وبعد ذلك رقد لينام لان الليل تاخر لابد له من ان ينام هنا وخاصة أن البرد يؤشر الى ان الحرارة تجاوزت الصفر نزولا بكثير .. حاول خالد تشغيل التدفئة ولكن يبدو ان المكيف فيه عطل لانه يعمل تبريد فقط .. ولكن أخيرا قرر أن يكتفي بالبطاطين وتدثر بها جيدا ...
لم تسعفه البطاطين بل شعر إن أسنانه تصطك من البرد وغلبه النوم قدر ما تقلب في الفرش .. خرج من تحت الأغطية باحثا عن وسيلة أخرى للتدفئة يضعها فوق البطاطين لم يجد سوى السجادة المفروشة على أرضية الغرفة .. وضعها فوق الأغطية، منحته قليلا من التدفئة ولكن يبدو ان الحرارة تجاوزت الصفر بكثير ان عاد للارتجاف بردا من جديد .. بعد ان استمر الحال كشف الاغطية وفكر ان يبحث يبحث عن وسيلة أخرى ... قام من السرير خرج من الغرفة توجه ناحية المطبخ ربما وجد نارا موقده ونام قربها .. وقد كان مطبخ القصر ضخما بطبيعة الحال ومليئا بقدور الطبخ العملاقة والتي يمكن ان تستوعب جملا بحاله .. والبوتجازات التي لا تتوفر عادة الا في الفنادق والقصور الضخمه .. لم يجد نارا موقده .. ولكن وجد صينية عملاقة في وسط طاوله بالغرفة .. لم يشأ ان يشعل النور حتى لا يثير ريبة احد انما اكتفى بنور تلفونه الذي يحمله ... كانت الصينية مغطاة بغطاء ضخم كالذي يغطى به الذبائح .. كشف الغطاء وجد انه الصينية مليئة بالارز والذي يبدو انه طبخ حديثا لانه كان دافئا جدا .. لم يشاور خالد عقله لان التعب والبرد القارص تمكنا منه .. واخيرا رفع غطاء الارز وقرر ان يرقد هنا حتى يدفا قليلا ومن ثم يعود الى غرفة اخيه ( ولا من شاف ولا من درى ) .. ولكن الدفا مع التعب جعلوه ينام بعمق ... لم يشعر حتى بحركة العمال في اليوم الثاني عندما حملوه داخل الغطاء دون ان يكشفوا الغطاء وادخلوه الى الفرن العملاق لينال مزيدا من التدفئة اللذيذة لدرجة العرق ولكنها كانت ممتعة .. وليحملوه بعد ذلك .. ودون ان يحس هو أيضا بحركتهم الى المجلس .. حيث يجلس الشيخ وضيوفه ...
لم توقظه العبارات التي تتداول في هذا المقام بين الشيخ وضيوفه من نوع ( يالا يسموا يلا حيوا يا أخوان تفضلوا ... حياكم الله )
ليكشف الغطاء ويصحوا خالد على جمع غفير من الناس حوله شاهرين سكاكينهم وكل واحد يحمل صحنا في يده .. في الاول صرخ خالد فزعا من هذا المنظر ... كما جفل بعض الضيوف وولوا هاربين ... وصرخ الشيخ غاضبا ..
(ايش هذا تسوون مقلبا في ضيوفي يا عيال ال..... وشتم وسب وقال لابد من الانتقام والتاديب ) سكت خالد وهو لازال في رقدته يتوسط صينية الارز شلت حركته .. لم يستطع ان ينطق او يبرر ... وفكر وقال في نفسه يعني لو كان النور طافئا كانت توزعت جثته على هذه الاطباق ..
حضر العمال البنغال يرتجفون وقالوا للشيخ
وهم يهزون رؤوسهم يسرة و يمنى كعادتهم في هذه المواقف ( معليش انا في كلام معلم صالح انت في دخل هذه الصينية الفرن بعدين ودي صالة بتاع ضيوف ... وهو ما في كلام افتح غطاء ... نحن ما في معلوم انه في اخو مال صالح جوه طنجره ..)
الشيخ : ايش لون ادخلتوه الفرن وهو التور ما صحى من السخانه
العامل : بابا هو معلم صالح كلام فقط خمسة دقيقة تسخين عشان ما في سوي حريقه اكل ...
خالد متلفتا يندهش من هذا الحوار ... يعني قبل ما يصبح وليمه تم ادخاله الفرن ... الحمد لله هؤلاء كانوا عمال تسخين فقط ..بمعنى لو كانوا طباخين كان تحول هو الى مندي ...
وقال الشيخ اذا صالح هو حب يعمل في ضيوفي المقلب بعد اتفق مع اخوه وانا ساقلب الطاوله على دماغه هو اخوه ...وقال مخاطبا ضيوفه ( عمركم سمعتوا انه الشيخ رجعت سفرته دون ما ياكل منها احد شئ )
ردوا جميعا : ابدا وحاشاك يا شيخ ...
الشيخ : اذا هذه هي الذبيحة قدامكم وكل واحد يقطع الجزء اليحبه .. وايش تحب انت يا شيخ ابو مازن ....
الشيخ : حياك يابو بندر انا بحب لحمة الراس السودانية ترى يقولون كثير طيبة ويسمونها النيفة ... وقال اخر انا ياشيخ بحب (ام فتفت ) وهي كرشة الخروف مع زبدة الفول السوداني ... وانا يا شيخ سمعت عن الكوارع وكثير طيبة ...
الشيخ : يلا اتفضلوا كل واحد يقص الجزء اليحبه ..
وفعلا تناول الضيوف سكاكينهم وتوجهوا ناحية خالد الذي تبكم تماما وعندما مسك ابو مازن رأسه يريد ان يقطع النيفه كما قال صرخ خالد
بأعلى صوته
وقام مفزوعا من النوم والا يجد صالح واقفا في راسه
صالح : خالد مالك قول بسم الله تعوذ من الشيطان
تلفت خالد ليجد نفسه انه في القصر فعلا لكن في غرفة شقيقه واخوه ينام قربه .. وقال اخوه
صالح : ما قلت ليك يا خالد ماتنوم مباشرة بعد ما تاكل كبسه كان تطلع تتمشى وترجع تنام .. اهو جاك كابوس ... لكن احكي لي شفت شنو ..
خالد : قال ليك واحد بيحب النيفة السودانية وواحد الكوارع والثالث ام فتفت يا اخوي انا ماشي ما عايز ابيت معاك ..
صالح : يا راجال تعوذ وشنو حكاية النيفة والكوارع .. بعدين الصباح قرب كمل نومك ..
خالد : اكمل نومي ... هو في نوم بعد كدا تاني ... قال نيفه قال ..وخرج مغادرا لقصر فعلا .
قرر خالد ان يقضي عطلة الجمعة بقصر الشيخ الثري مع أخوه صالح الذي يعمل طباخا هناك .. ولكن انشغل في هذه المرة وذهب فجاه دون ان يتصل به ... كان البرد قارصا في ذلك اليوم ... دخل خالد إلى قصر وهو يرتجف من البرد وذهب متوجها مباشرة ناجية غرفة أخوه صالح حتى ينعم بالدفء .. ولكن عندما وصل الغرفة اخبره احد العمال المساعدين من العمالة البنغالية انه أخوه صالح غير موجود اليوم ولقد ذهب الى البر مع ولد الشيخ الكبير .. فكر خالد في نفسه وقال اذا ان فرصة العشاء قد فشلت اليوم .. ودخل الى غرفة اخيه وقرر أي ينام .. ولكن البنغالي لم ينساه ويبدو انه تعود عليه مسبقا بعد قليل احضر له العشاء كالعادة قطعة كبيره من لحم الخروف ( المندي مع الرز ) اكل خالد بنهم شديد .. وبعد ذلك رقد لينام لان الليل تاخر لابد له من ان ينام هنا وخاصة أن البرد يؤشر الى ان الحرارة تجاوزت الصفر نزولا بكثير .. حاول خالد تشغيل التدفئة ولكن يبدو ان المكيف فيه عطل لانه يعمل تبريد فقط .. ولكن أخيرا قرر أن يكتفي بالبطاطين وتدثر بها جيدا ...
لم تسعفه البطاطين بل شعر إن أسنانه تصطك من البرد وغلبه النوم قدر ما تقلب في الفرش .. خرج من تحت الأغطية باحثا عن وسيلة أخرى للتدفئة يضعها فوق البطاطين لم يجد سوى السجادة المفروشة على أرضية الغرفة .. وضعها فوق الأغطية، منحته قليلا من التدفئة ولكن يبدو ان الحرارة تجاوزت الصفر بكثير ان عاد للارتجاف بردا من جديد .. بعد ان استمر الحال كشف الاغطية وفكر ان يبحث يبحث عن وسيلة أخرى ... قام من السرير خرج من الغرفة توجه ناحية المطبخ ربما وجد نارا موقده ونام قربها .. وقد كان مطبخ القصر ضخما بطبيعة الحال ومليئا بقدور الطبخ العملاقة والتي يمكن ان تستوعب جملا بحاله .. والبوتجازات التي لا تتوفر عادة الا في الفنادق والقصور الضخمه .. لم يجد نارا موقده .. ولكن وجد صينية عملاقة في وسط طاوله بالغرفة .. لم يشأ ان يشعل النور حتى لا يثير ريبة احد انما اكتفى بنور تلفونه الذي يحمله ... كانت الصينية مغطاة بغطاء ضخم كالذي يغطى به الذبائح .. كشف الغطاء وجد انه الصينية مليئة بالارز والذي يبدو انه طبخ حديثا لانه كان دافئا جدا .. لم يشاور خالد عقله لان التعب والبرد القارص تمكنا منه .. واخيرا رفع غطاء الارز وقرر ان يرقد هنا حتى يدفا قليلا ومن ثم يعود الى غرفة اخيه ( ولا من شاف ولا من درى ) .. ولكن الدفا مع التعب جعلوه ينام بعمق ... لم يشعر حتى بحركة العمال في اليوم الثاني عندما حملوه داخل الغطاء دون ان يكشفوا الغطاء وادخلوه الى الفرن العملاق لينال مزيدا من التدفئة اللذيذة لدرجة العرق ولكنها كانت ممتعة .. وليحملوه بعد ذلك .. ودون ان يحس هو أيضا بحركتهم الى المجلس .. حيث يجلس الشيخ وضيوفه ...
لم توقظه العبارات التي تتداول في هذا المقام بين الشيخ وضيوفه من نوع ( يالا يسموا يلا حيوا يا أخوان تفضلوا ... حياكم الله )
ليكشف الغطاء ويصحوا خالد على جمع غفير من الناس حوله شاهرين سكاكينهم وكل واحد يحمل صحنا في يده .. في الاول صرخ خالد فزعا من هذا المنظر ... كما جفل بعض الضيوف وولوا هاربين ... وصرخ الشيخ غاضبا ..
(ايش هذا تسوون مقلبا في ضيوفي يا عيال ال..... وشتم وسب وقال لابد من الانتقام والتاديب ) سكت خالد وهو لازال في رقدته يتوسط صينية الارز شلت حركته .. لم يستطع ان ينطق او يبرر ... وفكر وقال في نفسه يعني لو كان النور طافئا كانت توزعت جثته على هذه الاطباق ..
حضر العمال البنغال يرتجفون وقالوا للشيخ
وهم يهزون رؤوسهم يسرة و يمنى كعادتهم في هذه المواقف ( معليش انا في كلام معلم صالح انت في دخل هذه الصينية الفرن بعدين ودي صالة بتاع ضيوف ... وهو ما في كلام افتح غطاء ... نحن ما في معلوم انه في اخو مال صالح جوه طنجره ..)
الشيخ : ايش لون ادخلتوه الفرن وهو التور ما صحى من السخانه
العامل : بابا هو معلم صالح كلام فقط خمسة دقيقة تسخين عشان ما في سوي حريقه اكل ...
خالد متلفتا يندهش من هذا الحوار ... يعني قبل ما يصبح وليمه تم ادخاله الفرن ... الحمد لله هؤلاء كانوا عمال تسخين فقط ..بمعنى لو كانوا طباخين كان تحول هو الى مندي ...
وقال الشيخ اذا صالح هو حب يعمل في ضيوفي المقلب بعد اتفق مع اخوه وانا ساقلب الطاوله على دماغه هو اخوه ...وقال مخاطبا ضيوفه ( عمركم سمعتوا انه الشيخ رجعت سفرته دون ما ياكل منها احد شئ )
ردوا جميعا : ابدا وحاشاك يا شيخ ...
الشيخ : اذا هذه هي الذبيحة قدامكم وكل واحد يقطع الجزء اليحبه .. وايش تحب انت يا شيخ ابو مازن ....
الشيخ : حياك يابو بندر انا بحب لحمة الراس السودانية ترى يقولون كثير طيبة ويسمونها النيفة ... وقال اخر انا ياشيخ بحب (ام فتفت ) وهي كرشة الخروف مع زبدة الفول السوداني ... وانا يا شيخ سمعت عن الكوارع وكثير طيبة ...
الشيخ : يلا اتفضلوا كل واحد يقص الجزء اليحبه ..
وفعلا تناول الضيوف سكاكينهم وتوجهوا ناحية خالد الذي تبكم تماما وعندما مسك ابو مازن رأسه يريد ان يقطع النيفه كما قال صرخ خالد
بأعلى صوته
وقام مفزوعا من النوم والا يجد صالح واقفا في راسه
صالح : خالد مالك قول بسم الله تعوذ من الشيطان
تلفت خالد ليجد نفسه انه في القصر فعلا لكن في غرفة شقيقه واخوه ينام قربه .. وقال اخوه
صالح : ما قلت ليك يا خالد ماتنوم مباشرة بعد ما تاكل كبسه كان تطلع تتمشى وترجع تنام .. اهو جاك كابوس ... لكن احكي لي شفت شنو ..
خالد : قال ليك واحد بيحب النيفة السودانية وواحد الكوارع والثالث ام فتفت يا اخوي انا ماشي ما عايز ابيت معاك ..
صالح : يا راجال تعوذ وشنو حكاية النيفة والكوارع .. بعدين الصباح قرب كمل نومك ..
خالد : اكمل نومي ... هو في نوم بعد كدا تاني ... قال نيفه قال ..وخرج مغادرا لقصر فعلا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق